كيف يكون افطارك
لا شك أن كثيراً من جداول المسلم اليومية تتغير وتتبدل في شهر رمضان المبارك، ومن تلك الجداول التي تتغير في هذا الشهر الكريم جدول الوجبات الغذائية، لهذا كان لا بد علينا أن نعرف كيف ننسق لأنفسنا هذا الجدول الغذائي الجديد، ولأنه لا سبيل أنجح لذلك إلا باستشارة أهل الاختصاص من الأطباء؛ فقد وضعنا لكم هنا بعضاً من مشورات الأطباء ونصائحهم وتنبيهاتهم حتى لا تعيقك الأمراض عن حسن عبادة الله في هذا الشهر الفاضل، فإليك هذه النصائح:
- ابدأ إفطارك بحبات رطب أو تمر؛ فلقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر على رطبات أو تمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء؛ وذلك لأن التمر يحتوي على سكريات بسيطة سرعان ما يمتصها الجسم، فترفع مستوى السكر في الدم، وتخفف من حدة الجوع، وتهيئ المعدة لاستقبال الطعام، وتحثها لبدأ إفراز العصارة الهاضمة.
- لا تفاجئ المعدة بكثرة الطعام، وابدأ بتناول الشوربات الخفيفة غير الدسمة، ثم اذهب للصلاة.
- لا ينسينك الجوع أن تمضغ الطعام جيداً؛ لأنه يسهل عملية هضمه داخل المعدة ويعمل على هضم النشويات الذي يبدأ داخل الفم.
- لا تكثر من شرب السوائل دفعة واحدة وبخاصة عند بدء الإفطار، وتجنب السوائل الباردة.
- تناول قدراً كافياً من الخضار والفواكه؛ لاحتوائها على الألياف التي تنشط حركة الأمعاء.
- تناول باعتدال الأطعمة الدسمة واللحوم حتى لا تؤدي لتلبك معوي، وخمول بعد وجبة الإفطار.
- لا تكثر من تناول الحلويات لاحتوائها على سعرات حرارية عالية، ونسبة كبيرة من الدهون.
- ممارسة رياضة المشي بعد الإفطار مهمة، وتعتبر صلاة التراويح رياضة بدنية وروحية تنشط حركة الجسم وأعضائه وخاصة الدورة الدموية.
- أما السحور ففيه الخير والبركة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تسحروا فإن في السحور بركة))1.
- يستحب أن تكون وجبة السحور وجبة خفيفة مثل الزبادي أو الجبن والفاكهة والخبز، وتجنب الأكل المقلي والدسم، ولا تنم مباشرة بعد وجبة السحور؛ لأن الجهاز الهضمي يكسل بعد النوم؛ لذا يجب إعطاءه فترة حتى يتم هضم الطعام قبل النوم، واحرص على شرب الماء بين وجبة الإفطار والسحور"2.
"ولكي يكون الطعام غنياً بما - يحتاجه الجسم في هذا الشهر الكريم - فيجب أن يحتوي على:
1- العسل: فهو غني بالطاقة والفيتامينات والأملاح والمعادن.
2- البيض واللبن ومنتجاته: فهي غنية بالبروتين والأملاح والمعادن وتحتوي بعض الفيتامينات.
3- القمح أو الشعير والأرز: فهي غنية بالنشويات والسكريات، وسلاسل الجلوكوز.
4- اللحوم البيضاء: كلحم الأسماك ولحوم الدجاج المنزوعة الجلد فهي قليلة الاحتواء على الدهون المشبعة، واللحوم الحمراء أيضاً مثل لحم الغزلان أو الإبل أو النعام، أو لحم الضأن المنزوع الدهن (الموزات والهبرة).
5- أنواع السلطات المختلفة: والمكونة من الخضار الورقية الغنية بالأملاح والمعادن، والألياف والفيتامينات وأهمها فيتامين ج وفيتامين ب كالخس والبقدونس وغيرها، وكذلك الخضروات الأخرى كالطماطم الغنية بفيتامين ج، وكذا الفواكه فهي غنية بالفركتوز والسكريات بشكل عام، وغنية بالفيتامينات والألياف، ولا تنس التمر الغني بالسكريات والأملاح والمعادن والفيتامينات.
6- عصائر الفاكهة المنوعة: والمشروبات الغنية بالأملاح والمعادن كالبابونج والمليسة واليانسون وغيرها من المشروبات التي تفيد صحة الجسم.
وتتوزع هذه الأطعمة لدى الصائم على وجبتين هما: وجبة السحور ووجبة الفطور التي ينبغي بهما تحقيق مبدأ المعاوضة المبني على احتواء هاتين الوجبتين على مواد غذائية من مصادر مختلفة كالأغذية النباتية، والأغذية الحيوانية، وأن يتم تعويض ما نقص من مواد غذائية يحتاجها جسم الإنسان خلال وجبة السحور في وجبة الإفطار"3.
في الختام: نسأل المولى - جل وعلا - أن يعافينا من الأمراض، وأن يحفظ لنا صحتنا وعافيتنا لنتقوى بها على عبادته.
والحمد لله رب العالمين.