منتديات شريف سليمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


2 مشترك

    شاعر جاهلي حياته وخصائصه الفنيه

    الخنساء
    الخنساء
    عضو جديد
    عضو جديد


    انثى
    الكويت

    عدد المشاركات : : 1

    تاريخ التسجيل : : 03/12/2013

    شاعر جاهلي حياته وخصائصه الفنيه Empty شاعر جاهلي حياته وخصائصه الفنيه

    مُساهمة من طرف الخنساء 3/12/2013, 8:27 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........


    اذا ممكن تحليل أدبي لأي معلقة ( عشر ابيات من المعلقة ) لشاعر جاهلي مع ذكر التالي :

    1- حياته .....

    2- أغراضه الشعريه ....

    3- خصائصه الفنيه ....




    أو يكون تفصيلي

    أولا : الجو العام للنص (( مناسبة النص ----الغرض الفني ))
    ثانيا : المعالجة الفكرية (( الفكره العامه للنص ---الفكر الجزئية للنص ---تسلسل الافكار في النص ---طريثة عرض المعاني ---الجديد في الافكار ))
    ثالثا:المعالجه الاسلوبية للنص : (( الالفاظ ---العبارات---الاسلوب---الصور البيانية ---المحسنات البديعيه ))
    رابعا:العاطفة والخيال :((العاطفة---الخيال--- الموسيقي ))
    خامسا: الاستنباط :((الاحكام --ملامح شخصية الشاعر ---القيم المستمدة من النص ---انطباع عن النص ))
    ايهاب غانم
    ايهاب غانم
    عضو متألق
    عضو متألق


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 631

    تاريخ التسجيل : : 16/12/2010

    شاعر جاهلي حياته وخصائصه الفنيه Empty رد: شاعر جاهلي حياته وخصائصه الفنيه

    مُساهمة من طرف ايهاب غانم 6/12/2013, 12:39 pm

    حياة امرؤ القيس
    هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور وهو كندة(نحو 130 - 80 ق. هـ = 496 - 544 م). شاعر جاهلي يعد أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد. كان أبوه ملك أسد وغطفان، ويروى أن أمّه فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة التغلبيين. وليس في شعره ما يثبت ذلك، بل إنه يذكر أن خاله يدعى ابن كبشة حيث يقول:
    خالي ابنُ كبشة قد علمتَ مكانه - وأبو يزيدَ ورهطُهُ أعمامي
    قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره. أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل يتنقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. وذهب إلى المنذر ملك العراق، وطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة، ثم قصد الحارث بن شمر الغساني في الشام، فسيره الحارث إلى القسطنطينية للقاء قيصر الروم يوستينياس، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح فأقام فيها إلى أن مات.
    وليس يعرف تاريخ ولادة امرئ القيس ولا تاريخ وفاته، ويصعب الوصول إلى تحديد تواريخ دقيقة مما بلغنا من مصادر. وتذهب بعض الدراسات الحديثة إلى أن امرأ القيس توفي بين عام 530م. وعام 540م. وأخرى إلى أنّ وفاته كانت حوالي عام 550م. وغيرها تحدّد عام 565م. إلاّ أن هناك بعض الأحداث الثابتة تاريخياً ويمكن أن تساعد على تحديد الفترة التي عاش فيها.

    أغراض شعر امرؤ القيس
    نظـم امرؤ القيس فـي معظم الأغراض الشــعرية ، ولكنــه تفرّد بالوصف والغزل والصيد .
    الوصف
    امتلك الشاعر خيالاً واسعاً وثاقباً فـي الوصف واستطاع مـن خلال قصائده أن يصف لنا معظم مظاهـــر الصحـراء المحيطة بـه ، وأكثر ما ظهـر وصفه فــي وصـف الحصان حيث قال :
    وقد أغتدي و الطير في وكناتها بمنجـردٍ قيــــد الأوابـــد هيكلـــــي
    مكـرٍّ، مفـرٍّّ، مقبلٍ ، مدبرٍ معاً كجلمودِ صخرٍ حطّه السيل من علِ
    و في وصف الطير الصطادة في بعض الأعشاش :
    كأن قلوب الطير رطباً و يابساً لدى وكرها العناب و الخشف البالي
    و في وصف الليل حيث قال :
    و ليلٍ كموج البحر أرخى سد وله علــيّ بأنواع الهمــوم لِيبتلــــــــــي
    و في وصف المفاتن الجسدية عند المرأة قال :
    وجيـدٍ كجيــد الرّئم ليس بفاحشٍ إذا هي نصّتْــــه ولا بمعطّــــــــــــلِ

    الغزل
    أجاد امرؤ القيس في وصف مغامراته و الحديث عن النساء إجادة كبيرة لأنه متفرغ لذلك فقد وصف الأطلال وصفاً بارعاً و تحدث عمّا تركته من أثرٍ في نفسه :
    قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخـول فحـومــل
    كما أنه يبدو معاتباً رقيقاً :
    أغـرك منـي أن حبك قاتلـــــــي وإنك مهمـا تأمـري القلـب يفعــــل
    وهو محب لمفاتن المرأة أكثر من حبه للقيم المعنوية :
    إلــى مثلها يرنو الحليم صبابة إذا ما أسبكرت بين درع ومجول
    و تضحي فتيت المسك فوق فراشها نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل

    خصائص شعر امرؤ القيس
    أ‌- خصائص الألفاظ :
    1- تميل إلى الخشونة والفخامة .
    2- خالية من الأخطاء ، والألفاظ الأعجميّة .
    3- تخلو من الزخارف والتكلّف والمحسّنات المصنوعة .
    4- تميل إلى الإيجاز .

    ب‌- خصائص المعنى :
    1- تخلو من المبالغة الممقوتة .
    2- بعيدة عن التعقيد .
    3- غالباً تقوم على وحدة البيت لا وحدة القصيدة .
    4- منتزعة من البيئة البدوية .
    5- الاستطراد .

    ج- خصائص الخيال :
    1- واسع يدلّ على دقّـة الملاحظة .
    2- تمثّل البيئة البدوية .
    3- ليست متكلّفة .
    4- تعتمد على الطابع الحسّي .

    معلقة امرؤ القيس مع شرح اثنى عشرة بيتا

    قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْـزِلِ = بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُـولِ فَحَوْمَـلِ

    فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُهـا =لِمَا نَسَجَتْهَا مِـنْ جَنُـوبٍ وشَمْـألِ

    تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِـي عَرَصَاتِهَـا =وَقِيْعَانِهَـا كَأنَّـهُ حَــبُّ فُلْـفُـلِ

    كَأنِّي غَدَاةَ البَيْـنِ يَـوْمَ تَحَمَّلُـوا =لَدَى سَمُرَاتِ الحَـيِّ نَاقِـفُ حَنْظَـلِ

    وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّـي مَطِيَّهُـمُ =يَقُوْلُـوْنَ لاَ تَهْلِـكْ أَسَـىً وَتَجَمَّـلِ

    وإِنَّ شِفَائِـي عَـبْـرَةٌ مُهْـرَاقَـةٌ =فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِـنْ مُعَـوَّلِ

    كَدَأْبِكَ مِـنْ أُمِّ الحُوَيْـرِثِ قَبْلَهَـا =وَجَارَتِهَـا أُمِّ الـرَّبَـابِ بِمَـأْسَـلِ

    إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْـكُ مِنْهُمَـا =نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّـا القَرَنْفُـلِ

    فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَـةً =عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِـي

    ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَـكَ مِنْهُـنَّ صَالِـحٍ =وَلاَ سِيَّمَـا يَـوْمٍ بِـدَارَةِ جُلْـجُـلِ

    ويَوْمَ عَقَـرْتُ لِلْعَـذَارَي مَطِيَّتِـي =فَيَا عَجَباً مِـنْ كُوْرِهَـا المُتَحَمَّـلِ

    فَظَلَّ العَـذَارَى يَرْتَمِيْـنَ بِلَحْمِهَـا =وشَحْمٍ كَهُـدَّابِ الدِّمَقْـسِ المُفَتَّـلِ

    ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِـدْرَ عُنَيْـزَةٍ =فَقَالَتْ لَكَ الوَيْـلاَتُ إنَّـكَ مُرْجِلِـي

    تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْـطُ بِنَـا مَعـاً =عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْـزِلِ

    فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِـي زِمَامَـهُ =ولاَ تُبْعِدِيْنِي مِـنْ جَنَـاكِ المُعَلَّـلِ

    فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْـتُ ومُرْضِـعٍ =فَأَلْهَيْتُهَا عَـنْ ذِي تَمَائِـمَ مُحْـوِلِ

    إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ =بِشَقٍّ وتَحْتِـي شِقُّهَـا لَـمْ يُحَـوَّلِ

    ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ =عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَـةً لـم تَحَلَّـلِ

    أفاطِمَ مَهْلاً بَعْـضَ هَـذَا التَّدَلُّـلِ =وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

    أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي =وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُـرِي القَلْـبَ يَفْعَـلِ

    وإِنْ تَكُ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّـي خَلِيقَـةٌ =فَسُلِّي ثِيَابِـي مِـنْ ثِيَابِـكِ تَنْسُـلِ

    وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَـاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي =ِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَـارِ قَلْـبٍ مُقَتَّـلِ

    وبَيْضَةِ خِـدْرٍ لاَ يُـرَامُ خِبَاؤُهَـا =تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَـا غَيْـرَ مُعْجَـلِ

    تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَـا وَمَعْشَـراً =عَلَّي حِرَاصاً لَـوْ يُسِـرُّوْنَ مَقْتَلِـي

    إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَـتْ =تَعَرُّضَ أَثْنَـاءَ الوِشَـاحِ المُفَصَّـلِ

    فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّـتْ لِنَـوْمٍ ثِيَابَهَـا =لَدَى السِّتْـرِ إلاَّ لِبْسَـةَ المُتَفَضِّـلِ

    فَقَالَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَا لَـكَ حِيْلَـةٌ =وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَـةَ تَنْجَلِـي

    خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُـرُّ وَرَاءَنَـا =عَلَى أَثَرَيْنـا ذَيْـلَ مِـرْطٍ مُرَحَّـلِ

    فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى =بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَـافٍ عَقَنْقَـلِ

    هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَـا فَتَمَايَلَـتْ =عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّـا المُخَلْخَـلِ

    مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَـاءُ غَيْـرُ مُفَاضَـةٍ =تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَـةٌ كَالسَّجَنْـجَـلِ

    كَبِكْرِ المُقَانَـاةِ البَيَـاضَ بِصُفْـرَةٍ =غَذَاهَا نَمِيْرُ المَـاءِ غَيْـرُ المُحَلَّـلِ

    تَصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْـلٍ وَتَتَّقِـي =بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْـشِ وَجْـرَةَ مُطْفِـلِ

    وجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْـسَ بِفَاحِـشٍ =إِذَا هِــيَ نَصَّـتْـهُ وَلاَ بِمُعَـطَّـلِ

    وفَرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْـوَدَ فَاحِـمٍ =أثِيْـثٍ كَقِنْـوِ النَّخْلَـةِ المُتَعَثْـكِـلِ

    غَدَائِرُهُ مُسْتَشْـزِرَاتٌ إلَـى العُـلاَ =تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّـى وَمُرْسَـلِ

    وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْـلِ مُخَصَّـرٍ =وسَـاقٍ كَأُنْبُـوبِ السَّقِـيِّ المُذَلَّـلِ

    وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَا =نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ

    وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْـنٍ كَأَنَّـهُ =أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْـكُ إِسْحِـلِ

    تُضِيءُ الظَّـلامَ بِالعِشَـاءِ كَأَنَّهَـا =مَنَـارَةُ مُمْسَـى رَاهِـبٍ مُتَبَـتِّـلِ

    إِلَى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيْـمُ صَبَابَـة =إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْـنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ

    تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا =ولَيْسَ فُؤَادِي عَنْ هَـوَاكِ بِمُنْسَـلِ

    ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْـوَى رَدَدْتُـهُ =نَصِيْحٍ عَلَى تَعْذَالِـهِ غَيْـرِ مُؤْتَـلِ

    ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَـهُ =عَلَـيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُمُـوْمِ لِيَبْتَـلِـي

    فَقُلْتُ لَـهُ لَمَّـا تَمَطَّـى بِصُلْبِـهِ =وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَــاءَ بِكَلْـكَـلِ

    ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْـلُ ألاَ انْجَلِـي =بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِـكَ بِأَمْثَـلِ

    فَيَا لَكَ مَـنْ لَيْـلٍ كَـأنَّ نُجُومَـهُ =بِأَمْرَاسِ كَتَّـانٍ إِلَـى صُـمِّ جَنْـدَلِ

    وقِرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْـتُ عِصَامَهَـا =عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّـي ذَلُـوْلٍ مُرَحَّـلِ

    وَوَادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْـرٍ قَطَعْتُـهُ =بِهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْـعِ المُعَيَّـلِ

    فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا عَـوَى : إِنَّ شَأْنَنَـا =قَلِيْلُ الغِنَـى إِنْ كُنْـتَ لَمَّـا تَمَـوَّلِ

    كِلاَنَا إِذَا مَـا نَـالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ =ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ

    وَقَدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِـي وُكُنَاتِهَـا =بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِــدِ هَيْـكَـلِ

    مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِـلٍ مُدْبِـرٍ مَعـاً =كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَـلِ

    كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْدُ عَنْ حَـالِ مَتْنِـهِ =كَمَـا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ

    عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كـأنَّ اهْتِزَامَـهُ =إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْـيُ مِرْجَـلِ

    مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى =أَثَـرْنَ الغُبَـارَ بِالكَدِيْـدِ المُـرَكَّـلِ

    يُزِلُّ الغُلاَمُ الخِفَّ عَـنْ صَهَوَاتِـه =وَيُلْوِي بِأَثْـوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ

    دَرِيْـرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَـرَّهُ =تَتَابُـعُ كَفَّيْـهِ بِخَـيْـطٍ مُـوَصَّـلِ

    لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَـا نَعَامَـةٍ =وإِرْخَاءُ سَرْحَـانٍ وَتَقْرِيْـبُ تَتْفُـلِ

    ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَدْبَرْتَهُ سَـدَّ فَرْجَـهُ =بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْـزَلِ

    كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى =مَدَاكَ عَـرُوسٍ أَوْ صَلايَـةَ حَنْظَـلِ

    كَـأَنَّ دِمَـاءَ الهَادِيَـاتِ بِنَحْـرِهِ =عُصَـارَةُ حِنَّـاءٍ بِشَيْـبٍ مُـرَجَّـلِ

    فَعَـنَّ لَنَـا سِـرْبٌ كَـأَنَّ نِعَاجَـهُ =عَـذَارَى دَوَارٍ فِـي مُـلاءٍ مُذَبَّـلِ

    فَأَدْبَرْنَ كَالجِـزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ =جِيْدٍ مُعَـمٍّ فِـي العَشِيْـرَةِ مُخْـوَلِ

    فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَـاتِ ودُوْنَــهُ =جَوَاحِرُهَا فِـي صَـرَّةٍ لَـمْ تُزَيَّـلِ

    فَعَادَى عِدَاءً بَيْـنَ ثَـوْرٍ ونَعْجَـةٍ =دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَـحْ بِمَـاءٍ فَيُغْسَـلِ

    فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِـجٍ =صَفِيـفَ شِـوَاءٍ أَوْ قَدِيْـرٍ مُعَجَّـلِ

    ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ =مَتَـى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْـهِ تَسَفَّـلِ

    فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُـهُ ولِجَامُـهُ =وَبَاتَ بِعَيْنِي قَائِمـاً غَيْـرَ مُرْسَـلِ

    أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْـكَ وَمِيْضَـهُ =كَلَمْـعِ اليَدَيْـنِ فِـي حَبِـيٍّ مُكَلَّـلِ

    يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْـحُ رَاهِـبٍ =أَمَـالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَـالِ المُفَـتَّـلِ

    قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْـنَ ضَـارِجٍ =وبَيْـنَ العُذَيْـبِ بُعْدَمَـا مُتَـأَمَّـلِ

    عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَـنُ صَوْبِـهِ =وَأَيْسَـرُهُ عَلَـى السِّتَـارِ فَيَـذْبُـلِ

    فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَـوْلَ كُتَيْفَـةٍ =يَكُبُّ عَلَـى الأذْقَـانِ دَوْحَ الكَنَهْبَـلِ

    ومَرَّ عَلَـى القَنَـانِ مِـنْ نَفَيَانِـهِ =فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِـنْ كُـلِّ مَنْـزِلِ

    وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِـذْعَ نَخْلَـةٍ =وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِـيْـداً بِجِـنْـدَلِ

    كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِـي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ =كَبِيْـرُ أُنَـاسٍ فِـي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ

    كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِـرِ غُـدْوَةً =مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَـاءِ فَلْكَـةُ مِغْـزَلِ

    وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْـطِ بَعَاعَـهُ =نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّـلِ

    كَـأَنَّ مَكَاكِـيَّ الجِـوَاءِ غُـدَّبَـةً =صُبِحْنَ سُلافاً مِـنْ رَحيـقٍ مُفَلْفَـلِ

    كَأَنَّ السِّبَاعَ فِيْـهِ غَرْقَـى عَشِيَّـةً =بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْـشُ عُنْصُـلِ


    شرح معلقة امرؤ القيس

    البيت الاول
    خاطب الشاعر صاحبيه ، وقيل بل خاطب واحدا وأخرج الكلام مخرج الخطاب لاثنين ، لان العرب من عادتهم إجراء خطاب الاثنين على الواحد والجمع ، فمن ذلك قول الشاعر: فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر، وأن ترعياني أحمِ عِرضاً ممنّعاً خاطب الواحد خطاب الاثنين ، وإنما فعلت العرب ذلك لان أدنى أعوان الرجل هم اثنان : راعي إبله وراعي غنمه ، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة ، فجرى خطاب الاثنين على الواحد لمرور ألسنتهم عليه ، ويجوز أن يكون المراد به : قف قف ، فإلحاق الألف إشارة الى أن المراد تكرير اللفظ كما قال أبو عثمات المازني في قوله تعالى : "قال رب أرجعون " المراد منه أرجعني أرجعني ، جعلت الواو علما مشعرا بأن المعنى تكرير اللفظ مرارا ، وقيل : أراد قفن على جهة التأكيد ، فقلب النون ألفا في حال الوصل ، لأن هذه النون تقلب ألفا في حال الوقف ، فحمل الوصل على الوقف ، ألا ترى أنك لو وقفت على قوله تعالى : "لنسفعن" قلت : لنسفعا . ومنه قول الأعشى: وصلِّ على حين العشيّات والضحى ولا تحمد المثرين واللهَ فاحمدا = أراد فاحمدَن ، فقلب نون التأكيد ألفا ، يقال يكى يبكي بكاء وبكى ، ممدودا ومقصورا ، أنشد ابن الأنباري لحسان بن ثابت شاهدا له: بكت عيني وحق لها بكاها، وما يعني البكاء ولا العويل فجمع بين اللغتين ، السقط : منقطع الرمل حيث يستدق من طرفه ، والسقط أيضا ما يتطاير من النار ، والسقط أيضا المولود لغير تمام ، وفيه ثلاث لغات : سَقط وسِقط وسُقط في هذه المعاني الثلاثة ، اللوى:رمل يعود ويلتوي ، الدخول وحومل: موضعان . يقول : قفا وأسعداني وأعيناني ، أو : قف وأسعدني على البكاء عند تذكري حبيباً فارقته ومنزلا خرجت منه ، وذلك المنزل أو ذلك الحبيب أو ذلك بمنقطع الرمل المعوج بين هذين الموضعين

    البيت الثاني
    توضح والمقراة موضعان ، وسقط بين هذه المواضع الأربعة ، لم يعف رسمها ، أي لم ينمح أثرها ، الرسم: ما لصق بالأرض من آثار الدار مثل البقر و الرماد وغيرهما ، والجمع أرسم ورسوم ، وشمال ، فيها ست لغات : شمال وشمال وشأمل وشمول وشَمْل و شَمَل ، نسج الريحين: اختلافهما عليها وستر إحداهما إياها بالتراب وكشف الأخرى التراب عنها . وقيل : بل معناه لم يقتصر سبب محوها على نسج الريحين بل كان له أسباب منها هذا السبب ، ومر السنين ، وترادف الامطار وغيرها . وقيل : بل معناه لم يعف رسم حبها في قلبي وإن نسجتها الريحان . والمعنيان الاولان أظهر من الثالث ، وقد ذكرها كلها ابن الانبارى

    البيت الثالث
    الآرآم : الظباء البيض الخالصة البياض ، وأحداهما رئم ، بالكسر ، وهي تسكن الرمل ، عرصات (في المصباح) عرصة الدار : ساحتها ، وهي البقعة الواسعة التي ليس فيها بناء ، والجمع عراص مثل كلبة الكلاب ، وعرصات مثل سجدة وسجدات ،وعن الثعالبي : كل بقعة ليس فيها بناء فهي عرصة ، و(في التهذيب) : سميت ساحة الدار عرصة لأن الصبيان يعرصون فيها أي يلعبون ويمرحون ؛ قيعان : جمع قاع وهو المستوي من الأرض ، وقيعة مثل القاع ، وبعضهم يقول هو جمع ، وقاعة الدار : ساحتها ، الفلفل قال في القاموس : كهدهد وزبرج ، حب هندي . ونسب الصاغاني الكسر للعامة : و(في المصباح) ، الفلفل: بضم الفاءين ، من الأبرار ، قالوا : لايجوز فيه الكسر . يقول الشاعر : انظر بعينيك تر ديار الحبيبة التي كانت مأهولة بأهلها مأنوسة بهم خصبة الأرض كيف غادرها أهلها وأقفرت من بعدهم أرضها وسكنت رملها الظباء ونثرت في ساحتها بعرها حتى تراه كأنه حب الفلفل . في مستوى رحباتها

    البيت الرابع
    غداة : (في المصباح) ، الغداة : الضحوة ، وهي مؤنثة ، قال ابن الأنباري . ولم يسمع تذكيرها ، ولو حملها حامل على معنى أول النهار جاز له التذكير ، والجمع غدوات ، البين : الفرقة ، وهو المراد هنا ، وفي القاموس : البين يكون فرقة ووصلا ، قال الشارح : بأن يبين بينا وبينونة ، وهو من الأضداد ، اليوم : معروف ، مقدارة من طلوع الشمس إلى غروبها ، وقد يراد باليوم والوقت مطلقا ، ومنه الحديث : "تلك أيام الهرج" أي وقته ، ولا يختص بالنهار دون الليل ، تحملوا واحتملوا : بمعنى : ارتحلوا ، لدي : بمعنى عند ، سمرات ، بضم الميم : من شجر الطلح ، الحي: القبيلة من الأعراب ، والجمع أحياء ، نقف الحنظل : شقة عن الهبيد ، وهو الحب ، كالإنقاف والانتفاف ، وهو ، أي الحنظل ، نقيف ومنقوف ، وناقفة وهو الذي يشقه . والشاعر يقول : كأني عند سمرات الحي يوم رحيلهم ناقف حنظل ، يريد ، وقفت بعد رحيلهم في حيرة وقفة جاني الحنظلة ينقفها بظفره ليستخرج منها حبها

    البيت الخامس
    نصب وقوفا على الحال ، يريد ، قفا نبك في حال وقف أصحابي مطيتهم علي ، والوقوف جمع واقف بمنزلة الشهود والركوع في جمع شاهد وراكع ، الصحب : جمع صاحب ، ويجمع الصاحب على الأصحاب والصحب والصحاب والصحابة والصحبة والصحبان ، ثم يجمع الأصحاب على الأصاحيب أيضا ، ثم يخفف فيقال الأصاحب ، المطي : المراكب ، واحدتها مطية ، وتجمع المطية على المطايا والمطي والمطيات ، سميت مطية لأنه يركب مطاها أي ظهرها ، وقيل : بل هي مشتقة من المطو وهو المد في السير ، يقال : مطاه يمطوه ، فسميت الرواحل به لانها تمد في السير ، نصب الشاعر أسى على أنها مفعول له. يقول : لقد وقفوا علي ، أي لاجلي أو على رأسي وأنا قاعد ، رواحلهم ومراكبهم ، يقول لي : لا تهلك من فرط الحزن وشدة الجزع وتجمل بالصبر . وتلخيص المعنى : انهم وقفوا عليه رواحلهم يأمرونه بالصبر وينهونه عن الجزع

    البيت السادس
    المهراق والمراق: المصبوب ، وقد أرقت الماء وهرقته وأهرقته أي صببته ، المعول : المبكى ، وقد أعول الرجل وعول إذا بكى رافعا صوته به ، والمعول : المعتمد والمتكل عليه أيضا ، العبرة : الدمع ، وجمعها عبرات ، وحكى ثعلب في جمعها العبر مثل بدرة وبدر. يقول : وإن برئي من دائي ومما أصابنى وتخلصي مما دهمني يكون بدمع أصبه ، ثم قال : وهل من معتمد ومفزع عند رسم قدر درس ، أو هل موضع بكاء عند رسم دارس ؟ وهذا استفهام يتضمن معنى الإنكار ، والمعنى عند التحقيق : ولا طائل في البكاء في هذا الموضع ، لأنه لا يرد حبيبا ولا يجدى على صاحبه خيراً، أو لا أحد يعول عليه ويفزع إليه في هذا الموضع . وتلخيص المعنى : وإن مخلصي مما بي هو بكائي . ثم قال : ولا ينفع البكاء عند رسم دارس

    البيت السابع
    الدأب والدأب ، بتسكين الهمزة وفتحها : العادة ، وأصلها متابعة العمل والجد في السعي ، يقال : دأب يدأب دأبا ودئابا ودؤوبا ، وأدأبت السير : تابعته ، مأسل ، بفتح السين: جبل بعينه ، ومأسل ، بكسر السين : ماء بعينه ، والرواية فتح السين. يقول عادتك في حب هذه كعادتك من تينك ، أي قلة حظك من وصال هذه ومعاناتك الوجد بها كقلة حظك من وصالها ومعاناتك الوجد بهما ، قبلها أي قبل هذه التي شغفت بها الآن

    البيت الثامن
    ضاع الطيب وتضوع ؛ انتشرت رائحته ، الريا : الرائحة الطيبة. يقول : إذا قامت أم الحويرث وأم الرباب فاحب ريح المسك منهما كنسيم الصبا إذا جاءت بعرف القرنفل ونشره . شبه طيب رياهما بطيب نسيم هب على قرنفل وأتى برياه ، ثم لما وصفهما بالجمال وطيب النشر وصف حاله بعد بعدهما
    معلقة امرئ القيس مع الشـرح

    البيت التاسع
    الصبابة ، رقة الشوق ،وقد صب الرجل يصب صبابة فهو صب ، والأصل صبب فسكنت العين وأدغمت في اللام ، والمحمل : حمالة السيف، والجمع المحامل ،والحمائل جمع الحمالة . يقول : فسالت دموع عيني من فرط وجدي بهما وشدة حنيني إليهما حتى بل دمعي حمالة سيفي . نصب صبابة على أنه مفعول له كقولك : زرتك طمعا في برك ، قال الله تعالى : " من الصواعق حذر الموت " ، أي لحذر الموت ، وكذلك زرتك للطمع في برك ، وفاضت دموع العين مني للصبابة

    البيت العاشر
    في رب لغات : وهي ، رُبْ ورُبَ ورُبُ ورَبَ ، ثم تلحق التاء فتقول : ربة وربت ، ورب : موضوع في كلام العرب للتقليل ، وكم : موضوع للتكثير ، ثم ربما حملت رب على كم في المعني فيراد بها التكثير ، وربما حملت كم على رب في المعني فيراد بها التقليل . ويروى ؛ ألا رب "يوم" كان منهن صالح ، والسي : المثل ، يقال : هما سيان أم مثلان . ويجوز في يوم الرفع والجر ، فمن رفع جعل ما موصولة بمعني الذي ، والتقدير : ولا سيّ اليوم الذي هو بدارة جلجل ، ومن خفض جعل ما زائدة وخفضه بإضافة سي إليه فكأنه قال : ولا سي يومأي ولا مثل يوم دارة جلجل ، وهو غدير بعينه . يقول : رب يوم فزت فيه بوصال النساء وظفرت بعيش صالح ناعم منهن ولا يوم من تلك الأيام مثل يوم دارة جلجل ، يريد أن ذلك اليوم كان أحسن الأيام وأتمها ، فأفادت ولا سيما التفضيل والتخصيص

    البيت الحادي عشر
    العذراء من النساء : البكر التي لم تفتض ، والجمع العذارى ، الكور : الرحل بأداته ، والجمع الأكوار والكيران ، ويروى : من رحلها ، المتحمل : الحمل . فتح يوم بسبب من كونه معطوفا على مجرور أو مرفوع وهو يوم أو يوم بدارة جلجل ، لأنه بناه على الفتح لما أضافه إلى مبني وهو الفعل الماضي ، وذلك قوله : عقرت . وقد يبنى المعرب إذا أضيف إلى مبني ، ومنه قوله تعالى:"إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون" ، فبنى مثل على الفتح مع كونه نعتا لمرفوع لما أضافه إلى ما وكانت مبنية ، ومنه قراءة من قرأ :"ومن خزي يومئذ" ، بنى يوم على الفتح لما أضافه إلى إذ وهي مبنية وإن كان مضافا إليه ، ومثله قول النابغة الذبياني: على حين عاتبت المشيب على الصبا فقلت ألما تصح والشيب وازع بنى حين على الفتح لما أضافه إلى الفعل الماضي ، وقد فضل الشاعر يوم دارة جلجل ، ويم عقر مطيته للابكار على سائر الأيام الصالحة التي فاز بها من حبائبه ، ثم تعجب من حملهن رحل مطيته وأداته بعد عقرها واقتسامهن متاعه بعد ذلك ، فيا عجبا : الألف فيه بدل من ياء الإضافة ، وكان الأصل هو فيا عجبي ، وياء الإضافة يجوز قلبها ألفا في النداء نحو يا غلاما في يا غلامي ، فإن قيل : كيف نادى العجب وليس مما يعقل ؟ قيل قي جوابه: إن المنادى محذوف ، والتقدير : ياهؤلاء ، أو يا قوم ، اشهدوا عجبي من كورها المتحمل ، فتعجبوا منه ، فانه قد جاوز المدى والغاية القصوى ، وقيل : بل نادى العجب اتساعا ومجازا ، فكأنه قال : ياعجبي تعال واحضر فإن هذا أوان إتيانك وحضورك

    البيت الثاني عشر
    يقال : ظل زيد قائما إذا أتى عليه النهار وهو قائم ، وبات زيد نائما إذا أتى عليه الليل وهو نائم ، وطفق زيد يقرأ القرآن إذا أخذ فيه ليلا ونهارا ، الهداب والهدب : اسمان لما استرسل من الشيء نحو ما استرسل من الأشفار ومن الشعر ومن أطراف الأثواب ، الواحد هدابة وهدبة ، ويجمع الهدب على الأهداب ، الدمقس والمدقس: الإبريسم ، وقيل هو الأبيض منه خاصة. يقول : فجعلن يلقي بعضهن إلى بعض شواء المطية استطابة أو توسعا فيه طول نهارهن وشبه لحمها بالإبريسم الذي أجيد قتله وبولغ فيه ، وقيل هو القز

      الوقت/التاريخ الآن هو 26/4/2024, 2:05 pm