منتديات شريف سليمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


3 مشترك

    موسوعة شعر نزار قباني

    ميمي
    ميمي
    مشرفة
    مشرفة


    انثى
    السعودية

    عدد المشاركات : : 135

    تاريخ التسجيل : : 24/12/2010

    مميز موسوعة شعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف ميمي 25/12/2010, 8:46 am



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    موسوعة شعر نزار قباني  7

    من منكم لا يعرف الشاعر الكبير نزار قباني؟
    لا شك بأننا جميعنا نعرفه جيدا

    انه مات ولكن كلماته حية ولم تمت

    ***********

    احببت ان انقل لكم بعض القصائد الجميله للشاعر الراحل نزار قباني


    احبيني

    أحبيني بلا عقد وضيعي في خطوط يدي
    أحبيني لأسبوع لأيام لساعات فلست أنا الذي يهتم بالأبد
    أنا تشرين شهر الريح والأمطار والبرد
    كصاعقة على جسدي
    أحبيني بكل توحش التتر
    بكل حرارة الأدغال كل شراسة المطر
    ولا تبقي ولا تذري ولا تتحسري أبدا
    فقد سقطت على شفتيك كل حضارة الحضر
    أحبيني كزلزال كموت غير منتظر
    وخلي نهدك المعجون بالكبريت والشرر
    يهاجمني كذئب جائع خطر
    وينهشني ويضربني كما الأمطار تضرب ساحل الجزر
    أنا رجل بلا قدر فكوني أنت لي قدري
    وأبقيني على نهديك مثل النقش في الحجر
    أحبيني ولا تتساءلي كيفا
    ولا تتلعثمي خجلا
    ولا تتساقطي خوفا
    أحبيني بلا شكوى
    أيشكو الغمد إذ يستقبل السيفا
    وكوني البحر والميناء كوني الأرض والمنفى
    وكوني الصحو والإعصار كوني اللين والعنفا
    أحبيني بألف وألف أسلوب ولا تتكرري كالصيف ني أكره الصيفا
    أحبيني وقوليها لأرفض أن تحبيني بلا صوت
    وأرفض أن أواري الحب في قبر من الصمت
    أحبيني بعيدا عن بلاد القهر والكبت
    بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت
    بعيدا عن تعصبها بعيدا عن تخشبها
    أحبيني بعيدا عن مدينتنا التي
    من يوم أن كانت إليها الحب لا يأتي
    إليها الله لا يأتي
    أحبيني ولا تخشي على قدميك - سيدتي - من الماء
    فلن تتعمدى امرأة وجسمك خارج الماء وشعرك خارج الماء
    فنهدك بطة بيضاء لا تحيا بلا ماء
    أحبيني بطهري أو بأخطائي
    بصحوي أو بأنوائي
    وغطيني
    أيا سقفا من الأزهار يا غابات حناء
    تعري واسقطي مطرا على عطشي وصحرائي
    وذوبي في فمي كالشمع وانعجني بأجزائي
    تعري واشطري شفتي إلى نصفين
    يا موسى بسيناء
    ...............................

    واني احبك


    حديثك سجادة فارسية
    وعيناك عصفورتان دمشقيتان
    تطيران بي الجدار والجدار
    وقبلي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك
    ويأخذ قيلولة تحت ظل السوار
    ...
    وإني أحبك
    لكن أخاف التورط فيك
    أخاف التوحد فيك
    أخاف التقمص فيك
    فقد علمتني التجارب ان اتجنب عشق النساء
    وموج البحار
    أنا لا اناقش حبك ..فهو نهاري
    ولست اناقش شمس النهار
    أنا لا أناقش حبك
    فهو يقرر في أي يوم سيأتي ..وفي أي يوم سيذهب
    وهو يحدد وقت الحوار ..وشكل الحوار
    .....
    دعيني أصب لك الشاي
    أنت خرافية الحسن هذا الصباح
    وصوتك نقش جميل على ثوب مراكشية
    وعقدك يلعب كالطفل تحت المرايا
    ويرتشف الماء من شفة المزهرية
    دعيني اصب لك الشاي . هل قلت أني احبك
    وهل قلت أني سعيد لأنك جئت
    وأن حضورك يسعد مثل حضور القصيدة
    ومثل حضور المراكب ..والذكريات البعيدة
    ....
    دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيك
    دعيني أعبر عما يدور ببال الفناجين
    وهي تفكر في شفتيك
    وبال الملاعق والسكرية
    دعيني اضيفك حرفا جديدا على أحرف الابجدية
    دعيني اناقض نفسي قليلا
    وأجمع في الحب بين الحضارة والبربرية
    ....
    أأعجبك الشاي
    هل ترغبين ببعض الحليب
    وهل تكتفين –كما كنت دوما – بقطعة سكر
    وأما أنا فأفضل وجهك من غير سكر
    ......
    أكرر للمرة الألف أني أحبك
    كيف تريديني أن افسر ما لا يفسر
    وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني
    وحزني كالطفل ..يزداد في كل يوم جمالا ويكبر
    ....
    دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين ولا تعرفين
    أحبك أنت
    دعيني أفتش عن مفردات
    تكون بحجم حنيني إاليك


    دعيني أفكر عنك
    واشتاق عنك
    وابكي وأضحك عنك
    والغي المسافة بين الخيال وبين اليقين
    .....
    دعيني أنادي عليك بكل حروف النداء
    لعلي إذا ما تغرغرت باسمك من شفتي تولدين
    دعيني أؤسس دولة عشق
    تكونين أنت المليكة فيها
    وأصبح فيها أنا أعظم العاشقين
    دعيني اقود انقلابا
    يوطد سلطة عينيك بين الشعوب
    دعيني أغير بالحب وجه الحضارة
    أنت الحضارة ..أنت التراث الذي يتشكل في باطن الأرض
    منذ ألوف السنين ..
    .......


    أحبك


    كيف تريديني أن أبرهن أن حضورك في الكون
    مثل حضور المياه
    ومثل حضور الشجر
    وأنك زهرة دوار شمس
    وبستان نخل
    وأغنية وأغنية أبحرت من وتر
    دعيني أقولك بالصمت
    حيث تضيق العبارة عما أعاني
    وحين يصير الكلام مؤامرة أتورط فيها
    وتغدو القصيدة آنية من حجر
    ...
    دعيني أقولك ما بين نفسي وبيني
    وما بين أهداب عيني وعيني ...
    دعيني
    أقولك بالرمز إن كنت لا تثقين بضوء القمر
    دعيني أقولك بالبرق
    أو برذاذ المطر
    دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك
    إن تقبلي دعوتي للسفر
    ....
    لماذا أحبك
    إن السفينة في البحر لا تتذكر كيف اعتراها الدوار
    لماذا أحبك
    إن الرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءت
    وليست تقدم أي اعتذار
    لماذا أحبك ..لا تسأليني
    فليس لدي خيار ..وليس لديك الخيار

    ........................

    قصيدة الحزن/علمني حبك


    بنتُ السلطان..علمني حبك ..أن أحزن

    و أنا محتاج منذ عصور

    لامرأة تجعلني أحزن

    لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور

    لامرأة.. تجمع أجزائي

    كشظايا البلور المكسور

    ***

    علمني حبك سيدتي أسوء عادات

    علمني أخرج من بيتي

    في الليللة ألاف المرات..

    و أجرب طب العطارين..

    و أطرق باب العرافات..

    علمني ..أخرج من بيتي..

    لأمشط أرصفة الطرقات

    و أطارد وجهك..

    في الأمطار..

    و في أضواء السيارات..

    و أطارد ثوبك..

    في أثواب المجهولات

    و أطارد طيفك..

    حتى..حتى..

    في أوراق الإعلانات..

    علمني حبك كيف أهيم على وجهي..ساعات

    بحثا عن شعر غجري

    تحسده كل الغجريات

    بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..

    هو كل الأوجه و الأصواتْ

    ***

    أدخلني حبكِ.. سيدتي

    مدن الأحزانْ..

    و أنا من قبلكِ لم أدخلْ

    مدنَ الأحزان..

    لم أعرف أبداً..

    أن الدمع هو الإنسان

    أن الإنسان بلا حزنٍ

    ذكرى إنسانْ..

    ***

    علمني حبكِ..

    أن أتصرف كالصبيانْ

    أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطانْ..

    و على أشرعة الصيادينَ

    على الأجراس, على الصلبانْ

    علمني حبكِ..كيف الحبُّ

    يغير خارطة الأزمانْ..

    علمني أني حين أحبُّ..

    تكف الأرض عن الدورانْ

    علمني حبك أشياءً..

    ما كانت أبداً في الحسبانْ

    فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..

    دخلت قصور ملوك الجانْ

    و حلمت بأن تتزوجني


    تلك العيناها ..

    أصفى من ماء الخلجانْ

    تلك الشفتاها..

    أشهى من زهر الرمانْ

    و حلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ..

    و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..

    علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ

    علمني كيف يمر العمر..

    و لا تأتي بنت السلطانْ..

    ***

    علمني حبكِ..

    كيف أحبك في كل الأشياءْ

    في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ

    في الجو الماطر.. في الأنواءْ..

    في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..

    مساءً..قهوتنا السوداءْ..

    علمني حبك أن آوي..

    لفنادقَ ليس لها أسماءْ

    و كنائس ليس لها أسماءْ

    و مقاهٍ ليس لها أسماءْ

    علمني حبكِ..كيف الليلُ

    يضخم أحزان الغرباءْ..

    علمني..كيف أرى بيروتْ

    إمرأة..طاغية الإغراءْ..

    إمراةً..تلبس كل كل مساءْ

    أجمل ما تملك من أزياءْ

    و ترش العطرعلى نهديها

    للبحارةِ..و الأمراء..

    علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ

    علمني كيف ينام الحزن

    كغلام مقطوع القدمينْ..

    في طرق (الروشة) و (الحمراء)..

    علمني حبك أن أحزنْ..

    و أنا محتاج منذ عصور

    لامرأة تجعلني أحزنْ..

    لامرأة تجمع أجزائي..

    كشظايا البلور المكسور..



    تعود شعري عليكي


    تعود شعري الطويل عليكْ

    تعودت أرخيه كل مساءٍ

    سنابلَ قمحٍ على راحتيكْ

    تعودت أتركه يا حبيبي..

    كنجمة صيفٍ على كتفيكْ..

    فكيفَ تمل صداقة شعري ؟

    و شَعري ترعرع بين يديكْ.

    ***

    ثلاثُ سنينْ..

    ثلاثُ سنين..

    تخدرني بالشؤون الصغيرَة..

    و تصنع ثوبي كأي أميرة..

    من الأرجوانِِ من الياسمينْ.

    و تكتب إسمكَ فوق الضفائرْ

    و فوق المصابيح..فوق الستائرْ

    ثلاث سنينْ..

    و أنت تردد في مسمعيّا..

    كلاما حنوناً..كلاماً شهياً..

    و تزرع حبَّك في رئتيّا..

    و ها أنتَ..بعد ثلاث سنينْ..

    تبيع الهوى..و تبيع الحنينْ

    و تترك شعري..

    شقياً..شقياً..

    كطير جريح على كتفيا

    ***

    حبيبي ! أخاف اعتيادََ المرايا عليكْ..

    و عطري وزينة وجهي عليكْ..

    أخافُ اهتمامي بشكل يديكْ..

    أخاف اعتياد شفاهي..

    مع السنواتِ, على شفتيكْ

    أخاف أموتُ, أخافُ أذوب

    كقطعة شمعٍ على ساعديكْ..

    فكيف ستنسى الحرير؟

    و تنسى..صلاةَ الحرير على ركبتيكْ ؟

    ***

    لأني أحبُّكَ, أصبحتُ أجملْ

    و بعثرت شعري على كتفيَّ..

    طويلاً..طويلاً كما تتخيَّلْ..

    فكيف تملّ سنابلَ شعري؟

    و تتركه للخريف و ترحلْ

    و كنت تريح الجبين عليه

    و تغزله باليدينِ فيُغْزَلْ..

    و كيف سأخبر مشطي الحزينْ ؟

    إذا جائني عن حنانكَ يسألْ..

    أجبني و لو مرةً يا حبيبي

    إذا رُحتَ..ماذا بشعري سأفعَلْ ؟
    .............................





    في المقهى


    جواري اتخذت مقعدها

    كوعاء الورد في اطمئنانها

    وكتاب ضارع في يدها

    يحصد الفضلة من إيمانها

    يثب الفنجان من لهفته

    في يدي ، شوقا إلى فنجانها

    آه من قبعة الشمس التي

    يلهث الصيف على خيطانها

    جولة الضوء على ركبتها

    زلزلت روحي من أركانها

    هي من فنجانها شاربة

    وأنا أشرب من أجفانها

    قصة العينين .. تستعبدني

    من رأى الأنجم في طوفانها

    كلما حدقت فيها ضحكت

    وتعرى الثلج في أسنانها

    شاركيني قهوة الصبح .. ولا

    تدفني نفسك في أشجانها

    إنني جارك يا سيدتي

    والربى تسأل عن جيرانها

    من أنا .. خلي السؤالات أنا

    لوحة تبحث عن ألوانها

    موعدا .. سيدتي! وابتسمت

    وأشارت لي إلى عنوانها..

    وتطلعت فلم ألمح سوى

    طبعة الحمرة في فنجانها
    ............................

    القصيدة الدمشقية

    هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ

    إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ



    أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي

    لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ



    و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم

    سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا



    زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا

    وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ



    مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني

    و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ



    للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا..

    وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ



    طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا

    فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ



    هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ

    ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ



    هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي

    فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟



    كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها

    حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ



    أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً

    فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟



    خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..

    فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ



    تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..

    وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ



    أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي

    حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ



    ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟

    أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟



    والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟

    إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟



    وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟

    وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟



    حملت شعري على ظهري فأتبِعني

    ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟




    قصيدة سبتمبر


    الشعر يأتي دائما مع المطر.

    و وجهك الجميل يأتي دائماً مع المطر.

    و الحب لا يبدأ إلا عندما

    تبدأ موسيقى المطر..

    ***

    إذا أتى أيلول يا حبيبتي

    أسأل عن عينيك كل غيمة

    كأن حبي لك

    مربوط بتوقيت المطر…

    ***

    مشاهد الخريف تستفزني.

    شحوبك الجميل يستفزني.

    و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.

    و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.

    و كنزة الكشمير..

    و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.

    جريدة الصباح..

    مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.

    رائحة القهوة فوق الورق اليابس..

    تستفزني..

    فما الذي أفعله ؟

    بين اشتعال البرق في أصابعي..

    و بين أقوال المسيح المنتظر؟

    ***

    ينتابني في أول الخريف

    إحساس غريب بالأمان و الخطر..

    أخاف أن تقتربي..

    أخاف أن تبتعدي..

    أخشى على حضارة الرخام من أظافري..

    أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..

    أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..

    ***

    هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

    أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

    ***

    أنت جنون شتوي نادر..

    يا ليتني أعرف يا سيدتي

    علاقة الجنون بالمطر!!

    ***

    سيدتي

    التي تمر كالدهشة في أرض البشر..

    حاملة في يدها قصيدة..

    و في اليد الأخرى قمر..

    ***

    يا امرأة أحبها..

    تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..

    يا امرأة تحمل في شحوبها

    جميع أحزان الشجر..

    ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..

    يا امرأة توجز تاريخي..

    و تاريخ المطر!!.

    ....................

    إلا أنتي


    اشهد أن لا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت
    واحتملت حماقتي عشرة أعوام كما احتملتي
    واصطبرت على جنوني مثلما صبرتي
    وقلمت أظافري ورتبت دفاتري
    وأدخلتني روضة الأطفال .. إلا أنت
    اشهد أن لا امرأة تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
    تغرقني تحرقني تشعلني تطفاني تكسرني نصفين كالهلال
    تحتل نفسي أطول احتلال واجمل احتلال .. إلا أنت
    ***
    يا امرأة أعطتني الحب بمنتهى الحضارة
    وحاورتني مثلما تحاور القيثارة
    تطير كالحمامة البيضاء في فكري إذا فكرت
    تخرج كالعصفور من حقيبتي إذا أنا سافرت
    تلبسني كمعطف عليها في الصيف والشتاء
    أيتها الشفافة اللماحة العادلة الجميلة
    أيتها الشهية البهية الدائمة الطفولة
    ***
    اشهد أن لا امرأة على محيط خصرها تجتمع العصور
    وألف ألف كوكب يدور
    اشهد أن لا امرأة غيرك يا حبيبتي
    على ذراعيها تربى أول الذكور وأخر الذكور






    أسألك الرحيلا

    لنفترق قليلا..

    لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

    وخيرنا..

    لنفترق قليلا

    لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

    أريدُ أن تكرهني قليلا

    بحقِّ ما لدينا..

    من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

    بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

    ما زالَ منقوشاً على فمينا

    ما زالَ محفوراً على يدينا..

    بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

    ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

    وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

    بحقِّ ذكرياتنا

    وحزننا الجميلِ وابتسامنا

    وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

    أكبرَ من شفاهنا..

    بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

    أسألكَ الرحيلا

    لنفترق أحبابا..

    فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

    تفارقُ الهضابا..

    والشمسُ يا حبيبي..

    تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

    كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

    كُن مرَّةً أسطورةً..

    كُن مرةً سرابا..

    وكُن سؤالاً في فمي

    لا يعرفُ الجوابا

    من أجلِ حبٍّ رائعٍ

    يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

    وكي أكونَ دائماً جميلةً

    وكي تكونَ أكثر اقترابا

    أسألكَ الذهابا..

    لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

    لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

    فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

    أريدُ أن تراني

    ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

    أريدُ أن تراني..

    لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

    فقد نسينا

    نعمةَ البكاءِ من زمانِ

    لنفترق..

    كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

    وشوقنا رمادا..

    وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

    كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

    فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

    ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

    ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

    يا فارسي أنتَ ويا أميري

    لكنني.. لكنني..

    أخافُ من عاطفتي

    أخافُ من شعوري

    أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

    أخاف من وِصالنا..

    أخافُ من عناقنا..

    فباسمِ حبٍّ رائعٍ

    أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

    أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

    وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

    أسألك الرحيلا..

    حتى يظلَّ حبنا جميلا..

    حتى يكون عمرُهُ طويلا..

    أسألكَ الرحيلا..

    ...................


    طوق الياسمين

    طوق الياسمين
    شكرا ..
    لطوق الياسمـيـن
    وضحكت لي ..
    وظـنـنـتُ أنـك تعرفـيـن
    معنى سوار الياسـميـن
    يأتي به رجـل إليـك ..
    ظنـنـت أنـك تـدركـيـن ..
    ..وجلسـتِ في ركـن ركـين
    تـتمشـطيـن
    وُتـنـقـّطـين العطر من قـارورةٍ
    وتــُدمدمين
    لحنا فرنسيّ الرنين
    لحنا كأيامي حزين
    قدماك في الخـُـفِّ المقصـب ..
    جدولان من الحنيـن
    وقصـدتِ دولاب الملابس ..
    تـقـلعـيـن .. وتـرتـديـن
    وطلبـتِ أن أخـتار ماذا تـلبسـين
    أفـَلي إذن ؟
    أفـلي أنا تـتجمليـن ؟
    ووقـفـتُ .. في دوامة الألـوان
    ملتهب الجـبـيـن
    الأسودُ المكـشـوف من كـتـفـيه ..
    هل تـتــردديـن
    لكـنه لـون حزين !
    لون كـأيامي حزين
    ولبستـهِ .. وربطت طوق الياسمين
    وظنـنتُ أنـك تعرفـين ..
    معنى سوار الياسمين
    يــأتي به رجـل إلـيـك ..
    ظـنـنـتُ أنـكِ تـدركيـن ..
    ***
    هذا المساء ..
    بحانةٍ صغرى رأيتـكِ ترقـصيـن
    تـتكسرين عـلى زنود المعجبـين
    تـتكسـريـن ..
    وتـدمـدمين ..
    في أذن فارسـك الأمين
    لـحنـا فـرنسي الرنيـن ..
    لحنا كأيـامي حزين ..
    وبدأتُ أكتـشف اليقـيـن
    وعرفـت أنك للسِوى تـتجمليـن
    ولهـم ترشـين العطور ..
    وتـقـلعيـن .. وتـرتديـن ..
    ولمحت طوق الياسميـن ..
    في الأرض مكـتوم الأنـيـن
    كالجـثـة البـيـضاء ..
    تدفـعـه جموع الراقـصيـن
    ويـهـمُّ فارسـكِ الوسيم بـأخـذِهِ ..
    فـتـُـمانعـيـن ..
    وتـقـهـقـهـين
    " لاشيءَ يستـدعي انحناءَكَ ..
    ذاكَ طـوقُ الياسميـن .."



    أنا والحزن

    أدمنت أحزاني
    فصرت أخاف أن لا أحزنا
    وطعنت ألافا من المرات
    حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا
    ولُعِنْتُ في كل اللغات..
    وصار يقلقني بأن لا ألعنا ...
    ولقد شنقت على جدار قصائدي
    ووصيتي كانت ..
    بأن لا أدفنا.
    وتشابهت كل البلاد..
    فلا أرى نفسي هناك
    ولا أرى نفسي هنا ..
    وتشابهت كل النساء
    فجسم مريم في الظلام .. كما مني ..
    ما كان شعري لعبة عبثية
    أو نزهة قمرية
    إني أقول الشعر - سيدتي -
    لأعرف من أنا .... 2
    يا سادتي :
    إني أسافر في قطار مدامعي
    هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى؟
    إني أفكر باختراع الماء..
    إن الشعر يجعل كل حلم ممكنا
    وأنا أفكر باختراع النهد ..
    حتى تطلع الصحراء ، بعدي سوسنا
    وأنا أفكر باختراع الناي
    حتى يأكل الفقراء، بعدي ، " الميجنا"
    إن صادروا وطن الطفولة من يدي
    فلقد جعلت من القصيدة موطنا..
    3
    يا سادتي :
    إن السماء رحيبة جدا..
    ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا ..
    وتقاسموا أوطاننا..
    وتقاسموا أجسادنا..
    لم يتركوا شبرا لنا ..
    يا سادتي :
    قاتلت عصرا لا مثيل لقبحه
    وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا..
    أنا لست مكترثا
    بكل الباعة المتجولين..
    وكل كتاب البلاط..
    وكل من جعلوا الكتابة حرفة
    مثل الزنى...
    4
    يا سادتي :
    عفوا إذا أقلقتكم
    أنا لست مضطرا لأعلن توبتي
    هذا أنا ...
    هذا أنا ...
    هذا أنا ..

    .................



    القصيدة المتوحشة

    القصيدة المتوحشة

    ******

    أحبينى . . . بلا عقد

    وضيعى فى خطوط يدى

    أحبينى . . لأسبوع . . لأيام . . لساعات . .

    فلست أنا الذى يهتم بالأبد . .

    أنا تشرين . . شهر الريح

    والأمطار . . والبرد . .

    أنا تشرين . . فانسحقى

    كصاعقة على جسدى . .

    أحينى . .

    بكل توحش التر . .

    بكل حرارة الأدغال

    كل شراسة المطر

    ولا تبقى ولا تذرى . .

    ولا تتحضرى ابدا . .

    فقد سقطت على شقتيك

    كل حضارة الحضر

    أحبينى . .

    كزلزال . . كموت غير منتظر . .

    وخلى نهدك المعجون . .

    بالكبريت والشرر . .

    يهاجمنى . . كذئب جائع خطر

    وينهشنى . . ويضربنى . .

    كما الأمطار تضرب ساحل الجزر . .

    أنا رجل بلا قدر

    فكونى . . أنت لى قدرى

    وأبقينى على نهديك . .

    مثل النقش فى الحجر . .

    ****

    أحبينى . . ولا تساءلى كيفا . .

    ولا تتلعثمى خجلا

    ولا تتساقطى خوفا

    أحبينى . . بلا شكوى

    أيشكو الغمد . . إذ يستقبل السيفا ؟

    وكنى البحر الميناء

    وكونى الأرض والمنفى

    وكونى الصحو والإعصار

    كونى اللين والعنفا

    أحبينى . . بألف وألف أسلوب

    ولا تكررى كالصيف

    إنى أكره كالصيفا

    أحبينى . . وقوليها

    لأرفض أن تحينى بلا صوت

    وأرفض أن أوارى الحب

    فى قبر من الصمت

    أحبينى . . بعيدا عن بلاد القهر والكبت

    بعيدا عن مدينتنا التى شبعت من الموت .

    بعيدا عن تعصبها . . بعيدا عن تخشبها . .

    أحبينى . . بعيدا عن مدينتنا

    التى من يوم أن كانت

    إليها الحب لا يأتى . .

    إليها الله . . لا يأتى . .

    ****

    أحبينى . . ول تخشى على قدميك

    - سيدتى – من الماء

    فلن تعمدى امرأة

    وجسمك خارج الماء

    وشعرك خارج الماء

    فنهدك . . بطة بيضاء . .

    لا تحيا بلا ماء . .

    أحبينى . . بطهرى . . أو بأخطائى

    بضحوى . . أو بأنوائى

    وغطينى . . أيا سقفا من الأزهار . .

    ياغابات حناء . .

    تعرى . .

    واسقطى مطرا

    على عطشى وصحرائى . .

    وانعجبى بأجزائى

    تعرى . . واشطرى شفتى .. إلى نصفين .. يا موسى


    .................................................. .......

    رسالة من تحت الماء

    ان كنتَ صديقي.. ساعِدني

    كَي أرحَلَ عَنك..

    أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني

    كَي أُشفى منك

    لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً

    ما أحببت

    لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً

    ما أبحرت..

    لو أنِّي أعرفُ خاتمتي

    ما كنتُ بَدأت...



    إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني

    أن لا أشتاق

    علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق

    علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق

    علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق



    إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني

    من هذا اليَمّ..

    فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم

    الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق

    وأنا ما عندي تجربةٌ

    في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق

    إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ

    فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ

    إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..

    إنّي أغرق..

    أغرق..

    أغرق




    هل عندك شك

    هل عندك شك انك أحلى و أغلى امرأة

    في الدنيا و أهم امرأة في الدنيا

    هل عندك شك أن دخولك في قلبي هو

    أعظم يوم في التاريخ و أجمل خبر في الدنيا

    هل عندك شك أنك عمري و حياتي و يأني

    من عينيك سرقت النار و قمت بأخطر ثوراتي

    أيتها الوردة و الريحانة و الياقوتة و السلطانة

    و الشعبية و الشرعية بين صحيح الملكات

    يا قمرا يطلع كل مساء من نافذة الكلمات

    با آخر وطن أولد فيه و أدفن فيه و أنشر فيه كتاباتي

    غاليتي أنت غاليتي لا أدري كيف رماني

    الموج على قدميك

    لا أدري كيف مشيت إلى و كيف مشيت أليك

    دافئة أنت كليلة حب

    م يوم طرقت الباب عليا

    ابتدأ العمر .. هل عندك شك ..

    كم صار رقيقا قلبي حين تعلم بين يديك

    كم كان كبيرا حظي حين عثرت يا عمري عليك

    يا نارا تجتاح كياني .. يا فرحا يطرد أحزاني

    يا جسدا يقطع مثل السيف .. و يضرب مثل البركان

    يا وجها يعبث مثل حقول الورد

    و يركض نحوي كحصان

    قولي .. قولي لي كيف سأنقذ نفسي

    من أشواقي و أحزاني

    قولي لي ما أفعل فيك أنا في حالة إدمان

    قولي لي ما الحل فأشواقي وصلت لحدود الهذيان

    قاتلتي ترقص حافية القدمين... بمدخل شرياني

    من أين أتيت و كيف عصفت بوجداني

    ...................................



    حبيبي

    لا تسـألوني... ما اسمهُ حبيبي

    أخشى عليكمْ.. ضوعةَ الطيوبِ



    زقُّ العـبيرِ.. إنْ حـطّمتموهُ

    غـرقتُمُ بعاطـرٍ سـكيبِ



    والله.. لو بُحـتُ بأيِّ حرفٍ

    تكدَّسَ الليـلكُ في الدروبِ



    لا تبحثوا عنهُ هُـنا بصدري

    تركتُهُ يجـري مع الغـروبِ



    ترونَهُ في ضـحكةِ السواقي

    في رفَّةِ الفـراشةِ اللعوبِ



    في البحرِ، في تنفّسِ المراعي

    وفي غـناءِ كلِّ عندليـبِ



    في أدمعِ الشتاءِ حينَ يبكي

    وفي عطاءِ الديمةِ السكوبِ



    لا تسألوا عن ثغرهِ.. فهلا

    رأيتـمُ أناقةَ المغيـبِ



    ومُـقلتاهُ شاطـئا نـقاءٍ

    وخصرهُ تهزهزُ القـضيبِ



    محاسنٌ.. لا ضمّها كتابٌ

    ولا ادّعتها ريشةُ الأديبِ



    وصدرهُ.. ونحرهُ.. كفاكمْ

    فلن أبـوحَ باسمهِ حبيبي




    عادات

    تعودت قهوتك العربية

    كل صباح

    ورائحة البن فعل اعتياد



    تعودت صوتك

    يضرب مثل البيانو

    خفيفا ، عميقا ، حزينا

    وصوت النساء ظن معاشرة واعتياد



    تعودت عطرك

    يدخل تحت مسامات جلدى

    وقد يصبح العطر . .

    - مثل الكتابة –

    فعل اعتياد . .



    تعودت وجهك

    يكتب نصف القصيدة فبلى

    ويمسك خيط العبارة قلبى

    ويغمس اصبعة

    فى المداد . .



    تعودت شعرك

    يمتد مثل العريشة فوقى . .

    وصهل فوق ضلوعى

    صهيل الجياد . .



    تعودت قغطانك المغربى

    ينقط وردا ً وماء ً على

    وفى حالة العشق . .

    يصبح ثوب الحبيبة بيتا ً . .

    ويصبح أما ً . .

    ويغدو لنا وطنا ً . . مثل كل البلاد . .



    تعودت عينيك

    مثل حشيشة كيف . .

    فما عدت أبصر

    بين العيون الكبيرة

    الا السودا . .



    تعودت . .

    أن تغطى بريش حنانك

    خمسين عاما ً . .

    ومنذ سحبت غطاء الأمومة عنى

    نسيت الرقاد



    تعودت جسمك . .

    يسرق نصف الشراشف منى

    ونصف الوساد

    ويحتلنى بوصة بوصة

    ويتركنى كومة رماد . . .



    **********


    إلى تلميذة


    قولي و لو كذبا كلاما ناعما

    قد كاد يقتلني بك التمثال

    ما زلت في فن المحبة طفلة

    بيني و بينك أبحر و جبال

    لم تستطيعي بعد إن تتفهمي

    أن الرجال جميعهم أطفال

    فإذا وقفت أمام حسنك صامتا

    فللصمت في حرم الجمال جمال

    كلماتنا في الحب تقتل حبنا

    أن الحروف تموت حين تقال

    قصص الهوى قد جننتك

    فكلها غيبوبة و خرافة و خيال

    الحب ليس رواية يا حلوتي

    بختامها يتزوج الأبطال

    هو أن تثوري لأي شئ تافه

    هو يأسا هو شكنا القتال

    هو هذه الكف التي تغتالنا

    و نقبا الكف التي تغتال

    قل لي...

    **************


    ممنوعة أنت

    ممنوعة أنت من الدخول حبيبتي عليا

    ممنوعة أنت أن تجلسي أو تهمسي أو تتركي بيديك في يديا

    ممنوعة أن تحملي لي دمية أحضنها

    أو تقرأي لي قصة الأقزام و الأميرة الحسناء و الجنية

    أغطيتي بيضاء و الوقت و الساعات و الأيام كلها بيضاء

    فهل من الممكن يا حبيبتي أن تضعي شيئا من الأحمر

    فوق الشفاة الملساء

    أطلب أقلاما فلا يعطوني أقلام

    أطلب أيامي التي ليس لها أيام

    أسألهم برشامة تدخلني في عالم الأحلام

    حتى حبوب النوم قد تعودت مثلي على الصحو ..

    فلا تنام ...

    إن جئتني زائرة فحاولي أن تلبسي العقود و الخواتم

    الغريبة الأحجار...

    و حاولي أن تلبسي الغابات و الأشجار

    ما يفعل المشتاق يا حبيبي إذا به زنزانتي الفردية

    و بيننا الأبواب و الحراس و الأوامر العرفية

    ما يفعله المشتاق للحب و للعزف على الأنامل العاجية

    و القلب لا يزال في الإقامة الجبرية

    آه ... لا تشعري بالذنب يا صغيرتي

    فإن كل امرأة أحببتها قد أورثتني ذبحة في القلب




    الموجز فى بلاغة النساء


    لو تسكتين . .

    لو تسكتين دقيقة . .

    لو تسكتين . .

    هذا الشريط سمعته ، وحفظته

    فتوقفى عن عزفة

    من اجل رب العالمين



    أعطى لجسمك فرصة

    لبقول أى قصيدة

    غزلية يختارها . .

    أو أى بيت شاء

    من شعر الحنين



    أعطى لوجهك فرصة

    حتى يدوخنى بفتنة . .

    ويغسلنى بفضتة

    ويقرأ لى مساء "

    ما تيسر من كتاب الياسمين . .



    أعطى لشعرك فرصة

    ليدور حول الأرض . .

    او حولى ملايين السنين . .



    أعطى اعطرك فرصة

    حتى يعبر عن مشاعرة

    كل شجاعة . .

    وتطرف

    فالعطر مفتاح اليقين



    أعطى لثغرك فرصة

    حتى يقدم مشمشا ً . .

    وسفرجلا ً . . وسلال ليمون

    لكل الجائعين . .



    أعطى لنهدك فرصة

    حتى يحطم قيدة

    ويقود جيش الثائرين . .



    أعطى لخصرك فرصة

    حتى يثقفنى . .

    ويصقلنى

    ويشعرنى بأنى أنتمى

    لحضارة المتحضرين . .



    لو نسكتين . . .

    لو تسكتين دقيقة . . .

    لو تسكتين .

    كل اللغات ، سوى الأنوثة ، كذبة

    كل البلاغة كذبة كل الفصاحة كذبة

    كل الخطابة فى سرير الحب ، وقت ضائع . .

    ومهانة للعاشقين . .



    خلي فصاحتك القديمة " جانبا "

    كل الكلام الفلسفى . . . نسيته

    إلا كلام الياسمين ! !



    ******


    قارئة الفنجان


    جَلَسَت والخوفُ بعينيها

    تتأمَّلُ فنجاني المقلوب

    قالت:

    يا ولدي.. لا تَحزَن

    فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب

    يا ولدي،

    قد ماتَ شهيداً

    من ماتَ على دينِ المحبوب

    فنجانك دنيا مرعبةٌ

    وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..

    ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..

    وتموتُ كثيراً يا ولدي

    وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..

    وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب



    بحياتك يا ولدي امرأةٌ

    عيناها، سبحانَ المعبود

    فمُها مرسومٌ كالعنقود

    ضحكتُها موسيقى و ورود

    لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..

    وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود

    فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي

    نائمةٌ في قصرٍ مرصود

    والقصرُ كبيرٌ يا ولدي

    وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود

    وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..

    من يدخُلُ حُجرتها مفقود..

    من يطلبُ يَدَها..

    من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود

    من حاولَ فكَّ ضفائرها..

    يا ولدي..

    مفقودٌ.. مفقود



    بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً

    لكنّي.. لم أقرأ أبداً

    فنجاناً يشبهُ فنجانك

    لم أعرف أبداً يا ولدي..

    أحزاناً تشبهُ أحزانك

    مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً

    في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر

    وتَظلَّ وحيداً كالأصداف

    وتظلَّ حزيناً كالصفصاف

    مقدوركَ أن تمضي أبداً..

    في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع

    وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...

    وترجعُ كالملكِ المخلوع..
    شيكا بالا
    شيكا بالا
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 26

    تاريخ التسجيل : : 24/12/2010

    مميز رد: موسوعة شعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف شيكا بالا 1/1/2011, 11:21 am

    أحبيني كزلزال كموت غير منتظر
    وخلي نهدك المعجون بالكبريت والشرر
    يهاجمني كذئب جائع خطر
    وينهشني ويضربني كما الأمطار تضرب ساحل الجزر
    أنا رجل بلا قدر فكوني أنت لي قدري
    وأبقيني على نهديك مثل النقش في الحجر
    أحبيني ولا تتساءلي كيفا
    ولا تتلعثمي خجلا
    ولا تتساقطي خوفا
    أحبيني بلا شكوى
    أيشكو الغمد إذ يستقبل السيفا
    وكوني البحر والميناء كوني الأرض والمنفى
    وكوني الصحو والإعصار كوني اللين والعنفا
    :bb67:


    مشكورة علي الكلمات التي تثير القلون العاشقة
    نزار دا كان حدوتة
    بهدل الستات ...ههههههههههههه
    شكشك
    شكشك
    مشرف
    مشرف


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 1796

    تاريخ التسجيل : : 09/12/2010

    مميز رد: موسوعة شعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف شكشك 8/6/2011, 7:37 pm



    مشكوووووووووورة

      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 5:25 pm