رؤيا المصحف وقراءته
فإن رأى كأنه يقرأ القرآن ظاهراً، فإنه يكون مؤدياً للأمانات مستقيماً على الحق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لقوله تعالى " يتفون آيات الله " إلى قوله " ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ".
وإن رأى كأنه يقرأ في مصحف نال حكمة وعزاً وذكراً وحسن دين، والمصحف حكمة في التأويل.
وإن رأى أنه اشترى مصحفاً انتشر علمه في الدين والناس وأفاد خيراً.
ومن رأى أنه باع مصحفاً، فإنه يحتقب الفواحش.
وإن رأى أنه أحرق، مصحفاً أفسد دينه.
وإن رأى في يده كتاباً أو مصحفاً، فلما فتحه لم يكن فيه كتابه دل على أن ظاهره بخلاف باطنه.
وإن رأى أنه يأكل أوراق المصاحف، فإنه يكتب المصاحف بأجرة ويطلب رزقه من غير وجهه.
وإن رأى أنه يقبل المصحف، فإنه لا يقصر في أداء الواجبات.
وإن رأى أنه يكتب القرآن في خزف أو صدف، فإنه يقول في القرآن برأيه.
وإن رأى أنه يكتبه على الأرض فهو ملحد.
وقد حكي أن الحسن البصري رحمه الله رأى كأنه يكتب القرآن في كساء فقص رؤياه على ابن سيرين، فقال اتق الله ولا تفسر القرآن برأيك، فإن رؤياك تدل على ذلك.
وإن رأى كأنه يقرأ القرآن وهو متجرد، فإنه صاحب أهواء.
ومن رأى كأنه يأكل القرآن، فإنه يأكل به.
ومن رأى أنه حفظ القرآن ولم يكن يحفظه نال ملكاً، لقوله تعالى " إني حفيظ عليم ".
ومن رأى أن المصحف أخذ منه، فإنه ينتزع منه علمه وينقطع عمله في الدنيا.
ومن رأى أنه يتلى عليه القرآن وهو لا يفهمه أصابه مكروه إما من الله أو من السلطان، لقوله تعالى " وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ".
ومن رأى آية رحمة فإذا وصل إلى آية عذاب عسرت عليه قراءتها أصاب فرجاً.
ومن رأى أنه يقرأ آية عذاب فإذا وصل إلى آية رحمة لم يتهيأ له قراءتها بقي في الشدة.
ومن رأى أنه يختم القرآن ظفر بمراده وكثر خيره.
وحكي أن إمرأة رأت كأن في حجرها مصحفاً وهي تقرب منه فجاءت دجاجتان يلتقطان كل كتابة فيه حتى استوفتا جميع كتابته أكلاً فقصت رؤياها على ابن سيرين، فقال ستلدين ابنين يحفظان القرآن، فكان كذلك.
وحكي أن رجلاً من القراء رأى في منامه كأنه يقطع ورقة من المصحف فيضعها على النار فيسكن لهبهم، فرفعها إلى بعض المفسرين، فقال ستكون فتنة من جهة السلطان وتسكن بقراءتك القرآن فكان كذلك لقوله تعالى " فإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً ".