منتديات شريف سليمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


3 مشترك

    الغزال الحزين

    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصة الغزال الحزين

    مُساهمة من طرف شـريـف 6/7/2011, 6:49 pm


    الغزال الحزين

    يحكى ان حرباً طاحنة قامت في قديم الزمان بين مملكتين عظيمتين، نجم عنها خسائر مادية وبشرية كبيرة. وقد راح ضحية الحرب صياد وزوجته، اتت النار على كوخيهما واحترقا فيه.
    وكان للصياد المسكين فتاة وفتى. الفتاة اسمها سهاد والفتى اسمه هاد، وقد نجوا من الموت بأعجوبة، حيث كانا في الغابة يجمعان الحطب.
    حزنت سهاد على فقدان والديها حزناً شديداً. ومضت الايام وهي تحاول بصعوبة تدبير امرها وامر اخيها. فكانا يتعاونان على جمع الثمار الجافة التي تسقط على ارض الغابة، او يقتلعان جذور بعض الحشائش التي تؤكل ليدفعا عنهما شبح الجوع..
    وذات يوم، جلست الاخت سهاد وقالت لأخيها هاد: يا اخي الحبيب، لقد اصبحت الحياة شاقة، وتكاد لا تطاق هنا. اظن انه من الافضل لنا ان نغادر الى مكان اوفر غناء واكثر ماء.
    هز هاد رأسه علامة الايجاب، فتناولت الاخت راحته وسارا باتجاه المجهول. اخذا يطويان المسافات، يتسلقان تلالاً ويهبطان اودية حتى انهكهما التعب، فقال هاد لأخته، وقد شعر بالعطش الشديد: اختي، اختي! انا عطشان، اريد ماء! فردت سهاد: اصبر يا اخي الصغير على الظمأ، فاننا بعد حين سنصل الى نبع تنساب منه مياه غزيرة فتشرب منه ما تشاء. وتابعا سيرهما، والغابة صارت خلفهما لكنهما لم يقعا على نبع ماء.
    ارتفعت الشمس في قبة السماء، وصار الهواء اكثر حرارة وجفافاً، واشتد عطش هاد الصغير وعيل صبره فوق نظره على حفرة صغيرة، مليئة بالماء، فانكب ليشرب بلهفة، فمنعته اخته قائلة: اياك! اياك يا اخي ان تشرب من هذا الماء! فانك ان شربت تحولت في الحال الى جمل، لأن الحفرة فيها آثار اقدام جمل، فقد سحرتها عجوز لعين.
    امتنع هاد عن شرب الماء وتحامل على عطشه وتابع السير. واخذت الحرارة تزداد، واصبح الهواء يشتد سعيره، والعطش يتملك من الصغير ساعة بعد ساعة. وبعد برهة من الزمن، اعترضت الطريق حفرة صغيرة فيها ماء، فهرع هاد ليشرب. ومرة اخرى منعته سهاد وقالت: انتبه! لا تشرب من هذه الحفرة واصبر على عطشك يا اخي، فقد مضى الكثير ولم يبق الا القليل. واذا شربت من هذه الحفرة، سوف تنقلب فوراً الى حصان، لأن الساحرة الشريرة اجرت سحرها ووضعت آثار حدوته في الماء. حزن هاد وهو يمشي خلف اخته، وقد اخذت خطواته تتباطأ وانهك العطش قواه.
    وبعد حين رأى حفرة صغيرة فيها بعض الماء. فهجم عليه يشرب بنهم من دون ان يلتفت الى تحذير اخته. وما ان استقرت جرعة الماء في معدته، حتى انتفض في الهواء وانقلب الى هيئة غزال صغير ادركت سهاد ان سحر الساحرة الشريرة قد وقع، فبكت بكاءً مراً وجلست على العشب حزينة. وراح الغزال يدور حولها وقد اغرورقت عيناه بالدموع.
    حل الظلام واحتضنت الاخت اخاها الغزال حتى طلوع الفجر. وعندما استيقظت سهاد، رأت في الافق شبح فارس يقترب منها، فاضطربت وطوقت عنق اخيها الغزال خوفاً من مكروه يلحقه الفارس به. لكن الفارس كان اميراً عظيماً، تأثر لمنظر الاخت والغزال. وثارت عاطفة نبيلة في نفسه، فتقدم منهما وقال: «ايتها الحسناء، هل تقبلين صحبتي الى قصري؟ فأنا امير هذه البلاد، سوف تنعمين بعيش رغيد». اطرقت الفتاة هنيهة قبل ان ترد على الامير، قائلة: اقبل عرضك الكريم مع الشكر، ولكن بشرط. استغرب الامير وقال: وما هو هذا الشرط؟ فأجابت سهاد: ان انت قلبت برفقة الغزال لي وعدم مفارقته ابد الدهر.
    عاد الامير الى قصره مصطحباً معه سهاد واخاها الغزال. وعاش الجميع وسط مظاهر الفرح والبهجة وذات يوم، حضرت الى القصر ساحرة ماكرة وهي متخفية في صورة امرأة طيبة. وقد اوقعت سهاد تحت تأثيرها حين ادعت لها انها تستطيع اعادة الاخ الغزال الى صورته الاولى، ولكن ان هي حفظت السر ورافقتها الى كهفها خارج المدينة، ووعدتها انها ستحضر العبارات اللازمة التي تفوق القوى التي سحرت هاد الى غزال.
    انطلت الخدعة على سهاد. وعندما وصلت الساحرة الشريرة بضحيتها الى الكهف، دفعتها الى قعر بئر كبيرة واغلقت بابها بحجر ضخم. ثم حولت الشريرة نفسها الى صورة سهاد، فارتدت ثيابها وعادت الى القصر طمعاً بالفوز بقلب الامير والزواج منه عندما يحين الاوان.
    وفعلاً، لم يلحظ الامير ومن كان معه في القصر اي اختلاف في سهاد الجديدة. وراحت تأمر الخدم وتنهر الحرس ولا احد يعلم من امرها شيئاً، وان كان الجميع باتوا يستغربون تصرفاتها.
    اما سهاد التعيسة، فقد بقيت في قاع البئر لا احد يدري بأمرها. الغزال وحده عرف ان التي في القصر وعلى هيئة اخته ليست سهاد وادرك ان امراً خطيراً قد حل بأخته. وصار، كلما رأى الامير، يدور حوله ويثغو ثغاء حزيناً والامير لا يفهم ما يقصده الغزال. ولشدة حزنه، امتنع الغزال عن الطعام، وبات لا يقرب العشب ولا الماء بل صار يخرج الى الكهف قبل الفجر ويقف امامه ويثغو ثغاء حزيناً ويعود الى القصر قبل ان يستيقظ اهله.
    في هذا الوقت، لاحظت الساحرة تبدل تصرفات الغزال، فشكت في امره. وعندما راقبته مراقبة شديدة راته يخرج الى الكهف ويثغو ثغاء حزيناً، ثم يعود قبل طلوع الشمس، فخشيت ان يفتضح امرها لدى الامير، واضمرت للغزال شراً مستطيراً.
    الحت الساحرة الشريرة على الامير بذبح الغزال ودعوة الامراء والاعيان الى حفل عشاء فاخر يطلق البهجة في اجواء القصر. ثم امرت الخدم بايقاد النار تحت القدور النحاسية وشحذ السكاكين لذبح الغزال. اكتشف الغزال امر ذبحه، فهرب الى الكهف واخذ يبكي بكاء مرا ويطلق اصواتاً حادة حتى تمكن من النطق بلغة فصيحة فهتف وقال: اختي الحبيبة سهاد، اخرجي من قاع البئر وساعديني لاتخلص من يد الساحرة الشريرة. لقد اشعلت النيران ووضعت القدور النحاسية ملأى بالماء فوقها، لقد شحذت السكاكين ودعت اصدقاء الامير الطيب الى حفل هذا المساء وقد زين القصر وسيكون لحمي طعاماً لهم!
    بلغ صوت هاد مسامع اخته سهاد وهي في اعماق البئر، فصرخت بأعلى صوتها: اخي، اخي، الحبيب، ان كتفي اختك سهاد مشدودتان بحبل غليظ، وان قدميها مربوطتان الى حجر ثقيل. هي في قاع بئر عميقة لا تقوى على مساعدتك.
    وخرج صوت سهاد من الكهف عالياً وقوياً وتردد صداه في ارجاء الوادي، فبلغ مسامع بعض الجبليين، فاسرعوا الى القصر وابلغوا الامير بالامر العجب. فهرع الامير الى الكهف واخرج سهاد من البئر. وعندها، اسرع الغزال يمرغ خديه على خدي اخته. وهنا حصل الامر العجيب.
    فعندما امتزجت دموع الغزال الحزين بدموع اخته، عاد الى صورته الانسانية، فسرت موجة من الفرح الشديد في الحشود التي وقفت خلف الامير. وعاد الجميع الى القصر، بعد ان اعلمت سهاد الامير بقصتها.
    اما الساحرة الشريرة، فقد ربطت الى حجر ثقيل، والقيت في البئر، وصارت الآبار المهجورة حتى يومنا هذا مدفناً للساحرات الشريرات.
    عاش الامير - بعد ان تزوج من سهاد - سعيدا ونعم الجميع بالطمأنينة، وصار هاد بعد ان اصبح شاباً وزيراً عند الامير. وعم الخير والسرور الامارة كلها..
    ميرو
    ميرو
    عضو متألق
    عضو متألق


    انثى
    مصر

    عدد المشاركات : : 982

    تاريخ التسجيل : : 18/05/2010

    قصة رد: الغزال الحزين

    مُساهمة من طرف ميرو 7/7/2011, 12:27 am



    مشكوووووووور
    Asmaa Elnagy
    Asmaa Elnagy
    مشرفة
    مشرفة


    انثى
    مصر

    عدد المشاركات : : 1367

    تاريخ التسجيل : : 03/07/2011

    قصة رد: الغزال الحزين

    مُساهمة من طرف Asmaa Elnagy 7/7/2011, 1:10 pm

    مشكوووووووووووووور

      الوقت/التاريخ الآن هو 3/5/2024, 12:01 am