معلومات عن الخفاش ( الوطواط ) وانواعه
الخفاش أو الخفدود أو الخنفوش أو الوطواط هو الحيوان الثديي الوحيد الذي يستطيع الطيران. والخفافيش نجد أن أيديها وسواعدها تحولت كأجنحة تطير بها. وكانت تنتقل بالسماء المظلمة في العصر الإيوسيني منذ 50 مليون سنة. وأثناء هذه الفترة تغيرت ملامح هذا الحيوان قليلا. وهذا ما بينته الحفائر التي عثر عليها في أوروبا وشمال أمريكا. ويوجد حوالي ألف نوع من الخفافيش وهي تعادل ربع عدد أنواع الثدييات. تنقسم الخفافيش لمجموعتين كبيرتين هما:
الخفافيش الكبيرة: Megachiroptera, or megabats وتعرف بآكلة الفواكة وتوجد في المناطق الاستوائية بأفريقيا وأستراليا والهند.
الخفافيش الصغيرة : Microchiroptera, or microbats آكلة مختلف الطعام ابتداء من الثدييات الصغيرة حتى الأسماك. وهي أكثر انتشارا.
وبصفة عامة كل الخفافيش تنشط ليلا أو مع بزوغ الفجر أو ظهور الغسق، وكثير من الخفافيش الليلية تعتمد علي جهاز سونار للطيران والعثور علي الفريسة.وكثير من الخفافيش التي تطير بالغسق والغروب لديها بصر يمكنها من الإبصار في المستويات الدنيا من الضوء. لكن الخفافيش التي تعيش بالجزر المنعزلة والتي تقل بها الفرائس تطير بالنهار. عضة الخفاش قد تسبب مرض الكلب (السعار). ولقد عرف مؤخرا أن الخفافيش لها فوائد. من بينها أنها عدو طبيعي للحشرات التي تطير ليلا. وتقوم بتلقيح حوالي 500 نوع من النباتات كالموز والبلح والمانجوو والتين والكاشيو.وتفرز أيضا سمادا غنيا بالنتروجين يطلق عليه جوانو guano.
تتواجد الخفافيش في كل أنحاء العالم من المناطق الباردة إلي المناطق الحارة حتى بالغابات الاستوائية المطيرة. ولأنها تستطيع الطيران لمسافات طويلة نجدها وصلت الجزر المنعزلة والغير مأهولة بالمحيطين الهندي والهادي. ومعظم أنواعها آكلة للحشرات. وتفضل الأماكن التي بها الطعام الوفير والملاذ الآمن. لهذا تفضل المناطق الحارة لوفرة الحشرات بها طوال العام. والخفافيش التي تعيش علي الفواكة الطازجة تمتص عصيرها ليلا.
الخفاش القزم الذي يعيش بالمنطقة الاستوائية بأفريقيا والذي يزن 170 جرام لابد أن يأكل 500 جرام من الفاكهة الطازجة كل ليلة أي حوالي ثلاثة أضعاف وزنه. وأثناء النهار الخفافيش تنام نهارا بالكهوف وتجاويف الأشجار والمباني وفروع الأشجار وغصونها.
وتنام وتستريح معلقة أرجلها الخلفية ورأسها لأسفل. وبهذا الوضع المقلوب لا تستهلك طاقة. لأن وزن جسم الخفاش يعلقه ويجعله مثبتا في مكانه.ومعظم أنواع الخفافيش تعيش في مستعمرات تضم الآلاف لتتجمع أسفلها نفاياتها وسماد الجوانو guano. وفي العديد من البلدان يجمع هذا السماد ليخصب المحاصيل وكان يستخلص منه المواد المتفجرة لوجود المواد النتيروجنية به. فالخفافيش تتجمع في كل البيئات المختلفة وتتواءم معها وتمارس البيات الشتوي.
أشكال وأنواع
أطوال الخفافيش تندرج من 3 سنتيمتر كخفاش أنف الخنزير الذي يعتبر أقل الثدييات حجما وخفاش الثعلب الطائر الذي يبلغ طوله 41 سنتيمتر وجناحه عرضه 1,7 مترا.ويبلغ وزنه من 2جرام إلي 1,3 كيلوجرام. ويمكن بسهولة تمييز الذكور البالغة. لأن الذكر البالغ له قضيب بارز وواضح والأنثي البالغة تميز بأن حول حلمة الثدي الشعر منحول بواسطة الرضيع. كما يمكن تفرقة كثير من الأنواع من الصوت والحجم والسلوك وتمييز الذكور من الإناث.
أجنحة الخفاش
أجنحة الخفافيش مدعمة من الداخل بعظام اليد ووكل جناح مصنوع من طبقتين من الجلد يسمي غشاء الجناح الذي يفرده بين عظام الأصابع ومتصل بجانب الجسم والساق الخلفية. ومخلب الإبهام حر ويستعمله في التعلق بالحيطان ولحاء الأشجار والأسقف أثناء السبات. وتوجد ثلاثة أزواج من عضلات الطيران مثبتة في الساعدين العلويين والصدر لتعطي قوة hirhdsa لأعلي لتساعده علي الطيران.والخفاش يطير بسرعة 100كم \ساعة ويرتفع 3كم بالسماء ز وله قدرة علي المناورة في طيرانه.وديله الإبطاء في سرعته. وبعض الخفافيش لها ذيل قصير ولكنه قد يكون بلا غرض. والبعض بلا ذيل أو لها ذيل طويل طوله بطول الخفاش كخفافيش ذيل الفأر. وفي بعض الخفافيش يستعمل كشبكة صيد للحشرات أو يكون كالكيس تخزن به الحشرات لتأكلها.
الفراء
فراء الخفاش طويل وناعم كالحرير ورمادي اللون. لكن يوجد شواذ لونها أبيض باهت كالخفاش الشبح الذي يعيش في المناطق الاستوائية الأمريكية.أو الخفاش الأصفر الفاتح الذي يعيش في أفريقيا أو أسود كخفاش ذات الأنف الرمح (المسحوب)الذي يعيش في أمريكا الوسطي. والخفاش الملون له فراء قرمزي اللون وأجنحة سوداء وبرتقالية ليمكنه التخفي بين الزهور. ويوجد نوع واحد لا شعر له وعاري الجلد وكل شيء مكشوف فيه. وفراء الخفاش للتدفئة رغم أن الشعر بالوجه والأماكن المكشوفة يستقبل وينقل التأثيرات الحسية كشوارب القطط أو الفئران.يغطي الخفاش الفرو
رأس الخفاش
وجوه الخفافيش متباينة بشكل ملحوظ. فخفاش الفاكهة fruit bat الذي يعيش في العالم القديم له فم طويل ومسحوب يشبه فم الكلب أو الثعلب.بينما الخفاش مصاص الدماء vampire bat وأقرباؤه له أنف قصير وبه نتوء كالخنزير.
آذان الخفاش بما فيها خفافيش الآذان الطويلة نجد أن الأذن طويلة بطول الخفاش نفسه. وعلي جانب آخر نجد خفاش المقابر ذات اللحية السوداء أذنه قصيرة. وتختلف أشكال الأذن. فنجد أذن الخفاش مصاص الدماء الأسترالي واسعة تلتحم وتلتقي فوق الرأس. وكثير من الخفافيش يمكنها استدارة الأذن في اتجاه الأصوات الخافتة. ونجد أن حاسة السمع لدي الخفافيش متطورة للغاية لأنها تسمع بها صوت ارتداد وصدي الصوت.
عيون الخفاش بعض الخفافيش لها عيون كبيرة وواضحة بينما الباقي لها عيون صغيرة كالخرزة. ولكنها لاتبصر بهما حيث تحدد اتجاهها من خلال إطلاق الأصوات وارتداد الصوت يسهل لها عمليه تحديد الهدف والسرعة المطلوبه والمراوغه مع فريستها.
أسنان الخفاش الخفافيش لها أسنان.فالخفافيش المولودة حديثا لها 22 من الأسنان اللبنية deciduous teeth وهذه الأسنان سرعان ما تستيدل ب 20 – 28 أسنان دائمة. وشكل الأسنان تختلف من نوع لآخر حسب نوعية الأكل. ومن الأسنان يمكن التفرقة بين أنواعها. فالخفافيش آكلة اللحوم carnivorous كالخفافيش مصاصة الدماء vampire bats لها أنياب حادة وقوية لتمزيق اللحم. ولها أضراس molars قوية لسحق العظم. والخفافيش آكلة الحشرات لها أضراس حادة حوافها كالمقص لتقطيع الحشرات ولطحنها. والخفافيش آكلة افواكة لها اضراس سطحها مفلطح كبير لتعجنها.
الطيران
عندما تطير الخفافيش ليلا للبحث عن الطعام وتشم وتسمع وتصدر اصواتا ترددية مرتدة لتهتدي بها وتتعرف علي طريقها ولتتجنب الارتطام بعائق يعترض طريقها.فالخفافيش الصغيرة Microchiroptera الرمامة نجدها تعتمد في طيرانها علي نوع من السونار sonar الذي يعتمد علي التنصت لصدى الصوت ليهتدي به في طريقه. فيصدر الخفاش نبضات صوتية قصيرة لها تردد عال فوق قدرة الإنسان أن يسمعها بأذنيه. فتنتشر موجاتها أمام الخفاش الطائر. فترتطم بأي عائق في طريقه فترتد الأصوات كصدى ليترجمها بسرعة ويقدر المسافة بينه وبين هذا العائق وسرعته بالنسبة للبعد منه وحجم الأشياء من حوله ولاسيما أثناء الظلام. فيدير اتجاهه متجنبا الاصطدام به. وعلي جانب آخر معظم الخفافيش الكبيرة Megachiroptera, or megabats آكلة الفواكة نجدها لا تستعمل وسيلة صدى الصوت باستثناء الخفافيش التي تسكن الكهوف والمغارات فتستخدم جهاز تحديد الصدى داخل الكهوف وعندما تخرج للخارج تعتمد على الرؤية والشم.
الطعام
أكثر من 65% من الخفافيش تعيش علي الحشرات. ففي أمريكا الشمالية وجد أن الخفافيش العادية والبنية يمكنها أن تستهلك 600 ناموسة في الساعة. والخنافس تعتبر ثلث طعام الخفافيش البنية الكبيرة علاوة علي كافة أنواع الذباب والنمل الطائر. بينما نجد بعض الأنواع كمصاص الدماء الكبير يأكل الأسماك الصغيرة والزواحف والبرمائيات كالضفادع والطيور والثدييات بما فيهم الخفافيش الأخرى.وهذة الخفافيش القناصة نجد أن أقدامها الخلفية طويلة وبها مخالب مدببة وحادة لتستطيع قنص الفريسة أثناء الطيران. وغير هذه الأنواع المفترسة تعيش علي الفاكهة والرحيق.فهي بدون قصد تنشر بذور النباتات وتلقحها.
وقد لاقت الخفافيش مصاصة الدماء عناية من العلماء للتعرف علي سلوكها في الأكل لأنها تتغذي علي الدم فقط.وتعيش في جنوب ووسط أمريكا. فوجد أن أسنانها كالأمواس الحادة حيث تقوم بعمل فتحة صغيرة في لحم الحيوان الثديي لتلعق الدم المنساب من الجرح، وليعيش الخفاش يلزمه حوالي ملعقتين كبيرتين من الدم يوميا. وريق الخفاش به مادة تمنع تجلط الدم وهي أقوي 20 مرة من أي مادة أخرى معروفة مانعة لتجلط الدم ويحضر منها دواء دراكيولين Draculin الذي يستعمل مع مرضي الجلطات الدماغية والنوبات القلبية.
الحمل والولادة
قليلا ما يعرف عن دورات تكاثر الخفافيش لتنوع أنواعها وانتشارها بالعالم مما لا يمكن حصر أو دراسة الخفافيش ولاسيما في البراري. لهذا يصعب تعميم القول عن حياتها. ومن بين الأنواع التي درست تماما وجد أن كقيرين لها نشاط جنسي سنوي.ومعظم الأنواع مزواجة فيمكن للفرد أن ينكح العديد. وأنواع كثيرة من الإناث الحوامل تهاجر إلي مستوطنات تضم مئات الإناث الحوامل. وهذه المستوطنات أكثر دفئا من المستوطنات العادية. وهذا يساعد علي نمو الجنين بسرعة داخل وخارج الرحم.وفترة حمل الخفاش تتراوح ما بين 40 يوم و8 شهور. ومعظمها تلد واحد مرة سنويا والبعض يلد توأما. والخفاش ذات الذيل الشعري يلد ثلاثة.
ودورات الإخصاب للخفافيش التي تبيت بياتا شتويا أحيانا تنقطع. وبعض الخفافيش منها ما يتزاوج في الخريف كالخفافيش البنية الصغيرة وبعدها يبيت بياتا شتويا في شهور الشتاء.وتبقي الحيوانات المنوية كامنة في الإناث حني تنهض في الربيع فتقوم هذه الحيوانات بتخصيب البويضة. وفي خفافيش أخرى كخفاش الفاكهة الأصفر الباهت وخفاش الفاكهة المكسيكي يحدث الإخصاب في الحال بعد النكاح لكن تتوقف البويضة المخصبة عن النمو لعدة شهور.
وتلد الخفافيش حيث ينزل الوليد من ناحية المقعد للإقلال من فرصة تعلق الأجنحة بقناة الولادة. والوليد يكون كبيرا نسبيا ويزن من 25 إلي 30% من وزن الأم. ويظل الوليد رأسه من فوق لتحت (بالمقلوب) في الأيام الأولي القليلة ليرضع من ثدي أمه. وحيث معظم الخفافيش تلد واحدا. وهذا سوف يقلق توازنها لو أن وليدها الجديد تعلق من جانب واحد. ولعلاج هذا الخلل يتعلق الوليد بزاوية عبر صدرها.وفمه يمسك ثديا واحدا ورجلاه الخلفيتان تمسك جسم الأم من تحت الإبط. وكل أنواع الخفافيش نجد الأمهات تعتني بوليدها. والأمهات تغذي الوليد فترة رعايته.ولكنها لا يمكنها أن تصطاد وهي حاملة له. لهذا تترك الصغار في الحضانة بالمستوطنة لعدة ساعات كل يوم. وعندما تعود للحضانة فعليها التعرف علي طفلها من بين الزحام الذي يضم أطفالا غرباء وكلهم متشابهون. وتتعرف عليه من تذكرها للمكان الذي تركته به ورائحته المميزة وصوت صياحه. فالخفاشة الأم المكسيكية ذات الذيل الحر يمكنها التقاط طفلها من بين 3000 طفل في المتر المربع بالكهف وكلهم متشابهون. وفي عام 1994 اكتشف العلماء عشر ذكور من خفاش الفاكهة من نوع دياك Dayak بماليزيا. واكتشفوا أن أثداءها مملوءة باللبن. ولا يعرف هل ترضع الصغار ولو كان، فيعتبر هذا شذوذا لأنه من المعروف أن الذكور من الخفافيش لاتعتني بصغارها. وستكون الحيوان الثديي الذكر الوحيد الذي يرضع مواليده. والخفافيش الصغيرة تنمو بسرعة، فبعض الأنواع تتعلم الطيران والسعي بعد 18 يوم. عكس صغا ر خفاش مصاص الدماء تحتاج لعناية والرضاعة لمدة 6 – 9 شهور من الولادة. وتتجنب الخفافيش المفترسين كالحداة والصقور والبوم والسناجب والكلاب البرية والقطط والأفاعي. ويمكن الخفافيش التعرض للأمراض وحوادث الطيران. وقد تعيش من 10 – 20 سنة حسب نوعها. والخفاش البني قد تطول حياته إلي 32سنة، ولاشك أن الخفافيش في العالم تواجه محنة الانقراض الجماعي لتدمير المراعي ومواطنها وسوء استخدام المبيدات الحشرية السامة. والإنسان يتضايق منها لأنها تسبب له الخوف والإزعاج فيقتلها وكان يعرف في قديم الزمن أن الخفاش يتغذى على الإنسان وهذا غير صحيح.و كان يوجد 30 مليون خفاش بكهف بالغابة القومية بجنوب شرق أريزونا. لكن ما بين عامي 1963 و1970 انخفض العدد ليصبح 30 ألف. وقد سجل في كل القارات والجزر أن 99,9% من الخفافيش قد انقرضت.
الخفاش أو الخفدود أو الخنفوش أو الوطواط هو الحيوان الثديي الوحيد الذي يستطيع الطيران. والخفافيش نجد أن أيديها وسواعدها تحولت كأجنحة تطير بها. وكانت تنتقل بالسماء المظلمة في العصر الإيوسيني منذ 50 مليون سنة. وأثناء هذه الفترة تغيرت ملامح هذا الحيوان قليلا. وهذا ما بينته الحفائر التي عثر عليها في أوروبا وشمال أمريكا. ويوجد حوالي ألف نوع من الخفافيش وهي تعادل ربع عدد أنواع الثدييات. تنقسم الخفافيش لمجموعتين كبيرتين هما:
الخفافيش الكبيرة: Megachiroptera, or megabats وتعرف بآكلة الفواكة وتوجد في المناطق الاستوائية بأفريقيا وأستراليا والهند.
الخفافيش الصغيرة : Microchiroptera, or microbats آكلة مختلف الطعام ابتداء من الثدييات الصغيرة حتى الأسماك. وهي أكثر انتشارا.
وبصفة عامة كل الخفافيش تنشط ليلا أو مع بزوغ الفجر أو ظهور الغسق، وكثير من الخفافيش الليلية تعتمد علي جهاز سونار للطيران والعثور علي الفريسة.وكثير من الخفافيش التي تطير بالغسق والغروب لديها بصر يمكنها من الإبصار في المستويات الدنيا من الضوء. لكن الخفافيش التي تعيش بالجزر المنعزلة والتي تقل بها الفرائس تطير بالنهار. عضة الخفاش قد تسبب مرض الكلب (السعار). ولقد عرف مؤخرا أن الخفافيش لها فوائد. من بينها أنها عدو طبيعي للحشرات التي تطير ليلا. وتقوم بتلقيح حوالي 500 نوع من النباتات كالموز والبلح والمانجوو والتين والكاشيو.وتفرز أيضا سمادا غنيا بالنتروجين يطلق عليه جوانو guano.
تتواجد الخفافيش في كل أنحاء العالم من المناطق الباردة إلي المناطق الحارة حتى بالغابات الاستوائية المطيرة. ولأنها تستطيع الطيران لمسافات طويلة نجدها وصلت الجزر المنعزلة والغير مأهولة بالمحيطين الهندي والهادي. ومعظم أنواعها آكلة للحشرات. وتفضل الأماكن التي بها الطعام الوفير والملاذ الآمن. لهذا تفضل المناطق الحارة لوفرة الحشرات بها طوال العام. والخفافيش التي تعيش علي الفواكة الطازجة تمتص عصيرها ليلا.
الخفاش القزم الذي يعيش بالمنطقة الاستوائية بأفريقيا والذي يزن 170 جرام لابد أن يأكل 500 جرام من الفاكهة الطازجة كل ليلة أي حوالي ثلاثة أضعاف وزنه. وأثناء النهار الخفافيش تنام نهارا بالكهوف وتجاويف الأشجار والمباني وفروع الأشجار وغصونها.
وتنام وتستريح معلقة أرجلها الخلفية ورأسها لأسفل. وبهذا الوضع المقلوب لا تستهلك طاقة. لأن وزن جسم الخفاش يعلقه ويجعله مثبتا في مكانه.ومعظم أنواع الخفافيش تعيش في مستعمرات تضم الآلاف لتتجمع أسفلها نفاياتها وسماد الجوانو guano. وفي العديد من البلدان يجمع هذا السماد ليخصب المحاصيل وكان يستخلص منه المواد المتفجرة لوجود المواد النتيروجنية به. فالخفافيش تتجمع في كل البيئات المختلفة وتتواءم معها وتمارس البيات الشتوي.
أشكال وأنواع
أطوال الخفافيش تندرج من 3 سنتيمتر كخفاش أنف الخنزير الذي يعتبر أقل الثدييات حجما وخفاش الثعلب الطائر الذي يبلغ طوله 41 سنتيمتر وجناحه عرضه 1,7 مترا.ويبلغ وزنه من 2جرام إلي 1,3 كيلوجرام. ويمكن بسهولة تمييز الذكور البالغة. لأن الذكر البالغ له قضيب بارز وواضح والأنثي البالغة تميز بأن حول حلمة الثدي الشعر منحول بواسطة الرضيع. كما يمكن تفرقة كثير من الأنواع من الصوت والحجم والسلوك وتمييز الذكور من الإناث.
أجنحة الخفاش
أجنحة الخفافيش مدعمة من الداخل بعظام اليد ووكل جناح مصنوع من طبقتين من الجلد يسمي غشاء الجناح الذي يفرده بين عظام الأصابع ومتصل بجانب الجسم والساق الخلفية. ومخلب الإبهام حر ويستعمله في التعلق بالحيطان ولحاء الأشجار والأسقف أثناء السبات. وتوجد ثلاثة أزواج من عضلات الطيران مثبتة في الساعدين العلويين والصدر لتعطي قوة hirhdsa لأعلي لتساعده علي الطيران.والخفاش يطير بسرعة 100كم \ساعة ويرتفع 3كم بالسماء ز وله قدرة علي المناورة في طيرانه.وديله الإبطاء في سرعته. وبعض الخفافيش لها ذيل قصير ولكنه قد يكون بلا غرض. والبعض بلا ذيل أو لها ذيل طويل طوله بطول الخفاش كخفافيش ذيل الفأر. وفي بعض الخفافيش يستعمل كشبكة صيد للحشرات أو يكون كالكيس تخزن به الحشرات لتأكلها.
الفراء
فراء الخفاش طويل وناعم كالحرير ورمادي اللون. لكن يوجد شواذ لونها أبيض باهت كالخفاش الشبح الذي يعيش في المناطق الاستوائية الأمريكية.أو الخفاش الأصفر الفاتح الذي يعيش في أفريقيا أو أسود كخفاش ذات الأنف الرمح (المسحوب)الذي يعيش في أمريكا الوسطي. والخفاش الملون له فراء قرمزي اللون وأجنحة سوداء وبرتقالية ليمكنه التخفي بين الزهور. ويوجد نوع واحد لا شعر له وعاري الجلد وكل شيء مكشوف فيه. وفراء الخفاش للتدفئة رغم أن الشعر بالوجه والأماكن المكشوفة يستقبل وينقل التأثيرات الحسية كشوارب القطط أو الفئران.يغطي الخفاش الفرو
رأس الخفاش
وجوه الخفافيش متباينة بشكل ملحوظ. فخفاش الفاكهة fruit bat الذي يعيش في العالم القديم له فم طويل ومسحوب يشبه فم الكلب أو الثعلب.بينما الخفاش مصاص الدماء vampire bat وأقرباؤه له أنف قصير وبه نتوء كالخنزير.
آذان الخفاش بما فيها خفافيش الآذان الطويلة نجد أن الأذن طويلة بطول الخفاش نفسه. وعلي جانب آخر نجد خفاش المقابر ذات اللحية السوداء أذنه قصيرة. وتختلف أشكال الأذن. فنجد أذن الخفاش مصاص الدماء الأسترالي واسعة تلتحم وتلتقي فوق الرأس. وكثير من الخفافيش يمكنها استدارة الأذن في اتجاه الأصوات الخافتة. ونجد أن حاسة السمع لدي الخفافيش متطورة للغاية لأنها تسمع بها صوت ارتداد وصدي الصوت.
عيون الخفاش بعض الخفافيش لها عيون كبيرة وواضحة بينما الباقي لها عيون صغيرة كالخرزة. ولكنها لاتبصر بهما حيث تحدد اتجاهها من خلال إطلاق الأصوات وارتداد الصوت يسهل لها عمليه تحديد الهدف والسرعة المطلوبه والمراوغه مع فريستها.
أسنان الخفاش الخفافيش لها أسنان.فالخفافيش المولودة حديثا لها 22 من الأسنان اللبنية deciduous teeth وهذه الأسنان سرعان ما تستيدل ب 20 – 28 أسنان دائمة. وشكل الأسنان تختلف من نوع لآخر حسب نوعية الأكل. ومن الأسنان يمكن التفرقة بين أنواعها. فالخفافيش آكلة اللحوم carnivorous كالخفافيش مصاصة الدماء vampire bats لها أنياب حادة وقوية لتمزيق اللحم. ولها أضراس molars قوية لسحق العظم. والخفافيش آكلة الحشرات لها أضراس حادة حوافها كالمقص لتقطيع الحشرات ولطحنها. والخفافيش آكلة افواكة لها اضراس سطحها مفلطح كبير لتعجنها.
الطيران
عندما تطير الخفافيش ليلا للبحث عن الطعام وتشم وتسمع وتصدر اصواتا ترددية مرتدة لتهتدي بها وتتعرف علي طريقها ولتتجنب الارتطام بعائق يعترض طريقها.فالخفافيش الصغيرة Microchiroptera الرمامة نجدها تعتمد في طيرانها علي نوع من السونار sonar الذي يعتمد علي التنصت لصدى الصوت ليهتدي به في طريقه. فيصدر الخفاش نبضات صوتية قصيرة لها تردد عال فوق قدرة الإنسان أن يسمعها بأذنيه. فتنتشر موجاتها أمام الخفاش الطائر. فترتطم بأي عائق في طريقه فترتد الأصوات كصدى ليترجمها بسرعة ويقدر المسافة بينه وبين هذا العائق وسرعته بالنسبة للبعد منه وحجم الأشياء من حوله ولاسيما أثناء الظلام. فيدير اتجاهه متجنبا الاصطدام به. وعلي جانب آخر معظم الخفافيش الكبيرة Megachiroptera, or megabats آكلة الفواكة نجدها لا تستعمل وسيلة صدى الصوت باستثناء الخفافيش التي تسكن الكهوف والمغارات فتستخدم جهاز تحديد الصدى داخل الكهوف وعندما تخرج للخارج تعتمد على الرؤية والشم.
الطعام
أكثر من 65% من الخفافيش تعيش علي الحشرات. ففي أمريكا الشمالية وجد أن الخفافيش العادية والبنية يمكنها أن تستهلك 600 ناموسة في الساعة. والخنافس تعتبر ثلث طعام الخفافيش البنية الكبيرة علاوة علي كافة أنواع الذباب والنمل الطائر. بينما نجد بعض الأنواع كمصاص الدماء الكبير يأكل الأسماك الصغيرة والزواحف والبرمائيات كالضفادع والطيور والثدييات بما فيهم الخفافيش الأخرى.وهذة الخفافيش القناصة نجد أن أقدامها الخلفية طويلة وبها مخالب مدببة وحادة لتستطيع قنص الفريسة أثناء الطيران. وغير هذه الأنواع المفترسة تعيش علي الفاكهة والرحيق.فهي بدون قصد تنشر بذور النباتات وتلقحها.
وقد لاقت الخفافيش مصاصة الدماء عناية من العلماء للتعرف علي سلوكها في الأكل لأنها تتغذي علي الدم فقط.وتعيش في جنوب ووسط أمريكا. فوجد أن أسنانها كالأمواس الحادة حيث تقوم بعمل فتحة صغيرة في لحم الحيوان الثديي لتلعق الدم المنساب من الجرح، وليعيش الخفاش يلزمه حوالي ملعقتين كبيرتين من الدم يوميا. وريق الخفاش به مادة تمنع تجلط الدم وهي أقوي 20 مرة من أي مادة أخرى معروفة مانعة لتجلط الدم ويحضر منها دواء دراكيولين Draculin الذي يستعمل مع مرضي الجلطات الدماغية والنوبات القلبية.
الحمل والولادة
قليلا ما يعرف عن دورات تكاثر الخفافيش لتنوع أنواعها وانتشارها بالعالم مما لا يمكن حصر أو دراسة الخفافيش ولاسيما في البراري. لهذا يصعب تعميم القول عن حياتها. ومن بين الأنواع التي درست تماما وجد أن كقيرين لها نشاط جنسي سنوي.ومعظم الأنواع مزواجة فيمكن للفرد أن ينكح العديد. وأنواع كثيرة من الإناث الحوامل تهاجر إلي مستوطنات تضم مئات الإناث الحوامل. وهذه المستوطنات أكثر دفئا من المستوطنات العادية. وهذا يساعد علي نمو الجنين بسرعة داخل وخارج الرحم.وفترة حمل الخفاش تتراوح ما بين 40 يوم و8 شهور. ومعظمها تلد واحد مرة سنويا والبعض يلد توأما. والخفاش ذات الذيل الشعري يلد ثلاثة.
ودورات الإخصاب للخفافيش التي تبيت بياتا شتويا أحيانا تنقطع. وبعض الخفافيش منها ما يتزاوج في الخريف كالخفافيش البنية الصغيرة وبعدها يبيت بياتا شتويا في شهور الشتاء.وتبقي الحيوانات المنوية كامنة في الإناث حني تنهض في الربيع فتقوم هذه الحيوانات بتخصيب البويضة. وفي خفافيش أخرى كخفاش الفاكهة الأصفر الباهت وخفاش الفاكهة المكسيكي يحدث الإخصاب في الحال بعد النكاح لكن تتوقف البويضة المخصبة عن النمو لعدة شهور.
وتلد الخفافيش حيث ينزل الوليد من ناحية المقعد للإقلال من فرصة تعلق الأجنحة بقناة الولادة. والوليد يكون كبيرا نسبيا ويزن من 25 إلي 30% من وزن الأم. ويظل الوليد رأسه من فوق لتحت (بالمقلوب) في الأيام الأولي القليلة ليرضع من ثدي أمه. وحيث معظم الخفافيش تلد واحدا. وهذا سوف يقلق توازنها لو أن وليدها الجديد تعلق من جانب واحد. ولعلاج هذا الخلل يتعلق الوليد بزاوية عبر صدرها.وفمه يمسك ثديا واحدا ورجلاه الخلفيتان تمسك جسم الأم من تحت الإبط. وكل أنواع الخفافيش نجد الأمهات تعتني بوليدها. والأمهات تغذي الوليد فترة رعايته.ولكنها لا يمكنها أن تصطاد وهي حاملة له. لهذا تترك الصغار في الحضانة بالمستوطنة لعدة ساعات كل يوم. وعندما تعود للحضانة فعليها التعرف علي طفلها من بين الزحام الذي يضم أطفالا غرباء وكلهم متشابهون. وتتعرف عليه من تذكرها للمكان الذي تركته به ورائحته المميزة وصوت صياحه. فالخفاشة الأم المكسيكية ذات الذيل الحر يمكنها التقاط طفلها من بين 3000 طفل في المتر المربع بالكهف وكلهم متشابهون. وفي عام 1994 اكتشف العلماء عشر ذكور من خفاش الفاكهة من نوع دياك Dayak بماليزيا. واكتشفوا أن أثداءها مملوءة باللبن. ولا يعرف هل ترضع الصغار ولو كان، فيعتبر هذا شذوذا لأنه من المعروف أن الذكور من الخفافيش لاتعتني بصغارها. وستكون الحيوان الثديي الذكر الوحيد الذي يرضع مواليده. والخفافيش الصغيرة تنمو بسرعة، فبعض الأنواع تتعلم الطيران والسعي بعد 18 يوم. عكس صغا ر خفاش مصاص الدماء تحتاج لعناية والرضاعة لمدة 6 – 9 شهور من الولادة. وتتجنب الخفافيش المفترسين كالحداة والصقور والبوم والسناجب والكلاب البرية والقطط والأفاعي. ويمكن الخفافيش التعرض للأمراض وحوادث الطيران. وقد تعيش من 10 – 20 سنة حسب نوعها. والخفاش البني قد تطول حياته إلي 32سنة، ولاشك أن الخفافيش في العالم تواجه محنة الانقراض الجماعي لتدمير المراعي ومواطنها وسوء استخدام المبيدات الحشرية السامة. والإنسان يتضايق منها لأنها تسبب له الخوف والإزعاج فيقتلها وكان يعرف في قديم الزمن أن الخفاش يتغذى على الإنسان وهذا غير صحيح.و كان يوجد 30 مليون خفاش بكهف بالغابة القومية بجنوب شرق أريزونا. لكن ما بين عامي 1963 و1970 انخفض العدد ليصبح 30 ألف. وقد سجل في كل القارات والجزر أن 99,9% من الخفافيش قد انقرضت.