منتديات شريف سليمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 3:48 pm



    نزار قباني

    مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 ) 7


    منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
    ***************

    1

    لن تجعلوا من شعبنا

    شعبَ هنودٍ حُمرْ..

    فنحنُ باقونَ هنا..

    في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها

    إسوارةً من زهرْ

    فهذهِ بلادُنا..

    فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ

    فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ

    مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها

    مثلَ حشيشِ البحرْ..

    مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها

    في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها

    في قمحِها المُصفرّْ

    مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها

    باقونَ في آذارها

    باقونَ في نيسانِها

    باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها

    باقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها..

    وفي الوصايا العشرْ..

    2

    لا تسكروا بالنصرْ…

    إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو

    وإن سحقتُم وردةً..

    فسوفَ يبقى العِطرْ

    3

    لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ..

    ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..

    لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ

    ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ

    لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ

    فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ

    فوقَ صحاري مصرْ…

    4

    المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ

    نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ

    وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ

    سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ

    5

    من قصبِ الغاباتْ

    نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ

    من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ

    من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ

    من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ

    من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ

    من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ

    من السطورِ والآياتْ…

    فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ

    ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ..

    لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا..

    فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ

    من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ

    6

    لن تستريحوا معنا..

    كلُّ قتيلٍ عندنا

    يموتُ آلافاً من المراتْ…

    7

    إنتبهوا.. إنتبهوا…

    أعمدةُ النورِ لها أظافرْ

    وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ

    والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ…

    أو لفتةٍ.. أو خصرْ

    الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ..

    وخصلةٍ من شعرْ..

    8

    يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ

    عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..

    إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا

    فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ

    والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا

    فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ

    هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ

    قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ

    9

    ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ

    ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم

    وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..

    فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ

    من بابِ كلِّ جامعٍ..

    من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ

    سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ

    10

    إنتظرونا دائماً..

    في كلِّ ما لا يُنتظَرْ

    فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ

    نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ

    نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..

    رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ

    في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ

    يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..

    نساؤنا.. يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ

    يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ

    يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..

    11

    لقد سرقتمْ وطناً..

    فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ

    صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا

    وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا

    فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ..

    سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ

    سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ

    فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ

    وتنصبونَ مأتماً..

    إذا خطفنا طائرهْ

    12

    تذكروا.. تذكروا دائماً

    بأنَّ أمريكا – على شأنها –

    ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ

    وأن أمريكا – على بأسها –

    لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ

    قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ

    صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ

    13

    ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ

    لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ

    طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ

    ونحنُ باقونَ على صدوركمْ..

    كالنقشِ في الرخامْ..

    باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ

    باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ

    باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ

    باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ

    باقونَ في شعر امرئ القيس..

    وفي شعر أبي تمّامْ..

    باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ

    باقونَ في مخارجِ الكلامْ..

    14

    موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ

    موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ

    "نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"

    15

    ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ

    وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ..

    16

    للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ..

    للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ

    للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ

    وهؤلاءِ كلّهمْ..

    تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ

    في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ

    تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ

    وهؤلاءِ كلّهم..

    في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ

    من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ..

    17

    ..وجاءَ في كتابهِ تعالى:

    بأنكم من مصرَ تخرجونْ

    وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعونَ، وتعطشونْ

    وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ

    وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ

    وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا

    زِدنا على ما قالهُ تعالى:

    سطرينِ آخرينْ:

    ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ

    وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ

    بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ..

    18

    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ

    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ

    ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ

    باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ

    باقونَ في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوالْ

    في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوالْ

    باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ

    باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ

    باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ

    باقونَ في عطرِ المناديلِ..

    في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ)..

    في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ

    باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ

    باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ

    باقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ

    باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ

    باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ

    باقونَ في الصليبْ..

    باقونَ في الهلالْ..

    في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ

    باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ

    باقونَ في الدموعْ..

    باقونَ في الآمالْ

    19

    تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ

    با ويلكمْ من ثأرهمْ..

    يومَ من القمقمِ يطلعونْ..

    20

    لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ

    ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ

    لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ

    لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ

    لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ

    فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ

    لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ

    فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ..

    21

    ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ..

    يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ

    ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ

    وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً

    وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ

    أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ..

    22

    نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ

    ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..

    نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ

    ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..

    23

    العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ

    تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ

    وانتقلت (هانوي) من مكانها..

    وانتقلتْ فيتنامْ..

    24

    حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ..

    ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..

    وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..

    والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا

    تغيّروا..

    تغيّروا

    25

    أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ

    أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ

    أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ

    أهطلُ كالسحابْ

    أطلعُ كلَّ ليلةٍ..

    من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ

    من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ

    من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ

    أطلعُ من صوتِ أبي..

    من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ

    أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ

    ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ

    أفتحُ بابَ منزلي.

    أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ

    لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ

    26

    محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ

    فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ

    ومن هنا معاويهْ

    سلامُكم ممزَّقٌ..

    وبيتُكم مطوَّقٌ

    كبيتِ أيِّ زانيهْ..

    27

    نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ

    نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ

    من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ

    من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ

    من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ

    من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ

    نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ

    ونطمسَ الحروفَ..

    في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء..

    ***************

    هجم النفط مثل ذئب علينا

    من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم

    حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ

    ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،

    ونارُ التغييرِ في عينيهِ

    نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ

    قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ

    كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ

    كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ

    كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ

    فأتى ماشياً على جفنيهِ

    أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت

    أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ

    ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ

    غسلَ الله من قريشٍ يديهِ

    هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا

    فارتمينا قتلى على نعليهِ

    وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا

    أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ

    أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا

    وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ

    وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو

    وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ

    أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ

    بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ

    من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم

    حاملاً موتهُ على كتفيهِ

    أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ

    والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟

    يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي

    واسحبي المستبدَّ من رجليهِ

    يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى

    صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ

    كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي

    بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟

    هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ

    يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...

    من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم

    والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ

    رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..

    وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ

    قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً

    وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ

    لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى

    بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ

    بيروت 14/10/1984

    ****************

    أسألك الرحيلا

    لنفترق قليلا..

    لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

    وخيرنا..

    لنفترق قليلا

    لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

    أريدُ أن تكرهني قليلا

    بحقِّ ما لدينا..

    من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

    بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

    ما زالَ منقوشاً على فمينا

    ما زالَ محفوراً على يدينا..

    بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

    ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

    وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

    بحقِّ ذكرياتنا

    وحزننا الجميلِ وابتسامنا

    وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

    أكبرَ من شفاهنا..

    بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

    أسألكَ الرحيلا

    لنفترق أحبابا..

    فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

    تفارقُ الهضابا..

    والشمسُ يا حبيبي..

    تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

    كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

    كُن مرَّةً أسطورةً..

    كُن مرةً سرابا..

    وكُن سؤالاً في فمي

    لا يعرفُ الجوابا

    من أجلِ حبٍّ رائعٍ

    يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

    وكي أكونَ دائماً جميلةً

    وكي تكونَ أكثر اقترابا

    أسألكَ الذهابا..

    لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

    لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

    فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

    أريدُ أن تراني

    ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

    أريدُ أن تراني..

    لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

    فقد نسينا

    نعمةَ البكاءِ من زمانِ

    لنفترق..

    كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

    وشوقنا رمادا..

    وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

    كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

    فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

    ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

    ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

    يا فارسي أنتَ ويا أميري

    لكنني.. لكنني..

    أخافُ من عاطفتي

    أخافُ من شعوري

    أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

    أخاف من وِصالنا..

    أخافُ من عناقنا..

    فباسمِ حبٍّ رائعٍ

    أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

    أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

    وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

    أسألك الرحيلا..

    حتى يظلَّ حبنا جميلا..

    حتى يكون عمرُهُ طويلا..

    أسألكَ الرحيلا..

    ******************

    خمس رسائل إلى أمي

    صباحُ الخيرِ يا حلوه..

    صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

    مضى عامانِ يا أمّي

    على الولدِ الذي أبحر

    برحلتهِ الخرافيّه

    وخبّأَ في حقائبهِ

    صباحَ بلادهِ الأخضر

    وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

    وخبّأ في ملابسهِ

    طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

    وليلكةً دمشقية..

    أنا وحدي..

    دخانُ سجائري يضجر

    ومنّي مقعدي يضجر

    وأحزاني عصافيرٌ..

    تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

    عرفتُ نساءَ أوروبا..

    عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

    عرفتُ حضارةَ التعبِ..

    وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

    ولم أعثر..

    على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

    وتحملُ في حقيبتها..

    إليَّ عرائسَ السكّر

    وتكسوني إذا أعرى

    وتنشُلني إذا أعثَر

    أيا أمي..

    أيا أمي..

    أنا الولدُ الذي أبحر

    ولا زالت بخاطرهِ

    تعيشُ عروسةُ السكّر

    فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

    غدوتُ أباً..

    ولم أكبر؟

    صباحُ الخيرِ من مدريدَ

    ما أخبارها الفلّة؟

    بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

    تلكَ الطفلةُ الطفله

    فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

    يدلّلها كطفلتهِ

    ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

    ويسقيها..

    ويطعمها..

    ويغمرها برحمتهِ..

    .. وماتَ أبي

    ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

    وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

    وتسألُ عن عباءتهِ..

    وتسألُ عن جريدتهِ..

    وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

    عن فيروزِ عينيه..

    لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

    دنانيراً منَ الذهبِ..

    سلاماتٌ..

    سلاماتٌ..

    إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

    إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

    إلى تختي..

    إلى كتبي..

    إلى أطفالِ حارتنا..

    وحيطانٍ ملأناها..

    بفوضى من كتابتنا..

    إلى قططٍ كسولاتٍ

    تنامُ على مشارقنا

    وليلكةٍ معرشةٍ

    على شبّاكِ جارتنا

    مضى عامانِ.. يا أمي

    ووجهُ دمشقَ،

    عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

    يعضُّ على ستائرنا..

    وينقرنا..

    برفقٍ من أصابعنا..

    مضى عامانِ يا أمي

    وليلُ دمشقَ

    فلُّ دمشقَ

    دورُ دمشقَ

    تسكنُ في خواطرنا

    مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

    كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

    قد زُرعت بداخلنا..

    كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

    تعبقُ في ضمائرنا

    كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

    جاءت كلّها معنا..

    أتى أيلولُ يا أماهُ..

    وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

    ويتركُ عندَ نافذتي

    مدامعهُ وشكواهُ

    أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

    أينَ أبي وعيناهُ

    وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

    وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

    سقى الرحمنُ مثواهُ..

    وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

    وأين نُعماه؟

    وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

    تضحكُ في زواياهُ

    وأينَ طفولتي فيهِ؟

    أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

    وآكلُ من عريشتهِ

    وأقطفُ من بنفشاهُ

    دمشقُ، دمشقُ..

    يا شعراً

    على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

    ويا طفلاً جميلاً..

    من ضفائره صلبناهُ

    جثونا عند ركبتهِ..

    وذبنا في محبّتهِ

    إلى أن في محبتنا قتلناهُ...


    *************************


    إغضب !!

    إغضبْ كما تشاءُ..

    واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ

    حطّم أواني الزّهرِ والمرايا

    هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..

    فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..

    كلُّ ما تقولهُ سواءُ..

    فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي

    نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

    إغضبْ!

    فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ

    إغضب!

    فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..

    كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..

    فإنَّ قلبي دائماً غفورُ

    إغضب!

    فلنْ أجيبَ بالتحدّي

    فأنتَ طفلٌ عابثٌ..

    يملؤهُ الغرورُ..

    وكيفَ من صغارها..

    تنتقمُ الطيورُ؟

    إذهبْ..

    إذا يوماً مللتَ منّي..

    واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..

    أما أنا فإني..

    سأكتفي بدمعي وحزني..

    فالصمتُ كبرياءُ

    والحزنُ كبرياءُ

    إذهبْ..

    إذا أتعبكَ البقاءُ..

    فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..

    والأعين الخضراء والسوداء

    وعندما تريد أن تراني

    وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..

    فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..

    فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..

    وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..

    إغضبْ كما تشاءُ

    واذهبْ كما تشاءُ

    واذهبْ.. متى تشاءُ

    لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ

    وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...



    تابع
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 5:53 pm

    مورفين !!
    -----------

    اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..

    يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..

    ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ

    ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..

    اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ

    أرجوازٌ بارعْ

    يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..

    ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ

    ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ

    وأساورَ من خرزٍ لامعْ

    ويبيعُ لهمْ..

    فئراناً بيضاً.. وضفادعْ

    اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ

    ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ

    وضاجعهُ شيخُ الجامعْ..

    اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ

    يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..

    منَ القرنِ السابعْ

    اللفظةُ في بلدي امرأةٌ

    تحترفُ الفحشَ..

    منَ القرنِ السابعْ..


    ***********************


    الحب والبترول ...!
    ------------------------

    متى تفهمْ ؟

    متى يا سيّدي تفهمْ ؟

    بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ

    ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ

    ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ

    ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ

    بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ

    ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ

    وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ

    ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ

    متى تفهمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ

    ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ

    وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ

    وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ

    بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ

    وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ

    أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ

    ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ

    تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ

    تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ

    متى تفهمْ ؟

    متى يا أيها المُتخمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    بأنّي لستُ مَن تهتمّْ

    بناركَ أو بجنَّاتكْ

    وأن كرامتي أكرمْ..

    منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ

    وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ

    أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ

    ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ

    متى تفهمْ ؟

    تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ

    كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ

    لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ

    كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ

    على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ

    فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ

    كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ

    ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا

    ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ

    كأنَّ جميعَ من صُلبوا..

    على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..

    وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ

    تغوصُ القدسُ في دمها..

    وأنتَ صريعُ شهواتكْ

    تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ

    متى تفهمْ ؟

    متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟


    ***************************

    أنا مع الإرهاب
    -------------------------

    متهمون نحن بالإرهاب

    إن نحن دافعنا عن بكل جرأة

    عن شعر بلقيس ...

    وعن شفاة ميسون ...

    وعن هند ... وعن دعد ...

    وعن لبنى ... وعن رباب ...

    عن مطر الكحل الذي

    ينزل كالوحي من الأهداب !!

    لن تجدوا في حوزتي

    قصيدة سرية ...

    أو لغة سرية ...

    أو كتبا سرية أسجنها في داخل

    الأبواب

    وليس عندي أبدا قصيدة واحدة

    تسير في الشارع وهي ترتدي

    الحجاب

    ****

    متهمون نحن بالإرهاب

    أذا كتبنا عن بقايا وطن ...

    مخلع ... مفكك مهترئ

    أشلاؤه تناثرت أشلاء ...

    عن وطن يبحث عن عنوانه ...

    وأمة ليس لها سماء !!

    ***

    عن وطن .. لم يبق من أشعاره

    العظيمة الأولى ...

    سوى قصائد الخنساء !!

    ***

    عن وطن لم يبق في آفاقه

    حرية حمراء .. أو زرقاء ... أو

    صفراء ...

    ***

    عن وطن ... يمنعنا ان نشتري

    الجريدة

    أو نسمع الأنباء ...

    عن وطن ... كل العصافير به

    ممنوعة دوما من الغناء ...

    عن وطن ...

    كتابه تعودوا أن يكتبوا

    من شدة الرعب ...

    على الهواء !!

    ***

    عن وطن يشبه حال الشعر في

    بلادنا

    فهو كلام سائب ...

    مرتجل ...

    مستورد...

    وأعجمي الوجه واللسان ...

    فما له بداية ...

    ولا له نهاية ...

    ولا له علاقة بالناس ... أو

    بالأرض ...

    أو بمأزق الإنسان !!

    ***

    عن وطن ...

    يمشي إلى مفاوضات السلم

    دونما كرامة ...

    ودونما حذاء !!

    ***

    عن وطن رجاله بالوا على

    أنفسهم خوفا ...

    ولم يبق سوى النساء !!

    ***

    الملح ... في عيوننا ...

    والملح في شفاهنا..

    والملح ... في كلامنا

    فهل يكون القحط في نفوسنا

    إرثا أتانا من بني قحطان ؟؟

    لم يبق في أمتنا معاوية ...

    ولا أبو سفيان ...

    لم يبق من يقول (لا) ...

    في وجه من تنازلوا

    عن بيتنا .. وخبزنا .. وزيتنا ...

    وحولوا تاريخنا الزاهي...

    إلى دكان !!

    ***

    لم يبق في حياتنا قصيدة ...

    ما فقدت عفافها ...

    في مضجع السلطان...

    **

    لقد تعودنا على هواننا ..

    ماذا من الإنسان يبقى ...

    حين يعتاد الهوان؟؟

    **

    عن أسامة بن منقذ ...

    وعقبة بن نافع ...

    عن عمر ... عن حمزة ...

    عن خالد يزحف نحو الشام ...

    ابحث عن معتصم بالله ...

    حتى ينقذ النساء من وحشية

    السبي ...

    ومن ألسنة النيران !!

    ابحث عن رجال آخر

    الزمان...

    فلا أرى في الليل إلا قططا

    مذعورة ...

    تخشى علي أرواحها ...

    من سلطة الفئران !!

    ***

    هل العمي القومي ...قد أصابنا

    وهو أبكم ؟

    أم نحن نشكو من عمى الألوان

    **

    متهمون نحن بالإرهاب ...

    أذا رفضنا موتنا ...

    بجرافات إسرائيل ...

    تنكش في ترابنا ...

    تنكش في تاريخنا ...

    تنكش في إنجيلنا ...

    تنكش في قرآننا ...

    تنكش في تراب أنبيائنا ...

    إن كان هذا ذنبنا

    ما أجمل الإرهاب ....

    ***

    متهمون نحن بالإرهاب ...

    إذا رفضنا محونا ....

    على يد المغول ... واليهود

    ... والبرابرة ...

    إذا رمينا حجرا ...

    على زجاج مجلس الأمن الذي

    استولى عليه القياصرة !!

    ***

    متهمون نحن بالإرهاب ...

    إذارفضنا أن نفاوض الذئب

    وأن نمد كفنا لعاهرة !!

    **

    أمريكا ...

    ضد ثقافات البشر...

    وهي بلا ثقافة ...

    ضد حضارات الحضر

    وهي بلا حضارة

    أمريكا ...

    بناية عملاقة

    ليس لها حيطان !!

    ***

    متهمون نحن بالإرهاب ...

    إذا رفضنا زمنا

    صارت به أمريكا

    المغرورة ... الغنية ... القوية

    مترجما محلفا ...

    للغة العبرية !!

    **

    متهمون نحن بالإرهاب ...

    إذا رمينا وردة ...

    للقدس ...

    للخليل ...

    أو لغزة ...

    والناصرة ...

    إذا حملنا الخبز والماء ...

    إلى طروادة المحاصرة ...

    *

    متهمون نحن بالإرهاب ...

    إذا رفعنا صوتنا

    ضد كل الشعوبيين من قادتنا ...

    وكل من قد غيروا سروجهم ...

    وانتقلوا من وحدويين ...

    إلى سماسرة !!

    ***

    إذا اقترفنا مهنة الثقافة ...

    إذا تمردنا على أوامر

    الخليفة

    العظيم .. والخلافة ...

    إذا قرأنا كتبا في الفقه

    ... والسياسة ...

    إذا ذكرنا ربنا تعالى...

    إذا تلونا (سورة الفتح) ..

    وأصغينا إلى خطبة يوم الجمعة

    فنحن ضالعون في الإرهاب !!

    متهمون نحن بالإرهاب ...

    إن نحن دافعنا عن الأرض

    وعن كرامة التراب

    إذا تمردنا على اغتصاب الشعب

    واغتصابنا ...

    إذاحمينا آخر النخيل في

    صحرائنا ...

    وآخر النجوم في سمائنا ...

    وآخرالحروف في أسمائنا ...

    وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا

    إن كان هذا ذنبنا ...

    ما أروع الإرهاب !!

    ***

    أنا مع الإرهاب ...

    إن كان يستطيع أن ينقذني

    من المهاجرين من روسيا ...

    ورومانيا، وهنقاريا، وبولونيا ...

    وحطوا في فلسطين على أكتافنا

    ليسرقوا ... مآذن القدس ...

    وباب المسجد الأقصى ...

    ويسرقوا النقوش ...

    والقباب ...

    **

    أنا مع الإرهاب ...

    إن كان يستطيع أن يحرر

    المسيح ...

    ومريم العذراء ...

    والمدينة المقدسة ...

    من سفراء الموت والخراب !!

    ***

    بالأمس ...

    كان الشارع القومي في بلادنا

    يصهل كالحصان ...

    وكانت الساحات أنهارا

    تفيض عنفوان ...

    وبعد أوسلو ...

    لم يعد في فمنا أسنان ...

    فهل تحولنا إلى شعب

    من العميان .. والخرسان ؟؟

    ***

    متهمون نحن بالإرهاب ...

    إن نحن دافعنا بكل قوة

    عن إرثنا الشعري

    عن حائطنا القومي ..

    عن حضارة الوردة ..

    عن ثقافة النايات .. في جبالنا

    وعن مرايا الأعين السوداء

    **

    متهمون نحن بالإرهاب ...

    إن نحن دافعنا بما نكتبه ...

    عن زرقة البحر ...

    وعن رائحة الحبر

    وعن حرية الحرف ...

    وعن قدسية الكتاب !!

    ***

    أنا مع الإرهاب ...

    إن كان يستطيع أن يحرر الشعب

    من الطغاة .. والطغيان ...

    وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان

    ويرجع الليمون والزيتون

    والحسون

    للجنوب من لبنان ...

    ويرجع البسمة للجولان ....

    ***

    أنا مع الإرهاب ...

    إن كان يستطيع أن ينقذني

    من قيصر اليهود ...

    أو من قيصر الرومان !!

    ***

    أنا مع الإرهاب ...

    ما دام هذا العالم الجديد ...

    مقتسما

    ما بين امريكا .. وإسرائيل

    بالمناصفة !!

    ***

    أنا مع الإرهاب ...

    بكل ما أملك من شعر

    ومن نثر ...

    وممن أنياب ...

    ما دام هذا العالم الجديد ...

    بين يدي قصاب !!(جزار)

    **

    أنا مع الإرهاب

    ما دام هذا العالم الجديد

    قد صنفنا

    من فئة الذباب !!

    **

    أنا مع الإرهاب ...

    إن كان مجلس الشيوخ في

    أمريكا ..

    هو الذي في يده الحساب

    وهو الذي يقرر الثواب ...

    والعقاب !!

    ***

    أنا مع الإرهاب ...

    ما دام هذا العالم الجديد ...

    يكره في أعماقه

    رائحة الأعراب !!

    ***

    انا مع الإرهاب ...

    ما دام هذا العالم الجديد ...

    يريد أن يذبح أطفالي ...

    ويرميهم إلى الكلاب !!

    **

    من أجل هذا كله ...

    أرفع صوتي عاليا :

    أنا مع الإرهاب !!

    أنا مع الإرهاب !!

    أنا مع الإرهاب !!...


    ***************************

    حب بلا حدود
    ------------------

    -1-

    يا سيِّدتي:

    كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

    قبل رحيل العامْ.

    أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

    بعد ولادة هذا العامْ..

    أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.

    أنتِ امرأةٌ..

    صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..

    ومن ذهب الأحلامْ..

    أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي

    قبل ملايين الأعوامْ..

    -2-

    يا سيِّدتي:

    يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.

    يا أمطاراً من ياقوتٍ..

    يا أنهاراً من نهوندٍ..

    يا غاباتِ رخام..

    يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..

    وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.

    لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..

    في إحساسي..

    في وجداني.. في إيماني..

    فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..

    -3-

    يا سيِّدتي:

    لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.

    أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.

    سوف أحِبُّكِ..

    عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..

    وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..

    وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..

    و سوفَ أحبُّكِ..

    حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..

    وتحترقُ الغاباتْ..

    -4-

    يا سيِّدتي:

    أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..

    ووردةُ كلِّ الحرياتْ.

    يكفي أن أتهجى إسمَكِ..

    حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

    وفرعون الكلماتْ..

    يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..

    حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

    وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..

    -5-

    يا سيِّدتي

    لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.

    لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.

    لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.

    لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

    لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.

    حين يكون الحبُ كبيراً..

    والمحبوبة قمراً..

    لن يتحول هذا الحُبُّ

    لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

    -6-

    يا سيِّدتي:

    ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني

    لا الأضواءُ..

    ولا الزيناتُ..

    ولا أجراس العيد..

    ولا شَجَرُ الميلادْ.

    لا يعني لي الشارعُ شيئاً.

    لا تعني لي الحانةُ شيئاً.

    لا يعنيني أي كلامٍ

    يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.

    -7-

    يا سيِّدتي:

    لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ

    حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.

    لا أتذكرُ إلا عطرُكِ

    حين أنام على ورق الأعشابْ.

    لا أتذكر إلا وجهُكِ..

    حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..

    وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

    -8-

    ما يُفرِحُني يا سيِّدتي

    أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ

    بين بساتينِ الأهدابْ...

    -9-

    ما يَبهرني يا سيِّدتي

    أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..

    أعانقُهُ..

    وأنام سعيداً كالأولادْ...

    -10-

    يا سيِّدتي:

    ما أسعدني في منفاي

    أقطِّرُ ماء الشعرِ..

    وأشرب من خمر الرهبانْ

    ما أقواني..

    حين أكونُ صديقاً

    للحريةِ.. والإنسانْ...

    -11-

    يا سيِّدتي:

    كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..

    وفي عصر التصويرِ..

    وفي عصرِ الرُوَّادْ

    كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً

    في فلورنسَا.

    أو قرطبةٍ.

    أو في الكوفَةِ

    أو في حَلَبٍ.

    أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...

    -12-

    يا سيِّدتي:

    كم أتمنى لو سافرنا

    نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ

    حيث الحبُّ بلا أسوارْ

    والكلمات بلا أسوارْ

    والأحلامُ بلا أسوارْ

    -13-

    يا سيِّدتي:

    لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي

    سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..

    وأعنفَ مما كانْ..

    أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..

    وفي تاريخِ الشعْرِ..

    وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ...

    -14-

    يا سيِّدةَ العالَمِ

    لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ

    أنتِ امرأتي الأولى.

    أمي الأولى

    رحمي الأولُ

    شَغَفي الأولُ

    شَبَقي الأوَّلُ

    طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

    -15-

    يا سيِّدتي:

    يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى

    هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..

    هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..

    كي أستوطنَ فيها..

    قولي أيَّ عبارة حُبٍّ

    حتى تبتدئَ الأعيادْ


    ************************

    سبتمبر
    -----------

    الشعر يأتي دائما

    مع المطر.

    و وجهك الجميل يأتي دائماً

    مع المطر.

    و الحب لا يبدأ إلا عندما

    تبدأ موسيقى المطر..

    ***

    إذا أتى أيلول يا حبيبتي

    أسأل عن عينيك كل غيمة

    كأن حبي لك

    مربوط بتوقيت المطر…

    ***

    مشاهد الخريف تستفزني.

    شحوبك الجميل يستفزني.

    و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.

    و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.

    و كنزة الكشمير..

    و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.

    جريدة الصباح..

    مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.

    رائحة القهوة فوق الورق اليابس..

    تستفزني..

    فما الذي أفعله ؟

    بين اشتعال البرق في أصابعي..

    و بين أقوال المسيح المنتظر؟

    ***

    ينتابني في أول الخريف

    إحساس غريب بالأمان و الخطر..

    أخاف أن تقتربي..

    أخاف أن تبتعدي..

    أخشى على حضارة الرخام من أظافري..

    أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..

    أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..

    ***

    هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

    أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

    ***

    أنت جنون شتوي نادر..

    يا ليتني أعرف يا سيدتي

    علاقة الجنون بالمطر!!

    ***

    سيدتي

    التي تمر كالدهشة في أرض البشر..

    حاملة في يدها قصيدة..

    و في اليد الأخرى قمر..

    ***

    يا امرأة أحبها..

    تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..

    يا امرأة تحمل في شحوبها

    جميع أحزان الشجر..

    ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..

    يا امرأة توجز تاريخي..

    و تاريخ المطر!!.

    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 5:54 pm

    قانا
    ---------

    1

    وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.

    و هواء البحر في نيسان,

    أمطار دماء, و دموع…

    2

    دخلوا قانا على أجسادنا

    يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.

    و يعيدون فصول المحرقة..

    هتلر أحرقهم في غرف الغاز

    و جاؤوا بعده كي يحرقونا..

    هتلر هجرهم من شرق أوروبا..

    و هم من أرضنا قد هجرونا.

    هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم

    و يريح الأرض منهم..

    فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.

    3

    دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.

    يشعلون النار في بيت المسيح.

    و يدوسون على ثوب الحسين..

    و على أرض الجنوب الغالية..

    4

    قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,

    و أصوات البلابل..

    قصفوا قدموس في مركبه..

    قصفوا البحر..و أسراب النوارس..

    قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..

    و تلاميذ المدارس.

    قصفوا سحر الجنوبيات

    و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..

    5

    ….و رأينا الدمع في جفن علي.

    و سمعنا صوته و هو يصلي

    تحت أمطار سماء دامية..

    6

    كل من يكتب عن تاريخ (قانا)

    سيسميها على أوراقه:

    (كربلاء الثانية)!!.

    7

    كشفت قانا الستائر..

    و رأينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..

    و تقود المجزرة..

    تطلق النار على أطفالنا دون سبب..

    و على زوجاتنا دون سبب.

    و على أشجارنا دون سبب.

    و على أفكارنا دون سبب.

    فهل الدستور في سيدة العالم..

    بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟

    8

    هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟

    إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..

    قتلنا, نحن العرب؟

    9

    انتظرنا عربي واحداً.

    يسحب الخنجر من رقبتنا..

    انتظرنا هاشميا واحداً..

    انتظرنا قريشياً واحداً..

    دونكشوتاً واحداً..

    قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…

    انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..

    فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..

    أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه

    بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.

    10

    ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟

    ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟

    فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..

    فهو نص واحد نكتبه

    لجميع الشهداء الراحلين.

    و جميع الشهداء القادمين!!.

    11

    ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟

    و جرير ..و الفرذدق؟

    و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..

    ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..

    و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..

    و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..

    بل كنا ملوك الثرثرة…

    12

    ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..

    و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟

    ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟

    13

    نحن في غيبوبة قومية

    ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…

    14

    نحن شعب من عجين.

    كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..

    نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..

    15

    وطن يزداد ضيقاً.

    لغة قطرية تزداد قبحاً.

    وحدة خضراء تزداد انفصالاً.

    و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!

    16

    كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟

    كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟

    و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..

    و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..

    و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..

    و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.

    17

    ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب

    بعد ما صاروا يهودا؟؟…


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 5:55 pm

    المهرولون
    ------------

    -1-

    سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.

    و فرِحنا.. و رقَصنا..

    و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ

    لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..

    و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..

    فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…

    -2-

    سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..

    دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..

    أو يرعبنا مرأى الدماءْ..

    و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..

    و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.

    و ركَضنَا.. و لَهثنا..

    و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..

    -3-

    جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.

    و رَموا في آخرِ الصومِ إلينا..

    بَصَلَة...

    -4-

    سَقَطَتْ غرناطةٌ

    -للمرّة الخمسينَ- من أيدي العَرَبْ.

    سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.

    سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.

    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.

    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البطولة.

    سَقَطتْ إشبيلَة.

    سَقَطتْ أنطاكيَه..

    سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..

    سَقَطتْ عمُّوريَة..

    سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ

    فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ

    و لا ثَمَّ رُجُولَة...

    -5-

    سَقَطتْ آخرُ محظِّياتنا

    في يَدِ الرُومِ, فعنْ ماذا نُدافعْ؟

    لم يَعُد في قَصرِنا جاريةٌ واحدةٌ

    تصنع القهوةَ و الجِنسَ..

    فعن ماذا ندافِعْ؟؟

    -6-

    لم يَعُدْ في يدِنَا

    أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..

    سَرَقُوا الابوابَ

    و الحيطانَ و الزوجاتِ, و الأولادَ,

    و الزيتونَ, و الزيتَ

    و أحجار الشوارعْ.

    سَرَقُوا عيسى بنَ مريَمْ

    و هو ما زالَ رضيعاً..

    سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..

    و المُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..

    و قَناديلَ الجوامِعْ...

    -7-

    تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا

    تُسمَّى (غَزَّةً)..

    عَظمةً يابسةً تُدعى (أَريحا)..

    فُندقاً يُدعى فلسطينَ..

    بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..

    تركوُنا جَسَداً دونَ عظامٍ

    و يداً دونَ أصابعْ...

    -8-

    لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.

    كيف تبكي أمَّةٌ

    أخَذوا منها المدامعْ؟؟

    -9-

    بعد هذا الغَزَلِ السِريِّ في أوسلُو

    خرجنا عاقرينْ..

    وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..

    وطَناً نبلعه من غير ماءٍ

    كحبوب الأسبرينْ!!..

    -10-

    بعدَ خمسينَ سَنَةْ..

    نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..

    ما لنا مأوى

    كآلافِ الكلاب!!.

    -11-

    بعدَ خمسينَ سنةْ

    ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..

    ليس صُلحاً,

    ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..

    إنه فِعلُ إغتصابْ!!..

    -12-

    ما تُفيدُ الهرولَةْ؟

    ما تُفيدُ الهَرولة؟

    عندما يبقى ضميرُ الشَعبِ حِيَّاً

    كفَتيلِ القنبلة..

    لن تساوي كل توقيعاتِ أوسْلُو..

    خَردلَة!!..

    -13-

    كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

    و هلالٍ أبيضٍ..

    و ببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلَة..

    و وجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.

    -14-

    مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟

    لا سلام الأقوياء القادرينْ.

    من ترى يسألهم

    عن سلام البيع بالتقسيطِ..

    و التأجير بالتقسيطِ..

    و الصَفْقاتِ..

    و التجارِ و المستثمرينْ؟.

    من ترى يسألهُم

    عن سلام الميِّتين؟

    أسكتوا الشارعَ

    و اغتالوا جميع الأسئلة..

    و جميع السائلينْ...

    -15-

    ... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..

    من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..

    مضغتْ أكبادنا..

    و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..

    و سكِرْنا.. و رقصنا..

    و استعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..

    ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولاد معاقينَ

    لهم شكلُ الضفادعْ..

    و تشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,

    فلا ثمة بَلَدٍ نحضُنُهُ..

    أو من وَلَدْ!!

    -16-

    لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ

    أو طعامٌ عربي.ٌّ

    أو غناءٌ عربي.ٌّ

    أو حياء عربي.ٌّ ٌ

    فلقد غاب عن الزفَّةِ أولاد البَلَدْ..

    -17-

    كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..

    كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..

    كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..

    و الكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..

    و غطاءُ العُرسِ, و الأزهارُ, و الشمعُ,

    و موسيقى المارينزْ..

    كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا!!.

    -18-

    و انتهى العُرسُ..

    و لم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.

    بل رأتْ صورتها مبثوثةً عبر كلِّ الأقنية..

    و رأت دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..

    نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..

    و هيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:

    ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..

    ليس هذا العارُ عاري..

    أبداً..يا أمريكا..

    أبداً..يا أمريكا..

    أبداً..يا أمريكا..


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 5:57 pm

    لا بد أن أستأذن الوطن
    ----------------------------

    يا صديقتي

    في هذه الأيام يا صديقتي..

    تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.

    تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.

    تخرج من قمصاننا

    مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.

    عصفورة مائية تدعى الوطن.

    أريد أن أراك يا سيدتي..

    لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..

    أريد أن أهتف إليك يا سيدتي

    لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.

    أريد أن أمارس الحب على طريقتي

    لكنني أخجل من حماقتي

    أمام أحزان الوطن.


    *******************

    القصيدة الدمشقية
    ----------------------

    هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
    أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
    و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
    زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
    الا تزال بخير دار فاطمة فالنهد مستنفر و الكحل صبّاح
    ان النبيذ هنا نار معطرة فهل عيون نساء الشام أقداح
    مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني و للمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
    للياسمـينِ حقـولٌ في منازلنـا وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
    طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
    هذا مكانُ "أبي المعتزِّ" منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
    هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
    كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها حتّى أغازلها والشعـرُ مفتـاحُ
    أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً فهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّـاحُ؟
    خمسونَ عاماً وأجزائي مبعثرةٌ فوقَ المحيطِ وما في الأفقِ مصباحُ
    تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
    أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي حتى يفتّـحَ نوّارٌ وقـدّاحُ
    ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
    والشعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟ إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ؟
    وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
    حملت شعري على ظهري فأتعبني ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 5:57 pm

    قصيدة الحزن
    ----------------

    علمني حبك ..أن أحزن

    و أنا محتاج منذ عصور

    لامرأة تجعلني أحزن

    لامرأة أبكي بين ذراعيها

    مثل العصفور..

    لامرأة.. تجمع أجزائي

    كشظايا البللور المكسور

    ***

    علمني حبك.. سيدتي

    أسوأ عادات

    علمني أفتح فنجاني

    في الليلة ألاف المرات..

    و أجرب طب العطارين..

    و أطرق باب العرافات..

    علمني ..أخرج من بيتي..

    لأمشط أرصفة الطرقات

    و أطارد وجهك..

    في الأمطار ، و في أضواء السيارات..

    و أطارد طيفك..

    حتى .. حتى ..

    في أوراق الإعلانات ..

    علمني حبك..

    كيف أهيم على وجهي..ساعات

    بحثا عن شعر غجري

    تحسده كل الغجريات

    بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..

    هو كل الأوجه و الأصواتْ

    ***

    أدخلني حبكِ.. سيدتي

    مدن الأحزانْ..

    و أنا من قبلكِ لم أدخلْ

    مدنَ الأحزان..

    لم أعرف أبداً..

    أن الدمع هو الإنسان

    أن الإنسان بلا حزنٍ

    ذكرى إنسانْ..

    ***

    علمني حبكِ..

    أن أتصرف كالصبيانْ

    أن أرسم وجهك ..

    بالطبشور على الحيطانْ..

    و على أشرعة الصيادينَ

    على الأجراس..

    على الصلبانْ

    علمني حبكِ..

    كيف الحبُّ يغير خارطة الأزمانْ..

    علمني أني حين أحبُّ..

    تكف الأرض عن الدورانْ

    علمني حبك أشياءً..

    ما كانت أبداً في الحسبانْ

    فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..

    دخلت قصور ملوك الجانْ

    و حلمت بأن تتزوجني

    بنتُ السلطان..

    تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجانْ

    تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمانْ

    و حلمت بأني أخطفها

    مثل الفرسانْ..

    و حلمت بأني أهديها

    أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..

    علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ

    علمني كيف يمر العمر..

    و لا تأتي بنت السلطانْ..

    ***

    علمني حبكِ..

    كيف أحبك في كل الأشياءْ

    في الشجر العاري..

    في الأوراق اليابسة الصفراءْ

    في الجو الماطر.. في الأنواءْ..

    في أصغر مقهى..

    نشرب فيهِ، مساءً، قهوتنا السوداءْ..

    علمني حبك أن آوي..

    لفنادقَ ليس لها أسماءْ

    و كنائس ليس لها أسماءْ

    و مقاهٍ ليس لها أسماءْ

    علمني حبكِ..

    كيف الليلُ يضخم أحزان الغرباءْ..

    علمني..كيف أرى بيروتْ

    إمرأة..طاغية الإغراءْ..

    إمراةً..تلبس كل كل مساءْ

    أجمل ما تملك من أزياءْ

    و ترش العطر.. على نهديها

    للبحارةِ..و الأمراء..

    علمني حبك ..

    أن أبكي من غير بكاءْ

    علمني كيف ينام الحزن

    كغلام مقطوع القدمينْ..

    في طرق (الروشة) و (الحمراء)..

    ***

    علمني حبك أن أحزنْ..

    و أنا محتاج منذ عصور

    لامرأة.. تجعلني أحزن

    لامرأة.. أبكي بين ذراعيها..

    مثل العصفور..

    لامرأة تجمع أجزائي..

    كشظايا البللور المكسور..


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 5:58 pm

    أحزان في الأندلس
    --------------------

    كتبتِ لي يا غاليه..

    كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه

    عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..

    عن عقبة بن نافعٍ

    يزرع شتلَ نخلةٍ..

    في قلبِ كلِّ رابيه..

    سألتِ عن أميةٍ..

    سألتِ عن أميرها معاويه..

    عن السرايا الزاهيه

    تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها

    حضارةً وعافيه..

    لم يبقَ في إسبانيه

    منّا، ومن عصورنا الثمانيه

    غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،

    بجوف الآنيه..

    وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ

    ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..

    لم يبقَ من قرطبةٍ

    سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه

    سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..

    لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..

    قافيةٌ ولا بقايا قافيه..

    لم يبقَ من غرناطةٍ

    ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه

    وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"

    تلقاك في كلِّ زاويه..

    لم يبقَ إلا قصرُهم

    كامرأةٍ من الرخام عاريه..

    تعيشُ –لا زالت- على

    قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..

    مضت قرونٌ خمسةٌ

    مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه

    ولم تزل أحقادنا الصغيره..

    كما هي..

    ولم تزل عقليةُ العشيره

    في دمنا كما هي

    حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..

    أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ

    مَضت قرونٌ خمسةٌ

    ولا تزال لفظةُ العروبه..

    كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..

    كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه

    نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..

    مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه

    كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 5:59 pm

    أطفال الحجارة
    ------------------

    بهروا الدنيا..

    وما في يدهم إلا الحجاره..

    وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره

    قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..

    وبقينا دبباً قطبيةً

    صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره..

    قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا..

    وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة

    واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة..

    واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً..

    وزواجاً رابعاً..

    ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة..

    واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ

    واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح..

    واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره..

    واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..

    آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ..

    ويا جيلَ العمولات..

    ويا جيلَ النفاياتِ

    ويا جيلَ الدعارة..

    سوفَ يجتاحُكَ –مهما أبطأَ التاريخُ-

    أطفالُ الحجاره..
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:00 pm

    إفادة في محكمة الشعر
    ------------------------

    مرحباً يا عراقُ، جئتُ أغنّيكَ وبعـضٌ من الغنـاءِ بكـاءُ
    مرحباً، مرحباً.. أتعرفُ وجهاً حفـرتهُ الأيّـامُ والأنـواءُ؟
    أكلَ الحبُّ من حشاشةِ قلبي والبقايا تقاسمتـها النسـاءُ
    كلُّ أحبابي القدامى نسَـوني لا نُوارَ تجيـبُ أو عفـراءُ
    فالشفـاهُ المطيّبـاتُ رمادٌ وخيامُ الهوى رماها الـهواءُ
    سكنَ الحزنُ كالعصافيرِ قلبي فالأسى خمرةٌ وقلبي الإنـاءُ
    أنا جرحٌ يمشي على قدميهِ وخيـولي قد هدَّها الإعياءُ
    فجراحُ الحسينِ بعضُ جراحي وبصدري من الأسى كربلاءُ
    وأنا الحزنُ من زمانٍ صديقي وقليـلٌ في عصرنا الأصدقاءُ
    مرحباً يا عراقُ،كيفَ العباءاتُ وكيفَ المها.. وكيفَ الظباءُ؟
    مرحباً يا عراقُ.. هل نسيَتني بعدَ طولِ السنينِ سامـرّاءُ؟
    مرحباً يا جسورُ يا نخلُ يا نهرُ وأهلاً يا عشـبُ... يا أفياءُ
    كيفَ أحبابُنا على ضفةِ النهرِ وكيفَ البسـاطُ والنـدماءُ؟
    كان عندي هـنا أميرةُ حبٍّ ثم ضاعت أميرتي الحسـناءُ
    أينَ وجهٌ في الأعظميّةِ حلوٌ لو رأتهُ تغارُ منهُ السـماءُ؟
    إنني السندبادُ.. مزّقهُ البحرُ و عـينا حـبيبتي المـيناءُ
    مضغَ الموجُ مركبي.. وجبيني ثقبتهُ العواصـفُ الهـوجاءُ
    إنَّ في داخلي عصوراً من الحزنِ فهـل لي إلى العـراقِ التجاءُ؟
    وأنا العاشـقُ الكبيرُ.. ولكـن ليس تكفي دفاتـري الزرقـاءُ
    يا حزيرانُ.ما الذي فعلَ الشعرُ؟ وما الذي أعطـى لنا الشعراءُ؟
    الدواوينُ في يدينا طـروحٌ والتعـابيرُ كـلُّها إنـشاءُ
    كـلُّ عامٍ نأتي لسوقِ عكاظٍ وعـلينا العمائمُ الخضـراءُ
    ونهزُّ الرؤوسَ مثل الدراويشِ ...و بالنار تكتـوي سـيناءُ
    كـلُّ عامٍ نأتي.. فهذا جريرٌ يتغنّـى.. وهـذهِ الخـنساءُ
    لم نزَل، لم نزَل نمصمصُ قشراً وفلسطـينُ خضّبتها الـدماءُ
    يا حزيرانُ.. أنـتَ أكـبرُ منّا وأبٌ أنـتَ مـا لـهُ أبـناءُ
    لـو ملكـنا بقيّـةً من إباءٍ لانتخـينا.. لكـننا جـبناءُ
    يا عصـورَ المعلّـقاتِ ملَلنا ومن الجسـمِ قد يملُّ الرداءُ
    نصفُ أشعارنا نقوشٌ ومـاذا ينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ؟
    المقاماتُ لعبةٌ... والحـريريُّ حشيشٌ.. والغولُ والعـنقاءُ
    ذبحتنا الفسيفساءُ عصـوراً والدُّمى والزخارفُ البلـهاءُ
    نرفضُ الشعرَ كيمياءً وسحراً قتلتنا القصيـدةُ الكيـمياءُ
    نرفضُ الشعرَ مسرحاً ملكياً من كراسيهِ يحرمُ البسـطاءُ
    نرفضُ الشعرَ أن يكونَ حصاناً يمتطـيهِ الطـغاةُ والأقـوياءُ
    نرفضُ الشعـرَ عتمـةً ورموزاً كيف تسطيعُ أن ترى الظلماءُ؟
    نرفضُ الشعـرَ أرنباً خشـبيّاً لا طمـوحَ لـهُ ولا أهـواءُ
    نرفضُ الشعرَ في قهوةِ الشعر.. دخـانٌ أيّامـهم.. وارتخـاءُ
    شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفراً بيديهِ.. فكلُّ شـيءٍ مُـضاءُ
    شعرنا اليومَ هجمةٌ واكتشافٌ لا خطوطَ كوفيّـةً ، وحِداءُ
    كلُّ شعرٍ معاصرٍ ليـسَ فيهِ غصبُ العصرِ نملةٌ عـرجاءُ
    ما هوَ الشعرُ إن غدا بهلواناً يتسـلّى برقصـهِ الخُـلفاءُ
    ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فأراً كِسـرةُ الخبزِ –هَمُّهُ- والغِذاءُ
    وإذا أصبـحَ المفكِّـرُ بُـوقاً يستوي الفكرُ عندها والحذاءُ
    يُصلبُ الأنبياءُ من أجل رأيٍ فلماذا لا يصلبَ الشعـراءُ؟
    الفدائيُّ وحدهُ.. يكتبُ الشعرَ و كـلُّ الذي كتبناهُ هـراءُ
    إنّهُ الكاتـبُ الحقيقيُّ للعصـرِ ونـحنُ الحُـجَّابُ والأجـراءُ
    عنـدما تبدأُ البنادقُ بالعـزفِ تمـوتُ القصـائدُ العصـماءُ
    ما لنا؟ مالنا نلـومُ حـزيرانَ و في الإثمِ كـلُّنا شـركاءُ؟
    من هم الأبرياءُ؟ نحنُ جميـعاً حامـلو عارهِ ولا اسـتثناءُ
    عقلُنا، فكرُنا، هزالُ أغانينا رؤانا، أقوالُـنا الجـوفـاءُ
    نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنا الصفراء والحـبرُ والحـروفُ الإمـاءُ
    البطـولاتُ موقفٌ مسرحيٌّ ووجـوهُ الممثلـينَ طـلاءُ
    وفلسـطينُ بينهم كمـزادٍ كلُّ شـارٍ يزيدُ حين يشـاءُ
    وحدويّون! والبلادُ شـظايا كـلُّ جزءٍ من لحمها أجزاءُ
    ماركسيّونَ! والجماهيرُ تشقى فلماذا لا يشبـعُ الفقـراءُ؟
    قرشيّونَ! لـو رأتهم قريـشٌ لاستجارت من رملِها البيداءُ
    لا يمـينٌ يجيرُنا أو يسـارٌ تحتَ حدِّ السكينِ نحنُ سواءُ
    لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القدسُ وضاعت من قبـلها "الحمـراءُ"..
    يا فلسطينُ، لا تزالينَ عطـشى وعلى الزيتِ نامتِ الصحـراءُ
    العباءاتُ.. كلُّها من حريـرٍ واللـيالي رخيصـةٌ حمـراءُ
    يا فلسطينُ، لا تنادي عليهم قد تساوى الأمواتُ والأحياءُ
    قتلَ النفطُ ما بهم من سجايا ولقد يقتـلُ الثـريَّ الثراءُ
    يا فلسطينُ، لا تنادي قريشاً فقريشٌ ماتـت بها الخيَـلاءُ
    لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ لا تنادي.. لم يبـقَ إلا النساءُ
    ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُ ويمشـي إلى الـوراءِ الـوراءُ
    مرَّ عامـانِ والغزاةُ مقيمـونَ و تاريـخُ أمـتي... أشـلاءُ
    مـرَّ عامانِ.. والمسيـحُ أسيرٌ في يديهم.. و مـريمُ العـذراءُ
    مرَّ عامـانِ.. والمآذنُ تبكـي و النواقيـسُ كلُّها خرسـاءُ
    أيُّها الراكعونَ في معبدِ الحرفِ كـفانا الـدوارُ والإغـماءُ
    مزِّقوا جُبَّةَ الدراويشِ عـنكم واخلعوا الصوفَ أيُّها الأتقياءُ
    اتركـوا أولياءَنا بسـلامٍ أيُّ أرضٍ أعادها الأولياءُ؟
    في فمي يا عراقُ.. مـاءٌ كـثيرٌ كيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟
    زعموا أنني طـعنتُ بـلادي وأنا الحـبُّ كـلُّهُ والـوفاءُ
    أيريدونَ أن أمُـصَّ نـزيفي؟ لا جـدارٌ أنا و لا ببـغاءُ!
    أنـا حريَّتي... فإن سـرقوها تسقطِ الأرضُ كلُّها والسماءُ
    ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعري مـا اشتـراهُ الملـوكُ والأمراءُ
    كلُّ حرفٍ كتبتهُ كانَ سـيفاً عـربيّاً يشـعُّ منهُ الضـياءُ
    وقليـلٌ من الكـلامِ نقـيٌّ وكـثيرٌ من الكـلامِ بغـاءُ
    كم أُعاني مما كتبـتُ عـذاباً ويعاني في شـرقنا الشـرفاءُ
    وجعُ الحرفِ رائعٌ.. أوَتشكو للـبسـاتينِ وردةٌ حمـراءُ؟
    كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شجاعٍ ثم ماتـوا.. فإنـهم شهداءُ
    لا تعاقب يا ربِّ من رجموني واعفُ عنهم لأنّـهم جهلاءُ
    إن حبّي للأرضِ حبٌّ بصيرٌ وهواهم عواطـفٌ عمياءُ
    إن أكُن قد كويتُ لحمَ بلادي فمن الكيِّ قد يجـيءُ الشفاءُ
    من بحارِ الأسى، وليلِ اليتامى تطلـعُ الآنَ زهـرةٌ بيضاءُ
    ويطلُّ الفداءُ شمـساً عـلينا ما عسانا نكونُ.. لولا الفداءُ
    من جراحِ المناضلينَ.. وُلدنا ومنَ الجرحِ تولدُ الكـبرياءُ
    قبلَهُم، لم يكن هـناكَ قبـلٌ ابتداءُ التاريخِ من يومِ جاؤوا
    هبطوا فوقَ أرضـنا أنبياءً بعد أن ماتَ عندنا الأنبياءُ
    أنقذوا ماءَ وجهنا يومَ لاحوا فأضاءت وجوهُنا السوداءُ
    منحونا إلى الحـياةِ جـوازاً لم تكُـن قبلَهم لنا أسمـاءُ
    أصدقاءُ الحروفِ لا تعذلوني إن تفجّرتُ أيُّها الأصـدقاءُ
    إنني أخزنُ الرعودَ بصدري مثلما يخزنُ الرعودَ الشتاءُ
    أنا ما جئتُ كي أكونَ خطيباً فبلادي أضاعَـها الخُـطباءُ
    إنني رافضٌ زماني وعصـري ومن الـرفضِ تولدُ الأشـياءُ
    أصدقائي.. حكيتُ ما ليسَ يُحكى و شـفيعي... طـفولتي والنـقاءُ
    إنني قـادمٌ إليكـم.. وقلـبي فـوقَ كـفّي حمامـةٌ بيضـاءُ
    إفهموني.. فما أنا غـيرُ طـفلٍ فـوقَ عينيهِ يسـتحمُّ المـساءُ
    أنا لا أعرفُ ازدواجيّةَ الفكرِ فنفسـي.. بحـيرةٌ زرقـاءُ
    لبلادي شعري.. ولستُ أبالي رفضتهُ أم باركتـهُ السـماءُ..
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:01 pm

    ترصيع بالذهب على سيف دمشقي
    ----------------------------------

    أتراها تحبني ميسـون..؟ أم توهمت والنساء ظنون
    يا ابنـة العمّ... والهوى أمويٌ كيف أخفي الهوى وكيف أبين
    هل مرايا دمشق تعرف وجهي من جديد أم غيّرتني السنيـنُ؟
    يا زماناً في الصالحية سـمحاً أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟
    يا سريري.. ويا شراشف أمي يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
    يا زواريب حارتي.. خبئني بين جفنيك فالزمان ضنين
    واعذريني إذا بدوت حزيناً إن وجه المحب وجه حزين
    ها هي الشام بعد فرقة دهر أنهر سبعـة ..وحـور عين
    آه يا شام.. كيف أشرح ما بي وأنا فيـكِ دائمـاً مسكونُ
    يا دمشق التي تفشى شذاها تحت جلدي كأنه الزيزفونُ
    قادم من مدائن الريح وحـدي فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ
    أهي مجنونة بشوقي إليها... هذه الشام، أم أنا المجنون؟
    إن تخلت كل المقادير عني فبعيـني حبيبتي أستعيـنُ
    جاء تشرين يا حبيبة عمري أحسن الوقت للهوى تشرين
    ولنا موعد على جبل الشيخ كم الثلج دافئ.. وحنـونُ
    سنوات سبع من الحزن مرت مات فيها الصفصاف والزيتون
    شام.. يا شام.. يا أميرة حبي كيف ينسى غرامـه المجنون؟
    شمسُ غرناطةٍ أطلت علينا بعد يأس وزغردت ميسلون
    جاء تشرين.. إن وجهك أحلى بكثير... ما سـره تشـرينُ ؟
    إن أرض الجولان تشبه عينيك فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ
    مزقي يا دمشق خارطة الذل وقولي للـدهر كُن فيـكون
    استردت أيامها بكِ بدرٌ واستعادت شبابها حطينُ
    كتب الله أن تكوني دمشقاً بكِ يبدا وينتهي التكويـنُ
    هزم الروم بعد سبع عجاف وتعافى وجداننا المـطعـونُ
    اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ
    علمينا فقه العروبـة يا شام فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ
    وطني، يا قصيدة النارِ والورد تغنـت بما صنعتَ القـرونُ
    إركبي الشمس يا دمشق حصاناً ولك الله ... حـافظ و أميـنُ
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:03 pm

    تلومني الدنيا
    -------------------

    تلومني الدنيا إذا أحببتهُ

    كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ

    كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ

    كأنني أنا التي..

    للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ

    وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ

    وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..

    كأنني.. أنا التي

    كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..

    قد علّقتُه..

    تلومُني الدنيا إذا..

    سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..

    كأنني أنا الهوى..

    وأمُّهُ.. وأختُهُ..

    هذا الهوى الذي أتى..

    من حيثُ ما انتظرتهُ

    مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ

    مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ

    وكلِّ ما سمعتهُ

    لو كنتُ أدري أنهُ..

    نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ

    لو كنتُ أدري أنهُ..

    بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ

    لو كنتُ أدري أنهُ..

    عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ

    هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ

    فليتني حينَ أتاني فاتحاً

    يديهِ لي.. رددْتُهُ

    وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..

    هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..

    على ستائري..

    أراهُ.. في ثوبي..

    وفي عطري.. وفي أساوري

    أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..

    أراهُ منقوشاً على مشاعري

    لو أخبروني أنهُ

    طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ

    وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ

    لو أخبروني أنهُ..

    سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ

    ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ

    ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ

    لكنتُ قد طردتهُ..

    يا أيّها الغالي الذي..

    أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ

    هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ

    أروعُ حبٍّ عشتهُ

    فليتني حينَ أتاني زائراً

    بالوردِ قد طوّقتهُ..

    وليتني حينَ أتاني باكياً

    فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ

    ******************************


    الحاكم والعصفور
    ---------------------


    أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ

    لأقرأَ شعري للجمهورْ

    فأنا مقتنعٌ

    أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ

    وأنا مقتنعٌ – منذُ بدأتُ –

    بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ

    وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ

    أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ

    وليسَ معي إلا دفترْ

    يُرسلني المخفرُ للمخفرْ

    يرميني العسكرُ للعسكرْ

    وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ

    لكنَّ الضابطَ يوقفني

    ويريدُ جوازاً للعصفورْ

    تحتاجُ الكلمةُ في وطني

    لجوازِ مرورْ

    أبقى ملحوشاً ساعاتٍ

    منتظراً فرمانَ المأمورْ

    أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ

    ودمعي في عينيَّ بحورْ

    وأمامي كانتْ لافتةٌ

    تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ)

    تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ)

    وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ

    أتقيأُ أحزاني..

    وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ

    وأظلُّ على بابِ بلادي

    مرميّاً..

    كالقدحِ المكسورْ



    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:03 pm

    هوامش على دفتر النكسة
    -------------------------------

    أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه

    والكتبَ القديمه

    أنعي لكم..

    كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..

    ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه

    أنعي لكم.. أنعي لكم

    نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه

    2

    مالحةٌ في فمِنا القصائد

    مالحةٌ ضفائرُ النساء

    والليلُ، والأستارُ، والمقاعد

    مالحةٌ أمامنا الأشياء

    3

    يا وطني الحزين

    حوّلتَني بلحظةٍ

    من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين

    لشاعرٍ يكتبُ بالسكين

    4

    لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا

    لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا

    5

    إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

    لأننا ندخُلها..

    بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

    بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ

    لأننا ندخلها..

    بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

    6

    السرُّ في مأساتنا

    صراخنا أضخمُ من أصواتنا

    وسيفُنا أطولُ من قاماتنا

    7

    خلاصةُ القضيّهْ

    توجزُ في عبارهْ

    لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

    والروحُ جاهليّهْ...

    8

    بالنّايِ والمزمار..

    لا يحدثُ انتصار

    9

    كلّفَنا ارتجالُنا

    خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ

    10

    لا تلعنوا السماءْ

    إذا تخلّت عنكمُ..

    لا تلعنوا الظروفْ

    فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ

    وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ

    11

    يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ

    يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..

    12

    ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا

    وإنما..

    تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا

    13

    خمسةُ آلافِ سنهْ..

    ونحنُ في السردابْ

    ذقوننا طويلةٌ

    نقودنا مجهولةٌ

    عيوننا مرافئُ الذبابْ

    يا أصدقائي:

    جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ

    أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ

    يا أصدقائي:

    جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..

    أن تكتبوا كتابْ

    أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ

    أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ

    فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ

    الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...

    14

    جلودُنا ميتةُ الإحساسْ

    أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ

    أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ

    هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...

    15

    كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري

    أن يستحيلَ خنجراً..

    من لهبٍ ونارِ..

    لكنهُ..

    واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ

    وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ

    يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...

    16

    نركضُ في الشوارعِ

    نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..

    نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ

    نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..

    نمدحُ كالضفادعِ

    نشتمُ كالضفادعِ

    نجعلُ من أقزامنا أبطالا..

    نجعلُ من أشرافنا أنذالا..

    نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..

    نقعدُ في الجوامعِ..

    تنابلاً.. كُسالى

    نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..

    ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..

    من عندهِ تعالى...

    17

    لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..

    لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ

    قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ

    كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي

    ومخبروكَ دائماً ورائي..

    عيونهم ورائي..

    أنوفهم ورائي..

    أقدامهم ورائي..

    كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ

    يستجوبونَ زوجتي

    ويكتبونَ عندهم..

    أسماءَ أصدقائي..

    يا حضرةَ السلطانْ

    لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ

    لأنني..

    حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي

    ضُربتُ بالحذاءِ..

    أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي

    يا سيّدي..

    يا سيّدي السلطانْ

    لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ

    لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ

    ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟

    لأنَّ نصفَ شعبنا..

    محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..

    في داخلِ الجدرانْ..

    لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ

    من عسكرِ السلطانْ..

    قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..

    لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

    18

    لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ

    لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ

    لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ

    لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..

    19

    نريدُ جيلاً غاضباً..

    نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ

    وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..

    وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ

    نريدُ جيلاً قادماً..

    مختلفَ الملامحْ..

    لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..

    لا ينحني..

    لا يعرفُ النفاقْ..

    نريدُ جيلاً..

    رائداً..

    عملاقْ..

    20

    يا أيُّها الأطفالْ..

    من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ

    وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ

    ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..

    ويقتلُ الخيالْ..

    يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ

    وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ

    لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ

    فنحنُ خائبونْ..

    ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ

    ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ

    لا تقرؤوا أخبارَنا

    لا تقتفوا آثارنا

    لا تقبلوا أفكارنا

    فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ

    ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ

    يا أيها الأطفالْ:

    يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ

    أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ

    وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:05 pm

    لا تسألوني
    -------------

    لا تسـألوني... ما اسمهُ حبيبي أخشى عليكمْ.. ضوعةَ الطيوبِ
    زقُّ العـبيرِ.. إنْ حـطّمتموهُ غـرقتُمُ بعاطـرٍ سـكيبِ
    والله.. لو بُحـتُ بأيِّ حرفٍ تكدَّسَ الليـلكُ في الدروبِ
    لا تبحثوا عنهُ هُـنا بصدري تركتُهُ يجـري مع الغـروبِ
    ترونَهُ في ضـحكةِ السواقي في رفَّةِ الفـراشةِ اللعوبِ
    في البحرِ، في تنفّسِ المراعي وفي غـناءِ كلِّ عندليـبِ
    في أدمعِ الشتاءِ حينَ يبكي وفي عطاءِ الديمةِ السكوبِ
    لا تسألوا عن ثغرهِ.. فهلا رأيتـمُ أناقةَ المغيـبِ
    ومُـقلتاهُ شاطـئا نـقاءٍ وخصرهُ تهزهزُ القـضيبِ
    محاسنٌ.. لا ضمّها كتابٌ ولا ادّعتها ريشةُ الأديبِ
    وصدرهُ.. ونحرهُ.. كفاكمْ فلن أبـوحَ باسمهِ حبيبي

    *************************

    قرص الأسبرين
    -----------------

    ليسَ هذا وطني الكبير

    لا..

    ليسَ هذا الوطنُ المربّعُ الخاناتِ كالشطرنجِ..

    والقابعُ مثلَ نملةٍ في أسفلِ الخريطة..

    هوَ الذي قالّ لنا مدرّسُ التاريخِ في شبابنا

    بأنهُ موطننا الكبير.

    لا..

    ليسَ هذا الوطنُ المصنوعُ من عشرينَ كانتوناً..

    ومن عشرينَ دكاناً..

    ومن عشرينَ صرّافاً..

    وحلاقاً..

    وشرطياً..

    وطبّالاً.. وراقصةً..

    يسمّى وطني الكبير..

    لا..

    ليسَ هذا الوطنُ السّاديُّ.. والفاشيُّ

    والشحّاذُ.. والنفطيُّ

    والفنّانُ.. والأميُّ

    والثوريُّ.. والرجعيُّ

    والصّوفيُّ.. والجنسيُّ

    والشيطانُ.. والنبيُّ

    والفقيهُ، والحكيمُ، والإمام

    هوَ الذي كانَ لنا في سالفِ الأيّام

    حديقةَ الأحلام..

    لا...

    ليسَ هذا الجسدُ المصلوبُ

    فوقَ حائطِ الأحزانِ كالمسيح

    لا...

    ليسَ هذا الوطنُ الممسوخُ كالصرصار،

    والضيّقُ كالضريح..

    لا..

    ليسَ هذا وطني الكبير

    لا...

    ليسَ هذا الأبلهُ المعاقُ.. والمرقّعُ الثيابِ،

    والمجذوبُ، والمغلوبُ..

    والمشغولُ في النحوِ وفي الصرفِ..

    وفي قراءةِ الفنجانِ والتبصيرِ..

    لا...

    ليسَ هذا وطني الكبير

    لا...

    ليسَ هذا الوطنُ المنكَّسُ الأعلامِ..

    والغارقُ في مستنقعِ الكلامِ،

    والحافي على سطحٍ من الكبريتِ والقصدير

    لا...

    ليسَ هذا الرجلُ المنقولُ في سيّارةِ الإسعافِ،

    والمحفوظُ في ثلّاجةِ الأمواتِ،

    والمعطّلُ الإحساسِ والضمير

    لا...

    ليسَ هذا وطني الكبير

    لا..

    ليسَ هذا الرجلُ المقهورُ..

    والمكسورُ..

    والمذعورُ كالفأرةِ..

    والباحثُ في زجاجةِ الكحولِ عن مصير

    لا...

    ليسَ هذا وطني الكبير..

    يا وطني:

    يا أيّها الضائعُ في الزمانِ والمكانِ،

    والباحثُ في منازلِ العُربان..

    عن سقفٍ، وعن سرير

    لقد كبرنا.. واكتشفنا لعبةَ التزوير

    فالوطنُ المن أجلهِ ماتَ صلاحُ الدين

    يأكلهُ الجائعُ في سهولة

    كعلبةِ السردين..

    والوطنُ المن أجلهِ قد غنّت الخيولُ في حطّين

    يبلعهُ الإنسانُ في سهولةٍ..

    كقُرص أسبرين!!..



    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:06 pm

    القدس
    --------------

    بكيت.. حتى انتهت الدموع

    صليت.. حتى ذابت الشموع

    ركعت.. حتى ملّني الركوع

    سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع

    يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء

    يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء

    يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع

    يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع

    حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول

    يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول

    حزينةٌ حجارةُ الشوارع

    حزينةٌ مآذنُ الجوامع

    يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

    من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟

    صبيحةَ الآحاد..

    من يحملُ الألعابَ للأولاد؟

    في ليلةِ الميلاد..

    يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان

    يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان

    من يوقف الحجارة يا بلدي

    من يوقفُ العدوان يا بلدي؟

    عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان

    من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟

    من ينقذُ الإنجيل؟

    من ينقذُ القرآن؟

    من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟

    من ينقذُ الإنسان؟

    يا قدسُ.. يا مدينتي

    يا قدسُ.. يا حبيبتي

    غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

    وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون

    وتضحكُ العيون..

    وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..

    إلى السقوفِ الطاهره

    ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

    ويلتقي الآباءُ والبنون

    على رباك الزاهرة..

    يا بلدي..

    يا بلد السلام والزيتون

    **********************

    غرناطة
    -----------

    في مدخل الحمراء كان لقاؤنا ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
    عينان سوداوان في حجريهما تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
    هل أنت إسبانية ؟ ساءلـتها قالت: وفي غـرناطة ميلادي
    غرناطة؟ وصحت قرون سبعة في تينـك العينين.. بعد رقاد
    وأمـية راياتـها مرفوعـة وجيـادها موصـولة بجيـاد
    ما أغرب التاريخ كيف أعادني لحفيـدة سـمراء من أحفادي
    وجه دمشـقي رأيت خـلاله أجفان بلقيس وجيـد سعـاد
    ورأيت منـزلنا القديم وحجرة كانـت بها أمي تمد وسـادي
    واليـاسمينة رصعـت بنجومها والبركـة الذهبيـة الإنشـاد
    ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها في شعـرك المنساب ..نهر سواد
    في وجهك العربي، في الثغر الذي ما زال مختـزناً شمـوس بلادي
    في طيب "جنات العريف" ومائها في الفل، في الريحـان، في الكباد
    سارت معي.. والشعر يلهث خلفها كسنابـل تركـت بغيـر حصاد
    يتألـق القـرط الطـويل بجيدها مثـل الشموع بليلـة الميـلاد..
    ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي وورائي التاريـخ كـوم رمـاد
    الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها والزركشات على السقوف تنادي
    قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
    أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازفاً ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي
    يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت أن الـذين عـنتـهم أجـدادي
    عانـقت فيهـا عنـدما ودعتها رجلاً يسمـى "طـارق بن زياد"
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:08 pm

    طريق واحد
    ----------------------

    أريدُ بندقيّه..

    خاتمُ أمّي بعتهُ

    من أجلِ بندقيه

    محفظتي رهنتُها

    من أجلِ بندقيه..

    اللغةُ التي بها درسنا

    الكتبُ التي بها قرأنا..

    قصائدُ الشعرِ التي حفظنا

    ليست تساوي درهماً..

    أمامَ بندقيه..

    أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..

    إلى فلسطينَ خذوني معكم

    إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه

    إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه

    عشرونَ عاماً.. وأنا

    أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه

    أبحثُ عن بيتي الذي هناك

    عن وطني المحاطِ بالأسلاك

    أبحثُ عن طفولتي..

    وعن رفاقِ حارتي..

    عن كتبي.. عن صوري..

    عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه..

    أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه

    إلى فلسطينَ خذوني معكم

    يا أيّها الرجال..

    أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال

    أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها

    زيتونةً، أو حقلَ برتقال..

    أو زهرةً شذيّه

    قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي

    بارودتي.. صارت هي القضيّه..

    أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه..

    أصبحتُ في قائمةِ الثوّار

    أفترشُ الأشواكَ والغبار

    وألبسُ المنيّه..

    مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّني

    أنا الذي أغيّرُ الأقدار

    يا أيّها الثوار..

    في القدسِ، في الخليلِ،

    في بيسانَ، في الأغوار..

    في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار

    تقدموا..

    تقدموا..

    فقصةُ السلام مسرحيّه..

    والعدلُ مسرحيّه..

    إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ

    يمرُّ من فوهةِ بندقيّه..

    ****************************


    التناقضات
    -------------

    فشلت جميع محاولاتي

    في أن أفسر موقفي

    فشلت جميع محاولاتي

    مازلت تتهمينني

    كأني هوائي المزاج , ونرجسي

    في جميع تصرفاتي

    مازلت تعتبرينني

    كقطار نصف الليل .. أنسى دائما

    أسماء ركابي , ووجه زائراتي

    فهواي غيب

    والنساء لدي محض مصادفات

    مازلت تعتقدين .. أن رسائلي

    عمل روائي .. واشعاري

    شريط مغامرات

    وبأنني استعمل اجمل صاحباتي

    جسراً إلى مجدي .. ومجد مؤلفاتي

    مازلتي تحتجين أني لا احبك

    كالنساء الأخريات

    وعلى سرير العشق لم أسعدك مثل الأخريات

    أهـ من طمع النساء

    وكيدهن

    ومن عتاب معاتباتي

    كم أنتي رومانسية التفكير ، ساذجة

    التجارب

    تتصورين الحب صندوقاً مليئاً

    بالعجائب

    وحقول جار دينيا

    وليلا لا زوردي الكواكب

    مازلت تشترطين

    أن نبقى إلى يوم القيامة عاشقين

    وتطالبين بان نظل على الفراش ممددين

    نرمي سجائرنا ونشعلها

    وننقر بعضنا كحمامتين

    ونظل أياما .. وأياما ..

    نحاور بعضنا بالركبتين

    هذا كلام مضحك

    انا لست اضمن طقسي النفسي بعد دقيقتين

    ولربما يتغير التاريخ بعد دقيقتين ونعود

    في خفي حنين

    من عالم الجنس المثير

    نعود في خفي حنين

    فشلت جميع محاولاتي

    في أن أفسر موقفي

    فشلت جميع محاولاتي

    فتقبلي عشقي على علاته

    وتقبلي مللي .. وذبذبتي .. وسوء تصرفاتي

    فأنا كماء البحر في مدي وفي جزري وعمق تحولاتي

    إن التناقض في دمي وأنا احب

    تناقضاتي

    ماذا سأفعل يا صديقه

    هكذا رسمت حياتي

    ..منذ الخليقة .. هكذا رسمت حياتي




    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:10 pm

    يوميات امرأة
    ----------------------

    لماذا في مدينتنا ؟

    نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟

    ونسرق من شقوق الباب موعدنا

    ونستعطي الرسائل

    والمشاويرا

    لماذا في مدينتنا ؟

    يصيدون العواطف والعصافيرا

    لماذا نحن قصديرا ؟

    وما يبقى من الإنسان

    حين يصير قصديرا ؟

    لماذا نحن مزدوجون

    إحساسا وتفكيرا ؟

    لماذا نحن ارضيون ..

    تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟

    لماذا أهل بلدتنا ؟

    يمزقهم تناقضهم

    ففي ساعات يقظتهم

    يسبون الضفائر والتنانيرا

    وحين الليل يطويهم

    يضمون التصاويرا

    أسائل دائماً نفسي

    لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟

    لكل الناس

    كل الناس

    مثل أشعة الفجر

    لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟

    ومثل الماء في النهر

    ومثل الغيم ، والأمطار ،

    والأعشاب والزهر

    أليس الحب للإنسان

    عمراً داخل العمر ؟

    لماذا لايكون الحب في بلدي ؟

    طبيعياً

    كلقيا الثغر بالثغر

    ومنساباً

    كما شعري على ظهري

    لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟

    كما الأسماك في البحر

    كما الأقمار في أفلاكها تجري

    لماذا لا يكون الحب في بلدي

    ضرورياً

    كديوان من الشعر

    انا نهدي في صدري

    كعصفورين

    قد ماتا من الحر

    كقديسين شرقيين متهمين بالكفر

    كم اضطهدا

    وكم رقدا على الجمر

    وكم رفضا مصيرهما

    وكم ثارا على القهر

    وكم قطعا لجامهما

    وكم هربا من القبر

    متى سيفك قيدهما

    متى ؟

    يا ليتني ادري

    نزلت إلى حديقتنا

    ازور ربيعها الراجع

    عجنت ترابها بيدي

    حضنت حشيشها الطالع

    رأيت شجيرة الدراق

    تلبس ثوبها الفاقع

    رأيت الطير محتفلاً

    بعودة طيره الساجع

    رأيت المقعد الخشبي

    مثل الناسك الراجع

    سقطت عليه باكية

    كأني مركب ضائع

    احتى الأرض ياربي ؟

    تعبر عن مشاعرها

    بشكل بارع ... بارع

    احتى الأرض ياربي

    لها يوم .. تحب فيه ..

    تبوح به ..

    تضم حبيبها الراجع

    وفوق العشب من حولي

    لها سبب .. لها الدافع

    فليس الزنبق الفارع

    وليس الحقل ، ليس النحل

    ليس الجدول النابع

    سوى كلمات هذى الأرض ..

    غير حديثها الرائع

    أحس بداخلي بعثاً

    يمزق قشرتي عني

    ويدفعني لان أعدو

    مع الأطفال في الشارع

    أريد..

    أريد..

    كايه زهرة في الروض

    تفتح جفنها الدامع

    كايه نحله في الحقل

    تمنح شهدها النافع

    أريد..

    أريد أن أحيا

    بكل خليه مني

    مفاتن هذه الدنيا

    بمخمل ليلها الواسع

    وبرد شتائها اللاذع

    أريد..

    أريد أن أحيا

    بكل حرارة الواقع

    بكل حماقة الواقع

    يعود أخي من الماخور ...

    عند الفجر سكرانا ...

    يعود .. كأنه السلطان ..

    من سماه سلطانا ؟

    ويبقى في عيون الأهل

    أجملنا ... وأغلانا ..

    ويبقى في ثياب العهر

    اطهرنا ... وأنقانا

    يعود أخي من الماخور

    مثل الديك .. نشوانا

    فسبحان الذي سواه من ضوء

    ومن فحم رخيص نحن سوانا

    وسبحان الذي يمحو خطاياه

    ولا يمحو خطايانا

    تخيف أبي مراهقتي

    يدق لها

    طبول الذعر والخطر

    يقاومها

    يقاوم رغوة الخلجان

    يلعن جراة المطر

    يقاوم دونما جدوى

    مرور النسغ في الذهر

    أبي يشقى

    إذا سالت رياح الصيف عن شعري

    ويشقى إن رأى نهداي

    يرتفحان في كبر

    ويغتسلان كالأطفال

    تحت أشعه القمر

    فما ذنبي وذنبهما

    هما مني هما قدري

    متى يأتي ترى بطلي

    لقد خبأت في صدري

    له ، زوجا من الحجل

    وقد خبأت في ثغري

    له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس

    له ، مجدولة الخصل

    ليخطفني

    ليكسر باب معتقلي

    فمنذ طفولتي وأنا

    أمد على شبابيكي

    حبال الشوق والأمل

    واجدل شعري الذهبي كي يصعد

    على خصلاته .. بطلي

    يروعني ..

    شحوب شقيقتي الكبرى

    هي الأخرى

    تعاني ما أعانيه

    تعيش الساعة الصفرا

    تعاني عقده سوداء

    تعصر قلبها عصرا

    قطار الحسن مر بها

    ولم يترك سوى الذكرى

    ولم يترك من النهدين

    إلا الليف والقشرا

    لقد بدأت سفينتها

    تغوص .. وتلمس القعرا

    أراقبها وقد جلست

    بركن ، تصلح الشعرا

    تصففه .. وتخربه

    وترسل زفرة حرى

    تلوب .. تلوب .. في الردهات

    مثل ذبابة حيرى

    وتقبح في محارتها

    كنهر .. لم يجد مجرى

    سأكتب عن صديقاتي

    فقصه كل واحده

    أرى فيها .. أرى ذاتي

    ومأساة كمأساتي

    سأكتب عن صديقاتي

    عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات

    عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات

    عن الأبواب لا تفتح

    عن الرغبات وهي بمهدها تذبح

    عن الحلمات تحت حريرها تنبح

    عن الزنزانة الكبرى

    وعن جدارنها السود

    وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ

    دفن بغير أسماء

    بمقبرة التقاليد

    صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن

    داخل متحف مغلق

    نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق

    مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق

    وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق

    بلا خوف

    سأكتب عن صديقاتي

    عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات

    عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات

    عن الأشواق تدفن في المخدات

    عن الدوران في اللاشيء

    عن موت الهنيهات

    صديقاتي

    رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات

    سبايا في حريم الشرق

    موتى غير أموات

    يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات

    صديقاتي

    طيور في مغائرها

    تموت بغير أصوات

    خلوت اليوم ساعات

    إلى جسدي

    أفكر في قضاياه

    أليس هوالثاني قضاياه ؟

    وجنته وحماه ؟

    لقد أهملته زمنا

    ولم اعبا بشكواه

    نظرت إليه في شغف

    نظرت إليه من أحلى زواياه

    لمست قبابه البيضاء

    غابته ومرعاه

    إن لوني حليبي

    كان الفجر قطره وصفاه

    أسفت لا نه جسدي

    أسفت على ملاسته

    وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته

    رثيت له

    لهذا الوحش يأكل من وسادته

    لهذا الطفل ليس تنام عيناه

    نزعت غلالتي عني

    رأيت الظل يخرج من مراياه

    رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه

    تحرر من قطيفته

    ومزق عنه " تفتاه "

    حزنت انا لمرآه

    لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟

    لماذا الله أشقاني

    بفتنته .. وأشقاه ؟

    وعلقه بأعلى الصدر

    جرحاً .. لست أنساه

    لماذا يستبد ابي ؟

    ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه

    كسطر في جريدته

    ويحرص على أن أظل له

    كأني بعض ثروته

    وان أبقى بجانبه

    ككرسي بحجرته

    أيكفي أنني ابنته

    أني من سلالته

    أيطعمني أبي خبزاً ؟

    أيغمرني بنعمته ؟

    كفرت انا .. بمال أبي

    بلؤلؤة ... بفضته

    أبي لم ينتبه يوماً

    إلى جسدي .. وثورته

    أبي رجل أناني

    مريض في محبته

    مريض في تعنته

    يثور إذا رأى صدري

    تمادى في استدارته

    يثور إذا رأى رجلاً

    يقرب من حديقته

    أبي ...

    لن يمنع التفاح عن إكمال دورته

    سيأتي ألف عصفور

    ليسرق من حديقته

    على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه

    وابسط فوقها في فرح وعفوية

    أمشط فوقها شعري

    وارمي كل أثوابي الحريرية

    أنام , أفيق , عارية ..

    أسير .. أسير حافية

    على صفحات أوراقي السماوية

    على كراستي الزرقاء

    استرخي على كيفي

    واهرب من أفاعي الجنس

    والإرهاب ..

    والخوف ..

    واصرخ ملء حنجرتي

    انا امرأة .. انا امرأة

    انا انسانة حية

    أيا مدن التوابيت الرخامية

    على كراستي الزرقاء

    تسقط كل أقنعتي الحضارية

    ولا يبقى سوى نهدي

    تكوم فوق أغطيتي

    كشمس استوائية

    ولا يبقى سوى جسدي

    يعبر عن مشاعره

    بلهجته البدائية

    ولا يبقى .. ولا يبقى ..

    سوى الأنثى الحقيقة

    صباح اليوم فاجأني

    دليل أنوثتي الأول

    كتمت تمزقي

    وأخذت ارقب روعة الجدول

    واتبع موجه الذهبي

    اتبعه ولا أسال

    هنا .. أحجار ياقوت

    وكنز لألي مهمل

    هنا .. نافورة جذلى

    هنا .. جسر من المخمل

    ..هنا

    سفن من التوليب

    ترجوا الأجمل الأجمل

    هنا .. حبر بغير يد

    هنا .. جرح ولا مقتل

    أأخجل منه ..

    هل بحر بعزة موجه يخجل ؟

    انا للخصب مصدره وأنا يده

    وأنا المغزل ...


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:11 pm

    إمرأة حمقاء
    ---------------------

    يا سيدي العزيز

    هذا خطاب امرأة حمقاء

    هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء؟

    اسمي انا ؟ دعنا من الأسماء

    رانية أم زينب

    أم هند أم هيفاء

    اسخف ما نحمله ـ يا سيدي ـ الأسماء

    يا سيدي

    أخاف أن أقول مالدي من أشياء

    أخاف ـ لو فعلت ـ أن تحترق السماء

    فشرقكم يا سيدي العزيز

    يصادر الرسائل الزرقاء

    يصادر الأحلام من خزائن النساء

    يستعمل السكين

    والساطور

    كي يخاطب النساء

    ويذبح الربيع والأشواق

    والضفائر السوداء

    و شرقكم يا سيدي العزيز

    يصنع تاج الشرف الرفيع

    من جماجم النساء

    لا تنتقدني سيدي

    إن كان خطي سيئاً

    فإنني اكتب والسياف خلف بابي

    وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب

    يا سيدي

    عنترة العبسي خلف بابي

    يذبحني

    إذا رأى خطابي

    يقطع رأسي

    لو رأى الشفاف من ثيابي

    يقطع رأسي

    لو انا عبرت عن عذابي

    فشرقكم يا سيدي العزيز

    يحاصر المرأة بالحراب

    يبايع الرجال أنبياء

    ويطمر النساء في التراب

    لا تنزعج !

    يا سيدي العزيز ... من سطوري

    لا تنزعج !

    إذا كسرت القمقم المسدود من عصور

    إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري

    إذا انا هربت

    من أقبية الحريم في القصور

    إذا تمردت , على موتي ...

    على قبري

    على جذوري

    و المسلخ الكبير

    لا تنزعج يا سيدي !

    إذا انا كشفت عن شعوري

    فالرجل الشرقي

    لا يهتم بالشعر و لا الشعور ...

    الرجل الشرقي

    لا يفهم المرأة إلا داخل السرير ...

    معذرة .. معذرة يا سيدي

    إذا تطاولت على مملكة الرجال

    الأدب الكبير ـ طبعاً ـ أدب الرجال والحب كان دائماً

    من حصة الرجال

    والجنس كان دائما ً

    مخدراً يباع للرجال

    خرافة حرية النساء في بلادنا

    فليس من حرية

    أخرى ، سوى حرية الرجال

    يا سيدي

    قل ما تريده عني ، فلن أبالي سطحية . غبية . مجنونة . بلهاء فلم اعد أبالي

    لأن من تكتب عن همومها ..

    في منطق الرجال امرأة حمقاء

    ألم اقل في أول الخطاب إني

    امرأة حمقاء ؟


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:15 pm


    ثقافتنا
    ------------


    فقاقيع من الصابون والوحل

    فمازالت بداخلنا

    "رواسب من " أبي جهل

    ومازلنا

    نعيش بمنطق المفتاح والقفل

    نلف نساءنا بالقطن

    ندفنهن في الرمل

    ونملكهن كالسجاد

    كالأبقار في الحقل

    ونهذا من قوارير

    بلا دين ولا عقل

    ونرجع أخر الليل

    نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل

    نمارسه خلال دقائق خمسه

    بلا شوق ... ولا ذوق

    ولا ميل

    نمارسه .. كالات

    تؤدي الفعل للفعل

    ونرقد بعدها موتى

    ونتركهن وسط النار

    وسط الطين والوحل

    قتيلات بلا قتل

    بنصف الدرب نتركهن

    يا لفظاظة الخيل

    قضينا العمر في المخدع

    وجيش حريمنا معنا

    وصك زواجنا معنا

    وقلنا : الله قد شرع

    ليالينا موزعه

    على زوجاتنا الأربع

    هنا شفه

    هنا ساق

    هنا ظفر

    هنا إصبع

    كأن الدين حانوت

    فتحناه لكي نشبع

    تمتعنا " بما أيماننا ملكت "

    وعشنا من غرائزنا بمستنقع

    وزورنا كلام الله

    بالشكل الذي ينفع

    ولم نخجل بما نصنع

    عبثنا في قداسته

    نسينا نبل غايته

    ولم نذكر

    سوى المضجع

    ولم نأخذ سوى

    زوجاتنا الأربع

    ***************************

    فم
    ---------

    في وجهها يدور .. كالبرعم

    بمثله الأحلام لم تحلم

    كلوحة ناجحة .. لونها

    أثار حتى حائط المرسم

    كفكرة .. جناحها أحمر

    كجملة قيلت ولم تفهم

    كنجمة قد ضيعت دربها

    في خصلات الأسود المعتم

    زجاجة للطيب مختومة

    ليت أواني الطيب لم تختم

    من أين يا ربي عصرت الجنى؟

    وكيف فكرت بهذا الفم

    وكيف بالغت بتدويره؟

    وكيف وزعت نقاط الدم؟

    وكيف بالتوليب سورته

    بالورد، بالعناب، بالعندم؟

    وكيف ركزت إلى جنبه

    غمارة .. تهزأ بالأنجم..

    كم سنة .. ضيعت في نحته ؟

    قل لي .. ألم تتعب .. ألم تسأم؟

    منضمة الشفاه .. لا تفصحي

    أريدُ أن أبقى بوهمِ الفمٍ



    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:17 pm

    رسالة من سيدة حاقدة
    --------------------------

    لا تدخُلي

    وسددتَ في وجهي الطريق بمرفقيكَ … وزعمتَ لي …

    أن الرفاق أتوا إليك … أهُمُ الرفاق أتوا إليك

    أم أن سيدةً لديك … تحتلُ بعدي ساعديك ؟

    وصرختُ محتدماً : قفي ! والريحُ … تمضغُ معطفي …

    والذل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذلُ لا تتأسف

    أنا لستُ آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي

    قلبي الذي لم تعرِفِ … ماذا لو انكَ يا دني … أخبرتني

    أني انتهى أمري لديكَ … فجميعُ ما وشوشتني

    أيامَ كنتَ تحبنيَ … من أنني …

    بيتُ الفراشةِ مسكني … وغدي انفراطُ السوسنِ

    أنكرتهُ أصلاً كما أنكرتني …

    لا تعتذر …

    فالإثمُ … يحصدُ حاجبيكَ وخطوط أحمرها تصيحُ بوجنتيك

    ورباطُكَ … المشدوه … يفضحُ

    ما لديكَ … ومن لديكَ

    يا من وقفتُ دمي عليكَ

    وذللتنيَ ونفضتني

    كذبابةٍ عن عارضيك

    ودعوتُ سيدةً إليكَ ………… وأهنتني

    من بعد ما كنتُ الضياء بناظريك …

    إني أراها في جوار الموقدِ … أخذت هُنالك مقعدي …

    في الركن … ذات المقـعدِ …

    وأراك تمنحها يداً … مثلوجةً … ذاتَ اليدِ …

    سترددُ القصص التي أسمعتني …

    ولسوف تخبرها بما أخبرتني …

    وسترفع الكأس التي جرعتني …

    كأساً بها سممتني

    حتى إذا عادت إليكُ … لتروُد موعدها الهني …

    أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك …

    وأضعت رونقها كما ضيعتني …

    ****************************

    حقائب الدموع والبكاء
    -----------------------------

    إذا أتى الشتاء..

    وحركت رياحه ستائري

    أحس يا صديقتي

    بحاجة إلى البكاء

    على ذراعيك..

    على دفاتري..

    إذا أتى الشتاء

    وانقطعت عندلة العنادل

    وأصبحت ..

    كل العصافير بلا منازل

    يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.

    كأنما الأمطار في السماء

    تهطل يا صديقتي في داخلي..

    عندئذ .. يغمرني

    شوق طفولي إلى البكاء ..

    على حرير شعرك الطويل كالسنابل..

    كمركب أرهقه العياء

    كطائر مهاجر..

    يبحث عن نافذة تضاء

    يبحث عن سقف له ..

    في عتمة الجدائل ..

    *

    إذا أتى الشتاء..

    واغتال ما في الحقل من طيوب..

    وخبأ النجوم في ردائه الكئيب

    يأتي إلى الحزن من مغارة المساء

    يأتي كطفل شاحب غريب

    مبلل الخدين والرداء..

    وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب

    أمنحه السرير .. والغطاء

    أمنحه .. جميع ما يشاء

    *

    من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟

    وكيف جاء؟

    يحمل لي في يده..

    زنابقا رائعة الشحوب

    يحمل لي ..

    حقائب الدموع والبكاء..



    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد نزار قباني ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 19/6/2011, 6:18 pm

    القصيدة المتوحشة
    --------------------------

    أحبيني .. بلا عقد

    وضيعي في خطوط يدي

    أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..

    فلست أنا الذي يهتم بالأبد..

    أنا تشرين .. شهر الريح،

    والأمطار .. والبرد..

    أنا تشرين فانسحقي

    كصاعقة على جسدي..

    أحبيني ..

    بكل توحش التتر..

    بكل حرارة الأدغال

    كل شراسة المطر

    ولا تبقي ولا تذري..

    ولا تتحضري أبدا..

    فقد سقطت على شفتيك

    كل حضارة الحضر

    أحبيني..

    كزلزال .. كموت غير منتظر..

    وخلي نهدك المعجون..

    بالكبريت والشرر..

    يهاجمني .. كذئب جائع خطر

    وينهشني .. ويضربني ..

    كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..

    أنا رجل بلا قدر

    فكوني .. أنت لي قدري

    وأبقيني .. على نهديك..

    مثل النقش في الحجر..

    ***

    أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا..

    ولا تتلعثمي خجلا

    ولا تتساقطي خوفا

    أحبيني .. بلا شكوى

    أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟

    وكوني البحر والميناء..

    كوني الأرض والمنفى

    وكوني الصحو والإعصار

    كوني اللين والعنفا..

    أحبيني .. بألف وألف أسلوب

    ولا تتكرري كالصيف..

    إني أكره الصيفا..

    أحبيني .. وقوليها

    لأرفض أن تحبيني بلا صوت

    وأرفض أن أواري الحب

    في قبر من الصمت

    أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت

    بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت..

    بعيدا عن تعصبها..

    بعيدا عن تخشبها..

    أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا

    التي من يوم أن كانت

    إليها الحب لا يأتي..

    إليها الله .. لا يأتي ..

    ***

    أحبيني .. ولا تخشي على قدميك

    - سيدتي - من الماء

    فلن تتعمدى امرأة

    وجسمك خارج الماء

    وشعرك خارج الماء

    فنهدك .. بطة بيضاء ..

    لا تحيا بلا ماء ..

    أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي

    بصحوي .. أو بأنوائي

    وغطيني ..

    أيا سقفا من الأزهار ..

    يا غابات حناء ..

    تعري ..

    واسقطي مطرا

    على عطشي وصحرائي ..

    وذوبي في فمي .. كالشمع

    وانعجني بأجزائي

    تعري .. واشطري شفتي

    إلى نصفين .. يا موسى بسيناء..



      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 9:55 pm