نزول الملائكة والسكينة والرحمة على أهل القرآن
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
تخريج الحديث : صحيح
أخرجه مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه وأحمد بن حنبل وابن حبان و البيهقي و الحاكم في المستدرك
شرح الحديث :
قوله صلى الله عليه وسلم :( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ) بيوت الله في الأرض المساجد قال الله تعالى : ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) وأضاف الله هذه الأماكن إلى نفسه تشريفا وتعظيما ولأنها محل ذكره وتلاوة كلامه والتقرب إليه بالصلاة وإلا فهو سبحانه وتعالى فوق عرشه فوق سماواته لا يحل في شيء من خلقه ولا يحل فيه شيء من خلقه جل وعلا لكن هذه الإضافة للتشريف .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( يتلون كتاب الله ) تلاوة كتاب الله عز وجل تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
1 - تلاوة اللفظ
2 - تلاوة المعنى
3- تلاوة العمل
أما تلاوة اللفظ فمعروف...... و أما التلاوة المعنوية فأن يتدارس هؤلاء القوم كلام الله عز وجل ويتفهموا معناه وقد كان السلف الصالح لا يقرءون عشر آيات حتى يتفهموها وما فيها من العلم والعمل .
أما القسم الثالث من التلاوة فهي تلاوة العمل وهذه هي المقصود الأعظم للقرآن الكريم كما قال تعالى ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آيتاه وليتذكر أولو الألباب ) العمل بما جاء في القرآن وذلك بتصديق ما أخبر الله به والقيام بما أمر به والبعد عما نهى عنه هذه التلاوة العملية لكتاب الله عز وجل.
يقول صلى الله عليه وسلم ( إلا نزلت عليهم السكينة ) السكينة : شيء يقذفه الله عز وجل في القلب فيطمئن ويوقن ويستقر ولا يكون عنده قلق ولا شك ولا ارتياب هو ذاته مطمئن وهذه من أكبر نعم الله على العبد أن ينزل السكينة في قلبه بحيث يكون مطمئنا غير قلق ولا شاك راضيا بقضاء الله وقدره مع الله عز وجل في قضائه وقدره إن أصابته ضراء صبر وانتظر الأجر من الله وإن أصابته سراء شكر وحمد الله على ذلك مطمئن مستقر مستريح هذه السكينة نعمة عظيمة وقد قال الله تعالى ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) فهي من أسباب زيادة الإيمان.
( وغشيتهم الرحمة ) يعني غطتهم والغشيان : الغطاء كما قال تعالى ( والليل إذا يغشى ) يعني يغطي الأرض بظلامه (غشيتهم الرحمة ) أي رحمة الله عز وجل فتغشاهم وتحيط بهم وتكون لهم بمنزلة الغطاء الشامل لكل ما يحتاجون إليه من رحمة الله عز وجل وحفتهم الملائكة أحاطت بهم يستمعون الذكر ويكونون شهداء عليهم وذكرهم الله فيمن عنده يذكرهم الله تعالى في الملأ الأعلى