منتديات شريف سليمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 4 )

    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 4 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:44 pm



    الشاعر امل دنقل

    مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 4 ) 9


    أوتوجراف
    ---------------

    لن أكتب حرفا فيه

    فالكلمة – إن تكتب – لا تكتب

    من أجل الترفيه

    ( و الأوتوجراف الصامت تنهدل الكلمات عليه ،

    تحيّيه

    و تطرّز كلّ مثانيه !

    ماضيك

    و ماضي الأوتوجراف –

    بقايا شوق مشبوه

    بصمات الذكرى فيك ، وفيه

    و خطى العشّاق المحمومه أدمت كلّ دواليه

    لكنّي أطرد كلّ ذباب الماضي عن بابي

    فدعيه

    غيري قد يصبح سطرا من ورق

    يقلّبه من يجهله أو من يدريه

    غيري قد ينبش تابوتا برّاق اللّون

    تعفّن خافيه

    لكنّي أطرد كلّ ذباب الذكرى

    عن غدي المشدوه

    عن ثوبي ، و طعامي ، و فراشي

    عن خطوة تيهى

    .................

    يا أصغر من كلماتي

    لن أكتب فيه

    فخطى العشّاق المحمومة أدمت كلّ دواليه !


    تابع
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 4 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:45 pm

    شبيهتهـا !!
    ------------------

    انتظري !

    ما اسمك ؟

    يا ذات العيون الخضر و الشعر الثري

    أشبهت في تصوّري

    ( بوجهك المدوّر )

    حبيبة أذكرها .. أكثر من تذكّري

    يا صورة لها على المرآة ، لم تكسر

    حبيبتي – مثلك –

    لم تشبه جميع البشر

    عيونها حدائق حافلة بالصور

    أبصرتها اليوم بعينيك

    اللّتين في عمري ..

    طفولة .. منذ اتّزان الخطو لم تنحسر

    ***

    يا ظلّ صيف أخضر

    تصوّري

    كم أشهر و أشهر

    مرّت و لسنا نلتقي

    مرّت .. و لم نخضوضر

    الماس في مناجمي

    مشوّه التبلور

    و الذكريات في دمى

    عاصفة التحرّر

    كرقصة ناريّة من فتيات الغجر

    ................................

    لكنّني حين رأيت الآن صورة لها

    في مهجري

    أيقنت أنّ ماسنا ما زال

    حيّ الجوهر

    و أنّنا سنلتقي

    رغم رياح القدر

    و أنّني في فمك المستضحك المستبشر

    أغنية للقمر

    أغنية ترقص فيها القرويّات

    في ليالي السّمر

    ***

    يا ظلّ صيف أخضر

    تصوّري

    كم أشهر و أشهر

    مغتربا عن العيون الخضر و الشعر الثريّ


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 4 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:46 pm

    العينان الخضراوان
    ----------------------

    العينان الخضراوان

    مروّحتان

    في أروقة الصيف الحرّان

    أغنيتان مسافرتان

    أبحرتا من نايات الرعيان

    بعبير حنان

    بعزاء من آلهة النور إلى مدن الأحزان

    سنتان

    و أنا أبني زورق حبّ

    يمتد عليه من الشوق شراعان

    كي أبحر في العينين الصافيتين

    إلى جزر المرجان

    ما أحلى أن يضطرب الموج فينسدل الجفنان

    و أنا أبحث عن مجداف

    عن إيمان !

    ***

    في صمت " الكاتدرائيات " الوسنان

    صور " للعذراء " المسبّلة الأجفان

    يا من أرضعت الحبّ صلاة الغفران

    و تمطي في عينيك المسبّلتين

    شباب الحرمان

    ردّي جفنيك

    لأبصر في عينيك الألوان

    أهما خضراوان

    كعيون حبيبي ؟

    كعيون يبحر فيها البحر بلا شطآن

    يسأل عن الحبّ

    عن ذكرى

    عن نسيان !

    و العينان الخضراوان

    مروّحتان !


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 4 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:47 pm

    الملهى الصغير
    ----------------------

    لم يعد يذكرنا حتّى المكان !

    كيف هنّا عنده ؟

    و الأمس هان؟

    قد دخلنا ..

    لم تنشر مائدة نحونا !

    لم يستضفنا المقعدان !!

    الجليسان غريبان

    فما بيننا إلاّ . ظلال الشمعدان !

    أنظري ؛

    قهوتنا باردة

    ويدانا - حولها – ترتعشان

    وجهك الغارق في أصباغه

    رسما

    ( ما ابتسما ! )

    في لوحة خانت الرسّام فيها ..

    لمستان !

    تسدل الأستار في المسرح

    فلنضيء الأنوار

    إنّ الوقت حان

    أمن الحكمة أن نبقى ؟

    سدة !!

    قد خسرنا فرسينا في الرهان !

    قد خسرنا فرسينا في الرهان

    مالنا شوط مع الأحلام

    ثان !!

    نحن كنّا ها هنا يوما

    و كان وهج النور علينا مهرجان

    يوم أن كنّا صغارا

    نمتطي صهوة الموج

    إلى شطّ الأمان

    كنت طفلا لا يعي معنى الهوى

    و أحاسيسك مرخاه العنان

    قطّة مغمضة العينين

    في دمك البكر لهيب الفوران

    عامنا السادس عشر :

    رغبة في الشرايين

    و أعواد لدان

    ها هنا كلّ صباح نلتقي

    بيننا مائدة

    تندي .. حنان

    قدمان تحتها تعتنقان

    و يدانا فوقها تشتبكان

    إن تكلّمت :

    ترنّمت بما همسته الشفتان الحلوتان

    و إذا ما قلت :

    أصغت طلعة حلوة

    وابتسمت غمّازتان !

    أكتب الشعر لنجواك

    ( و إن كان شعرا ببغائيّ البيان )

    كان جمهوري عيناك ! إذا قلته : صفّقتا تبتسمان

    و لكن ينصحنا الأهل

    فلا نصحهم عزّ

    و لا الموعد هان

    لم نكن نخشى إذا ما نلتقي

    غير ألاّ نلتقي في كلّ آن

    ليس ينهانى تأنيب أبي

    ليس تنهاك عصا من خيزران !!

    الجنون البكر ولّى

    و انتهت سنة من عمرنا

    أو .. سنتان

    و كما يهدأ عنف النهر

    إنّ قارب البحر

    وقارا .. واتّزان

    هدأ العاصف في أعماقنا

    حين أفرغنا من الخمر الدنان

    قد بلغنا قمّة القمّة

    هل بعدها إلاّ ... هبوط العنفوان

    افترقنا ..

    ( دون أن نغضب )

    لا يغضب الحكمة صوت الهذيان

    ما الذي جاء بنا الآن ؟

    سوى لحظة الجبن من العمر الجبان

    لحظة الطفل الذي في دمنا

    لم يزل يحبو ..

    و يبكو ..

    فيعان !

    لحظة فيها تناهيد الصبا

    و الصبا عهد إذا عاهد : خان

    أمن الحكمة أن نبقى ؟

    سدى

    قد خسرنا فرسينا في الرهان

    ***

    قبلنا يا أخت في هذا المكان

    كم تناجى ، و تناغى عاشقان

    ذهبا

    ثمّ ذهبا

    و غدا ..

    يتساقى الحبّ فيه آخران !

    فلندعه لهما

    ساقيه ..

    دار فيها الماء

    مادار الزمان !!


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 4 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:47 pm

    الأرض .. و الجرح الذي لا ينفتح
    --------------------------------------

    الأرض ما زالت ، بأذنيها دم من قرطها المنزوع ،

    قهقهة اللّصوص تسوق هودجها .. و تتركها بلا زاد ،

    تشدّ أصابع العطش المميت على الرمال

    تضيع صرختها بحمحمة الخيول .

    الأرض ملقاة على الصحراء ... ظامئه ،

    و تلقي الدلو مرّات .. و تخرجه بلا ماء !

    و تزحف في لهيب القيظ ..

    تسأل سمّمه المغول

    و عيونها تخبو من الاعياء ، تستسقي جذور الشوك ،

    تنتظر المصير المرّ .. يطحنها الذبول

    ***

    من أنت يا حارس ؟

    إنّي أنا الحجّاج ..

    عصبّني بالتاج ..

    تشرينها القارس !

    ***

    الأرض تطوى في بساط " النفط " ،

    تحملها السفائن نحو " قيصر " كي تكون إذا تفتّحت

    اللّفائف :

    رقصة .. و هديّة للنار في أرض الخطاه .

    دينارها القصدير مصهور على وجناتها .

    زنّارها المحلول يسأل عن زناة الترك ،

    و السيّاف يجلدها ! و ماذا ؟ بعد أن فقدت بكارتها ..

    و صارت حاملا في عامها الألفيّ من ألفين من عشّاقها !

    لا النيل يغسل عارها القاسي .. و لا ماء الفرات !

    حتّى لزوجة نهرها الدموي ،

    و الأموي يقعى في طريق النبع :

    " .. دون الماء رأسك يا حسين .. "

    و بعدها يتملّكون ، يضاجعون أرامل الشهداء ،

    و لا يتورّعون ، يؤذنّون الفجر .. لم يتطهّروا من رجسهم ،

    فالحقّ مات !

    ***

    هل ثبّت الثّقفيّ

    قناعة المهزوز ؟

    فقد مضى تموز ..

    بوجه العربيّ !

    ***

    أحببت فيك المجد و الشعراء

    لكنّ الذي سرواله من عنكبوت الوهم :

    يمشي في مدائنك المليئة بالذباب

    يسقي القلوب عصارة الخدر المنمّق ،

    و الطواويس التي نزعت تقاويم الحوائط ،

    أوقفت ساعاتها ،

    و تجشّأت بموائد السّفراء ..

    تنتظر النياشين التي يسخو بها السّلطان ..

    فوق أكابر الأغواث منهم !

    يا سماء :

    أكلّ عام : نجمة عربيّة تهوى ..

    و تدخل نجمة برج البرامك ! ؟

    ما تزال موعظ الخصيان باسم الجالسين على الحراب ؟

    و أراك .. و " ابن سلول " بين المؤمنين بوجهه القزحيّ ..

    يسري بالوقيعة فيك ،

    و الأنصار واجمة ..

    و كلّ قريش واجمة ..

    فمن يهديك للرأي الصواب ؟ !

    ***

    ملثّما يخطو ..

    قد شوّهته النار !

    هل يصلح العطار

    ما أفسد النفط ؟

    ***

    لم يبق من شيء يقال .

    يا أرض :

    هل يلد الرجال ؟


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 4 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:48 pm

    لا تصالح
    ----------------

    (1 )

    لا تصالحْ!

    ..ولو منحوك الذهب

    أترى حين أفقأ عينيك

    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

    هل ترى..؟

    هي أشياء لا تشترى..:

    ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،

    حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،

    هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،

    الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..

    وكأنكما

    ما تزالان طفلين!

    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:

    أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

    صوتانِ صوتَكَ

    أنك إن متَّ:

    للبيت ربٌّ

    وللطفل أبْ

    هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟

    أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..

    تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟

    إنها الحربُ!

    قد تثقل القلبَ..

    لكن خلفك عار العرب

    لا تصالحْ..

    ولا تتوخَّ الهرب!

    (2)

    لا تصالح على الدم.. حتى بدم!

    لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ

    أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟

    أقلب الغريب كقلب أخيك؟!

    أعيناه عينا أخيك؟!

    وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك

    بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

    سيقولون:

    جئناك كي تحقن الدم..

    جئناك. كن -يا أمير- الحكم

    سيقولون:

    ها نحن أبناء عم.

    قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

    واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

    إلى أن يجيب العدم

    إنني كنت لك

    فارسًا،

    وأخًا،

    وأبًا،

    ومَلِك!

    (3)

    لا تصالح ..

    ولو حرمتك الرقاد

    صرخاتُ الندامة

    وتذكَّر..

    (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)

    أن بنتَ أخيك "اليمامة"

    زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-

    بثياب الحداد

    كنتُ، إن عدتُ:

    تعدو على دَرَجِ القصر،

    تمسك ساقيَّ عند نزولي..

    فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-

    فوق ظهر الجواد

    ها هي الآن.. صامتةٌ

    حرمتها يدُ الغدر:

    من كلمات أبيها،

    ارتداءِ الثياب الجديدةِ

    من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!

    من أبٍ يتبسَّم في عرسها..

    وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..

    وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،

    لينالوا الهدايا..

    ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)

    ويشدُّوا العمامة..

    لا تصالح!

    فما ذنب تلك اليمامة

    لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،

    وهي تجلس فوق الرماد؟!

    (4)

    لا تصالح

    ولو توَّجوك بتاج الإمارة

    كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟

    وكيف تصير المليكَ..

    على أوجهِ البهجة المستعارة؟

    كيف تنظر في يد من صافحوك..

    فلا تبصر الدم..

    في كل كف؟

    إن سهمًا أتاني من الخلف..

    سوف يجيئك من ألف خلف

    فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة

    لا تصالح،

    ولو توَّجوك بتاج الإمارة

    إن عرشَك: سيفٌ

    وسيفك: زيفٌ

    إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف

    واستطبت- الترف

    (5)

    لا تصالح

    ولو قال من مال عند الصدامْ

    ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."

    عندما يملأ الحق قلبك:

    تندلع النار إن تتنفَّسْ

    ولسانُ الخيانة يخرس

    لا تصالح

    ولو قيل ما قيل من كلمات السلام

    كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟

    كيف تنظر في عيني امرأة..

    أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟

    كيف تصبح فارسها في الغرام؟

    كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام

    -كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام

    وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟

    لا تصالح

    ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام

    وارْوِ قلبك بالدم..

    واروِ التراب المقدَّس..

    واروِ أسلافَكَ الراقدين..

    إلى أن تردَّ عليك العظام!

    (6)

    لا تصالح

    ولو ناشدتك القبيلة

    باسم حزن "الجليلة"

    أن تسوق الدهاءَ

    وتُبدي -لمن قصدوك- القبول

    سيقولون:

    ها أنت تطلب ثأرًا يطول

    فخذ -الآن- ما تستطيع:

    قليلاً من الحق..

    في هذه السنوات القليلة

    إنه ليس ثأرك وحدك،

    لكنه ثأر جيلٍ فجيل

    وغدًا..

    سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،

    يوقد النار شاملةً،

    يطلب الثأرَ،

    يستولد الحقَّ،

    من أَضْلُع المستحيل

    لا تصالح

    ولو قيل إن التصالح حيلة

    إنه الثأرُ

    تبهتُ شعلته في الضلوع..

    إذا ما توالت عليها الفصول..

    ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)

    فوق الجباهِ الذليلة!

    (7)

    لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم

    ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..

    كنت أغفر لو أنني متُّ..

    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.

    لم أكن غازيًا،

    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم

    لم أمد يدًا لثمار الكروم

    لم أمد يدًا لثمار الكروم

    أرض بستانِهم لم أطأ

    لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!

    كان يمشي معي..

    ثم صافحني..

    ثم سار قليلاً

    ولكنه في الغصون اختبأ!

    فجأةً:

    ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..

    واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!

    وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ

    فرأيتُ: ابن عمي الزنيم

    واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم

    لم يكن في يدي حربةٌ

    أو سلاح قديم،

    لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

    (8)

    لا تصالحُ..

    إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:

    النجوم.. لميقاتها

    والطيور.. لأصواتها

    والرمال.. لذراتها

    والقتيل لطفلته الناظرة

    كل شيء تحطم في لحظة عابرة:

    الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ

    وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة

    كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة

    والذي اغتالني: ليس ربًا..

    ليقتلني بمشيئته

    ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته

    ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة

    لا تصالحْ

    فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..

    (في شرف القلب)

    لا تُنتقَصْ

    والذي اغتالني مَحضُ لصْ

    سرق الأرض من بين عينيَّ

    والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

    (9)

    لا تصالح

    ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ

    والرجال التي ملأتها الشروخ

    هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم

    وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ

    لا تصالح

    فليس سوى أن تريد

    أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد

    وسواك.. المسوخ!

    (10)

    لا تصالحْ

    لا تصالحْ


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 4 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:49 pm

    الفارس
    -------------

    لا تنتظري أن يبتسم العابس

    فالفارس ليس الفارس

    مدي بإنائكِ

    عبر السلك الشائكِ

    مدي طرف ردائكِ

    حتى يصنع منه للقلب ضمادا

    ويسد شقوق البرد القارس

    تتوالى كل فصول العام على القلب الباكي

    لم يستر روحه عبر الأشواك سوى رؤياكِ

    فعيناكِ الفردوسان: هما الفصل الخامس

    عيناكِ هما

    آخرنهر ٍ يسقيه

    آخر بيت يأويه

    آخر زاد في التيه

    آخر عراف يستفتيه

    فأريحيه

    أريحيه على الحجر البارد

    ليرتاح قليلا

    فلقد سار طويلا

    وقفي كملاك الحب الحارس

    حتى لا يفجئه الموت

    قفي كملاك الحب الحارس


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 4 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:49 pm

    الخيول
    -----------

    (1)

    الفتوحات فى الأرض – مكتوبة بدماء الخيول

    وحدودُ الممالك

    رسمتها السنابك

    والركابان : ميزان عدل يميل مع السيف

    حيث يميل

    ***

    اركضى أو قفى الآن .. أيتها الخيلُ :

    لستِ المغيرات صبحا

    ولا العاديات – كما قيل – ضبحا

    ولاخضرة فى طريقك تُمحى

    ولاطفل أضحى

    إذا مامررت به ... يتنحَّى

    وهاهى كوكبة الحرس الملكى..

    تجاهد أن تبعث الروح فى جسد الذكريات

    بدقِّ الطبول

    اركضى كالسلاحف

    نحو زوايا المتاحف..

    صيرى تماثيل من حجرٍ فى الميادين

    صيرى أراجيح من خشبٍ للصغار – الرياحين

    صيرى فوارس حلوى بموسمك النبوى

    وللصبية الفقراء حصاناً من الطينِ

    صيرى رسوماً ... ووشماً

    تجف الخطوط به

    مثلما حفَّ – فى رئتيك – الصهيل !

    (2)

    كانت الخيلُ - فى البدءِ – كالناس

    برِّيَّةً تتراكضُ عبر السهول

    كانت الخيلُ كالناس فى البدءِ

    تمتلكُ الشمس والعشب

    والملكوتِ الظليل

    ظهرها... لم يوطأ لكى يركب القادة الفاتحون

    ولم يلنِ الجسدُ الحُرُّ تحت سياطِ المروِّض

    والفمُ لم يمتثل للجام

    ولم يكن ... الزاد بالكاد

    لم تكن الساق مشكولة

    والحوافر لم يك يثقلها السنبك المعدنى الصقيل

    كانت الخيلُ برِّيَّة

    تتنفس حرية

    مثلما يتنفسها الناس

    فى ذلك الزمن الذهبى النبيل

    ***

    اركضى ... أو قفى

    زمنٌ يتقاطعُ

    واخترتِ أن تذهبى فى الطريق الذى يتراجعُ

    تنحدرُ الشمس

    ينحدرُ الأمس

    تنحدر الطرق الجبلية للهوَّة اللانهائية

    الشهب المتفحمة

    الذكريات التى أشهرت شوكها كالقنافذِ

    والذكريات التى سلخ الخوفُ بشرتها

    كل نهر يحاول أن يلمس القاع –

    كل الينابيع إن لمست جدولاً من جداولها

    تختفى

    وهى ... لاتكتفى

    فاركضى أو قفى

    كل دربٍ يقودك من مستحيل إلى مستحيل !!

    (3)

    الخيولُ بساط على الريح

    سار – على متنه – الناسُ للناسِ عبر المكان

    والخيولُ جدارٌ به انقسم

    الناس صنفين :

    صاروا مشاةً وركبان

    والخيول التى انحدرت نحو هوة نسيانها

    حملت معها جيل فرسانها

    تركت خلفها : دمعة الندى الأبدى

    وأشباح خيل

    وأشباه فرسان

    ومشاةٍ يسيرون- حتى النهاية – تحت ظلال الهوان

    أركضى للقرار

    واركضى أو قفى فى طريق الفرار

    تتساوى محصلة الركض والرفض فى الأرض

    ماذا تبقى لكِ الآن ؟ ماذا ؟

    سوى عرقٍ يتصببُ من تعبٍ

    يستحيل دنانير من ذهبٍ

    فى جيوب هواةِ سلالاتك العربية

    فى حلبات المراهنةِ الدائرية

    فى نزهة المركبات السياحية المشتهاة

    وفى المتعة المشتراة

    وفى المرأة الأجنبية تعلوكِ فى ظلالِ أبى الهول

    ( هذا الذى كسرت أنفه *** لعنة الإنتظار الطويل )

    إستدارت – إلى الغربِ – مزولة الوقت

    صارتِ الخيلُ ناساً تسيرُ إلى هوَّةِ الصمت

    بينما الناسُ خيلٌ تسيرُ إلى هوَّةِ الموت !!



      الوقت/التاريخ الآن هو 25/11/2024, 10:16 pm