منتديات شريف سليمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:26 pm



    الشاعر امل دنقل

    مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 ) 9


    سفر ألف دال
    -------------------

    (الإصحاح الأول)

    القِطاراتُ ترحلُ فوق قضيبينِ: ما كانَ ما سيكُونْ!

    والسماءُ: رمادٌ;.. به صنعَ الموتُ قهوتَهُ,

    ثم ذَرّاه كي تَتَنَشَّقَه الكائناتُ,

    فينسَلّ بينَ الشَّرايينِ والأفئِده.

    كلُّ شيءٍ - خلال الزّجاج - يَفِرُّ:

    رذاذُ الغبارِ على بُقعةِ الضَّوءِ,

    أغنيةُ الرِّيحِ,

    قَنْطرةُ النهرِ,

    سِربُ العَصافيرِ والأعمِدهْ.

    كلُّ شيءٍ يفِرُّ,

    فلا الماءُ تُمسِكُه اليدُ,

    والحُلْمُ لا يتبقَّى على شُرفاتِ العُيونْ.

    ***

    والقطاراتُ تَرحلُ, والراحلونْ..

    يَصِلُونَ.. ولا يَصلُونْ!

    (الإصحاح الثاني)

    سنترال:

    أعطِ للفتياتِ

    - اللواتي يَنَمْنَ الى جانب الآلةِ الباردةِ -

    (شارداتِ الخيالْ)

    رقمي; رقمَ الموتِ; حتى أجيءَ الى العُرْسِ..

    ذي الليلةِ الواحِدهْ!

    أَعطِه للرجالْ..

    عِندما يلثُمُون حَبيباتهم في الصَّباحِ, ويرتحلونَ

    الى جَبَهاتِ القِتالْ!!

    (الإصحاح الثالث)

    الشُهورُ: زُهُورٌ; على حافَةِ القَلبِ تَنْمو.

    وتُحرقُها الشَّمسُ ذاتُ العُيون الشَّتائيَّةِ المُطفأهْ.

    ***

    زهرةٌ في إناءْ

    تتوهَّجُ - في أوَّلِ الحبِّ - بيني وبينَكِ..

    تُصبحُ طفلاً.. وأرجوحةً.. وامرأة.

    زهرةً في الرِّداء

    تَتَفَتَّحُ أوراقُها في حَياءْ

    عندما نَتَخَاصرُّ في المشْيةِ الهادِئه.

    زهرةُ من غِناء

    تَتَورَّدُ فوق كَمنجاتِ صوتكِ

    حين تفاجئكِ القُبلةُ الدافِئه.

    زهرةٌ من بُكاء

    تتجمَّدُ - فوقَ شُجيرةِ عينيكِ - في لحظاتِ الشِّجارِ الصغيرةِ,

    أشواكُها: الحزنُ.. والكِبرياءْ.

    زهرةٌ فوق قبرٍ صغيـرْ

    تنحني; وأنا أتحاشى التطلعَ نحوكِ..

    في لحظات الودَاعِ الأَخيرْ.

    تَتَعرَّى; وتلتفُّ بالدَّمعِ - في كلِّ ليلٍ - إذا الصَّمتُ جاءْ.

    لم يَعُدْ غيرُها.. من زهورِ المسَاء

    هذه الزهرةُ - اللؤلؤه!

    (الإصحاح الرابع)

    تحبلُ الفتياتْ

    في زيارات أعمامِهنَّ الى العائله.

    ثم.. يُجْهِضُهُنَّ الزحامُ على سُلَّم "الحافِله"

    وترام الضَّجيج!

    ***

    تذهبُ السَّيداتْ

    ليُعَالجْنَ أسنانَهنَّ فَيُؤْمِنَّ بالوحْدَة الشامله!

    ويُجِدْنَ الهوى بلِسانِ "الخليج"!

    ***

    يا أبانا الذي صارَ في الصَّيدليَّات والعُلَبِ العازله

    نجّنا من يدِ "القابِلهْ"

    نَجنّا.. حين نقضُم - في جنَّة البؤسِ - تفّاحَةَ العَربات وثيابِ الخُروجْ!!

    (الإصحاح الخامس)

    تصْرخين.. وتخترقينَ صُفوفَ الجُنودْ.

    نتعانقُ في اللحظاتِ الأخيرةِ,..

    في الدرجاتِ الأخيرةِ.. من سلّم المِقصلَهْ.

    أتحسَّسُ وجهَكِ!

    (هل أنت طِفلتيَ المستحيلةُ أم أمِّيَ الأرملةْ?)

    أتحسسُ وجهَكِ!

    (لمْ أكُ أعمى;.

    ولكنَّهم أرفقُوا مقلتي ويدي بمَلَفِّ اعترافي

    لتنظرَه السلُطاتُ..

    فتعرفَ أنِّيَ راجعتهُ كلمةً.. كلمةً..

    ثم وَقَّعتُهُ بيدي..

    - ربما دسَّ هذا المحقِّقُ لي جملةً تنتهي بي الى الموتِ!

    لكنهمْ وعدوا أن يُعيدوا اليَّ يديَّ وعينيَّ بعدَ

    انتهاءِ المحاكمة العادِلهْ!)

    زمنُ الموتِ لا ينتهي يا ابنتي الثاكلهْ

    وأنا لستُ أوَّلَ من نبَّأ الناسَ عن زمنِ الزلزلهْ

    وأنا لستُ أوَّلَ من قال في السُّوقِ..

    إن الحمامةَ - في العُشِّ - تحتضنُ القنبلهْ!.

    قَبّلبيني;.. لأنقلَ سرِّي الى شفتيك,

    لأنقل شوقي الوحيد

    لك, للسنبله,

    للزُهور التي تَتَبرْعمُ في السنة المقبلهْ

    قبّليني.. ولا تدْمعي..

    سُحُبُ الدمعِ تَحجبني عن عيونِك..

    في هذه اللَّحظةِ المُثقله

    كثُرتْ بيننا السُّتُرُ الفاصِله

    لا تُضيفي إليها سِتاراً جديدْ!

    (الإصحاح السادس)

    كان يجلسُ في هذه الزاويهْ.

    كان يكتبُ, والمرأةُ العاريهْ

    تتجوَّل بين الموائِدِ; تعرضُ فتنتَها بالثَّمنْ.

    عندما سألَتْه عَن الحَربِ;

    قال لها..

    لا تخافي على الثروةِ الغاليهْ

    فعَدوُّ الوطنْ

    مثلُنا.. يخْتتنْ

    مثلنا.. يعشقُ السّلَعَ الأجنبيَّهْ,

    يكره لحمَ الخنازيرِ,

    يدفعُ للبندقيَّةِ.. والغانيهْ!

    .. فبكتْ!

    كان يجلسُ في هذه الزّاويهْ.

    عندما مرَّت المرأةُ العاريهْ

    ودعاها; فقالتْ له إنها لن تُطيل القُعودْ

    فهي منذُ الصباحِ تُفَتّشُ مُستشفياتِ الجُنودْ

    عن أخيها المحاصرِ في الضفَّةِ الثانيهْ

    (عادتِ الأرضُ.. لكنَّه لا يعودْ!)

    وحكَتْ كَيف تحتملُ العبءَ طِيلة غربتهِ القاسيهْ

    وحكتْ كيفَ تلبسُ - حين يجيءُ - ملابسَها الضافيهْ

    وأرَتْهُ لهُ صورةً بين أطفالِهِ.. ذاتَ عيد

    .. وبكت!!

    (الإصحاح السابع)

    أشعر الآنَ أني وحيدٌ;..

    وأن المدينةَ في الليلِ..

    (أشباحَها وبناياتِها الشَّاهِقه)

    سُفنٌ غارقه

    نهبتْها قراصنةُ الموتِ ثم رمتْها الى القاعِ.. منذُ سِنينْ.

    أسندَ الرأسَ ربَّانُها فوقَ حافتِها,

    وزجاجةُ خمرٍ مُحطّمةٌ تحت أقدامهِ;

    وبقايا وسامٍ ثمين.

    وتشَبَّث بحَّارةُ الأمسِ فيها بأعمدةِ الصَّمتِ في الأَروِقه

    يتسلَّل من بين أسمالِهم سمكُ الذكريات الحزينْ.

    وخناجرُ صامتهٌ,..

    وطحالبُ نابتهٌ,

    وسِلالٌ من القِططِ النافقه.

    ليس ما ينبضُ الآنَ بالروحِ في ذلك العالمِ المستكينْ

    غير ما ينشرُ الموجُ من عَلَمٍ.. (كان في هبّةِ الريحِ)

    والآن يفركُ كفَّيْهِ في هذه الرُّقعةِ الضيِّقه!

    سَيظلُّ.. على السَّارياتِ الكَسيرةِ يخفقُ..

    حتى يذوبَ.. رويداً.. رويداً..

    ويصدأُ فيه الحنينْ

    دون أن يلثمَ الريحَ.. ثانيةً,

    أو.. يرى الأرضَ,

    أو.. يتنهَّدَ من شَمسِها المُحرِقه!

    (الإصحاح الثامن)

    آهِ.. سَيدتي المسبلهْ.

    آه.. سيدةَ الصّمتِ واللفتاتِ الوَدودْ.

    ***

    لم يكنْ داخلَ الشقَّةِ المُقفله

    غيرُ قطٍ وحيدْ.

    حين عادت من السُّوق تحملُ سلَّتها المُثقله

    عرفتْ أن ساعي البريدْ

    مَرَّ..

    (في فُتحةِ البابِ..

    كان الخِطابُ,

    طريحاً..

    ككلبِ الشَّهيدْ!)

    .. قفز القِطٌ في الولوله!

    قفزت من شبابيكِ جيرانِها الأَسئِله

    آه.. سيدةَ الصمتِ والكلماتِ الشَّرُودْ

    آه.. أيتُها الأَرملَه!

    (الإصحاح التاسع)

    دائماً - حين أمشي - أرى السُّتْرةَ القُرمزيَّةَ

    بينَ الزحام.

    وأرى شعرَكِ المتهدِّلَ فوقَ الكتِف.

    وأرى وجهَك المتبدِّلَ..

    فوق مرايا الحوانيتِ,

    في الصُّور الجانبيَّةِ,

    في لفتاتِ البناتِ الوحيداتِ,

    في لمعانِ خدودِ المُحبين عندَ حُلول الظلامْ.

    دائماً أتحسَّسُ ملمَسَ كفِّك.. في كلِّ كفّ.

    المقاهي التي وهبَتْنَا الشَّرابَ,

    الزوايا التي لا يرانا بها الناس,

    تلكَ الليالي التي كانَ شعرُكِ يبتلُّ فيها..

    فتختبيئينَ بصدري من المطرِ العَصَبي,

    الهدايا التي نتشاجرُ من أجلِها,

    حلقاتُ الدخانِ التي تتجَمَّعُ في لحظاتِ الخِصام

    دائماً أنتِ في المُنتصف!

    أنتِ بيني وبين كِتابي,

    وبيني وبينَ فراشي,

    وبيني وبينَ هدُوئي,

    وبيني وبينَ الكَلامْ.

    ذكرياتُكِ سِّجني, وصوتكِ يجلِدني

    ودمي: قطرةٌ - بين عينيكِ - ليستْ تجِفْ!

    فامنحيني السَّلام!

    امنحيني السَّلامْ!

    (الإصحاح العاشر)

    الشوارعُ في آخرِ اللّيل... آه..

    أراملُ متَّشحاتٌ.. يُنَهْنِهْنَ في عَتباتِ القُبورِ - البيوتْ.

    قطرةً.. قطرةً; تتساقطُ أدمُعُهنَّ مصابيحَ ذابلةً,

    تتشبث في وجْنةِ الليلِ, ثم.. تموتْ!

    الشوارعُ - في آخر الليلِ - آه..

    خيوطٌ من العَنْكبوتْ.

    والمَصابيحُ - تلكَ الفراشاتُ - عالقةٌ في مخالبِها,

    تتلوَّى.. فتعصرها, ثم تَنْحَلُّ شيئاً.. فشيئا..

    فتمتصُّ من دمها قطرةً.. قطرةً;

    فالمصابيحُ: قُوتْ!

    الشوارعُ - في آخرِ الليلِ - آه..

    أفاعٍ تنامُ على راحةِ القَمرِ الأبديّ الصَّموتْ

    لَمَعانُ الجلودِ المفضَّضةِ المُسْتَطيلةِ يَغْدُو.. مصابيحَ..

    مَسْمومةَ الضوءِ, يغفو بداخلِها الموتُ;

    حتى إذا غَرَبَ القمرُ: انطفأتْ,

    وغَلى في شرايينها السُّمُّ

    تَنزفُه: قطرةً.. قطرةً; في السُكون المميتْ!

    وأنا كنتُ بينَ الشوارعِ.. وحدي!

    وبين المصابيحِ.. وحدي!

    أتصبَّبُ بالحزنِ بين قميصي وجِلْدي.

    قَطرةً.. قطرةً; كان حبي يموتْ!

    وأنا خارجٌ من فراديسِهِ..

    دون وَرْقَةِ تُوتْ!


    تابع
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:27 pm

    سفر الخروج
    ----------------

    (أغنية الكعكة الحجرية)

    (الإصحاح الأول)

    أيها الواقِفونَ على حافةِ المذبحهْ

    أَشهِروا الأَسلِحهْ!

    سَقطَ الموتُ; وانفرطَ القلبُ كالمسبحَهْ.

    والدمُ انسابَ فوقَ الوِشاحْ!

    المنَازلُ أضرحَةٌ,

    والزنازن أضرحَةٌ,

    والمدَى.. أضرِحهْ

    فارفَعوا الأسلِحهْ

    واتبَعُوني!

    أنا نَدَمُ الغَدِ والبارحهْ

    رايتي: عظمتان.. وجُمْجُمهْ,

    وشِعاري: الصَّباحْ!

    (الإصحاح الثاني)

    دَقت الساعةُ المُتعبهْ

    رَفعت أمُّه الطيبهْ

    عينَها..!

    (دفعتهُ كُعُوبُ البنادقِ في المركَبه!)

    دقتِ السَّاعةُ المتْعبه

    نَهَضتْ; نَسَّقتْ مكتبه..

    (صَفعته يَدٌ..

    - أَدخلتْهُ يدُ اللهِ في التجرُبه!)

    دقَّت السَّاعةُ المُتعبه

    جَلسَت أمهُ; رَتَقَتْ جوربهْ...

    (وخزنةُ عُيونُ المُحقَّقِ..

    حتى تفجّر من جلدِه الدَّمُ والأجوبه!)

    دقَّتِ السَّاعةُ المتعبهْ!

    دقَّتِ السَّاعة المتعبهْ!

    (الإصحاح الثالث)

    عِندما تهبطينَ على سَاحةِ القَومِ, لا تَبْدئي بالسَّلامْ.

    فهمُ الآن يقتَسِمون صغارَك فوقَ صِحَافِ الطعام

    بعد أن أشعَلوا النارَ في العشِّ..

    والقشِّ..

    والسُّنبلهْ.!

    وغداً يذبحونكِ..

    بحثاً عن الكَنزِ في الحوصله!

    وغداً تَغْتَدي مُدُنُ الألفِ عامْ.!

    مدناً.. للخِيام!

    مدناً ترتقي دَرَجَ المقصلهْ!

    (الإصحاح الرابع)

    دقّتِ الساعةُ القاسيهْ

    وقفوا في ميادينها الجهْمةِ الخَاويهْ

    واستداروا على دَرَجاتِ النُّصُبْ

    شجراً من لَهَبْ

    تعصفُ الريحُ بين وُريقاتِه الغضَّةِ الدانيه

    فَيئِنُّ: "بلادي.. بلادي"

    (بلادي البعيدهْ!)

    دقت الساعةُ القاسيهْ

    "انظروا.."; هتفتْ غانيهْ

    تتلوى بسيارة الرقَمِ الجُمركيِّ;


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:27 pm

    صفحات من كتاب الصيف والشتاء
    ---------------------------------------

    1 - حمامة

    حين سَرَتْ في الشارعِ الضَّوضاءْ

    واندفَعَتْ سيارةٌ مَجنونةُ السَّائقْ

    تطلقُ صوتَ بُوقِها الزاعقْ

    في كبدِ الأَشياءْ:

    تَفَزَّعَتْ حمامةٌ بيضاءْ

    (كانت على تمثالِ نهضةِ مصرْ..

    تَحْلُمُ في استِرخاءْ)

    طارتْ, وحطَّتْ فوقَ قُبَّةِ الجامعةِ النُّحاسْ

    لاهثةً, تلتقط الأَنفاسْ

    وفجأةً: دندنتِ الساعه

    ودقتِ الأجراسْ

    فحلَّقتْ في الأُفْقِ.. مُرتاعهْ!

    أيتُها الحمامةُ التي استقرَّتْ

    فوقَ رأسِ الجسرْ

    (وعندما أدارَ شُرطيُّ المرورِ يَدَهُ..

    ظنتُه ناطوراً.. يصدُّ الطَّيرْ

    فامتَلأتْ رعباً!)

    أيتها الحمامةُ التَّعبى:

    دُوري على قِبابِ هذه المدينةِ الحزينهْ

    وأنشِدي للموتِ فيها.. والأسى.. والذُّعرْ

    حتى نرى عندَ قُدومِ الفجرْ

    جناحَكِ المُلقى..

    على قاعدةِ التّمثالِ في المدينهْ

    .. وتعرفين راحةَ السَّكينهْ!


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:28 pm

    فقرات من كتاب الموت
    ------------------------------

    - 1 -

    كلَّ صَباح..

    أفتحُ الصنبورَ في إرهاقْ

    مُغتسِلاً في مائِه الرقْراقْ

    فيسقُطُ الماءُ على يدي.. دَمَا!

    وعِندما..

    أجلسُ للطّعام.. مُرغما:

    أبصرُ في دوائِر الأطباقْ

    جماجِماً..

    جماجِماً..

    مفغورةَ الأفواهِ والأَحداقْ!!

    - 2 -

    أحفظُ رأسي في الخزائنِ الحديديّهْ

    وعندما أبدأُ رِحلتي النهاريّة

    أحمل في مكانِها.. مذياعا!

    (أنشرُ حوليَ البياناتِ الحماسيّةَ.. والصُّدَاعا)

    وبعد أن أعودَ في خِتامِ جولتي المسائيّة

    أحملُ في مكان رأسي الحقيقيّه:

    .. قنّينيةَ الخمرِ الزُجاجيّه!

    أعودُ مخموراً الى بيتيَ..

    في الليلِ الأخيرْ

    يوقفُني الشرْطيُّ في الشّارع.. للشُّبْهه

    يوقفُني.. برهه!

    وبعد أن أرشُوَهُ.. أواصل المسير!


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:28 pm

    خمس أغنيات إلى حبيبتي..!
    -----------------------------

    على جناح طائر

    مسافر..

    مسافر..

    تأتيك خمس أغنيات حب

    تأتيك كالمشاعر الضريرة

    من غربة المصب

    إليك: يا حبيبتي الاميره

    الأغنية الأولى

    مازلت أنت.....أنت

    تأتلقين يا وسام الليل في ابتهال صمت

    لكن أنا ،

    أنا هنـــــــا:

    بلا (( أنا ))

    سألت أمس طفلة عن اسم شارع

    فأجفلت..........ولم ترد

    بلا هدى أسير في شوارع تمتد

    وينتهي الطريق إذا بآخـر يطل

    تقاطعُ ،

    تقاطع

    مدينتي طريقها بلا مصير

    فأين أنت يا حبيبتي

    لكي نسير

    معا......،

    فلا نعود،

    لانصل.

    الأغنية الثانية

    تشاجرت امرأتان عند باب بيتنا

    قولهما علي الجدران صفرة انفعال

    لكن لفظا واحدا حيرني مدلوله

    قالته إحداهن للأخرى

    قالته فارتعشت كابتسامة الأسرى

    تري حبيبتي تخونني

    أنا الذي ارش الدموع ..نجم شوقنا

    ولتغفري حبيبتي

    فأنت تعرفين أن زمرة النساء حولنا

    قد انهدلت في مزلق اللهيب المزمنة

    وانت يا حبيبتي بشر

    في قرننا العشرين تعشقين أمسياته الملونة

    قد دار حبيبتي بخاطري هذا الكدر

    لكني بلا بصر:

    أبصرت في حقيبتي تذكارك العريق

    يضمنا هناك في بحيرة القمر

    عيناك فيهما يصل ألف رب

    وجبهة ماسية تفنى في بشرتها سماحة المحب

    أحسست أني فوق فوق أن اشك

    وأنت فوق كل شك

    وإني أثمت حينما قرأت اسم ذلك الطريق

    لذا كتبت لك

    لتغفري

    الأغنية الثالثة

    ماذا لديك يا هوى

    اكثر مما سقيتني

    اقمت بها بلا ارتحال

    حبيبتي: قد جاءني هذا الهوى

    بكلمة من فمك لذا تركته يقيم

    وظل ياحبيبتي يشب

    حتى يفع

    حتى غدا في عنفوان رب

    ولم يعد في غرفتي مكان

    ما عادت الجدران تتسع

    حطمت يا حبيبتي الجدران

    حملته ، يحملني ،

    الى مدائن هناك خلف الزمن

    اسكرته ، اسكرني

    من خمرة أكوابها قليلة التوازن

    لم افلت

    من قبضة تطير بي الى مدى الحقيقة

    بأنني أصبت،....اشتاق يا حبيبتي


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:29 pm

    الآخرون دائماً
    ---------------------

    لا تنظروا لي هكذا ،

    إني أخاف..

    لست أنا الذي سحقت الخصب في أطفالكم ،

    جعلتهم خصيان

    لست أن الذي نبشت القبر ،

    كي أضاجع الجثمان

    لست أنا الذي اختلست ليلة

    لدى عشيقة الملك

    فلتبحثوا عمن سيدلي باعتراف

    الآخــــــــريــــــــن

    ( 1 )

    هذا الصبي في فراشه اضطجع

    وفي كتاب أحمر الغلاف

    تجمدت عيناه في سطور :

    ***

    ((...وفجأة....ساد الظلام ...))

    (( غالب لوبين نفسه......))

    (( أشهر روجر مسدسة:

    هل أطلق الرصاص بوبين ...))

    (( ..ومزق الرصاص هدأة السكون ..))

    (( صوت ارتطام جسم في الظلام ..))

    (( صوت محرك يدور في نهاية الطريق ..))

    .....وهب من فراشه يطارد الشبح

    فشبح رأسه في قائم السرير..

    تحسس الدماء في جبهته،

    ثم انبطح

    ليطلق الرصاص خلف المجرمين..

    ( 2 )

    صديقتي .. شدت على يدي ،

    وقالت: لن أجيء غرفتك

    لا بد أن نبقى معا إلى الأبد..

    ولم أرد

    لأن ثوب العرس في معارض الأزياء

    نجمة تدور في سراب

    لم أزل أدق بابا بعد باب..

    وخطوتي تنهيدة،

    وأعيني ضباب..

    حتى وصلت غرفتي في آخر المطاف

    وهرتي تلد..

    مواؤها عذاب أثنى ليلة المخاض

    أنثى وحيدة تلد..

    وأخلد الجيران للسكون

    وقطهم جاف على نافذة بين

    يلعق في فروته الناصعة البياض

    يلعق عن فروته عذاب هرتى المتحد

    .. سعت إليه ذات ليلة،

    ولم تسله ثوباً للزفاف

    لأن ثوب العرس في معارض الأزياء

    نجمة تدور في سراب

    (3)

    بلقيس ألهبت سليمان الحكيم

    أنثى رمت بساطها المضياف للنجوم

    لكن سليمان الحكيم..

    يقتل غيلة أمير الجند

    لأنه يريد أن يبنى بزوجة الأمير

    وزوجة الأمير تغتال ابن بلقيس الصغير

    لأنها تريد أن يكون طفلها ولي العهد

    لكن ولي العهد قال لي

    بأنه حين يفع

    بلقيس راودته ذات ليلة عن نفسها

    لم يستطع

    أن يمتنع

    ..كانت غلالة من الحرير

    تهتز فوق مشجب المساء

    سألته:

    هل تستطيع يا صديقي الإفشاء

    عن ابن بلقيس ..أبوه من يكون؟

    قال: أنا ما قلت شيئا،

    ما فعلت شى

    الآخرون.........................

    ***

    لأنني أخاف

    لا تنظروا لى هكذا،..فالآخرون

    هم الذين يفعلون


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:30 pm

    الزيارة
    --------------

    يقال لم يجئ..

    وقيل: لا .. بل جاء بالأمس

    واستقبلته في المطار بعثة الشرف

    وأطلقوا عشرين طلقة- لدى وصوله-

    وطلقة..في كبد الشمس

    (لذا فإن الشمس لم تشرق علينا ذلك الصباح)

    *

    .. وقيل.. قيل إنه بعد مجئيه انصرف!

    فلم يطب له المقام.

    وقيل معشوقته هى التى لم ترض بالمقام

    ثارت.. لأن كلبها الأثير لم يحتمل الحر..

    فعافت نفسه الطعام

    (أصدرت السلطات مرسوماً بأن يكف الطقس عن حرارته!!

    لذا فإن الشمس لم تشرق علينا هذا الصباح)

    *

    من منكم الذي رأى صورته تنشر في صدارة الصحف

    يقال إن أذنه مقطوعة الصوان!

    هل شظيه في الحرب؟!

    هل خنجر لأمرأة غيور؟

    أم.. شده سيده منها مؤنباً..

    ما فاقتلعتها يده في الجذب؟!

    وقيل إن أنفه ملتهب من الشراب

    ويدمن النساء في نداوة الشباب

    (فهومن الفرسان في هذا المجال:

    قرر أن ينضم باسم شعبة للأمم المتحده..

    حين رأى موظفاتها بديعات الجمال ! )

    أنّى مشى..تحوطه حاشيه من النساء

    يكسفن وجه الشمس أو يخسفن القمر

    (لذا فإن الشمس لم تشرق علينا هذا الصباح )

    ***

    ظللتُ أصغي للذي يشيع

    حتى تهدلت على أذني أقاويل الوشاة

    لكنني...حين أويت في نهاية المساء

    عثرت في الراديو على محطة تغدق فوقه الثناء

    تقول عنه..انه لولاه..ما تساقط المطر

    ولا تبلور الندى...ولا تنفس الشجر

    ولا تدفأت عاصفير الشتاء

    ..كان المذيع لاينأى يقول

    يصفه بأنه حامي حمى الدين المنيع

    وانه ينهج في حياته نهج الرسول

    ****

    ترى ..أكان صدقا ما تتناقل الشفاه ؟!؟

    أم كان صدقا مايقوله المذيع؟!؟


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:30 pm

    إلى صديقة دمشقية
    ------------------------

    إذا سباكِ قائدُ التتار

    وصرتِ محظية..

    فشد شعرا منك سعار

    وافتض عذرية..

    واغرورقت عيونك الزرق السماوية

    بدمعة كالصيف ، ماسية

    وغبت في الأسوار ،

    فمن ترى فتح عين الليل بابتسامة النهار؟

    ***

    مازلتِ رغم الصمت والحصار

    أذكر عينيك المضيئتين من خلف الخمار

    وبسمة الثغر الطفولية..

    أذكر أمسياتنا القصار

    ورحلة السفح الصباحية

    حين التقينا نضرب الأشجار

    ونقذف الأحجار

    في مساء فسقية !

    ****

    قلتِ – ونحن نسدل الأستار

    في شرفة البيت الأمامية:

    لاتبتعد عني

    انظرْ إلى عيني

    هل تستحق دمعةً من أدمع الحزن؟

    ولم أجبكِ، فالمباخر الشآمية

    والحب والتذكار

    طغت على لحني

    لم تبق مني وهم ، أغنية !

    وقلتُ ، والصمت العميق تدقه الأمطار

    على الشوارع الجليدية:

    عدتُ إليك..بعد طول التيه في البحار

    أدفن حزني في عبير الخصلات الكستنائية

    أسير في جناتك الخضر الربيعية

    أبلٌ ريق الشوق من غدرانها ،

    أغسل عن وجهي الغبار!!

    نافحتُ عنك قائد التتار

    رشقتُ في جواده..مدية

    لكنني خشيت أن تَمسّكِ الأخطار

    حين استحالت في الدجى الرؤية

    لذا استطاع في سحابة الغبار

    ان يخطف العذراء....تاركا على يدي الأزرار

    كالوهم ، كالفريه !

    .......... ............ .........

    (......ما بالنا نستذكر الماضي ، دعي الأظفار...

    لا تنبش الموتى ، تعرى حرمة الأسرار.....)

    ****

    يا كم تمنت زمرة الأشرار

    لو مزقوا تنورة في الخصر...بُنيّة

    لو علموك العزف في القيثار

    لتطربيهم كل امسية

    حتى إذا انفضت أغنياتك الدمشقية

    تناهبوك ؛ القادة الأقزام..والأنصار

    ثم رموك للجنود الانكشارية

    يقضون من شبابك الأوطار

    ****

    الآن...مهما يقرع الإعصار

    نوافذ البيت الزجاجية ،

    لن ينطفي في الموقد المكدود رقص النار

    تستدفئ الأيدى على وهج العناق الحار

    كي تولد الشمس التي نختار

    في وحشة الليل الشتائية!


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:31 pm

    العشاء ..!
    -------------------

    قصدتهم في موعد العشاء

    تطالعوا لي برهة ،

    ولم يرد واحد منهم تحية المساء !

    ......وعادت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة

    في طبق الحساء

    ........ ....... .........

    نظرت في الوعـــاء :

    هتفت : (( ويحكم ....دمي

    هذا دمي .....فانتبهوا ))

    ........لم يــأبهوا !

    وظلّت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة

    وظلت الشفاة تلعق الدماء !


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 2 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:32 pm

    مقتل القمر
    --------------------

    ....وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس

    في كل مدينة ،

    (( قُتِل القمـــر ))!

    شهدوه مصلوباً تَتَدَلَّى رأسه فوق الشجر !

    نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره!

    تركوه في الأعواد ،

    كالأسطورة السوداء في عيني ضرير

    ويقول جاري :

    -(( كان قديساً ، لماذا يقتلونه ؟))

    وتقول جارتنا الصبية :

    - (( كان يعجبه غنائي في المساء

    وكان يهديني قوارير العطور

    فبأي ذنب يقتلونه ؟

    هل شاهدوه عند نافذتي _قبيل الفجر _ يصغي للغناء!؟!؟))

    ..... ........ .......

    وتدلت الدمعات من كل العيون

    كأنها الأيتام – أطفال القمر

    وترحموا...

    وتفرقوا.....

    فكما يموت الناس.....مات !

    وجلست ،

    أسأله عن الأيدي التي غدرت به

    لكنه لم يستمع لي ،

    ..... كان مات !

    ****

    دثرته بعباءته

    وسحبت جفنيه على عينيه...

    حتى لايرى من فارقوه!

    وخرجت من باب المدينة

    للريف:

    يا أبناء قريتنا أبوكم مات

    قد قتلته أبناء المدينة

    ذرفوا عليه دموع أخوة يوسف

    وتفرَّقوا

    تركوه فوق شوارع الإسفلت والدم والضغينة

    يا أخوتي : هذا أبوكم مات !

    - ماذا ؟ لا.......أبونا لا يموت

    - بالأمس طول الليل كان هنا

    - يقص لنا حكايته الحزينة !

    - يا أخوتي بيديّ هاتين احتضنته

    أسبلت جفنيه على عينيه حتى تدفنوه !

    قالوا : كفاك ، اصمت

    فإنك لست تدري ما تقول !

    قلت : الحقيقة ما أقول

    قالوا : انتظر

    لم تبق إلا بضع ساعات...

    ويأتي!

    ***

    حط المساء

    وأطل من فوقي القمر

    متألق البسمات ، ماسيّ النظر

    - يا إخوتي هذا أبوكم ما يزال هنا

    فمن هو ذلك المُلْقىَ على أرض المدينة ؟

    قالوا: غريب

    ظنه الناس القمر

    قتلوه ، ثم بكوا عليه

    ورددوا (( قُتِل القمر ))

    لكن أبونا لا يموت

    أبداً أبونا لايموت !



      الوقت/التاريخ الآن هو 22/11/2024, 4:31 pm