بسم الله الرحمن الرحيم
((يعقوب))عليه السلام فى العراق أرتحل "يعقوب"الى العراق ،ونزل فى ضيافه أخواله ،وكان لهذا الخال فتاتان ،أحداهما تدعى (ليئه)وألاخرى تدعى(راحيل) 00
وأعجب <<يعقوب>>ب<<راحيل>> وأحبها ،ورغب أن يتزوجها ،لكن خاله زوجه من <<ليئه>>،فولدت له أكثر أبنائه00،ولكن كان مايزال يحب <<راحيل>>ويتمناها000،فعرضاأمر على خاله،فوافق بشرط أن يعمل عنده فتره من الزمن ،فاذا أنقضت المدة زوجه من<<راحيل>>00 ،فوافق <<يعقوب>>،وخدم خاله بأمانه واخلاص ،فلما أتم المدة،حمل معه زوجته الجديدة <<راحيل>>وكذلك زوجته <<ليئه>>وأبناءه منها 00،وعاد بالجميع الى فلسطين 000
"الآسباط الاثنا عشر"
وتم ل<<يعقوب >>من البنين اثنا عشر ولدا كلهم من الذكور ،ليس بيهم أنثى واحدة000،عشرة من <<ليئة>>واثنان من <<راحيل>>هما <<يوسف >>وبنيامين>>وبعد مدة من الزمن ماتت <<راحيل>>فحزن <<يعقوب>>لموتها غاية الحزن خصوصا وأن طفلها <<بنيامين>>مايزال رضيعا ولقد تولت <<ليئة>>تربية الصغير وحدبت عليه،وعطفت ،كما كانت تحب ابن أختها <<يوسف>> أقصى الحب وأسماه0
((يوسف))
-عليه السلام-
أحب الآبناء
وكان أيضا أية من الحسن والجمال ،لم تعرف البشرية قاطبه أجمل منه وأحلى 00
ولقد كان موقعه هذا من أبيه ،وجماله 00من أسباب محنته وابتلائه،ودخوله فى سلسه من التجارب الشاقه الصعبه التى لا يطيقها الا أولو العزم000
((أنى رأيت))
استيقظ <<يوسف>>ذات صباح وقد رأى رؤيا فى منامه ،فلجأ الى أبيه <<يعقوب>> مستفسرا مستوضحا ،وقال ((ياأبت انى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين))فماذا فى ذلك ؟وما تأويل الرؤيا؟
فقال <<يعقوب>>_عليه السلام_،وكأنه يشير من طرف خفى الى رموز الرؤيا ومدلولاتها ومعانيها:
((يابنى لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا أن الشيطان للانسان عدو مبين))
ثم ان <<يعقوب >>_عليه السلام_بشر <<يوسف بالنبوة والصطفاء والاختيار ،قائلا له :: ((وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الآحاديث ويتم نعمته عليك وعلى أل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل أبراهيم واسحاق أن ربك عليم حكيم ))
((التأمر))
وكان اخوة<<يوسف>>يرون هذا الحب من أبيهم لآخيهم ،وهذا الآيثار ،كما كانوا يرون جمال <<يوسف>>وحسنه يتألقان كلما ازداد نموا وفتوة000 ((التأمر))
يرون ذلك فيتأثرون 00،يحقدون ويحسدون00
ثم أنهم تناجوا فيما بينهم فقالوا:
((ليوسف وأخوه أحب الى أبينا منا ونحن عصبه أن أبانا لفى ضلال مبين))
وكانوا يعنون بأخى <<يوسف >>أخاه الصغير من أمه <<راحيل >>،المدعو <<بنيامين 000
تناجوا وتحدثوا،وقد بدت البغضاء من أفواهم فى أقوالهم وكلماتهم 00،أما ما كانت تخفيه صدورهم من الشر فكان أكبر وأعظم 00
وأخيرا اتفقوا على خطة للخلاص من <<يوسف>>وليخلص لهم وجه أبيهم ،وليفوزوا وحدهم دون أخويهم <<يوسف>> و<<بينامين>>بحب <<يعقوب>>وارثه0
(التدبير)
ولقد راوحت خطتهم فى التخلص من <<يوسف>>بين القتل أو الرمى فى أحد الابار 00!قال بعضهم :
((اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين))
لكن أخرين منهم قالوا:
((لاتقتلوا يوسف وألقوه فى غيبت الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين))
واتفقوا على التدبيرالآخير 00 ثم دخلوا على أبيهم وأخبروه أنهم يريدون أن يذهبوا الى البرية فى صباح اليةم التالى ليستمتعوا بالطبيعه ويتننزهوا ويتريضوا00،وأنهم يودون أن يأخدو معهم أخاهم <<يوسف>>00!
فاعترض <<يعقوب>>_عليه السلام_قائلا:((أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون))
فقالوا:كيف يكون هذا يا أبانا ونحن جماعه كثيره00!
((أنا اذا لخاسرون))
وبعد محاورة ومداورة وألحاح وافق <<يعقوب>>_عليه السلام_أن يأخذ الآبناء معهم <<يوسف>>،خصوصا وقد أخذ عليهم العهد بالمحافظه على <<يوسف>>
((التنفيذ))
وانقضى النهار00 ((وجاءوا أباهم عشاع يبكون))000 وليس معهم <<يوسف>>000،
ثم قالوا : ((يا أبانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب00))واستدركوا فقالوا:((وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صدقين))
ثم قدموا الدليل وهو قميص <<يوسف>>_عليه السلام_ وقد تلطخ بدماء كاذبة00لم تكن دماء بشريه ،بل دم حيوان مسفوح00
فأمسك <<يعقوب>>_عليه السلام_ بالقميص وقال:((ما أرفق وأحنى هذا الذئب على ولدى ،لقد افترسه دون أن يمزق قميصه))!!!
وأدرك <<عليه السلام>>فرية الآخوة وجنايتهم وادعاءهم الكاذب فقال ((بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل 00والله المستعان على ما تصفون 00))واشتد حزن <<يعقوب >>_عليه السلام_على <<يوسف>>00وبكاؤه حتى عشيت عيناه00 وابيضتا0
((يا بشرى!!!هذا غلام!!!))
وقضى <<يوسف>>_عليه السلام_فى البئر التى ألقى فيها ليله رهيبة، ضلام حالك000،وبرد شديد قارس 000،وخوف هالع 000،ولكنه <<عليه السلام>> وقد دخل تجربته الآولى _كان مستمسكا بالله ،معتصما به ،متوكلا عليه000
ومرت بالبئر قافله سيارة ،فأرسلوا أحدهم ليستقى لهم من مائها ،فلما أدلى دلوه تعلق به <<يوسف>>00،وارتفع 00،فلما رأه قال
((يا بشرى هذا غلام)) واتفق السيارة على أن يتخذوه بضاعه ليبيعوة فى سوق العبيد فى <<مصر>>التى يقصدونها00
((أكرمى مثواه))
وبيع <<يوسف>>_عليه السلام_فى سوق النخاسة بدراهم قليله ،بثمن بخس دراهم معدوده ،لان السيارة كانوا فيه من الزاهدين ،أذا كانوا يريدون الحصول على المال _مهما كان مقداره!!وكان الذى اشتراه<<عزيز مصر>> 000 وكان رجلا ذا مقام رفيع ،ومنصب عال ،فى السن ،لم ينجب أولادا000 فلما حمله معه الى داره قال لامرأته:(( أكرمى مثواه عسى أن ينفعا أو نتخذه ولدا000)) ((فى بيت ا لعزيز مصر))
وخرج <<يوسف >>_عليه السلام_من محنه الجب ليدخل فى محنه العبوديه وارق ،فى بيت العزيز000 وكانت زوجة العزيز سيدة صغيرة السن0000قد أعجبت بجمال <<يوسف>>وحسنه 00وشبابه000
فكانت مع مرور الايام تزداد تعلقا به وميلا اليه ،وكان هو من ناحيه أخرى يزداد نضوجا واكتمالا ،ويزداد قربا من الله ،ويقينا وأيمانا وعلما 000وحكمه0
((محنة جديدة))
وفى ذات يوم000 وكان العزيز غائبا عن الدار فى عمله ،اشتد جنون امرأة العزيز ب<<يوسف>>وأرادته على المنكر والفحشاء 00 وغلقت الآبواب ،وعرضت له ،وقالت :(هيت لك)000 فامتنع وأبى وقال :(معاذ الله أنه ربى أحسن مثواى00)كيف أخون رجلا يملم رقبتى 00وكيف أخون ربى الذى أكرمنى ونجانى ورعانى وأحلنى هذا المثوى الكريم فى داركم00 ((ولقد همت به ))
ولكن امرأة العزيز لم تستجيب لنداء الضمير والحق ،بل استبدت بها شهوتها ،وطغى عليها نداء الجسد00 ،فلا حقت <<يوسف>>من زاوية الى زوايى فى مخدعها000حتى همت به وهم بها00!فتداركه لطف الله وعنايته وصرف عنه السوء والفحشاء ،وهما يتسابقان نحو الباب الرئيسى الخارجى للدار000 ((سيدها لدى الباب))
وفوجى الاثنان<<يوسف>>وامرأه العزيز بدخول الزوج ومعه ضيف من أقربائها00فقالت وقد روعت ،تريد أن تنفى التهمه عن نفسها وتلصقها ب<<يوسف>>_عليه السلام_((ما جزاء من أراد بأهلك سوءا الا أن يسجن أو عذاب أليم))ونطق <<يوسف>>_عليه السلام _مدافعا عن نفسه فقال :((هى راودتنى عن نفسى00) هى التى أرادتنى على السوء والفحشاء ،ومعاذ الله أن أخونك فى دارك.. ،أو أكون من الخائنين فى أى مكان ،وعلى أية صورة0
((وشهد شاهد من أهلها)
وأصابت الزوج دهشه وحيره 000 وسكت كأنما خرس00 أو نزلت به صاعقة 0فقال الضيف ،الشاهد من أهلها وأقربائها00
_لئن كان قميص <<يوسف>>ممزقا من اأمام فى دعواها ضادقه ،وأن كان قميصه مقطوعا من الخلف تكون كاذبه وهو من الصادقين0وأمام هذه الحجه المنطقيه سكت الجميع،ثم نظروا فاذا قميص <<يوسف>>مقطعا من الخلف000 عندئذ نطق الزوج اليائس البائس الذى يريد أن يدارى الفضيحه ويكتم الامر حتى لا ينتشر000
((انه من كيدكن ان كيدكن عظيم))
ثم توجه الى <<يوسف>>مخاطبا مسترضيا طالبا اليه أن لا يتحدث بما وقع وجرى00((يوسف أعرض عن هذا))ثم أضاف موجها الكلام الى زوجته :((واستغفرى لذنبك انك كنت من الخاطئين)) ((شيوع الخبر))
لكن خبر الحادثه لم يبق مكتوما 00 فقد ذاع وأنتشر وزكمت رائحته الآنوف ،وتحدث به النسوة فى مجتمعاهم وزياراتهم، قلن :هل سمعتن:(( امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه 00قد شغفها حبا انا لنراها فى ضلال مبين)) ((ماهذا بشرا))
وسمعت امرأة العزيز بما يقال عنها فى الاندية بين النساع ،فأرادت أن تخرس ألسنتهن، فدعتهن ذات يوم الى وليمة فى دارها00 فحضرن وجلسن يتناولن الطعام ،وكان فى يد كل واحدة منهن سكينا تستخدمها فى تقطيع اللحم والفاكهة،ثم طلبت امرأة العزيز من <<يوسف>>أن يخرج عليهن بداعى الخدمة000 وما كاد يطلع عليهن حتى أخذن بسحر جماله وأصابهن الذهول عما فى أيديهن من السكاكين، فجرحن وسالت دماؤهن وقلن فى لهفة وأعجاب00 ((حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم)) عندئذ قالت لهن امرأة العزيز:((فذلكن الذى لمتننى فيه))ثم قصت عليهن قصة مراودتها له من قبل ، ثم أعلنت فى اصرار وعناد على الفاحشه ، وعود الى المراودة :ولئن لم يفعل ما امره ليسجنن00
((فى السجن))
ولقد رأى العزيز_ وقد انتشر الخبر وذاع_أن يودع <<يوسف>>السجن الى حين ،كى يكون الوقت عاملا فى نسيان الامر000 ولقد كان من <<يوسف>>_عليه السلام_أن دعا ربه فقال (( رب السجن أحبي الى مما يدعوننى اليه00 والا تصرف عنى كيدهن أصب اليهن وأكن من الجاهلين)) لقد أحب <<عليه السلام>>عزله السجن وظلامه وقهره على أن يقع فى الفتنه0
وهكذا 00دخل <<عليه السلام>>مرحله جديدة من مراحل المحن التى ابتلاه الله بها00
وفى السجن كان <<عليه السلام>>عاكفا على العباده ،يغرف من العلم والتقوى ،ورأى أكثر الناس المسجونين معه على غير هدى ،فنذر نفسه لتبصرهم وتوعيتهم ،وخاطب الذين يشركون بالله قائلا:
((يا صاحبى السجن أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ،ما تعبدون من دونه الا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله مها من سلطان 00 ان الحكم الا لله أمر ألا تعبدوا الا اياه 00ذلك الدين القيم ولكن أكثر القيم لا يعملون ))
((تاويل الآحاديث))
وكان الصاحبان اللذان خاطبهما <<يوسف>> قد دخلا معه السجن فى نفس اليوم ،وبعد أن رأياه على ما هو عليه0من العلم والحكمه والعبادة ، طلبا اليه أن يفسر لهما رؤيا رأها كل منهما فى منامه0((قال أحدهما انى أرانى أعصر خمرا وقال الآخر أنى أرانى أحمل فوق رأسى خبزا تأكل الطير منه000نبئنا بتأويله00 أنا نراك من المحسنسن))وكان الاول :ساقى الملك 0وكان الثانى :خبازه فقال لهما _عليه السلام_((يا صاحبى السجن000 أما أحدكما فيسقى ربه خمرا وأما الاخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه 00قفى الآمر الذى فيه تستفتيان))ولقد قال أيضا_عليه السلام_للذى ظن أنه ناج منهما،وهو الساقى :لاتنس أن تذكرنى عند الملك 0وتذكر ظلامتى0
(( رؤيا الملك))
وصدقت فراسة <<يوسف>>_عليه السلام_فى تأويل الرؤيا ،بما علمه الله تعالى،فنجا الساقى وأعدم الخباز لكن الساقى نسى <<يوسف>>وما أنساه ألا الشيطان000 وصحا الملك ذات يوم على رؤيا أفزعته وأهمته ، فجمع من أجل تأويلها كبار المنجمين ،وأخبرهم أنه رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ضعاف ،وبع سنبلات خضر وأخر يابسات، ثم طلب الملك من الحاضرين أن يبينوا له معنى رموز هذه الرؤيا00 ففكروا00وقدروا00وقلبوا الآمر على جميع وجوهه ,ثم نفضوا أيديهم وقالوا:((أضغاث أحلام وما نحن بتاويل الاحلام بعالمين)) ((يوسف الصديق ))
كان ساقى الملك حاضرا،وقد سمع هذا الحوار ،فتذكر حينئذ صاحب السجن ،<<يوسف>> _عليه السلام_،فقال للمك:_ان فى السجن ،حيث كنت ،رجلا عالما بالتاويل ،وقد صدق معى فى تأويل رؤيا رأيتها ،فأرسلنى اليه أتيك بالخبر اليقين0ودخل الساقى على <<يوسف>> فى السجن وقال له : ((يوسف أيها الصديق أفتنا فى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات 00 لعلى أرجع الى الناس لعلهم يعلمون))قال <<يوسف>>((تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله الا قليلا مما تأكلون 0ثم ياتى من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون 0ثم ياتى من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون))وعاد الساقى الى الملك محملا بما بين له <<يوسف>>فأعجب الملك بالتعليل والتحاليل ،فطلب أن يوتى اليه ب<<يوسف>> ويفرج عنه000 ((ما بال النسو!!!))
لكن <<يوسف >>_عليه السلام_لم يرضى بالخروج من السجن على هذه الصورة، بل لابد من ظهور البراءة ونقاء الصفحه وطهاره السمعة، فقال للرسول الذى أتاه فى سجنه:_عد الى الملك ،وليسأل:((ما بال النسوة اللأتى قطعن أيديهن))وفتح الملك ملف التحقيق من جديد _كما يقولون وأستدعى اليه النسوة، وسألهن عن شأنهن وشان امرأة العزيز00 وشأن <<يوسف>>،((قلن حاش لله ما علمنا عليه من شوء))و ((قالت امرأة العزيز:الآن حصحص الحق 000 أنا راودته عن نفسه ،وانه لمن الصادقين)) ((أنك اليوم لدينا مكين أمين))
عندئذ أمر <<يوسف>>_عليه السلام_ من الملك أن يجعله قيما أمينا على <<صوامع>> الحبوب وخزائن الغلات، من القمح وغيرة ،ليتدبر أمر السنوات القادمه ، وما ينتظر فيها من جدب وقحط00 وهكذا _يا بنى العزيز_ خرج <<يوسف >> _عيه السلام_ من سلسله المحن التى تعرض لها نقيا صافيا ، صالحا ، ذا مكانه ورفعة، بفضل وتدبير من الله عز وجل 00
((اخوة <<يوسف>>فى مصر يمتارون))
وأرسل<<يعقوب >>_عليه السلام_ أولاده الى <<مصر>>طلبا للغذاء ،من بعد أن قل وندر فى أرض فلسطبن 00 فلما دخلوا على <<يوسف>>وهو يودى واجبه وعمله فى اغاثه الناس وتوفير الحبوب لهم ،عرف أخوته 000، ولكنه لم يعرفهم بنفسه ولم يعرفوه هم ، لانهم حين ألقوه فى غيابه الجب كان صغيرا ،وكان هذا أخر عهدهم به00 وقد مضى على ذلك سنوات طوال0وقدم <<يوسف>> لهم ما جاؤوا من أجله ، وأوفى لهم وزاد ،ثم قال لهم:((ائتونى بأخ لكم من أبيكم 00 ألا ترون أنى أوفى الكيل وأنا خير المنزلين0 فان لم تأتونى به فلا كيل لكم عندى ولا تقربون))
((بينهم مبين أبيهم <<يعقوب >>))
وكان <<يوسف>> _عليه السلام_ بعد أن أعطاهم ما جاؤوا من أجله ، قد جعل الثمن الذى دفعوه ، والمال الذى بذلوه،ضمن أكياس القمح ،خفيه من غير أن يشعروا0فلما وصلو الى ديارهم ، ودخلوا على أبيهم ،حدثوه بما جرى لهم، وكيف أن القيم على خزائن الغلال قد طلب منهم اخضار أخيهم <<بنيامين>>فى الرحله القادمه، ان أرادوا ميرة جديدة 00 والآ 00فانه لايكيل لهم ولا يعطيهم000 فقال <<يعقوب>> ((هل أمنكم عليه الا كما أمنتكم على أخيه من قبل00))وظل فى تردده 00وخشيته، ثم أضاف ((فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين))وكأنه _عليه السلام_قد بدأيلين للموقف، ويقتنع بعد التردد متوكلا على الله تعالى 0ومما زاده قناعه ورضوخا00ماحدث0
((بضاعتنا ردت الينا))
فتح الآبناء أكياس القمح ليفرغوها فى مخازنها، فوجدوا مالهم كما هو ،لم ينقص درهما،فقالوا لآبيهم:((ما نبغى 00هذه بضاعتنا ردت الينا 00ونمير أهلنا 00ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير))لكن <<يعقوب >>أخذ عليهم موثقا وعهدا فى المحافظه على <<بنيامين>>والعودة به سالما، الا ان يقعوا فى أمر أكبر من طاقتهم وقدرتهم0قال لهم <<يعقوب>>((لن أرسله معكم حتى تؤتؤن ،موثقا من الله به الا أن يحاط بكم))فأعطوه العهد والموثق وعندئذ 0قال00((اللله على مانقول وكيل)) وأوصاهم <<يعقوب>>_عليه السلام_أن لا يدخلوا مصر من باب واحد بل يدخلوا من أبواب متفرقه ، حتى لا تأخذهم عيون الحساد فتضربهم وتؤذيهم،لكثرتهم00وأخوتهم00،فقد كانوا أحد عشر000
((يوسف000 وبنيامين))
ودخلوا على <<يوسف>> فى رحلتهم الثانيه ، ومعهم أخوهم الصغير <<بنيامين>>وما كاد <<يوسف >>يراه حتى هاجه الحنين والشوق ، فأواه اليه فى عزله عن أعين القوم، وأخبره أنه أخوه <<يوسف>> وطلب اليه أن يكتم الخبر00،ثم أوسعه ضما وتقبيلا00وبعد أن جهزهم بجهازهم ، وأوفى لهم ، كاد لهم 00 بأن جعل كأسه التى يشرب بها الماع فى رحل أخيه ، دون أن يدروا00 وكان هذا استدراجا لهم ،وأيقاعا بهم 000 فلما فصلوا عن المكان الذى هم فيه، وبلغوا ضاحيه المدينه، أدركهم حراس العزيز<<يوسف>>وشرطته، ونادوهم أن يتوقفوا فأن أمرا مهما قد حدث000 فقالوا:وماذاك؟؟فقيل لهم :ان صواغ الملك <<يوسف>>قد فقد00 فقالوا :((تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد فى الارض وما كنا سارقين))فقال لهم الحرس :لابد من البحث والتفتيش فى رحالكم ،وقبل ذلك نسألكم:: ما جزاء من نجد الصواع فى رحله؟قالوا جزاؤه ما يعلمون فى القانوت والنظام 00 &وكان العرف السائد أنذاك أن يؤسر السارق ويوضع فى خدمه المسروق منه&وأخذ الحرس ينقبون فى الرحال ،وقد بدؤوا برحال الاخوه قبل رحل <<بنيامين>>حتى لا يلفتوا النظر00 وأخيرا وجدوا الصواع 000 وكان فى رحل <<بنيامين>> وحاول الاخوه أن يستعطفوا <<يوسف>> ويسترضوه فيستبدل أحدهم مكان <<بنيامين>> رحمه بأبيه الشيخ الكبير ،فقال ((معاذ الله أن ناخذ الا من وجدنا متاعنا عنده 00وانا اذا لظالمون)) وتناجوا بينهم ماذا يفعلون ،فقال كبيرهم <<راؤبين>>((ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم فى يوسف !!!فلن أبرح الآرض حتى يأذن اى أبى أو يحكم الله لى وهو خير الحاكمين 0 ارجعوا الى أبيكم فقولوا يا أبانا أن ابنك سرق وما شهدنا ألا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين))فان لم يصدقكم فيما قلتم فاطلبوا اليه أن يسأل أهل البلد التى كنا فيها000 ((والعير التى أقبلنا فيها)) وأقسموا على صدقكم فى روايتكم000 واشتد بكاؤه ،وتفتقت ذكريات أساه على <<يوسف>> ، وأخذ يذكره من جديد فى لوعه وحسرة000 فقال له أهله وأقرباؤه وأحباؤه:
((تالله تفتا تذكر يوسف حتى تكون حرضا00 أو تكون الهالكين )) يريدون أن يخففوا عنه أحزانه وألامه ، ويحذروه من مغبه ما هو فيه000
فقال لهم:(( أنما أشكو بثى وحزنى الى الله وأعلم من الله مالا تعلمون ))&&&(أنا <<يوسف>> وهذا أخى قد من الله علينا))
وعاد الاخوة الى <<مصر>> فى رحلتهم الثالثه بناء على طلب من أبيهم أذ قال لهم 00
((يا بنى أذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله أنه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون))وكانوا أيضا فى رحلتهم هذه يطلبون الميرة أيضا00 ((فلما دخلو عليه قالوا : يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر000وجئنا ببضاعه مزجاة00 فأوف لنا الكيل 00وتصدق علينا 00 ان الله يجزى المتصدقين)) عندئذ 000 وقد رأى <<يوسف >> ماهم عليه من المسكنه وسوء الحال ، وضعف وهوان000 وقد أخذته الشفقه، وبلغ ما يريده من تقويم سلوكهم وانحرافهم ،قال لهم: ((هل فعلتم بيوسف وأخيه اذ أنتم جاهلون))وأدرك الآخوه أنهم أمام <<يوسف>> فقالوا::(( أئنك لآنت يوسف))!!؟؟((قال أنا يوسف وهذا أخى قد من الله علينا00 أنه من يتق ويصبر فأن الله لايضيع أجر المحسنين)) واعترفوا بذنوبهم ، وتقصيؤهم وجهلهم000 فقال لهم : (( لاتثريب عليكم)) لا أثم ولا ذنب ولا خوف ((يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)وسألهم عن أبيه، فأخبروة بسوء حاله ، ومل هو فيه من الضنى والضنك 000من الهم والحزن والبكاء000 فرق <<يوسف >>
رقه شديدة، ثم قال لهم : ((أذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا وأئتونى بأهلكم أجمعين))
((أنى لآجد ريح يوسف ))
هذا ما قاله سيدنا <<يعقوب>> عليه السلام _حين تحركت القافله التى فيها الآبناع من مصر ،فى طريق العوده الى فلسطين000من بعيد 00بعيد00شم <<يعقوب>>ريح قميص <<يوسف>>،فقال له من حوله من الآهل معاتبين:
((تالله أنك لفى ضلالك القديم))وكأنهم يقولون 00لقد ابتلع الزمن <<يوسف>> اذا مضى على أختفائه سنوات ،طوال ،وأصبح فى طى النسيان ، وأنت ماتفتأ تذكره000 أن هذا الا ضلال ، وتعلق بالوهم 000 لكن
وصلت القافله ،ودخل الابناع على أبيهم ، وألقوا قميص يوسف على وجه يعقوب ،فتشممه، وغسله بدموعه،دموع الفرح والحبور000
وز الت ألغشاؤه عن عينيه 000فارتد بصيرؤا 00ثم التفت الى من حوله أولئك الذين كانوا يعاتبونه ثم قال لهم 000
((الم أقل لكم أنى أعلم من الله مالا تعلمون))وأستغفر الابناء من أبيهم بعد أن حصحص الحق ، وظهرل ما كانوا عليه من باطل وجهل،فقال لهم ((أستغفر لكم ربى انه هو الغفور الرحيم))
((اجتماع الشمل))
وعلى جناح السرعه حمل <<يعقوب>>أهله وبنيه ،وأرتحل الى مصر ،يسبقه شوقه الى <<يوسف>>واجتمع شمل الاسره بعد تشتت وضياع00وحزن والام وخر 0والاخوه والاب والخاله بين يد <<يوسف>> كأنهم يسجدون فقال <<يوسف>> للآبيه ((يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقا))
ثم رفع أبويه على العرش 000
على الكرسى الذى كان يجلس عليه00 وحوله الشرط والحرس 00زيادة فى التكريم00
وطلب <<يوسف>> من الملك أن ياذن لآهله وعشيرته أن يقيموا فى مصر ،فان لهم ، وأختاروا منطقه <<الشرقيه>>
((