منتديات شريف سليمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


2 مشترك

    قصة الاسد والذئب الزعيم

    شكشك
    شكشك
    مشرف
    مشرف


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 1796

    تاريخ التسجيل : : 09/12/2010

    قصة الاسد والذئب الزعيم Empty قصة الاسد والذئب الزعيم

    مُساهمة من طرف شكشك 10/12/2010, 11:08 am



    كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان كان هنالك غابة يملأها الشر والعداوة ولا يحكمها إلا قانون الغابة القوي يسيطر على الضعيف فقرر الأسد – ملك هذه الغابة تغيير هذه القوانين .


    فجمع الأسد أبناء مملكته من جميع نواحي الغابة , ولما اكتمل تواجدهم قام فخطب فيهم وبين أنه سنّ قوانين جديدة لهذه الغابة حتى يعم الأمن والسلام والرخاء وتعيش كل الأجناس في رخاء ونعيم وكان من أبرز ما ذكره الملك الأسد أنه يجب على آكلي اللحوم البحث عن بديل في طعامهم وأنه يمنع عليهم الإصطياط من الغابة, حتى تعيش آكلات العشب في نعيم وسلام فانقسم الحاضرون إلى قسمين بين مؤيد وبين معارض وتعالت الأصوات بحضرت الأسد فزأر بأعلى صوته ليسكت الجميع.
    وقال : ما الضير لو جربنا ولو لفترة بسيطه فرضي الجميع برأي الأسد الحكيم وتوجه كل إلى بيته فمنهم مسرور ضاحك ومنهم حزينٌ قد إختلجه الهم والحزن .
    وفكر كل واحد فيما يصنع ولا سيما الأجناس اللاحمة فقد كان همهم لا يوصف ولم تنم لهم عين حيث أنهم بقوا في حيرة من أمرهم .


    في اليوم التالي توجه زعيم الذئاب إلى الأسد واستأذن في أن يقابله واجتمع مع الأسد وقال له : هل يعقل هذا الذي قمت به إنه في مصلحة الضعفاء وستقوى شوكتهم علينا أيها الأسد وقد يعتقدوا أن هذا جبنٌ منا وخوف وخاصة أننا سنتوقف عن أكلهم وتزيد بذلك أعدادهم حتى يسيطروا على مملكتك فأنا أرى أن تعدل عن قرارك هذا !
    ولكن الأسد غضب وقال لن أتراجع عن قرار إتخذته لكي تنعم رعيتي وتعيش هذه الغابة في سلام وأمن .
    عاد زعيم الذئاب وهو يفكر هل يخالف قوانين الأسد التي سنها ولا سيما أن هذا سؤثر على الذئاب وعلى قطيعه القوي الجبار الذي لم يغلب من قبل .
    ومرت الأيام وبدأ التعب يظهر واضحا على الأسد وعلى آكلي اللحوم حيث أنهم لم يستسيغوا أكل العشب كسائر الكائنات الأخرى , وفي نفس الوقت بدأت أعداد الوافدين تتزايد - لهذه الغابة التي أصبحت جنة التي تحقق فيها النعيم والأمن والسلام – عاد زعيم الذئاب مرة أخرى للأسد لعله يتراجع عن قراره ولكن الأسد مازال مصرا على قوله رغم أنه أعياه التعب والجوع وبدأ الضعف يدب في أرجاء جسمه .
    توقف الذئب في أثناء السير وظل ينظر إلى بحيرة مجاورة للغابة وهو يفكر في مخرج من الأزمة التي ستصيب قطيعه المخلص الوفي له , فقرر زعيم الذئاب أن يرسل جنوده سرا إلى البحيره ويصطادوا بعضا من أسماكها ويقتاتوا عليها حتى يعدل الملك عن رأيه وحتى يكونوا على أهبة الإستعداد في حال أن طرأ أي شيء في هذه الغابة الآمنة المسالمة .


    خرج في ذات يوم قطيع الجواميس لكي يتنزهوا في أرجاء الغابة الواسعة وبكل حرية وبكل أريحية حيث أنهم أمنوا الأعداء يمر القطيع بجوار الفهد ولا يستطيع الحركة ليس لخوف إنما طاعة للأسد.
    إنطلق الثعلب مسرعا ليقابل رئيس الجواميس فقال له : إن أعدادكم الآن أصبحت هائلة وقد إنظم إليكم كثير من القطعان القادمة من خارج هذه الغابة , وأنت ترى الضعف الذي أصاب آكلي اللحوم وترى ما بهم من الجوع والحاجة فما رأيك أيها الزعيم أن تقود قطيعك لندك حصن الأسد ونقضي عليه وستصبح أنت الملك ؟ وتصبح لك السلطة وتصبح الغابة ملكا لكم أيها الجواميس وأنا سأكون مستشارا لك ؟
    جاوب زعيم الجواميس بسرعة وقال : كيف يمكن هذا ؟ فالملك الأسد أكرمنا وحمانا وكف عن الأكل لكي ننعم نحن بالآمان والإستقرار ؟
    قال الثعلب : أيها العزيز وملك المستقبل لا عليك فإنه قد قتل منكم الكثير وأنت تعرف هذا هل نسيت عندما هاجمت الأسود قطيعكم وقضت على الكثيرين ؟ هل نسيت ولدك الذي خطفته أسنان الذئاب ؟ هل نسيت قلة العيش التي كنتم فيها والخوف الذي كنتم تعانونه ؟ لم تكونوا تمتلكون أي شيء , والأسد ما هي إلا أيام ويتراجع عن رأيه ويأمر بالهجوم عليكم , وهو لم يترككم هكذا إلا لهدف أن تجمعوا له أعدادا أكثر من ذي قبل وتسمنوا وتكبر صغاركم لكي يستمتع فيما بعد بأكلكم , أيها الجاموس إنها فرصتك فلا تفوتها !


    جمع الجاموس مستشاريه وترك الثعلب الماكر يخطب فيهم وانتهت الجلسة بتأييد الجميع وأن يهجموا على آكلي اللحوم ويبيدوهم لينعموا هم بالسلام التام في الغابة .


    إنتظرت الجواميس بعض القطعان التي قدمت من الخارج لتساندهم في هذه المهمة التي ستقلب نظام الغابة وتغير مجرى الحياة , وخلال أيام الإنتظار زاد التعب والجوع على آكلات اللحوم وبدأ البعض منها يموت والبعض الآخر رحل وبدأت بعض الجواميس بالهجوم على بعض آكلي اللحوم وقتلهم وبدأت فتنة الجواميس تنتشر في أرجاء الغابة الآمنة .


    سمع الأسد بما حدث وجمع الوزراء والمستشارين واستدعى رئيس الجواميس.
    وبدأت الإجتماع وخطب فيهم الأسد ليذكرهم بما هم فيه من أمن وما هم فيه من حماية وحصانة , وأن الذئاب ضحت بما لديهم من أجل أن يعم الأمن أرجاء الغابة , ونهاهم عن ما يقومون به من أعمال تزعزع الأمن وأنه قادر على عقابهم في أي لحظة .
    ولكن زعيم الجواميس لم يلق لهذا الحديث بالا واغتر بعددهم وضعف الملك الأسد وحراسه وبدأ يرسم في باله خططا وآمالا وكيف سيكون قصره وأين سيكون مكانه وانتهى الإجتماع على غير فائدة ترجى .


    عاد زعيم الجواميس وأخبر الثعلب بما حصل.
    قال الثعلب: لا عليك أيها الزعيم فسندكهم في غمضة عين وننهيهم جميعا .
    وازدادت أعمال الجواميس في كل أنحاء مملكة الأسد , وبدأ الضحايا الأبرياء يتساقطون بين الفينة والأخرى , كل هذا والأسد ينتظر ويمهل الجواميس لعلها تعود لرشدها وتعي النعمة التي تحيط بها وتدرك أنهم لن يقدروا عليه حتى وإن كانت قواه قد وهنت .
    وفي صبيحة اليوم التالي جمع الذئب باقي قطيع الذئاب وخطب فيهم وأخبرهم با قد يحدث وما يرى وأيده جميع الذئاب وقالوا بأنهم معه في كل خطوة يتخذها ولن يرجعوا للوراء قيد أنملة . فسر ذلك المنظر الذئب , ثم قسمهم لكتائب متعددة ووزعهم في أرجاء الغابة تحسبا لأي أمر طارئ وأخذ بقية القطيع واتجه إلى الأسد ولكنه ترك جنوده الذئاب البواسل خلف تبّة حتى لا يراهم أهل الغابة , وتوجه الذئب إلى الأسد وأخبره بما يرى وأنه قد يحدث إنقلاب في الغابة وقد تحكم الجواميس ونحن نقتل لأن الجوع قد بلغ مبلغه منك أيها الأسد ومن حرسك .
    فأمره الأسد بالإنصراف وبقي الأسد يفكر في هذه الأحداث التي قد تنسف الغابة الآمنة , وظل يفكر في هذه الخيانة التي قد تحدث ممن أكرمهم وبذل لهم , جاع لكي يأكلوا ويعيشوا بنعيم وسعاده .
    بينما الأسد منهمك في تفكيره وحسرته على من عصوه وخالفوه مع ما بذل لهم إذ به يرى غبارا يسد الأفق وصوت خطوات سريعة ويحس بإهتزاز الأرض من تحته .
    وقف ليرى فإذا به قطيع الجواميس وجيشهم الذي ضلوا لفترة ينمون فيه ويدربونه على القتال .
    إقترب الجيش من الأسد وعلى رأسهم زعيم الجواميس , .....

    قرر الأسد أن لا يستسلم فزأر بأعلى صوته فوقفت جيوش الجواميس مكانها .


    قال الأسد : هل تعتقد أنك ستقضي علي أيها الجاموس ؟ تبقى الأسود أسودا أما أنتم ماذا ستفعلون هل ستأكلونني ؟ أم تقطعوني بأسنانكم ؟ لستم سوى دخلاء على غابتنا الآمنة ليس لكم منها شيء أبدا ولن تستطيعوا أن تحكموها وأنتم ضعفاء جبناء.


    تركتكم تنعمو فيها وترتعوا في جنباتها آمنين لا تخافون أي شيء , وبماذا كافأتموني ؟ بالغدر والخيانة وإثارة الفتن في أرجاء هذه المملكة التي عمها السلام .


    وقفت الجواميس متصلبة لا تقوى على الحركة مع أن أعدادها هائلة ولكن الخوف والجبن الذي في داخلهم سيطر عليهم وكذلك كلمات الملك الأسد العادل وقعت في قلوب البعض منهم وعدل عما كان ينوي القيام به فبدأ الضعف ينخر في صفوف الجواميس ولكن الثعلب سرعان ما وقف وقال : إن الأسد يخاف منكم وعليكم بالهجوم عليه الآن وليس لكم أن تتراجعوا أبدا .. هذا الأسد لم يعدل بينكم ! ولم يعاملكم أبدا معاملة حسنة ! ولم ينصفكم في شيء ! ودب الحماس من جديد في قلوب هذه الجواميس المخدوعة المغرر بها .


    وتقدموا نحو الأسد ولكن جاء من خلف الأسد قطيع من الذئاب الضارية القوية وعلى رأسهم زعيم الذئاب فانطلق زعيم الذئاب بكل سرعة وبكل قوة وبكل ثبات يشق صفوف الجواميس حتى وصل إلى الثعلب الماكر فضربه ضربة قضت عليه .


    ذهل الجواميس من هذه القوة وهذه الشجاعة وعادوا إلى رشدهم ولكن زعيم الجواميس أخذته العزة والغرور بكثرة العدد فأمر بمواصلة الهجوم للنيل من الأسد وفي نفس اللحظة أمر الذئب قطيعة القوي الجبار برد هذا الهجوم ودارت معركت بين الذئاب والجواميس أمام أعين الملك الأسد رغم أن أعداد الذئاب كانت قليلة لكنها كانت تقاتل دفاعا عن الحق ودفاعا عن الأسد ودفاعا عن وطنها الغابة – وهذا أعطاها القوة – وما هي إلا لحظات حتى بدأ مثل – الكثرة تغلب الشجاعة – يظهر واضحا فقد إجتمعت أعداد كثيرة من الجواميس تتوافد وتتجمع على قطيع الذئاب ولكن باقي الدواب في الغابة قررت أن لا تبقى موقف المشاهد لهذه المعركة فأمرت قائدة الغزلان قطيعها بالدخول في المعركة وكذلك الأرانب وبقية الأجناس توجهوا لمساعدة الذئاب في ردّ عدوان الجواميس .

    ورجحت كفة جيش الأسد و تفرق جيش الجواميس الجبان وانتشرو في الغابة وانتهت المعركة بفوز الذئاب وجيش الأسد .

    ولكن الأسد وقف يفكر في قوة الذئاب التي أذهلته وكيف أن الجوع لم ينهكهم ولم يؤثر فيهم , فسأل زعيم الذئاب عن ذلك ؟


    فرد زعيم الذئاب أنك منعتنا عن الأكل والإصطياد من الغابة ولكنك لم تنهنا عن البحيرة ! فقمنا بالإصطياد منها والأكل وذلك حتى لا نخالف أوامرك أيها الأسد وفي نفس الوقت نبقى بنفس القوة لأنني قد حذرتك من بداية الأمر ونصحتك أن الخطر قادم . من هذه الفئة التي أرادت الإفساد في هذه الغابة , وقد أمهلتهم ونصحتهم أبها الأسد الملك ولكنهم إستمروا في غيهم وتبعوا ذلك الثعلب الماكر الذي غرّر بهم, ونحن جنودك أيها الأسد وتحت أمرك وطاعتك.

    ردّ الأسد مبتسما وضاحكا ( أنت فعلا عظيم أيها الذئب الزعيم )
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصة الاسد والذئب الزعيم Empty رد: قصة الاسد والذئب الزعيم

    مُساهمة من طرف شـريـف 27/4/2011, 11:15 pm



    كل الشكر والتقدير لك على الموضوع الرائع

      الوقت/التاريخ الآن هو 2/5/2024, 8:58 pm