اجهلي او حاولي أن تعرفي
عذبي أو جربي أن ترأفي
اعبديني فاحرِمي من مقلتي
و رِدي دمعَ الأسى واغترفي
لا تولَّي شطرَ قلبي إنما
قبلي ركنَ النـَّوى وانصرفي
وامخـُري في مركبٍ من قلقٍ
وابحثي في لججي عن صَدَفي
واغرِفي من نبعِ ساعات السُّدى
وامزجيها بدموعي وارشفي
طالما والليلُ داجٍ مُزجتْ
بشهيقي وأذابتْ سَعفي
وستارُ الأسودِ الجاثمِ ما
فتِأتْ كفاهُ تـُلهي شُرَفي
وحِرابٌ في محاريبِ الهوى
فتكتْ بالناسكِ المعتكفِ
وكأنَّ اللهَ ألقى أرضَهُ
وسماهُ ..ثم أوصى.. كتفي
آهِ من صمتِ الليالي لم تعدْ
دمعةٌ في مقلتي لم تـُذرَفِ
هاأنا والشارعُ الخلفيُّ ما
نامَ حتى غبتُ في المنعطفِ
كلما قلتُ ابتدأنا زُرِعتْ
تحتنا النيرانُ في المنتصفِ
لاتقولي لي غداً.. ليس غدٌ
عن وعودِ التيهِ بالمختلفِ
شحَّ منك الليلُ لم يمددْ يداً
بوصالٍ.. والمنى في سَرفِ
وسكونُ الليلِ طفلٌ كلما
هزَّه البردُ انـْزوى في معطفى
فامنعي عني خيالا سامَني
منكِ اصنافَ الضنا والصَّلـَـفِ