منتديات شريف سليمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


3 مشترك

    مكتبة قصائد امير الشعراء احمد شوقى ( 1 )

    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة مكتبة قصائد امير الشعراء احمد شوقى ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/5/2011, 11:20 am

    أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك ملقب بأمير الشعراء (1868 - 23 أكتوبر 1932)، شاعر مصري من مواليد القاهرة. يعتبره منير البعلبكي أحد أعظم شعراء العربية في جميع العصور حسبما ذكر ذلك في قاموسه الشهير

    علموه كيفَ يجفو فجفا

    علموه كيفَ يجفو فجفا ظالمٌ لاقيْت منه ما كفى
    مسرفٌ في هجرِه ما ينتهي أَتُراهم علَّموه السَّرَفا؟
    جعلوا ذنبي لديْه سَهَري ليت بدري إذ درى الذنب عفا
    عرف الناسُ حقوقي عنده وغريمي ما درى ، ما عَرفا
    صحّ لي في العمرِ منه موعِدٌ ثم ما صدقتُ حتى أخلفا
    ويرى لي الصبرَ قلبٌ ما درى أَنّ ما كلفني ما كلفا
    مُستهامٌ في هواه مُدْنَفٌ يترضَّى مستهاماً مُدْنفا
    يا خليليّ، صِفا لي حيلة وارى الحيلة أن لا تصفا
    أنا لو ناديته في ذلة ِ هي ذي روحي فخذها ، ما احتفى

    ---------------------------------------

    رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ


    رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ أحسنت الأيام يوم أرجعك
    مَرَّ من بُعدِك ما رَوَّعَني أَتُرى يا حُلْوُ بُعدي روّعك؟
    كم شكوتُ البيْن بالليل إلى مطلع الفجر عسى أن يطلعك
    وبعثتُ الشوقَ في ريح الصَّبا فشكا الحرقة مما استودعك
    يا نعيمي وعذابي في الهوى بعذولي في الهوى ما جَمعَك؟
    أَنت روحي ظَلَم الواشي الذي زَعَم القلبَ سَلا، أَو ضيَّعك
    مَوْقِعي عندَك لا أَعلمُه آهِ لو تعلمُ عندي موقِعَك!!
    أَرْجَفوا أَنك شاكٍ مُوجَعٌ ليت لي فوق الضَّنا ما أوجعك
    نامت الاعين ، إلا مقلة تسكُب الدمعَ، وترعى مضجَعك


    ------------------------------------

    مضناك جفاهُ مرقده

    مضناك جفاهُ مرقده وبكاه ورحمَ عودُهُ
    حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ مقروح الجفنِ مسهده
    أودى حرفاً إلا رمقاً يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ
    يستهوي الورق تاوهه ويذيب الصخرَ تنهدهُ
    ويناجي النجمَ ويتعبه ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ
    ويعلم كلَّ مطوقة ٍ شجناً في الدَّوحِ ترددهُ
    كم مد لطفيكَ من شركٍ وتادب لا يتصيدهُ
    فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ ولعلّ خيالك مسعدهُ
    الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ والسورة ِ إنك مفردهُ
    قد وَدَّ جمالك أو قبساً حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه
    وتمنَّت كلٌّ مقطعة ٍ يدها لو تبعث تشهدهُ
    جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي أكذلك خدَّك يحجده؟
    قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا فأشرت لخدِّك أشهده
    وهممتُ بجيدِك أشركه فأبى ، واستكبر أصيده
    وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ فَنَبا، وتمنَّع أَمْلَدُه
    سببٌ لرضاك أمهده ما بالُ الخصْرِ يُعَقِّدُه؟
    بيني في الحبِّ وبينك ما لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُه
    ما بالُ العاذِلِ يَفتح لي بابَ السُّلْوانِ وأُوصِدُه؟
    ويقول : تكاد تجنُّ به فأَقول: وأُوشِكُ أَعْبُده
    مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه
    ناقوسُ القلبِ يدقُّ لهُ وحنايا الأَضْلُعِ مَعْبَدُه
    قسماً بثنايا لؤلُئِها قسم الياقوت منضده
    ورضابٍ يوعدُ كوثرهُ مَقتولُ العِشقِ ومُشْهَدُه
    وبخالٍ كاد يحجُّ له لو كان يقبَّل أسوده
    وقَوامٍ يَرْوي الغُصْنُ له نَسَباً، والرُّمْحُ يُفَنِّدُه
    وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي وعَوَادِي الهجر تُبدِّدُه
    ما خنت هواك ، ولا خطرتْ سلوى بالقلب تبردهك

    -------------------------------------

    قصيدة تاتي الدلالَ سجية

    تاتي الدلالَ سجية ً وتصنعا وأَراك في حالَيْ دَلالِكَ مُبْدِعا تهْ كيف شئت ؛ فما الجمالُ بحاكم حتى يُطاع على الدلال ويُسْمَعا لك أن يروعك الوشاة ُ من الهوى وعليّ أَن أَهوى الغزالَ مُروَّعا قالوا: لقد سَمع الغزالُ لمن وشَى وأقول : ما سمع الغزالُ ، ولا وعي أنا من يحبك في نفارك مؤنساً ويحبُّ تيهكَ في نفاركَ مطمعا قدّمتُ بين يديَّ أَيامَ الهوى وجعلتُها أَملاً عليكَ مُضيَّعا وصدقتُ في حبِّي، فلست مُبالياً أن أمنحَ الدنيا به أو أمنعا يا من جرى من مقتيه إلى الهوى صِرفاً، ودار بوَجنتيْه مُشَعْشَعا الله في كبدٍ سقيتَ بأربع لو صبَّحوا رضْوى بها لتصدّعا
    ومن عجب الأشياء أبكي واشتكي وأَنت تُغَنِّي في الغصونِ وتَسْجَع
    لعلك تُخفي الوجدَ، أَو تكتمُ الجَوى فقد تمسك العينان والقلبُ يدمع
    شجاكَ صِغارٌ كالجُمانِ ومَوْطِنٌ نَدٍ مثلُ أَيامِ الحَدَاثَة ِ مُمْرعُ
    إذا كان في الآجال طولٌ وفسحة ٌ فما البينُ إلا حادثٌ متوقع
    وما الأَهلُ والأَحبابُ إلاَّ لآلِىء ٌ تفرقها الأيامُ ، والسمطُ يجمع
    أَمُنْكِرَتي، قلبي دليل وشاهدي فلا تُنكريه، فهْو عندَكِ مُودَع
    أَسيرُكِ، لو يُفْدَى فَدَتْه بجمعها جوانحُ في شوقٍ إليه وأَضْلُع
    رماه إليك الدهرُ من حاق الهوى يذال على سفح الهوان ويوضع
    ومن عجبٍ، يأْسَى إذا قلت: مُتْعَبٌ ويطرَبُ إن قلت: الأَسيرُ المُمنَّع
    لقيتِ عليماً بالغواني، وإنما هو القلبُ ، كالإنسان يغرى ويخدع
    واعلم أن الغدرَ في الناس شائعٌ وأن خليلَ الغانيات مضيَّع
    وأَنَّ نِزاعَ الرُّشدِ والغَيِّ حالة ٌ تجيءُ بأحلامِ الرَّجال وترجع
    وأَن أَمانيَّ النفوسِ قواتلٌ وكثرتُها من كثرة الزَّهرِ أَصْرَع
    وأن داعة َ الخير والحقِّ حربهم زمانٌ بهم عهد سُقْراطَ مُولَع

    ----------------------------------------

    قصيدة وناءٍ على قربِ الديار

    أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ فإنك دونَ الطيرِ للسرِّ موضعُ وأَنت مُعينُ العاشقين على الهوى تئِنُّ فنُصْغي، أَو تحنُّ فنَسْمَع أَراك يَمانِيّاً، ومصرُ خميلتي كلانا غريبٌ، نازحُ الدارِ، مُوجَع هما اثنان: دانٍ في التغرُّب آمنٌ وناءٍ على قربِ الديار مروع ومن عجب الأشياء أبكي واشتكي وأَنت تُغَنِّي في الغصونِ وتَسْجَع لعلك تُخفي الوجدَ، أَو تكتمُ الجَوى فقد تمسك العينان والقلبُ يدمع شجاكَ صِغارٌ كالجُمانِ ومَوْطِنٌ نَدٍ مثلُ أَيامِ الحَدَاثَة ِ مُمْرعُ إذا كان في الآجال طولٌ وفسحة ٌ فما البينُ إلا حادثٌ متوقع وما الأَهلُ والأَحبابُ إلاَّ لآلِىء ٌ تفرقها الأيامُ ، والسمطُ يجمع أَمُنْكِرَتي، قلبي دليل وشاهدي فلا تُنكريه، فهْو عندَكِ مُودَع أَسيرُكِ، لو يُفْدَى فَدَتْه بجمعها جوانحُ في شوقٍ إليه وأَضْلُع رماه إليك الدهرُ من حاق الهوى يذال على سفح الهوان ويوضع ومن عجبٍ، يأْسَى إذا قلت: مُتْعَبٌ ويطرَبُ إن قلت: الأَسيرُ المُمنَّع لقيتِ عليماً بالغواني، وإنما هو القلبُ ، كالإنسان يغرى ويخدع واعلم أن الغدرَ في الناس شائعٌ وأن خليلَ الغانيات مضيَّع وأَنَّ نِزاعَ الرُّشدِ والغَيِّ حالة ٌ تجيءُ بأحلامِ الرَّجال وترجع وأَن أَمانيَّ النفوسِ قواتلٌ وكثرتُها من كثرة الزَّهرِ أَصْرَع وأن داعة َ الخير والحقِّ حربهم زمانٌ بهم عهد سُقْراطَ مُولَع

    ----------------------------------

    قصيدة بدأ الطيفُ بالجميل وزارا

    بدأ الطيفُ بالجميل وزارا يا رسولَ الرضى وقيت العثارا خذ من الجفن والفؤاد سبيلا وتيممْ من السويداء دارا أَنت إن بتَّ في الجفون فأَهلٌ عادة النور ينزل الأبصار زار ، والحربُ بين جفني ونومي قد أعدّ الدجى لها أوزارا حسن يا خيالُ صنعك عندي أَجملُ الصنعِ ما يُصيبُ افتقارا ما لربِّ الجمالِ جارَ على القلـ ـبِ، كأَن لم يكن له القلبُ جارا؟ وأرى القلبَ كلما ساءَ يجزيـ ـه عن الذنب رقَّة ً واعتذارا أجريحُ الغرامِ يطلب عطفاً وجريحُ الأَنام يطلب ثارا؟ أَيها العاذلون، نِمتم، ورام السُّـ ـهدُ من مقلتيَّ أَمراً، فصارا آفة النُّصح أن يكونَ لجاجاً وأذى النصحِ أن يكون جهارا ساءَلَتْني عن النهار جفوني رحمَ اللهُ يا جفوني النهارا قلن: نَبكيه؟ قلت: هاتي دموعاً قلْن: صبراً، فقلت: هاتي اصطبارا يا لياليَّ، لم أَجِدْكِ طوالاً بعد ليلي ، ولم أجدْك قصارا إن مَنْ يحملُ الخطوبَ كباراً لا يبالي بحلمهن صغارا لم نفقْ منك يا زمان فنشكو مُدْمنُ الخمر لا يُحس الخُمارا فاصرف الكأس مشفقاً ، أو فواصلْ خرج الرشدُ عن أَكُفِّ السُّكارى

    ----------------------------------------

    فدتك الجوانحُ من نازلِ


    فدتك الجوانحُ من نازلِ وأَهلاً بطيْفكَ من واصِل
    بذلت له الجفنَ دون الكرى ومَنْ بالكرى للشجِي الباذِل؟
    وقلت: أراك برغم العذول فنابَ السهادُ عن العاذل
    فوَيْحَ المتيَّمِ!! حتى الخيالُ إذا زارَ لم يَخْلُ من حائل
    يَحِنُّ إليك ضلوعٌ عَفَتْ من البيْن في جَسَدٍ ناحل
    وقلبٌ جوٍ عندها خافقٌ تعَلَّقَ بالسَّنَدِ المائل
    ومن عبثِ العشقِ بالعاشقين حنينُ القتيل إلى القاتل
    غفلت عن الكاسِ حتى طغت ولي أَدبٌ ليس بالغافل
    وشَفَّتْ، وما شفَّ مني الضميرُ وأَين الجماد من العاقل؟
    يظلُّ نديمي يسقى بها ويشربُ من خُلُقي الفاضل
    أُبدّدُها كرماً كلما بدتْ لي كالذهب السائل

    ----------------------------------------

    مضنى وليس به حراكْ


    مضنى وليس به حراكْ لكنْ يخِفُّ إذا رآكْ
    ويميل من طربٍ إذا ما ملتَ يا غصنَ الأراك
    إن الجمال كساك من ورق المحاسن ما كساك
    ونبتَّ بين جوانحي والقلبُ من دَمِه سقاك
    حُلوَ الوعودِ، متى وفاك؟ أَتُراكَ مُنْجزَها تُراك؟
    من كلِّ لفظٍ لو أَذِنـ ـتَ لجله قبلتُ فاك
    أَخذَ الحلاوة َ عن ثَنا ياك العِذاب، وعن لَمَاك
    ظلماً أقول: جَنَى الهوى لم يجْنِ إلا مُقْلتاك
    غدَتا منِيَّة َ مَنْ رَأَيْـ ـتَ ، ورحتَ منية َ منْ رآ

    ---------------------------------------

    جئتنا بالشعور والأحداق


    جئتنا بالشعور والأحداق وقسمن الحظوظَ في العشاقِ
    وهَزَزْنَ القَنا قُدوداً، فأَبلى كل قلبٍ مستضعفٍ خفاقِ
    حبذا القسم في المحبين قسمي لو يلاقون في الهوى ما ألافي
    حيلتي في الهوى وما أَتمنى حيلة الأَذكياءِ في الأَرزاق
    لو يُجازَى المحبُّ عن فَرْطِ شَوْقٍ لَجُزيتُ الكثيرَ عن أَشواقي
    وفتاة ٍ ما زادها في غريب الـ ـحسن إلا غرائب الأخلاق
    ذقت منها حلواً ومراً ، وكانت لذة ُ العشق في اختلاف المذاق
    ضرَبتْ موعداً، فلما التقينا جانبتني تقول: فِيمَ التلاقي؟
    قلت: ما هكذا المواثيقُ، قالت: ليس للغانياتِ من ميثاق
    عطفتها نحافتي ، وشجاها شافعٌ بادرٌ من الآماق
    فأرتني الهوى ، وقالت : خشينا والهوى شُعبة ٌ من الإشفاق
    يا فتاة َ العراقِ، أَكتمُ مَنْ أَنـ ـتِ، وأَكنِي عن حبِّكم بالعراق
    لي قوافٍ تَعِفُّ في الحبّ إلا عنْكِ، سارت جوائِبَ الآفاق
    لا تَمَنَّى الزمانُ منها مزيداً إن تمنيت أن تفكي وثاقي
    حمِّليني في الحبِّ ما شئتِ إلاَّ حادث الصدّ ، أو بلاءَ الفراق
    واسمحي بالعناق إن رضي الدّلُّ وسامحت فانياً في العناق

    ---------------------------------------

    تاتي الدلالَ سجية ً وتصنعا


    تاتي الدلالَ سجية ً وتصنعا وأَراك في حالَيْ دَلالِكَ مُبْدِعا
    تهْ كيف شئت ؛ فما الجمالُ بحاكم حتى يُطاع على الدلال ويُسْمَعا
    لك أن يروعك الوشاة ُ من الهوى وعليّ أَن أَهوى الغزالَ مُروَّعا
    قالوا: لقد سَمع الغزالُ لمن وشَى وأقول : ما سمع الغزالُ ، ولا وعي
    أنا من يحبك في نفارك مؤنساً ويحبُّ تيهكَ في نفاركَ مطمعا
    قدّمتُ بين يديَّ أَيامَ الهوى وجعلتُها أَملاً عليكَ مُضيَّعا
    وصدقتُ في حبِّي، فلست مُبالياً أن أمنحَ الدنيا به أو أمنعا
    يا من جرى من مقتيه إلى الهوى صِرفاً، ودار بوَجنتيْه مُشَعْشَعا
    الله في كبدٍ سقيتَ بأربع لو صبَّحوا رضْوى بها لتصدّعا

    --------------------------------------------

    أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ



    أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ فإنك دونَ الطيرِ للسرِّ موضعُ
    وأَنت مُعينُ العاشقين على الهوى تئِنُّ فنُصْغي، أَو تحنُّ فنَسْمَع
    أَراك يَمانِيّاً، ومصرُ خميلتي كلانا غريبٌ، نازحُ الدارِ، مُوجَع
    هما اثنان: دانٍ في التغرُّب آمنٌ وناءٍ على قربِ الديار مروع
    ومن عجب الأشياء أبكي واشتكي وأَنت تُغَنِّي في الغصونِ وتَسْجَع
    لعلك تُخفي الوجدَ، أَو تكتمُ الجَوى فقد تمسك العينان والقلبُ يدمع
    شجاكَ صِغارٌ كالجُمانِ ومَوْطِنٌ نَدٍ مثلُ أَيامِ الحَدَاثَة ِ مُمْرعُ
    إذا كان في الآجال طولٌ وفسحة ٌ فما البينُ إلا حادثٌ متوقع
    وما الأَهلُ والأَحبابُ إلاَّ لآلِىء ٌ تفرقها الأيامُ ، والسمطُ يجمع
    أَمُنْكِرَتي، قلبي دليل وشاهدي فلا تُنكريه، فهْو عندَكِ مُودَع
    أَسيرُكِ، لو يُفْدَى فَدَتْه بجمعها جوانحُ في شوقٍ إليه وأَضْلُع
    رماه إليك الدهرُ من حاق الهوى يذال على سفح الهوان ويوضع
    ومن عجبٍ، يأْسَى إذا قلت: مُتْعَبٌ ويطرَبُ إن قلت: الأَسيرُ المُمنَّع
    لقيتِ عليماً بالغواني، وإنما هو القلبُ ، كالإنسان يغرى ويخدع
    واعلم أن الغدرَ في الناس شائعٌ وأن خليلَ الغانيات مضيَّع
    وأَنَّ نِزاعَ الرُّشدِ والغَيِّ حالة ٌ تجيءُ بأحلامِ الرَّجال وترجع
    وأَن أَمانيَّ النفوسِ قواتلٌ وكثرتُها من كثرة الزَّهرِ أَصْرَع
    وأن داعة َ الخير والحقِّ حربهم زمانٌ بهم عهد سُقْراطَ مُولَع

    --------------------------------------------

    قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري


    قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري يا ليلُ ، هل خيرٌعن الفجر
    حالت نجومك دون مطلعه لا تبتغي حِوَلاً، ولا يسري
    وتطاولَتْ جُنْحاً، فخُيِّل لي أَن الصباحَ رهينة ُ الحشر
    أَرسيتَها وملكتَ مذهبَها بدجنة ٍ كسريرة الدهر
    ظلمٌ تجيء بها وترجعها والموجُ منقلبٌ إلى البحر
    ليت الكرى وموسى فيوردها فرعون هذا السهد والفكر
    ولقد أَقول لهاتفٍ سحراً يبكي لغير نوىص ولا أسر
    والروضُ أخرسُ غير وسوية ٍ خَفَقَ الغصونِ، وجرْية الغُدْر
    والطيرُ مِلءُ الأَيْكِ، أَرؤُسُها مثلُ الثمار بدت من السِّدْر
    ألقى الجناحَ ، وناء بالصدر ورنا بصفراوين كالتبر
    لكهم السهادُ بيوتَ هدبها وأَقام بين رُسومِها الحُمْر
    تهدا جوانحه ، فتحسبه من صَنْعة الأَيدي أَو السِّحْر
    وتثور، فهْوَ على الغصون يَدٌ علقتْ أناملها من الجمر
    يا طيرُ، بُثَّ أَخاك ما يَجري إنَّا كِلانا مَوْضِعُ السِّرّ
    بي مثل ما بك من جوى ً ونوى ً أنا في الأنام ، وأنت في القمر
    عبث الغرام بنا وروعنا أنا بالملام ، وأنت بالزجر
    يا طيرُ، لا تجزَعْ لحادثة ٍ كلُّ النفوسِ رهائنُ الضرّ
    فيما دهاك لو اطَّلعتَ رضًى شرٌّ أخفُّ عليك من شرّ
    يا طيرُ، كَدْرُ العيشِ لو تدري في صفوه، والصفْوُ في الكَدْر
    وإذا الأُمورُ استُصعِبَتْ صَعُبَتْ ويهون ما هوّنتَ من أَمر
    يا طيرُ، لو لُذْنا بمصْطَبَرٍ فلعلّ رُوحَ الله في الصَّبْر
    وعسى الأَمانيُّ العذابُ لنا عونٌ على السلوان والهجر

    ---------------------------------------

    أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟


    أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟ إذن أَنا أَولى بالقناع وبالخِدْر
    تتيه ، ولي حلمٌ إذا مار كبته رددتُ به أَمرَ الغرامِ إلى أَمري
    وما دفعي اللوامَ فيها سآمة ولكنّ نفسَ الحرّ أَزجرُ للحرّ
    وليلٍ كانّ الحشرَ مطلعُ فجره تراءَتْ دموعي فيه سابقة َ الفجر
    سريت به طيفاً لى من أحبها وهل بالسُّها في حُلَّة ِ السُّقمِ من نُكر
    طرقْتُ حِماها بعدَ ما هبّ أَهلُها أَخوضُ غِمارَ الظنِّ والنظرِ الشزْر
    فما راعني إلاَّ نساءٌ لِقينَني يبالِغن في زَجْري، ويُسرفن في نَهري
    يقلْن لمن أَهوى وآنَسْنَ رِيبة ً: نرى حالة ً بين الصَّبابة والسّحر
    إليكنّ جاراتِ الحمى عن ملامتي وذَرْنَ قضاءَ الله في خَلْقه يجري
    وأَحْرَجني دمعي، فلما زجرتُه رددتُ قلوبَ العاذِلاتِ إلى العُذْر
    فساءَلْنها: ما اسمي؟ فسمَّتْ، فجئنني يَقُلْنَ: أَماناً للعذارى من الشِّعر
    فقلتُ: أَخافُ الله فِيكُنَّ، إنني وجدتُ مقالَ الهُجْر يُزْرَى بأَن يُزْرِي
    أَخذتُ بحَظٍّ من هواها وبينها ومن يهو يعدلْ في الوصال وفي الهجر
    إذا لم يكن المرءِ عن عيشة ٍ غنى ً فلا بدّ من يُسر، ولا بد من عُسر
    ومن يَخبُرِ الدنيا ويشربْ بكأْسها يجدْ مُرَّها في الحلو، والحلوَ في المرّ
    ومن كان يغزو بالتَّعِلاَّت فقرَه فإني وجدتُ الكدَّ أقتلَ للفقر
    ومن يستعنْ في أمرهِ غير نفسه يَخُنْه الرفيقُ العون في المسلك الوعْر
    ومن لم يقم ستراً على عيبِ غيره يعِش مستباحَ العِرْضِ، مُنهَتِك السّتر
    ومن لم يجمِّل بالتواضع فضله يَبِنْ فضلُه عنه، ويَعْطَلْ من الفخر

    ---------------------------------------

    لك أَن تلوم، ولي من الأَعذار


    لك أَن تلوم، ولي من الأَعذار أن الهوى قدرٌ من الأقدار
    ما كنت أسلمُ للعيون سلامتي وأَبيحُ حادثة َ الغرام وَقاري
    وطَرٌ تَعَلَّقَه الفؤادُ وينقضي والنفسُ ماضية ٌ مع الأوطار
    يا قلبُ، شأْنَك، لا أَمُدُّك في الهوى أبداً ولا أدعوك للأقصار
    أمري وأمرك في الهوى بيد الهوى لو أَنه بيَدِي فككْتُ إساري
    جار الشبيبة ، وانتفع بجوارها قبلَ المشيب، فما له من جار
    مثل الحياة تحبّ في عهد الصِّبا مثل الرياض تحبُّ في آذار
    أبدأ فروقُ من البلاد هي المنى ومنايَ منها ظبية ٌ بسِوار
    ممنوعة ٌ إلا الجمالَ بأَسره محجوبة ٌ إلا عن الأنظار
    خطواتها التقوى ، فلا مزهوة ٌ تمشي الدَّلال، ولا بذات نفار
    مرّتْ بنا فوق الخليج، فأَسفرتْ عن جَنّة ، وتلفتت عن نار
    في نِسْوَة ٍ يُورِدْن مَن شِئْن الهوى نظرا ، ولا ينظرن في الإصدار
    عارضتهنّ ، وبين قلبي والهوى أَمرٌ أُحاول كتْمَه وأُدارير

    --------------------------------------------

    في ذي الجفونِ صوارمُ الأَقدار


    في ذي الجفونِ صوارمُ الأَقدار راعي البريّة َ يا رَعاكِ الباري
    وكفى الحياة ُ لنا حوادثَ ، فافتني مَلأَ النجومِ وعَالَمَ الأَقمار
    ما أَنتِ في هذي الحلى إنْسِيَّة إن أنت إلا الشمسُ في الأنوار
    زهراء بالأفق الذي من دونه وثْبُ النُّهى ، وتطَاوُلُ الأَفكار
    تهتك الألباب خلف حجابها مهما طلعتِ ، فكيف بالأبصار ؟
    يا زينة الإصباح والإمساء ، بل يا رَوْنَقَ الآصال والأَسحار
    ماذا تحاول من تنائينا النوى ؟ أَنتِ الدُّنى وأَنا الخيالُ الساري
    ألقى الضحى ألقاك، ثم من الدجى سبل إليك خفية الأغوار
    وإذا أنستُ بوحدتي فلانها سببي إليك، وسلمي، ومناري
    إيهٍ زماني في الهوى وزمانها ما كنتما إلا النَّميرَ الجاري
    مُتسَلْسلاً بين الصبابة والصِّبا ومترقرقاً بمسارح الأقدار

    ----------------------------------------

    عَرَضوا الأَمانَ على الخواطرْ


    عَرَضوا الأَمانَ على الخواطرْ واستعرضوا السُّمْرَ الخواطر
    فوقفتُ في حذر ، ويأْ بى القلبُ إلا ان يخاطِر
    يا قلب شأْنك والهوى هذي الغصونُ وأَنت طائر
    إن التي صادتْك تسـ ـعى بالقلوب لها النواظر
    ييا ثغرها ، أمستُ كالـ ـغوَّاص، أَحْلُم بالجواهر
    يا لحظَها، مَنْ أُمُّها؟ أو مَنْ أبوها في الجآذر ؟
    يا شعرها ، لا تسعَ في هتكي، فشأْنُ الليلِ ساتر
    يا قَدَّها، حتَّام تغـ ـدو عاذِلاً وتروح جائر؟
    وبأيِّ ذنبٍ قد طعنـ ـتَ حشايَ يا قدَّ الكبائر؟

    -------------------------------------

    بالله يا نَسَماتِ النيل في السَّحَرِ


    بالله يا نَسَماتِ النيل في السَّحَرِ هل عندَكُنَّ عن الأَحباب مِنْ خبَر؟
    عرفتكنَّ بعرفٍ لا أكيفه لا في الغوالي ، ولا في النَّورِ والزَّهَر
    من بعض ما مسح الحسنُ الوجوهَ به بينَ الجبينِ، وبينَ الفَرْقِ والشَّعَر
    فهل عَلِقْتُنَّ أَثناءَ السُّرَى أَرَجاً من الغدائر ، أو طيبا من الطُّرر؟
    هجتنَّ لي لوعة ً في القلب كامنة ً والجُرْحُ إنْ تَعْتَرِضْه نَسْمَة ٌ يَثُر
    ذكرت مصر ، ومن أهوى ، ومجلسنا على الجزيرة بين الجسر والنَّهَر
    واليومُ أَشْيَبُ، والآفاقُ مُذْهَبة ٌ والشمسث مصفرة ٌ تجري لمنحدر
    والنخلُ مُتَّشِحٌ بالغيم، تحسبُهُ هِيفَ العرائسِ في بيضٍ من الأُزُر
    وما شجانيَ إلاّ صوتُ ساقية ٍ تستقبل الليلَ بين النَّوْح والعَبَر
    لم يترك الوجدُ منها غيرَ أَضْلُعِها وغيرَ دَمعٍ كصَوْب الغَيْثِ مُنْهَمِر
    بخيلة بمآقيها ، فلو سئلتْ جَفْناً يُعين أَخا الأَشواقِ لم تُعِر
    في ليلة من ليالي الدهر طَيِّبَة ٍ محا بها كلَّ ذنبٍ غيرِ مُغْتَفَر
    عفَّتْ ، وعفَّ الهوى فيها ، وفاز بها عَفُّ الإشارة ِ، والأَلفاظِ، والنظر
    بتنا ، وباتت حناناً حولنا ورضاً ثلاثة ٌ بين سمْعِ الحبِّ والبصر
    لا أكذب اللهَ ، كان النجمُ رابعنا لو يُذْكرُ النجمُ بعد البدر في خبر
    وأَنصفَتْنا، فظُلمٌ أَن نُجازِيَها شكوى من الطول، أَو شكوى من القِصَر
    دَعْ بعد رِيقَة ِ مَنْ تَهْوَى ومَنْطِقِه ما قيل في الكأْس، أَو ما قيل في الوتر
    ولا تبالِ بكنزٍ بعد مبسمِه أَغلى اليواقيت ما أُعْطِيتَ والدُّرَر
    ولم يَرُعْنِي إلاَّ قولُ عاذِلة ٍ ما بالُ أَحمدَ لم يَحلُمْ ولم يَقِر؟
    هلا ترفَّع عن لَهْوٍ وعن لَعِبٍ؟ إن الصغائر تغري النفسَ بالصغر
    فقلتُ: للمجد أَشعاري مُسَيَّرة وفي غواني العلا ـ لا في المها ـ وطري
    مصرُ العزيزة ُ، مالي لا أُودِّعُها وداعَ محتفظٍ بالعهد مذكر
    خلَّفْتُ فيها القَطا ما بين ذي زَغَبٍ وداعَ محتفظٍ بالعهد مدكر
    وذي تمائمَ لم ينهض ولم يَطِرِ
    أسلمتهم لعيون الله تحرسُهم وأَسلموني لظلِّ الله في البشر



    سمسم
    سمسم
    عضو متألق
    عضو متألق


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 834

    تاريخ التسجيل : : 11/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد امير الشعراء احمد شوقى ( 1 )

    مُساهمة من طرف سمسم 13/5/2011, 4:39 pm



    شكرا على المواضيع المميزة
    شكشك
    شكشك
    مشرف
    مشرف


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 1796

    تاريخ التسجيل : : 09/12/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد امير الشعراء احمد شوقى ( 1 )

    مُساهمة من طرف شكشك 8/6/2011, 7:39 pm



    مشكوووووووووور

      الوقت/التاريخ الآن هو 20/5/2024, 6:00 pm