كل شئ عن العقم واسباب عدم الانجاب
العقم عند النساء
ما هي الخصوبة (Fertility)؟
الخصوبة تعني الإنتاجَ الفعليَ للنسلِ، وتقاس بمعدل الخصوبة، أي بعددُ الأطفالِ الذين يولدون لكلّ زوجِ أو لكل شخصِ أَو لفئة محددة من السكانِ. ومعدل الخصوبة الكليّ : وهو عددُ الأطفالِ الذي يمكن لامرأة أن تَحْملُ بهم أثناء حياتها.1،2
وتَعتمدُ الخصوبةُ الإنسانيةُ على عواملِ التغذيةِ، والسلوك الجنسي، والثقافة، والغريزة، والصحة العامة للفرد، وعمل الغُدَد الصمّاء، والتوقيت، والاقتصاد، وطريقة الحياة، والعواطف.
وهذا مختلف عن الخَصًوْبِيَّة(fecundity) : و هي القدرة على التكاثر، والقابلية الطبيعيةِ للإنْتاج، والإمكانية لإعادةِ الإنتاج.
وهي تتَأثّرَ بإنتاجِ العِرْس(gamete)، والإخصاب وإنجاز الحمل في أوَانه.
الرجال والنِساء كلاهما يخضع لدَورات هرمونية تحدد متى المرأة يُمْكِنُ أَنْ تحملَ، ومتى الرجل ممكن أن يكون في أعلى درجات الفحولة. إنّ الدورةَ النسائيةَ تقريباً ثمانية وعشرون يومُ، ولكن الدورةَ عند الذكرَ متغيّرةُ، فالرجال يُمْكِنُ أَنْ يَقْذفوا ويُنتجوا حيمناً في أيِّ وقتٍ من الشهرَ، لكن نوعيةَ حيمنِهم تَنخفضُ من حينٍ لآخر، مما يدفع للاعتقاد بأنه يتعلق بدورتِهم الهرمونية الداخليةِ.
الدورة الحيضية
بالرغم من أن النِساءِ يُمْكِنُ أَنْ تحمل في أي وقت كان أثناء دورتِهم الحيضيةِ، إلا إن الخصوبةَ بالغة الذروةَ تَحْدثُ أثناء أيام قليلة فقط من الدورة، وعادة ما تكون في الفترة الممتدة من يومين قبل إلى يومين من بعد تاريخ الإباضة3(ovulation) و هذه تسمى بنافذةِ الخصوبةِ، وتختلف مِنْ إمرأةِ إلى أخرى، كما أن تاريخ الإباضة(ovulation) يَتفاوتُ في أغلب الأحيان مِنْ دورةِ لأخرى عند نفس المرأة4. إنّ البُويْضَة(ovule)، تكون عادة قادرة على أَنْ تُخصّبَ في مدة أقصاها 48 ساعة بعد خروجها مِنْ المبيضِ. يَبْقى الحيمنُ داخل الرحمِ بين 48 إلى 72 ساعةِ في المعدل، والحَدّ أقصى ممكن أنْ يبقى 120 ساعةَ (5 أيام).
هذه الفتراتِ والدورات تشكل عواملَ مهمةَ للأزواجِ في استعمالها سواء في توقيت الحمل أو في طريقةَ منعِه، كذلك في تشخيص العقم وعلاجه.
متى تكتمل الخصوبة عند الإناث؟
متوسط العُمر لبَدْءُ الإِحَاضَة(menarche) في بعض البلدان يكون تقريباً 12.5 سَنة)5، وحوالي 80 % من الدورات الحيضية عند البناتِ بعد بَدْءُ الإِحَاضَة(postmenarchal)، تكون الإِباضَة غِائبة(anovulatory)، في السَنَةِ الأولى بعد بَدْءُ الإِحَاضَة(menarche)، و50 % في السنة الثالثة و10 % في السَنَةِ السادسةِ6-7، وتَبْلغُ خصوبةُ النِساءِ الذروة عادة بين عُمرِ 19 و24 سنة وتبدأ بالانخفاض بعد سن الثلاثين، مَع ارتفاع في نسبة الإِباضَة الغِائبة(anovulatory)عند النِساءِ اللواتي يُؤجّلنَ الحمل،8 وهذا يُمْكِنُ أَنْ يخْلقَ مشكلةَ عُقُمِ عندهن عندما يُحاولن الحَمل، بدون استعمال أدويةِ حمل أَو إخصابِ خارج الجسم.
75 % من النساء في الثلاثين من العمر يحملن خلال سَنَة، و91 % خلال أربع سَنَواتِ.
66 % من النساء في الخامسة والثلاثين من العمر يحملن خلال سَنَة، و84 % خلال أربع سَنَواتِ.
44 % من لنساء في الأربعين من العمر يحملن خلال سَنَة، و64 % خلال أربع سَنَواتِ.9
هذه النسب المذكورة أعلاه فقط للحملِ المُنْتَهي بمولود حيّ، وتَأْخذُ في الحسبان النِسَبَ المتزايدةَ للإجْهاضٌ التِلْقائِي(miscarriage)، عند هذه الأعمار.
طبقاً لبعض الدراسات فإن حوالي 9 بالمائة مِنْ الحملِ المشخص عند النِساءِ من الفئة العمرية بين 20 و 24 تنتهي بالإجْهاضٌ التِلْقائِي(miscarriage)، وعامل الخطرُ لحدوثه يرتفع إلى حوالي 20 بالمائة في الفئة العمرية بين 35 إلى 39، وأكثر مِنْ 50 بالمائة لمن هُن بعمر 42 سنة. 10
العيوب الولادية، خاصة تلك التي تتَضْمن عدد وترتيب الكروموسومات ترتفع نسبها أيضاً مع الزيادة في عُمرِ الأمِّ. ففي عُمرِ 25 سنة تكون احتمالية وَضْع طفل بالمرض المنغولي حوالي 1 من 1250، وعند العُمرِ 30 سنة ترتفع إلى 1 من كل 1,000 مولود، وفي العُمرِ 35 سنة ترتفع إلى 1 من كل 400 مولود، وفي عُمرِ 40 سنة تصل إلى1 من كل 100 مولود، وعند عمر 45 سنة تكون 1 من كل 30 .11
استعمال بعض الأدوية الخاصة بالحمل و/ أَو الإخصاب خارج الجسم، يُمْكِنُ أَنْ يَزِيد في فرص الحامل عند النساء في الأعمار المتقدمة، فعلى سبيل المثال هناك حمل ناجح بمساعدة علاجية للخصوبة، موُثّقَ عن امرأة بعمر 67 سنة. 12
وبناء على هذه المعطيات فإن النِساءِ اللواتي أعمارهن تزيد عن 30 سنة ولم يتمكن من الحمل رغم محاولات استمرت لأكثر من ستة شهور، فبإمكانهن عمل بعض الفحوصات الخاصة بالخصوبة وتحديد إمكانية تحقيق حمل ناجح.13
ما هو العقم(INFERTILITY)؟
العُقُم هو عوز الخصوبة(deficient fertility)، أي بالمعنى الأصح هو عدم القدرة على الإنجاب.
وكما أن العُقُمُ أساساً يُشيرُ إلى عدمِ توفر القابلية الحيويةِ لتحقيق الحمل، إلا أن اِخْتِصاصِيُّ الغُدَدِ الصُّمّ والعقم يُشيرواُ إلى إنه يشمل الحالات التالية:
- حالة عدم قدرة المرأة على الوصول بالحمل إلى نهايته الطبيعية.
- إذا لم يتم الحمل بعد 12 شهرِ مِنْ الإتصالِ الجنسي بدون إستخدام موانع الحمل وعمر الأنثى أقل من 34 سنة.
- إذا لم يتم الحمل بعد 6 شهورِ مِنْ الإتصالِ الجنسي بدون إستخدام موانع الحمل وعمر الأنثى أكثر من 35 سنة، على الرغم من الهبوط النوعي للبويضة عند هذه الفئة من النساء.
والنِساء الطبيعيات يتميزن بفترة خصوبةِ طبيعية قبل وأثناء الإباضة(ovulation)، وبعقم طبيعي أثناء بقيّة الدورةِ الحيضيةِ. وطرق إدراك الخصوبةِ التي تُستَعملُ لتَبيين متى هذه التغييراتِ تَحْدثُ تكون مِن خلال تتبع التغيّرُ في مخاطِ عنق الرحم أَو في درجة حرارة الجسمِ الأساسيةِ.
ما هو ضَعْفُ الخُصوبَة أو العُقْمٌ النِسْبِيّ(subfertility)؟
هو الفشل في إنجاب طفل خلال سَنَة أَو أكثر، وهو عقم بدون مانع مطلق للتكاثر.
إنّ نسبةَ ضعف الخصوبية(fecundability) للأزواج(couple)، تكون تقريباً 3 إلى5 %. والعديد مِنْ أسبابِه هي تماماً مثل تلك التي تسبب العُقُمِ، ومنها يُمكنُ أَنْ يكُونَ الانْتِباذٌ البِطَانِيٌّ الرَحِمِيّ(endometriosis)، أَو متلازمة المَبِيضٌ المُتَعَدِّدُ الكيسات(polycystic ovarian syndrome).
ما هي نسبة انتشار العقم ؟
يُخَمّنُ بأنّ واحد من كل سبعة أزواجِ في العالم عِنْدَهُمْ مشاكل في الحْمل، ونسب مماثلة في أكثر البلدان بغض النظر عن مستوى تطورها.16
النِساء يُصبحنَ أقل خصوبة كلما يتقدمنَ في السنَّ. فحوالي 94 % من النِساءِ بعمرِ 35 سنة وعلى اتصال جنسي منتظمُ وبدون استخدام موانع الحمل يحملن خلال الثلاثة سَنَوات مِنْ المُحَاوَلَة. والنِساءِ بعمر 38 سنة، فقط 77 % منهن يحملن.
هناك عدة أسباب بَيولوجِية للعقم وبعضها يمكن التغلب عليه طبياً,14
على أية حال، حوالي واحد من خمسة مِنْ حالاتِ العُقُمِ لَيْسَ لهُ سبب واضحُ.17
في بريطانيا، عُقُم الذكور يُفسّرُ 25 % مِنْ حالات العقم عند الأزواجِ، بينما 25 % يَبْقى بدون سبب واضح، و50 % مِنْ الحالات يكون السبب أنثوي نصفه متعلق بالإباضة، والنصف الآخر متعلق بمشاكل أنبوبية أو من نوع آخر.18
في السويد، تقريباً 10 % مِنْ الأزواجِ يشكون من العقم، 19 وتقريباً ثُلث هذه الحالاتِ السبب يكون متعلق بالرجلِ، وثُلث بالمرأة، و الثلثِ الباقٍي متعلق بالاثنين معاً.
ما هي الأسباب الأكثر شيوعا للعُقُمِ عند النساء؟
1- مشاكل إِباضَة(Ovulation)
2- العائق الأنبوبي(tubal blockage)
3- عوامل متعلقة بالعُمرَ(age-related factors)
4- المشاكل الرحمية(uterine problems)
-5 الرَبْط الأنبوبي السابق(previous tubal ligation)
6- العُقُم الغير مفسرً.(unexplained infertility)
ما هي العوامل التي يُمْكِنُ أَنْ تسبب العُقم عند الجنسين؟
* عوامل وراثية
مثل الإزْفاءٌ الروبرتسونيّ(Robertsonian translocation)، الذي قَدْ يُسبّبُ حالاتَ إجهاض تلقائيةَ متكرّرةَ أَو كاملةَ
* عوامل عامّة
مثل داء السكّري، واِضطرابات الغدة الدرقّية، وامراض الغدة الكظرية
* عوامل وِطائِيّة-نخامية(Hypothalamic-pituitary)
- مثل مُتَلاَزِمَةُ كالمان (نقص الوظيفة الجنسية مع انعدام الشم(Kallmann syndrome)
- أو فرط البرولاكتين(Hyperprolactinemia)
- أو قُصورُ النُّخَامِيَّة(Hypopituitarism)
* عوامل بيئية
كالتعرض لبعض المواد السامة: مثل الأصماغ، والمُذيبات الطَّيَّارة العضوية(volatile organic solvents) أَو السيليكون، وعوامل فِيزْيائِيَّة، أو غبار كيميائي، ومبيدات حشرات. 20-21
ما هو العُقُم المشترك؟
هو العقم الذي يكون بسسبب يتعلق بالزوجين كما هو في بَعْض الحالاتِ عندما يَكُونان كلا الزوجين مصابان بالعقم أو بالضعف الجنسي، وفي حالاتِ أخرى قد يَكُون السبب متعلق بعوامل مَناعِيّة(immunological)، أَو وراثية، تمنع التوافق الخصبوي بين شريكين طبعيين ويكون كل واحد منهم على إنفراد وبشكل مستقل متمتع بخصوبة جيدة ولكن بدون مساعدة طبية لا يمكنهم إنجاز حمل ناجح.
ما هو العُقُم الغير مفسر(Unexplained infertility)؟
في 15 % مِنْ الحالات، الفحص الطبي والتحاليل الخاصة بالعُقُم تكون طبيعية، ولا تكشف عن حالاتِ الشذوذ التي من المحتمل أن تكون موجودة لكنه لَيس بالإمكان كشفها بالطرقِ المتبعة حالياً وهذا قد يعود للأسباب التالية:
- يُمكنُ أَنْ تَكُونَ البويضة لَمْ تنضج في الوقت الأمثل للإخصابِ.
- يُمكنُ أَنْ تَكُونَ البويضة لَمْ تدخل قناة فالوبَ.
- أن الحيمن لا يَستطيعُ الوُصُول إلى البويضة.
- إخفاق في حدوث الإخصاب.
- إضطراب في نقل اللاقِحَةٌ(الزيجوت)(zygote ).
- فشل في انْغِراس البويضة الملقَّحة(implantation fails).
- القدرة المنخفّضة للبويضة على الإخصاب الطبيعي والناجح كما يحدث لدى بعض النساء المتقّدمات في العُمر.
كيف يتم التقييم(Assessment)؟
إذا كان كلا الزوجين في سن الشباب ويتمتعان بصحة جيدة، ولم ينجحا في إنجاز حمل خلال عامين من العلاقات الجنسية الطبيعية وبدون استخدام موانع الحمل، فعليهم استشارة طبيبِ العائلة الذي يُمْكِنُ أَنْ يُساعدَ في تشخيص وعلاج الحالة المحتملة في بدايتها، وقد يقتصر العلاج فقط على اقتِراح بتغير أسلوبِ الحياة أو بعض الإرشادات البسيطة بحيث تكون كافية لتحقيق الحَمْل.22
أما النِساء اللواتي أكبر من 35 عام يَجِبُ أَنْ يستشرن الطبيب بعد ستّة شهورِ العلاقات الجنسية التي لم تؤدي للحمل حيث أن فحوصات الخصوبةِ يُمْكِنُ أَنْ تَستغرقَ بَعْض الوقتِ لإكْمالها، والعُمر قَدْ يُؤثّرُ على خياراتِ العلاج التي بدورها ستكون كثيرة.
ما هي أسباب العقم المتعلقة بالرحم
قد يطرأ على الرحم بعض التغيرات التي تحول دون تلقيح البويضة , أو دون تعشيشها في جدار الرحم , وهي الحالة الأكثر شيوعا، و غالبا ما تكون هذه التغيرات ناجمة عن التهاب بطانة الرحم، أي الغشاء المخاطي الذي يكسو الرحم من الداخل.
يمكن أن تصاب البطانة باندغام نسيجي، وغالبا ما يحدث هذا الاندغام على اثر عملية كشط للرحم بعد الإجهاض . إذا كانت الاندغامات كثيرة فإنها تقتضي عملية جراحية .
وقد لوحظ وجود تشوه رحمي لدى بعض الفتيات المولودات من أمهات تناولن عقار الديستيلبين( Distilbene= DES =Diethylstilbestrol) إثناء حملهن، حيث كان يباع هذا العقار في الأسواق ما بين سنتي 1950 و1973, واستعمل للوقاية من الإجهاض المفاجئ أو التلقائي.
وأحياناً يتعرض جدار الرحم للتشوه نتيجة إصابته بالتورم الليفي , ما يمكن إن يؤدي إلى العقم أو يسبب اجهاضات متكررة .
ما هي الفحوصات التي يمكن أن تساعد في التشخيص؟
يتم فحص الرحم بواسطة التصوير ألشعاعي. تقوم هذه التقنية على التصوير ألشعاعي لتجويف الرحم , بعد حقنه بمادة تحتوي على اليود, فيظهر التصوير ألشعاعي الآفات المختلفة التي أدت إلى تشويه الرحم .
بإمكاننا أيضا إجراء تنظير رحمي لمعاينة التشوهات : يتم إدخال مسبر صغير مزود بجهاز بصري إلى الرحم , وبذلك يمكن معاينة التجويف الرحمي بشكل مباشر .
إن هذه المعاينة المباشرة هي المفضلة لمعرفة طبيعة التشوهات، كذلك يمكن إجراء صورة صوتية للتعرف إلى محيط الرحم و حجم المبيضين .
ما هي اضطرابات عنق الرحم التي قد تسبب العقم؟
هذا النوع من العقم كثير الحدوث، إذ يمكن أن يصاب عنق الرحم بتقرحات أو جروح سطحية تحول دون صعود الحيوانات المنوية في قناة العنق.
فقناة العنق تحتوي عادة على مُخاطٌ لَزِج هي عبارة عن سائل شفاف مخاطي , وهي التي تساعد الحيوانات المنوية على اجتياز العنق وصولا إلى الرحم .
إن التهاب هذا المُخاطٌ لَزِج يحول دون صعود الحيوانات المنوية , وهي إصابة كثيرة الانتشار بين النساء .
ماذا يعني انعدام الاباضة؟
إن انعدام الإباضة يعني أن مبيض المرأة لا ينتج شهريا البويضة الناضجة المُعدة للتلقيح، ويُظن بوجود مثل هذه الحالة إذا كانت المرأة لا تحيض، أو إذا كانت درجة الحرارة تظل ثابتة على مدى الدورة الشهرية.
كيف يتم التحقق من وجودها؟
للتحقق من ذلك يصار إلى :
- فحص معدل الهرمونات في جسم المرأة، وهذا الفحص يتيح لنا التحقق من عمل المبيض، بالإضافة إلى الغدد الأخرى التي تؤثر في عمله لا سيما الغدة النخامية .
-خزع بطانة الرحم أي اخذ عينة من الغشاء المخاطي لبطانة الرحم و فحصها مجهريا .
أخيرا يمكن اللجوء إلى معاينة المبيضين من خلال التنظير ألبطني، وهو ليس بعملية جراحية. تقوم عملية التنظير على إدخال انبوب مزود بجهاز بصري , من خلال ثقب يحدثه الطبيب المختص إلى جانب السرة , فيستطيع بذلك معاينة تكوين الجهاز التناسلي وأي مرض مصاب به .
كذلك يمكن القيام بعلاج بواسطة جهاز التنظير نفسه , فيحقن المبيض بأدوية شديدة الفعالية تحدث أحيانا اباضات متعددة قد تؤدي إلى الحمل بتوأم أو أكثر .
إذا كان المبيض غير قادر على إنتاج البويضة , أو في حال استئصاله , يمكن اخذ بويضة من امرأة أخرى فيتم تلقيحها من انبوب بواسطة مني الزوج ثم يصار إلى زرعها في رحم الزوجة .
هل لقناتي فالوب علاقة بالعقم؟
الأسباب المتعلقة بقناتي فالوب تمثل أكثر من 50% من حالات العقم لدى النساء. وقناة فالوب هي قناة دقيقة تصل المبيض بالرحم . يطلق المبيض بويضة ناضجة، فيلتقطها البوق و يقودها إلى منتصف القناة حيث تلقي الحيوان المنوي و تتلقح .
بعد ذلك تتابع سيرها ببطء داخل القناة لبصل إلى الرحم في غضون ثلاثة أيام .
هل من الممكن أن يحدث الحمل في قناة فالوب؟
الحمل ممكن أن يحدث في أي مكان ولأسباب مختلفة يمكن أن تبقى البيضة الملقحة في القناة فيحدث ما يسمى بالحمل خارج الرحم.
كيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟
إن انزراع البويضة الملقحة في القناة يؤدي إلى ألم ونزف داخلي، و في الآونة الأخيرة و حدوث تطور على صعيد الجراحة التنظيرية للقنوات، وهذا التنظير لا يفيد فقط في التشخيص بل أحيانا في المعالجة و المحافظة على القناة، ولربما يساهم في إنقاذ الحمل من خلال نقل البويضة الملقحة إلى الرحم، أما إذا كان اكتشافه متأخر قد يستوجب استئصال القناة .
يمكن أن تتعرض القناة للانسداد الكامل , أو لتضيق , وغالبا ما يكون السبب التهاب البوق . إن معالجة التهاب البوق تخلف أحيانا بعض العلل و التشوهات , ما يحول دون مرور البيضة داخل القناة .
ما هي الأسباب الأخرى التي قد تسبب العقم؟
هناك أسباب أخرى تحول دون تحقيق الحمل. من أهمها:
- وجود تدرنات رحمية ناجمة عن بطان رحمي .
- وجود ورم مخاطي .
- وقدا ينجم العقم عن بعض العمليات الجراحية السابقة مثل استئصال الزائدة الدودية الملتهبة.
كيف تتم معالجة العقم؟
تَتضمّنُ المعالجةُ الطبيةُ للعُقُمِ المستويات التالية:
- إستعمالَ أدوية.
- أدوات طبية مساعدة(medical device).
- جراحة.
- الجمع لأكثر من وسيلة
أحياناً المبايضَ لا تكون ناضجة(mature)، ولا تكون قادرة على أن تنتج البويضة مما يسبب العقم. وفي هذه الحالة يمكن إستخدام الهُرْمونُ المُنَبِّهُ للجُرَيب الصناعي(FSH (follicle-stimulating hormone)، أو الكلوميد( Clomid= Clomiphene citrat) لتَحفيز الجُرَيبات(follicles)، للنُضُوج في المبايضِ.
بعض المشاكل التي تُؤثّرُ على البِطان الرحمي أَو تَسبب ضرّرَ في قنوات فالوبِ قد
يكون سببها العدوى مثلما يحدث في الكلاميديا(chlamydia).
إذا كان الحيمنِ مِنْ نوعيةِ جيدةِ، وتركيبِة الأعضاء التناسلية عند المرأةَ المنتجةَ جيدة فلا توجد عندها مشاكل في قنوات فالوب، ولا إلتصاقَ أَو تقرح أو أي خلل آخر، فإنه من الطبيعي أن يَبْدأ العلاج بوَصْف أدوية محفزة للمبيضً.
ما هي عَتيدَة الحمل البيتية؟
هي عبارة عن قبَّعاتَ عنقيةَ تستخدم في البيت من أجل المُسَاعَدَة في إنجاز الحمل، ويتلخص عملها بتوفير طريقةُ إِمْناء(insemination method)، تَسْمحُ بوضع كُل المني على الفوهَة العنقية(os =ostium) للرحم لمدة ستة ساعات، من أجل تأمين فرصة أكبر للحيمن كي يتمكن من العبور إلى داخل الرحم وْذلك لوجوده القريب والمباشرة من الفوهَة العنقية .
وهذه العتيدة يمكن استخدامها في الحالات التالية:
-العدد المنخفض للحيوانِ،
- عندما تكون حركة الحيمنِ منخفضة.
- في حالة عنق الرحم المائل (tilted cervix). 23
ما هو الإِمْناء داخل الرحم(intrauterine insemination=IUI)؟
وهو تلقيح يقوم به الطبيب من خلال وضع الحيمن مباشرة في الرحم أثناء فترة الإباضة(ovulation)، بواسطة قِثْطار(via a catheter)، لكي يَحْدثُ الإخصابَ داخل الرحم.
أما إذا أخفقت طرق المعالجة الطبية المحافظة(conservative medical treatments)، والتي تم التطرق لها فيما سبق في تحقيق حمل ناجح، فيمكن بعدها أن تتم محاولة الإخصابِ خارج الجسم(IVF= in vitro fertilization ). أو استخدام التقنيات المنتجةَ المُساعدةَ(assisted reproductive technology =ART) التي تقوم عموماً على تَحفيز المبايض لزيَاْدَة إنتاج البويضات، وبعد التَحْفيزِ يَتم انتزاع واحدة من البويضات أَو أكثرَ مِنْ المبيض جراحياً، ومن ثم تُوحد مع الحيمن في المختبر، في محاولة لإنْتاج جنين واحد أو أكثرِ، وفي هذه الحالة يكون الإخصابُ قد حْدث خارج الجسمِ، والبويضة المُخَصَّبة يُعَاد غرسها في رحم المرأةَ المنتجةَ للبويضة، من خلال إجراء يسمى نقل الجنين.
ماذا يعني حقن حيوان داخِلَ الهَيولَى؟
حقن حيمنِ داخِلَ الهَيولَى(Intracytoplasmic sperm injection, or ICSI)، وهي تقنية المُيَاداةٌ المَجْهَرِيَّة(micromanipulation)، طوّرتْ للمُسَاعَدَة على إنْجاز الإخصابِ عند الأزواج الذين لديهم عُقُم وخيم، ولكي يتم التغلب على العديد مِنْ موانعِ الإخصابِ ويَسْمحْ للأزواجِ بإنْجاز حملِ ناجحِ، يتم بحقنِ حيمن وحيد في بويضة وحيدة لكي تُحدث إخصاب.
ما هو العلاج بنقل اللاقحة (زَّيْجوت) داخل فالوب(Zygote intrafallopian transfer (ZIFT) ؟
هي تقنية لعلاج العُقُمُ الناجم عن انسداد في قنوات فالوبِ بحيث يتسبب بمْنع الوضع الطبيعي لاندماج الحيمنِ بالبويضة. وبهذه التقنية تزَال البويضة مِن المبايض وتُخَصَّب خارج الجسم. واللاقحة (زيجوت) الناتجة توْضُع في قناة فالوب باستعمال منظار البطن. من أجل نقل اللاقحة داخل فالوبِ؟
ماذا يعني نقل العِرْس داخل قناة فالوب؟
نقل العِرْس داخل قناة فالوب(Gamete intrafallopian transfer (GIFT)، هي تقنية مُساعدة لمعالجة العُقُمِ، وتتلخص بإزالة البويضة من المبيض وَوضعها في إحدى قنوات فالوبِ مع الحيمن، وهذه التقنية تَسْمح بحصول الإخصاب داخل جسمِ المرأة.
كذلك يمكن استخدام تقنيات طبية أخرى مثل:
- رَأْبُ البُوْق (tuboplasty): وهي عملية جراحية لتَصحيح الانسداد أَو الالتصاق الموجود في قناة فالوبِ، لإنْجاز الحمل عند النِساءِ اللواتي لديهن عُقُم ناتج عن هكذا أسباب.
- التَّفْقيس المساعد(assisted hatching) : عبارة عن تقنية تقوم على عمل فتحة صغيرة في المِنْطَقَةُ الشَّفَّافَة(zona pellucida)، باستعمال المُيَاداةٌ المَجْهَرِيَّة (micromanipulation)، مما يُسهّل حَدَوث التفقيس.
التشخيص الجينِيّ قَبْلَ الغرس(Preimplantation genetic diagnosis) :الإجراءات التي تجرى على الجنينِ قبل الزرع، أحياناً حتى على الخَلِيَّةُ البَيضِيَّة(oocytes)، قبل الإخصابِ، ويُعتَبرُ طريقة أخرى للتشخيص قبل الولادةِ.
العقم عند النساء
ما هي الخصوبة (Fertility)؟
الخصوبة تعني الإنتاجَ الفعليَ للنسلِ، وتقاس بمعدل الخصوبة، أي بعددُ الأطفالِ الذين يولدون لكلّ زوجِ أو لكل شخصِ أَو لفئة محددة من السكانِ. ومعدل الخصوبة الكليّ : وهو عددُ الأطفالِ الذي يمكن لامرأة أن تَحْملُ بهم أثناء حياتها.1،2
وتَعتمدُ الخصوبةُ الإنسانيةُ على عواملِ التغذيةِ، والسلوك الجنسي، والثقافة، والغريزة، والصحة العامة للفرد، وعمل الغُدَد الصمّاء، والتوقيت، والاقتصاد، وطريقة الحياة، والعواطف.
وهذا مختلف عن الخَصًوْبِيَّة(fecundity) : و هي القدرة على التكاثر، والقابلية الطبيعيةِ للإنْتاج، والإمكانية لإعادةِ الإنتاج.
وهي تتَأثّرَ بإنتاجِ العِرْس(gamete)، والإخصاب وإنجاز الحمل في أوَانه.
الرجال والنِساء كلاهما يخضع لدَورات هرمونية تحدد متى المرأة يُمْكِنُ أَنْ تحملَ، ومتى الرجل ممكن أن يكون في أعلى درجات الفحولة. إنّ الدورةَ النسائيةَ تقريباً ثمانية وعشرون يومُ، ولكن الدورةَ عند الذكرَ متغيّرةُ، فالرجال يُمْكِنُ أَنْ يَقْذفوا ويُنتجوا حيمناً في أيِّ وقتٍ من الشهرَ، لكن نوعيةَ حيمنِهم تَنخفضُ من حينٍ لآخر، مما يدفع للاعتقاد بأنه يتعلق بدورتِهم الهرمونية الداخليةِ.
الدورة الحيضية
بالرغم من أن النِساءِ يُمْكِنُ أَنْ تحمل في أي وقت كان أثناء دورتِهم الحيضيةِ، إلا إن الخصوبةَ بالغة الذروةَ تَحْدثُ أثناء أيام قليلة فقط من الدورة، وعادة ما تكون في الفترة الممتدة من يومين قبل إلى يومين من بعد تاريخ الإباضة3(ovulation) و هذه تسمى بنافذةِ الخصوبةِ، وتختلف مِنْ إمرأةِ إلى أخرى، كما أن تاريخ الإباضة(ovulation) يَتفاوتُ في أغلب الأحيان مِنْ دورةِ لأخرى عند نفس المرأة4. إنّ البُويْضَة(ovule)، تكون عادة قادرة على أَنْ تُخصّبَ في مدة أقصاها 48 ساعة بعد خروجها مِنْ المبيضِ. يَبْقى الحيمنُ داخل الرحمِ بين 48 إلى 72 ساعةِ في المعدل، والحَدّ أقصى ممكن أنْ يبقى 120 ساعةَ (5 أيام).
هذه الفتراتِ والدورات تشكل عواملَ مهمةَ للأزواجِ في استعمالها سواء في توقيت الحمل أو في طريقةَ منعِه، كذلك في تشخيص العقم وعلاجه.
متى تكتمل الخصوبة عند الإناث؟
متوسط العُمر لبَدْءُ الإِحَاضَة(menarche) في بعض البلدان يكون تقريباً 12.5 سَنة)5، وحوالي 80 % من الدورات الحيضية عند البناتِ بعد بَدْءُ الإِحَاضَة(postmenarchal)، تكون الإِباضَة غِائبة(anovulatory)، في السَنَةِ الأولى بعد بَدْءُ الإِحَاضَة(menarche)، و50 % في السنة الثالثة و10 % في السَنَةِ السادسةِ6-7، وتَبْلغُ خصوبةُ النِساءِ الذروة عادة بين عُمرِ 19 و24 سنة وتبدأ بالانخفاض بعد سن الثلاثين، مَع ارتفاع في نسبة الإِباضَة الغِائبة(anovulatory)عند النِساءِ اللواتي يُؤجّلنَ الحمل،8 وهذا يُمْكِنُ أَنْ يخْلقَ مشكلةَ عُقُمِ عندهن عندما يُحاولن الحَمل، بدون استعمال أدويةِ حمل أَو إخصابِ خارج الجسم.
75 % من النساء في الثلاثين من العمر يحملن خلال سَنَة، و91 % خلال أربع سَنَواتِ.
66 % من النساء في الخامسة والثلاثين من العمر يحملن خلال سَنَة، و84 % خلال أربع سَنَواتِ.
44 % من لنساء في الأربعين من العمر يحملن خلال سَنَة، و64 % خلال أربع سَنَواتِ.9
هذه النسب المذكورة أعلاه فقط للحملِ المُنْتَهي بمولود حيّ، وتَأْخذُ في الحسبان النِسَبَ المتزايدةَ للإجْهاضٌ التِلْقائِي(miscarriage)، عند هذه الأعمار.
طبقاً لبعض الدراسات فإن حوالي 9 بالمائة مِنْ الحملِ المشخص عند النِساءِ من الفئة العمرية بين 20 و 24 تنتهي بالإجْهاضٌ التِلْقائِي(miscarriage)، وعامل الخطرُ لحدوثه يرتفع إلى حوالي 20 بالمائة في الفئة العمرية بين 35 إلى 39، وأكثر مِنْ 50 بالمائة لمن هُن بعمر 42 سنة. 10
العيوب الولادية، خاصة تلك التي تتَضْمن عدد وترتيب الكروموسومات ترتفع نسبها أيضاً مع الزيادة في عُمرِ الأمِّ. ففي عُمرِ 25 سنة تكون احتمالية وَضْع طفل بالمرض المنغولي حوالي 1 من 1250، وعند العُمرِ 30 سنة ترتفع إلى 1 من كل 1,000 مولود، وفي العُمرِ 35 سنة ترتفع إلى 1 من كل 400 مولود، وفي عُمرِ 40 سنة تصل إلى1 من كل 100 مولود، وعند عمر 45 سنة تكون 1 من كل 30 .11
استعمال بعض الأدوية الخاصة بالحمل و/ أَو الإخصاب خارج الجسم، يُمْكِنُ أَنْ يَزِيد في فرص الحامل عند النساء في الأعمار المتقدمة، فعلى سبيل المثال هناك حمل ناجح بمساعدة علاجية للخصوبة، موُثّقَ عن امرأة بعمر 67 سنة. 12
وبناء على هذه المعطيات فإن النِساءِ اللواتي أعمارهن تزيد عن 30 سنة ولم يتمكن من الحمل رغم محاولات استمرت لأكثر من ستة شهور، فبإمكانهن عمل بعض الفحوصات الخاصة بالخصوبة وتحديد إمكانية تحقيق حمل ناجح.13
ما هو العقم(INFERTILITY)؟
العُقُم هو عوز الخصوبة(deficient fertility)، أي بالمعنى الأصح هو عدم القدرة على الإنجاب.
وكما أن العُقُمُ أساساً يُشيرُ إلى عدمِ توفر القابلية الحيويةِ لتحقيق الحمل، إلا أن اِخْتِصاصِيُّ الغُدَدِ الصُّمّ والعقم يُشيرواُ إلى إنه يشمل الحالات التالية:
- حالة عدم قدرة المرأة على الوصول بالحمل إلى نهايته الطبيعية.
- إذا لم يتم الحمل بعد 12 شهرِ مِنْ الإتصالِ الجنسي بدون إستخدام موانع الحمل وعمر الأنثى أقل من 34 سنة.
- إذا لم يتم الحمل بعد 6 شهورِ مِنْ الإتصالِ الجنسي بدون إستخدام موانع الحمل وعمر الأنثى أكثر من 35 سنة، على الرغم من الهبوط النوعي للبويضة عند هذه الفئة من النساء.
والنِساء الطبيعيات يتميزن بفترة خصوبةِ طبيعية قبل وأثناء الإباضة(ovulation)، وبعقم طبيعي أثناء بقيّة الدورةِ الحيضيةِ. وطرق إدراك الخصوبةِ التي تُستَعملُ لتَبيين متى هذه التغييراتِ تَحْدثُ تكون مِن خلال تتبع التغيّرُ في مخاطِ عنق الرحم أَو في درجة حرارة الجسمِ الأساسيةِ.
ما هو ضَعْفُ الخُصوبَة أو العُقْمٌ النِسْبِيّ(subfertility)؟
هو الفشل في إنجاب طفل خلال سَنَة أَو أكثر، وهو عقم بدون مانع مطلق للتكاثر.
إنّ نسبةَ ضعف الخصوبية(fecundability) للأزواج(couple)، تكون تقريباً 3 إلى5 %. والعديد مِنْ أسبابِه هي تماماً مثل تلك التي تسبب العُقُمِ، ومنها يُمكنُ أَنْ يكُونَ الانْتِباذٌ البِطَانِيٌّ الرَحِمِيّ(endometriosis)، أَو متلازمة المَبِيضٌ المُتَعَدِّدُ الكيسات(polycystic ovarian syndrome).
ما هي نسبة انتشار العقم ؟
يُخَمّنُ بأنّ واحد من كل سبعة أزواجِ في العالم عِنْدَهُمْ مشاكل في الحْمل، ونسب مماثلة في أكثر البلدان بغض النظر عن مستوى تطورها.16
النِساء يُصبحنَ أقل خصوبة كلما يتقدمنَ في السنَّ. فحوالي 94 % من النِساءِ بعمرِ 35 سنة وعلى اتصال جنسي منتظمُ وبدون استخدام موانع الحمل يحملن خلال الثلاثة سَنَوات مِنْ المُحَاوَلَة. والنِساءِ بعمر 38 سنة، فقط 77 % منهن يحملن.
هناك عدة أسباب بَيولوجِية للعقم وبعضها يمكن التغلب عليه طبياً,14
على أية حال، حوالي واحد من خمسة مِنْ حالاتِ العُقُمِ لَيْسَ لهُ سبب واضحُ.17
في بريطانيا، عُقُم الذكور يُفسّرُ 25 % مِنْ حالات العقم عند الأزواجِ، بينما 25 % يَبْقى بدون سبب واضح، و50 % مِنْ الحالات يكون السبب أنثوي نصفه متعلق بالإباضة، والنصف الآخر متعلق بمشاكل أنبوبية أو من نوع آخر.18
في السويد، تقريباً 10 % مِنْ الأزواجِ يشكون من العقم، 19 وتقريباً ثُلث هذه الحالاتِ السبب يكون متعلق بالرجلِ، وثُلث بالمرأة، و الثلثِ الباقٍي متعلق بالاثنين معاً.
ما هي الأسباب الأكثر شيوعا للعُقُمِ عند النساء؟
1- مشاكل إِباضَة(Ovulation)
2- العائق الأنبوبي(tubal blockage)
3- عوامل متعلقة بالعُمرَ(age-related factors)
4- المشاكل الرحمية(uterine problems)
-5 الرَبْط الأنبوبي السابق(previous tubal ligation)
6- العُقُم الغير مفسرً.(unexplained infertility)
ما هي العوامل التي يُمْكِنُ أَنْ تسبب العُقم عند الجنسين؟
* عوامل وراثية
مثل الإزْفاءٌ الروبرتسونيّ(Robertsonian translocation)، الذي قَدْ يُسبّبُ حالاتَ إجهاض تلقائيةَ متكرّرةَ أَو كاملةَ
* عوامل عامّة
مثل داء السكّري، واِضطرابات الغدة الدرقّية، وامراض الغدة الكظرية
* عوامل وِطائِيّة-نخامية(Hypothalamic-pituitary)
- مثل مُتَلاَزِمَةُ كالمان (نقص الوظيفة الجنسية مع انعدام الشم(Kallmann syndrome)
- أو فرط البرولاكتين(Hyperprolactinemia)
- أو قُصورُ النُّخَامِيَّة(Hypopituitarism)
* عوامل بيئية
كالتعرض لبعض المواد السامة: مثل الأصماغ، والمُذيبات الطَّيَّارة العضوية(volatile organic solvents) أَو السيليكون، وعوامل فِيزْيائِيَّة، أو غبار كيميائي، ومبيدات حشرات. 20-21
ما هو العُقُم المشترك؟
هو العقم الذي يكون بسسبب يتعلق بالزوجين كما هو في بَعْض الحالاتِ عندما يَكُونان كلا الزوجين مصابان بالعقم أو بالضعف الجنسي، وفي حالاتِ أخرى قد يَكُون السبب متعلق بعوامل مَناعِيّة(immunological)، أَو وراثية، تمنع التوافق الخصبوي بين شريكين طبعيين ويكون كل واحد منهم على إنفراد وبشكل مستقل متمتع بخصوبة جيدة ولكن بدون مساعدة طبية لا يمكنهم إنجاز حمل ناجح.
ما هو العُقُم الغير مفسر(Unexplained infertility)؟
في 15 % مِنْ الحالات، الفحص الطبي والتحاليل الخاصة بالعُقُم تكون طبيعية، ولا تكشف عن حالاتِ الشذوذ التي من المحتمل أن تكون موجودة لكنه لَيس بالإمكان كشفها بالطرقِ المتبعة حالياً وهذا قد يعود للأسباب التالية:
- يُمكنُ أَنْ تَكُونَ البويضة لَمْ تنضج في الوقت الأمثل للإخصابِ.
- يُمكنُ أَنْ تَكُونَ البويضة لَمْ تدخل قناة فالوبَ.
- أن الحيمن لا يَستطيعُ الوُصُول إلى البويضة.
- إخفاق في حدوث الإخصاب.
- إضطراب في نقل اللاقِحَةٌ(الزيجوت)(zygote ).
- فشل في انْغِراس البويضة الملقَّحة(implantation fails).
- القدرة المنخفّضة للبويضة على الإخصاب الطبيعي والناجح كما يحدث لدى بعض النساء المتقّدمات في العُمر.
كيف يتم التقييم(Assessment)؟
إذا كان كلا الزوجين في سن الشباب ويتمتعان بصحة جيدة، ولم ينجحا في إنجاز حمل خلال عامين من العلاقات الجنسية الطبيعية وبدون استخدام موانع الحمل، فعليهم استشارة طبيبِ العائلة الذي يُمْكِنُ أَنْ يُساعدَ في تشخيص وعلاج الحالة المحتملة في بدايتها، وقد يقتصر العلاج فقط على اقتِراح بتغير أسلوبِ الحياة أو بعض الإرشادات البسيطة بحيث تكون كافية لتحقيق الحَمْل.22
أما النِساء اللواتي أكبر من 35 عام يَجِبُ أَنْ يستشرن الطبيب بعد ستّة شهورِ العلاقات الجنسية التي لم تؤدي للحمل حيث أن فحوصات الخصوبةِ يُمْكِنُ أَنْ تَستغرقَ بَعْض الوقتِ لإكْمالها، والعُمر قَدْ يُؤثّرُ على خياراتِ العلاج التي بدورها ستكون كثيرة.
ما هي أسباب العقم المتعلقة بالرحم
قد يطرأ على الرحم بعض التغيرات التي تحول دون تلقيح البويضة , أو دون تعشيشها في جدار الرحم , وهي الحالة الأكثر شيوعا، و غالبا ما تكون هذه التغيرات ناجمة عن التهاب بطانة الرحم، أي الغشاء المخاطي الذي يكسو الرحم من الداخل.
يمكن أن تصاب البطانة باندغام نسيجي، وغالبا ما يحدث هذا الاندغام على اثر عملية كشط للرحم بعد الإجهاض . إذا كانت الاندغامات كثيرة فإنها تقتضي عملية جراحية .
وقد لوحظ وجود تشوه رحمي لدى بعض الفتيات المولودات من أمهات تناولن عقار الديستيلبين( Distilbene= DES =Diethylstilbestrol) إثناء حملهن، حيث كان يباع هذا العقار في الأسواق ما بين سنتي 1950 و1973, واستعمل للوقاية من الإجهاض المفاجئ أو التلقائي.
وأحياناً يتعرض جدار الرحم للتشوه نتيجة إصابته بالتورم الليفي , ما يمكن إن يؤدي إلى العقم أو يسبب اجهاضات متكررة .
ما هي الفحوصات التي يمكن أن تساعد في التشخيص؟
يتم فحص الرحم بواسطة التصوير ألشعاعي. تقوم هذه التقنية على التصوير ألشعاعي لتجويف الرحم , بعد حقنه بمادة تحتوي على اليود, فيظهر التصوير ألشعاعي الآفات المختلفة التي أدت إلى تشويه الرحم .
بإمكاننا أيضا إجراء تنظير رحمي لمعاينة التشوهات : يتم إدخال مسبر صغير مزود بجهاز بصري إلى الرحم , وبذلك يمكن معاينة التجويف الرحمي بشكل مباشر .
إن هذه المعاينة المباشرة هي المفضلة لمعرفة طبيعة التشوهات، كذلك يمكن إجراء صورة صوتية للتعرف إلى محيط الرحم و حجم المبيضين .
ما هي اضطرابات عنق الرحم التي قد تسبب العقم؟
هذا النوع من العقم كثير الحدوث، إذ يمكن أن يصاب عنق الرحم بتقرحات أو جروح سطحية تحول دون صعود الحيوانات المنوية في قناة العنق.
فقناة العنق تحتوي عادة على مُخاطٌ لَزِج هي عبارة عن سائل شفاف مخاطي , وهي التي تساعد الحيوانات المنوية على اجتياز العنق وصولا إلى الرحم .
إن التهاب هذا المُخاطٌ لَزِج يحول دون صعود الحيوانات المنوية , وهي إصابة كثيرة الانتشار بين النساء .
ماذا يعني انعدام الاباضة؟
إن انعدام الإباضة يعني أن مبيض المرأة لا ينتج شهريا البويضة الناضجة المُعدة للتلقيح، ويُظن بوجود مثل هذه الحالة إذا كانت المرأة لا تحيض، أو إذا كانت درجة الحرارة تظل ثابتة على مدى الدورة الشهرية.
كيف يتم التحقق من وجودها؟
للتحقق من ذلك يصار إلى :
- فحص معدل الهرمونات في جسم المرأة، وهذا الفحص يتيح لنا التحقق من عمل المبيض، بالإضافة إلى الغدد الأخرى التي تؤثر في عمله لا سيما الغدة النخامية .
-خزع بطانة الرحم أي اخذ عينة من الغشاء المخاطي لبطانة الرحم و فحصها مجهريا .
أخيرا يمكن اللجوء إلى معاينة المبيضين من خلال التنظير ألبطني، وهو ليس بعملية جراحية. تقوم عملية التنظير على إدخال انبوب مزود بجهاز بصري , من خلال ثقب يحدثه الطبيب المختص إلى جانب السرة , فيستطيع بذلك معاينة تكوين الجهاز التناسلي وأي مرض مصاب به .
كذلك يمكن القيام بعلاج بواسطة جهاز التنظير نفسه , فيحقن المبيض بأدوية شديدة الفعالية تحدث أحيانا اباضات متعددة قد تؤدي إلى الحمل بتوأم أو أكثر .
إذا كان المبيض غير قادر على إنتاج البويضة , أو في حال استئصاله , يمكن اخذ بويضة من امرأة أخرى فيتم تلقيحها من انبوب بواسطة مني الزوج ثم يصار إلى زرعها في رحم الزوجة .
هل لقناتي فالوب علاقة بالعقم؟
الأسباب المتعلقة بقناتي فالوب تمثل أكثر من 50% من حالات العقم لدى النساء. وقناة فالوب هي قناة دقيقة تصل المبيض بالرحم . يطلق المبيض بويضة ناضجة، فيلتقطها البوق و يقودها إلى منتصف القناة حيث تلقي الحيوان المنوي و تتلقح .
بعد ذلك تتابع سيرها ببطء داخل القناة لبصل إلى الرحم في غضون ثلاثة أيام .
هل من الممكن أن يحدث الحمل في قناة فالوب؟
الحمل ممكن أن يحدث في أي مكان ولأسباب مختلفة يمكن أن تبقى البيضة الملقحة في القناة فيحدث ما يسمى بالحمل خارج الرحم.
كيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟
إن انزراع البويضة الملقحة في القناة يؤدي إلى ألم ونزف داخلي، و في الآونة الأخيرة و حدوث تطور على صعيد الجراحة التنظيرية للقنوات، وهذا التنظير لا يفيد فقط في التشخيص بل أحيانا في المعالجة و المحافظة على القناة، ولربما يساهم في إنقاذ الحمل من خلال نقل البويضة الملقحة إلى الرحم، أما إذا كان اكتشافه متأخر قد يستوجب استئصال القناة .
يمكن أن تتعرض القناة للانسداد الكامل , أو لتضيق , وغالبا ما يكون السبب التهاب البوق . إن معالجة التهاب البوق تخلف أحيانا بعض العلل و التشوهات , ما يحول دون مرور البيضة داخل القناة .
ما هي الأسباب الأخرى التي قد تسبب العقم؟
هناك أسباب أخرى تحول دون تحقيق الحمل. من أهمها:
- وجود تدرنات رحمية ناجمة عن بطان رحمي .
- وجود ورم مخاطي .
- وقدا ينجم العقم عن بعض العمليات الجراحية السابقة مثل استئصال الزائدة الدودية الملتهبة.
كيف تتم معالجة العقم؟
تَتضمّنُ المعالجةُ الطبيةُ للعُقُمِ المستويات التالية:
- إستعمالَ أدوية.
- أدوات طبية مساعدة(medical device).
- جراحة.
- الجمع لأكثر من وسيلة
أحياناً المبايضَ لا تكون ناضجة(mature)، ولا تكون قادرة على أن تنتج البويضة مما يسبب العقم. وفي هذه الحالة يمكن إستخدام الهُرْمونُ المُنَبِّهُ للجُرَيب الصناعي(FSH (follicle-stimulating hormone)، أو الكلوميد( Clomid= Clomiphene citrat) لتَحفيز الجُرَيبات(follicles)، للنُضُوج في المبايضِ.
بعض المشاكل التي تُؤثّرُ على البِطان الرحمي أَو تَسبب ضرّرَ في قنوات فالوبِ قد
يكون سببها العدوى مثلما يحدث في الكلاميديا(chlamydia).
إذا كان الحيمنِ مِنْ نوعيةِ جيدةِ، وتركيبِة الأعضاء التناسلية عند المرأةَ المنتجةَ جيدة فلا توجد عندها مشاكل في قنوات فالوب، ولا إلتصاقَ أَو تقرح أو أي خلل آخر، فإنه من الطبيعي أن يَبْدأ العلاج بوَصْف أدوية محفزة للمبيضً.
ما هي عَتيدَة الحمل البيتية؟
هي عبارة عن قبَّعاتَ عنقيةَ تستخدم في البيت من أجل المُسَاعَدَة في إنجاز الحمل، ويتلخص عملها بتوفير طريقةُ إِمْناء(insemination method)، تَسْمحُ بوضع كُل المني على الفوهَة العنقية(os =ostium) للرحم لمدة ستة ساعات، من أجل تأمين فرصة أكبر للحيمن كي يتمكن من العبور إلى داخل الرحم وْذلك لوجوده القريب والمباشرة من الفوهَة العنقية .
وهذه العتيدة يمكن استخدامها في الحالات التالية:
-العدد المنخفض للحيوانِ،
- عندما تكون حركة الحيمنِ منخفضة.
- في حالة عنق الرحم المائل (tilted cervix). 23
ما هو الإِمْناء داخل الرحم(intrauterine insemination=IUI)؟
وهو تلقيح يقوم به الطبيب من خلال وضع الحيمن مباشرة في الرحم أثناء فترة الإباضة(ovulation)، بواسطة قِثْطار(via a catheter)، لكي يَحْدثُ الإخصابَ داخل الرحم.
أما إذا أخفقت طرق المعالجة الطبية المحافظة(conservative medical treatments)، والتي تم التطرق لها فيما سبق في تحقيق حمل ناجح، فيمكن بعدها أن تتم محاولة الإخصابِ خارج الجسم(IVF= in vitro fertilization ). أو استخدام التقنيات المنتجةَ المُساعدةَ(assisted reproductive technology =ART) التي تقوم عموماً على تَحفيز المبايض لزيَاْدَة إنتاج البويضات، وبعد التَحْفيزِ يَتم انتزاع واحدة من البويضات أَو أكثرَ مِنْ المبيض جراحياً، ومن ثم تُوحد مع الحيمن في المختبر، في محاولة لإنْتاج جنين واحد أو أكثرِ، وفي هذه الحالة يكون الإخصابُ قد حْدث خارج الجسمِ، والبويضة المُخَصَّبة يُعَاد غرسها في رحم المرأةَ المنتجةَ للبويضة، من خلال إجراء يسمى نقل الجنين.
ماذا يعني حقن حيوان داخِلَ الهَيولَى؟
حقن حيمنِ داخِلَ الهَيولَى(Intracytoplasmic sperm injection, or ICSI)، وهي تقنية المُيَاداةٌ المَجْهَرِيَّة(micromanipulation)، طوّرتْ للمُسَاعَدَة على إنْجاز الإخصابِ عند الأزواج الذين لديهم عُقُم وخيم، ولكي يتم التغلب على العديد مِنْ موانعِ الإخصابِ ويَسْمحْ للأزواجِ بإنْجاز حملِ ناجحِ، يتم بحقنِ حيمن وحيد في بويضة وحيدة لكي تُحدث إخصاب.
ما هو العلاج بنقل اللاقحة (زَّيْجوت) داخل فالوب(Zygote intrafallopian transfer (ZIFT) ؟
هي تقنية لعلاج العُقُمُ الناجم عن انسداد في قنوات فالوبِ بحيث يتسبب بمْنع الوضع الطبيعي لاندماج الحيمنِ بالبويضة. وبهذه التقنية تزَال البويضة مِن المبايض وتُخَصَّب خارج الجسم. واللاقحة (زيجوت) الناتجة توْضُع في قناة فالوب باستعمال منظار البطن. من أجل نقل اللاقحة داخل فالوبِ؟
ماذا يعني نقل العِرْس داخل قناة فالوب؟
نقل العِرْس داخل قناة فالوب(Gamete intrafallopian transfer (GIFT)، هي تقنية مُساعدة لمعالجة العُقُمِ، وتتلخص بإزالة البويضة من المبيض وَوضعها في إحدى قنوات فالوبِ مع الحيمن، وهذه التقنية تَسْمح بحصول الإخصاب داخل جسمِ المرأة.
كذلك يمكن استخدام تقنيات طبية أخرى مثل:
- رَأْبُ البُوْق (tuboplasty): وهي عملية جراحية لتَصحيح الانسداد أَو الالتصاق الموجود في قناة فالوبِ، لإنْجاز الحمل عند النِساءِ اللواتي لديهن عُقُم ناتج عن هكذا أسباب.
- التَّفْقيس المساعد(assisted hatching) : عبارة عن تقنية تقوم على عمل فتحة صغيرة في المِنْطَقَةُ الشَّفَّافَة(zona pellucida)، باستعمال المُيَاداةٌ المَجْهَرِيَّة (micromanipulation)، مما يُسهّل حَدَوث التفقيس.
التشخيص الجينِيّ قَبْلَ الغرس(Preimplantation genetic diagnosis) :الإجراءات التي تجرى على الجنينِ قبل الزرع، أحياناً حتى على الخَلِيَّةُ البَيضِيَّة(oocytes)، قبل الإخصابِ، ويُعتَبرُ طريقة أخرى للتشخيص قبل الولادةِ.