منتديات شريف سليمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 )

    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:36 pm



    الشاعر امل دنقل

    مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 ) 9


    الوقوف على قدم واحدة!
    ---------------------------------

    كادت تقول لى ((من أنت ؟))

    .. .. .. ..

    (.. العقرب الأسود كان يلدغ الشمس ..

    وعيناه الشّهيتان تلمعان ! )

    _أأنت ؟!

    لكنّى رددت باب وجهى .. واستكنت

    (.. عرفت أنّها ..

    تنسى حزام خصرها .

    فى العربات الفارهة !

    ***

    أسقط فى أنياب اللحظات الدنسة

    أتشاغل بالرشفة من كوب الصمت المكسور

    بمطاردة فراش الوهم المخمور

    أتلاشى فى الخيط الواهن :

    ما بين شروع الخنجر .. والرقبة

    ما بين القدم العاربة وبين الصحراء الملتهبة

    ما بين الطلّقة .. والعصفور .. والعصفور !

    ***

    يهتزّ قرطها الطويل ..

    يراقص ارتعاش ظلّه ..

    على تلفّتات العنق الجميل

    وعندما تلفظ بذر الفاكهة

    وتطفىء التبغة فى المنفضة العتيقة الطراز

    تقول عيناها : استرح !

    والشفتان .. شوكتان !!

    ***

    (تبقّين أنت : شبحا يفصل بين الأخوين

    وعندما يفور كأس الجعة المملوء ..

    فى يد الكبير :

    يقتلك المقتول مرتين!

    أتأذنين لى بمعطفى

    أخفى به ..

    عورة هذا القمر الغارق فى البحيرة

    عورة هذا المتسول الأمير

    وهو يحاور الظلال من شجيرة إلى شجيرة

    يطالع الكفّ لعصفور مكسّر الساقين

    يلقط حبّة العينين

    لأنه صدّق _ ذات ليلة مضت _

    عطاء فمك الصغير ..

    عطاء حلمك القصير ..


    تابع
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:37 pm

    فى انتظار السيف (يوليو 1970)
    --------------------------------------

    وردة فى عروة السّرة:

    ماذا تلدين الآن ؟

    طفلا .. أم جريمة ؟

    أم تنوحين على بوّابة القدس القديمة؟

    عادت الخيل من المشرق،

    عاد (الحسن الأعصم ) والموت المغير

    بالرداء الأرجوانىّ ، وبالوجه اللصوصى ،

    وبالسيف الأجير

    فانظرى تمثاله الواقف فى الميدان ..

    (يهتّز مع الريح .!)

    انظرى من فرجة الشبّاك :

    أيدى صبية مقطوعة ..

    مرفوعة .. فوق السّنان

    (..مردفا زوجته الحبلى على ظهر الحصان)

    أنظرى خيط الدم القانى على الأرض

    ((هنا مرّ .. هنا ))

    فانفقأت تحت خطى الجند ...

    عيون الماء ،

    واستلقت على التربة .. قامات السنابل .

    ثم..ها نحن جياع الأرض نصطف ..

    لكى يلقى لنا عهد الأمان .

    ينقش السكة باسم الملك الغالب ،

    يلقى خطبة الجمعة باسم الملك الغالب ،

    يرقى منبر المسجد ..

    بالسيف الذى يبقر أحشاء الحوامل .

    ***

    تلدين الآن من يحبو..

    فلا تسنده الأيدى ،

    ومن يمشى .. فلا يرفع عينيه الى الناس ،

    ومن يخطفه النخّاس :

    قد يصبح مملوكا يلوطون به فى القصر،

    يلقون به فى ساحة الحرب ..

    لقاء النصر ،

    هذا قدر المهزوم :

    لا أرض .. ولا مال .

    ولا بيت يردّ الباب فيه ..

    دون أن يطرقه جاب ..

    وجندى رأى زوجته الحسناء فى البيت المقابل)

    أنظرى أمّتك الأولى العظيمة

    أصبحت : شرذمة من جثث القتلى ،

    وشحّادين يستجدون عطف السيف

    والمال الذى ينثره الغازى ..

    فيهوي ما تبقى من رجال ..

    وأرومة .

    أنظرى ..

    لا تفزعى من جرعة الخزى،

    أنظرى ..

    حتى تقيئي ما بأحشائك ..

    من دفء الأمومة .

    ***

    تقفز الأسواق يومين ..

    وتعتاد على ((النقد)) الجديد

    تشتكى الأضلاع يومين ..

    وتعتاد على السوط الجديد

    يسكت المذياع يومين

    ويعتاد على الصوت الجديد

    وأنا منتظر .. جنب فراشك

    جالس أرقب فى حمّى ارتعاشك_

    صرخة الطفل الذى يفتح عينيه ..

    على مرأى الجنود!


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:37 pm

    بكائية ليلية
    ----------------------

    للوهلة الأولى

    قرأت في عينيه يومه الذي يموت فيه

    رأيته في صحراء " النقب " مقتولا ..

    منكفئا .. يغرز فيها شفتيه ،

    و هي لا تردّ قبلة ..لفيه !

    كنا نتوه في القاهرة العجوز ، ننسى الزمنا

    نفلت من ضجيج سياراتها ، و أغنيات المتسوّلين

    تظلّنا محطّة المترو مع المساء .. متعبين

    و كان يبكي وطنا .. و كنت أبكي وطنا

    نبكي إلى أن تنضبّ الأشعار

    نسألها : أين خطوط النار ؟

    و هل ترى الرصاصة الأولى هناك .. أم هنا ؟

    و الآن .. ها أنا

    أظلّ طول اللّيل لا يذوق جفني وسنا

    أنظر في ساعتي الملقاة في جواري

    حتّى تجيء . عابرا من نقط التفتيش و الحصار

    تتّسع الدائرة الحمراء في قميصك الأبيض ، تبكي شجنا

    من بعد أن تكسّرت في " النقب " رايتك !

    تسألني : " أين رصاصتك ؟ "

    " أين رصاصتك "

    ثمّ تغيب : طائرا .. جريحا

    تضرب أفقك الفسيحا

    تسقط في ظلال الضّفّة الأخرى ، و ترجو كفنا !

    و حين يأتي الصبح – في المذياع – بالبشائر

    أزيح عن نافذتي السّتائر

    فلا أراك .. !

    أسقط في عاري . بلا حراك

    أسأل إن كانت هنا الرصاصة الأولى ؟

    أم أنّها هناك ؟؟


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:38 pm

    كلمات سبارتكوس الأخيرة
    ---------------------------

    ( مزج أوّل ) :

    المجد للشيطان .. معبود الرياح

    من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "

    من علّم الإنسان تمزيق العدم

    من قال " لا " .. فلم يمت ,

    وظلّ روحا أبديّة الألم !

    ( مزج ثان ) :

    معلّق أنا على مشانق الصباح

    و جبهتي – بالموت – محنيّة

    لأنّني لم أحنها .. حيّه !

    ... ...

    يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين

    منحدرين في نهاية المساء

    في شارع الاسكندر الأكبر :

    لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ

    لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر

    فلترفعوا عيونكم إليّ

    لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ

    يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه !

    " سيزيف " لم تعد على أكتافه الصّخره

    يحملها الذين يولدون في مخادع الرّقيق

    و البحر .. كالصحراء .. لا يروى العطش

    لأنّ من يقول " لا " لا يرتوي إلاّ من الدموع !

    .. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق

    فسوف تنتهون مثله .. غدا

    و قبّلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق

    فسوف تنتهون ها هنا .. غدا

    فالانحناء مرّ ..

    و العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى

    فقبّلوا زوجاتكم .. إنّي تركت زوجتي بلا وداع

    و إن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع

    فعلّموه الانحناء !

    علّموه الانحناء !

    الله . لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا !

    و الودعاء الطيّبون ..

    هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى

    لأنّهم .. لا يشنقون !

    فعلّموه الانحناء ..

    و ليس ثمّ من مفر

    لا تحلموا بعالم سعيد

    فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !

    وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..

    و دمعة سدى !

    ( مزج ثالث ) :

    يا قيصر العظيم : قد أخطأت .. إنّي أعترف

    دعني- على مشنقتي – ألثم يدك

    ها أنذا أقبّل الحبل الذي في عنقي يلتف

    فهو يداك ، و هو مجدك الذي يجبرنا أن نعبدك

    دعني أكفّر عن خطيئتي

    أمنحك – بعد ميتتي – جمجمتي

    تصوغ منها لك كأسا لشرابك القويّ

    .. فان فعلت ما أريد :

    إن يسألوك مرّة عن دمي الشهيد

    و هل ترى منحتني " الوجود " كي تسلبني " الوجود "

    فقل لهم : قد مات .. غير حاقد عليّ

    و هذه الكأس – التي كانت عظامها جمجمته –

    وثيقة الغفران لي

    يا قاتلي : إنّي صفحت عنك ..

    في اللّحظة التي استرحت بعدها منّي :

    استرحت منك !

    لكنّني .. أوصيك إن تشأ شنق الجميع

    أن ترحم الشّجر !

    لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانقا

    لا تقطع الجذوع

    فربّما يأتي الربيع

    " و العام عام جوع "

    فلن تشم في الفروع .. نكهة الثمر !

    وربّما يمرّ في بلادنا الصيف الخطر

    فتقطع الصحراء . باحثا عن الظلال

    فلا ترى سوى الهجير و الرمال و الهجير و الرمال

    و الظمأ الناريّ في الضلوع !

    يا سيّد الشواهد البيضاء في الدجى ..

    يا قيصر الصقيع !

    ( مزج رابع ) :

    يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء

    منحدرين في نهاية المساء

    لا تحلموا بعالم سعيد ..

    فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد .

    و إن رأيتم في الطريق " هانيبال "

    فأخبروه أنّني انتظرته مديّ على أبواب " روما " المجهدة

    و انتظرت شيوخ روما – تحت قوس النصر – قاهر الأبطال

    و نسوة الرومان بين الزينة المعربدة

    ظللن ينتظرن مقدّم الجنود ..

    ذوي الرؤوس الأطلسيّة المجعّدة

    لكن " هانيبال " ما جاءت جنوده المجنّدة

    فأخبروه أنّني انتظرته ..انتظرته ..

    لكنّه لم يأت !

    و أنّني انتظرته ..حتّى انتهيت في حبال الموت

    و في المدى : " قرطاجه " بالنار تحترق

    " قرطاجه " كانت ضمير الشمس : قد تعلّمت معنى الركوع

    و العنكبوت فوق أعناق الرجال

    و الكلمات تختنق

    يا اخوتي : قرطاجة العذراء تحترق

    فقبّلوا زوجاتكم ،

    إنّي تركت زوجتي بلا وداع

    و إن رأيتم طفلى الذي تركته على ذراعها .. بلا ذراع

    فعلّموه الانحناء ..

    علّموه الانحناء ..

    علّموه الانحناء ..


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:39 pm

    قالت
    ---------

    قالت : تعال إليّ

    واصعد ذلك الدرج الصغير

    قلت : القيود تشدّني

    و الخطو مضنى لا يسير

    مهما بلغت فلست أبلغ ما بلغت

    وقد أخور

    درج صغير

    غير أنّ طريقه .. بلا مصير

    فدعي مكاني للأسى

    وامضي إلى غدك الأمير

    فالعمر أقصر من طموحي

    و الأسى قتل الغدا

    ***

    قالت : سأنزل

    قلت : يا معبودتي لا تنزلي لي

    قالت : سأنزل

    قلت : خطوك منته في المستحيل

    ما نحن ملتقيان

    رغم توحّد الأمل النبيل

    ... ...

    نزلت تدقّ على السكون

    رنين ناقوس ثقيل

    و عيوننا متشابكات في أسى الماضي الطويل

    تخطو إليّ

    و خطوها ما ضلّ يوما عن سبيل

    و بكى العناق

    و لم أجد إلاّ الصدى

    إلاّ الصدى


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:40 pm

    ماريـّا
    -------------

    ماريّا ؛ يا ساقية المشرب

    اللّيلة عيد

    لكنّا نخفي جمرات التنهيد !

    صبى النشوة نخبا .. نخبا

    صبى حبّا

    قد جئنا اللّيلة من أجلك

    لنريح العمر المتشرّد خلف الغيب المهلك

    في ظلّ الأهداب الإغريقيّة !

    ما أحلى استرخاءه حزن في ظلّك

    في ظلّ الهدب الأسود

    ...................

    ماذا يا ماريّا ؟

    الناس هنا كالناس هنالك في اليونان

    بسطاء العيشة ، محبوبون

    لا يا ماريّا

    الناس هنا – في المدن الكبرى – ساعات

    لا تتخلّف

    لا تتوقّف

    لا تتصرّف

    آلات ، آلات ، آلات

    كفى يا ماريّا

    نحن نريد حديثا نرشف منه النسيان !

    ..........................

    ماذا يا سيّدة البهجة ؟

    العام القادم في بيتي زوجة ؟ !

    قد ضاعت يا ماريّا من كنت أودّ

    ماتت في حضن آخر

    لكن ما فائدة الذكرى

    ما جدوى الحزن المقعد

    نحن جميعا نحجب ضوء الشمس و نهرب

    كفى يا ماريّا

    نحن نريد حديثا نرشف منه النسيان

    ..................

    قولي يا ماريّا

    أوما كنت زمانا طفلة

    يلقي الشعر على جبهتها ظلّه

    من أوّل رجل دخل الجنّة واستلقى فوق الشطآن

    علقت في جبهته من ليلك خصله

    فضّ الثغر بأوّل قبله

    أو ما غنّيت لأوّل حبّ

    غنّينا يا ماريّا

    أغنية من سنوات الحبّ العذب

    ........................

    ........................

    .......................

    ما أحلى النغمة

    لتكاد تترجّم معناها كلمة .. كلمة

    غنّيها ثانية ... غنّي

    ( أوف .

    لا تتجهّم

    ما دمت جواري ، فلتتبسم

    بين يديك و جودي كنز الحبّ

    عيناي اللّيل .. ووجهي النور

    شفتاي نبيذ معصور

    صدري جنّتك الموعودة

    و ذراعي وساد الربّ

    فينسّم للحبّ ، تبسّم

    لا تتجهّم

    لا تتجهّم )

    ..........................

    ما دمت جوارك يا ماريّا لن أتجهّم

    حتّى لو كنت الآن شبابا كان

    فأنا مثلك كنت صغيرا

    أرفع عيني نحو الشمس كثيرا

    لكنّي منذ هجرت بلادي

    و الأشواق

    تمضغني ، و عرفت الأطراق

    مثلك منذ هجرت بلادك

    و أنا أشتاق

    أن أرجع يوما ما للشمس

    أن يورق في جدبي فيضان الأمس

    .......................

    قولي يا ماريّا

    العام القادم يبصر كلّ منّا أهله

    كي أرجع طفلا .. و تعودي طفله

    لكنّا اللّيلة محرومون

    صبى أشجانك نخبا .. نخبا

    صبى حبّا

    فأنا ورفاقي

    قد جئنا اللّيلة من أجلك !


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:40 pm

    استريحي !
    -------------

    استريحي

    ليس للدور بقيّة

    انتهت كلّ فصول المسرحيّة

    فامسحي زيف المساحيق

    و لا ترتدي تلك المسوح المرميّة

    و اكشفي البسمة عمّا تحتها

    من حنين .. و اشتهاء .. و خطيّة

    كنت يوما فتنة قدسّتها

    كنت يوما

    ظمأ القلب .. وريّه

    ***

    لم تكوني أبدا لي

    إنّما كنت للحبّ الذي من سنتين

    قطف التفاحتين

    ثمّ ألقى

    ببقايا القشرتين

    و بكى قلبك حزنا

    فغدا دمعة حمراء

    بين الرئتين

    و أنا ؛ قلبي منديل هوى

    جففت عيناك فيه دمعتين

    و محت فيه طلاء الشّفتين

    و لوته ..

    في ارتعاشات اليدين

    كان ماضيك جدار فاصلا بيننا

    كان ضلالا شبحيّه

    فاستريحي

    ليس للدور بقيّة

    أينما نحن جلسنا

    ارتسمت صورة الآخر في الركن القصيّ

    كنت تخشين من اللّمسة

    أن تمحي لمسته في راحتي

    و أحاديثك في الهمس معي

    إنّما كانت إليه ..

    لا إليّ

    فاستريحي

    لم يبق سوى حيرة السير على المفترق

    كيف أقصيك عن النار

    و في صدرك الرغبة أن تحترقي ؟

    كيف أدنيك من النهر

    و في قلبك الخوف و ذكرى الغارق ؟

    أنا أحببتك حقّا

    إنّما لست أدري

    أنا .. أم أنت الضحيّة ؟

    فاستريحي ، ليس للدور بقيّة


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:41 pm

    العار الذي نتّقيه
    -----------------------

    هذا الذي يجادلون فيه

    قولي لهم عن أمّه ، و من أبوه

    أنا و أنت .

    حين أنجبناه ألقيناه فوق قمم الجبال كي يموت !

    لكنّه ما مات

    عاد إلينا عنفوان ذكريات

    لم نجتريء أن نرفع العيون نحوه

    لم نجتريء أن نرفع العيون

    نحو عارنا المميت

    ***

    ها طفلنا أمامنا غريب

    ترشفه العيون و الظنون بازدرائها

    و نحن لا نجيب

    ( و ربّما لو لم يكن من دمنا

    كنّا مددنا نحوه اليدا

    كنّا تبنّيناه راحمين نبله المهين )

    لكنّه .. ما زال يقطع الدروب

    يقطع الدروب

    و في عيوننا الأسى المريب

    ***

    " أوديب " عاد باحثا عن اللذين ألقيناه للردى

    نحن اللّذان ألقياه للردى

    و هذه المرّه لن نضيعه

    و لن نتركه يتوه

    ناديه

    قولي إنّك أمّه التي ضنت عليه بالدفء

    و بالبسمة و الحليب

    قولي له أنّي أبوه

    ( هل يقتلني ؟ ) أنا أبوه

    ما عاد عارا نتّقيه

    العار : أن نموت دون ضمّه

    من طفلنا الحبيب

    من طفلنا " أوديب "


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 3 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:42 pm

    رسالة من الشمال
    --------------------------

    بعمر – من الشوك – مخشوشن

    بعرق من الصيف لم يسكن

    بتجويف حبّ ، به كاهن

    له زمن .. صامت الأرغن :

    أعيش هنا

    لا هنا ، إنّني

    جهلت بكينونتي مسكني

    غدي : عالم ضلّ عنّي الطريق

    مسالكه للسدى تنحني

    علاماته .. كانثيال الوضوء

    على دنس منتن . منتن

    تفح السواسن سمّ العطور

    فأكفر بالعطر و السوسن

    و أفصد و همي ... لأمتصّه

    فيمتصّني الوهم ، يمتصّني ..

    ***

    ملاكي : أنا في شمال الشمال

    أعيش .. ككأس بلا مدمن

    ترد الذباب انتظارا ، و تحسو

    جمود موائدها الخوّن

    غريب الحظايا ، بقايا الحكايا

    من اللّيل لليل تستلنّي

    أرشّ ابتسامتي على كلّ وجه

    توسّد في دهنه اللّين

    و يجرحني الضوء في كلّ ليل

    مرير الخطى ، صامت ، محزن

    سربيت به – كالشعاع الضئيل –

    إلى حيث لا عابر ينثني

    هي اسكندريّة بعد المساء

    شتائيّة القلب و المحضن

    شوارعها خاويات المدى

    سوى : حارس بي لا يعتني

    ودودة كلبين كي ينسلا

    ورائحة الشّبق المزمن

    ملاكي .. ملاكي .. تساءل عنك

    اغتراب التفرّد في مسكني

    سفحت لك اللّحن عبر المدى

    طريقا إلى المبتدأ ردّني

    و عيناك : فيروزتان تضيئان

    في خاتم الله .. كالأعين

    تمدّان لي في المغيب الجناح

    مدى ، خلف خلف المدى الممعن

    سألتهما في صلاة الغروب

    عن الحبّ ، و الموت ، و الممكن

    و لم تذكرا لي سوى خلجة

    من الهدب قلت لها : هيمني !

    هواي له شمس تنهيدة

    إلى اليوم بالموت لو تؤمن

    و كانت لنا خلوة ، إن غدا

    لها الخوف أصبح في مأمن

    مقاعدها ما تزال النجوم

    تحجّ إلى صمتها المؤمن

    حكينا لها ، و قرأنا بها

    بصوت على الغيب مستأذن

    دنّوا ، دنّوا ففي جعبتي

    حكايات حبّ سنى ، سنى

    صقلت به الشمس حتّى غدت

    مرايا مساء لتزيّني

    وصفت لك النجم عقدا من

    الماس شعّ على صدرك المفتنى

    أردتك قبل وجود الوجود

    وجودا لتخليده لم أن

    تغرّبت عنك ، لحيث الحياة

    مناجم حلم بلا معدن و دورة كلبين ينسلّا

    ورائحة الشّبق المزمن

    ***

    ملاكي : ترى ما يزال الجنوب

    مشارق للصيف لم تعلن

    ضممت لصدري تصاويرنا

    تصاوير تبكي على المقتنى

    سآتي إليك أجر المسير

    خطى في تصلبّها المذعن

    سآتي إليك كسيف تحطّم

    في كفّ فارسه المثخن

    سآتي إليك نحيلا .. نحيلا

    كخيط من الحزن لم يحزن

    ***

    أنا قادم من شمال الشمال

    لعينين – في موطني – موطني !



      الوقت/التاريخ الآن هو 19/5/2024, 1:20 pm