منتديات شريف سليمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:12 pm


    الشاعر أمل دنقل

    مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 ) 9


    البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
    -------------------------------------


    أيتها العرافة المقدَّسةْ ..

    جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ

    أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة

    منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.

    أسأل يا زرقاءْ ..

    عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء

    عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة

    عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء

    عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..

    فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !

    عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!

    أسأل يا زرقاء ..

    عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !

    عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟

    كيف حملتُ العار..

    ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !

    ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !

    تكلَّمي أيتها النبية المقدسة

    تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ

    لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..

    تلعق من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !

    تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان

    لا اللَّيل يُخفي عورتي .. كلا ولا الجدران !

    ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..

    ولا احتمائي في سحائب الدخان !

    .. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة

    ( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق

    فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ

    وحين مات عَطَشاً في الصحَراء المشمسة ..

    رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..

    وارتخت العينان !)

    فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟

    والضحكةَ الطروب : ضحكتهُ..

    والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟

    * * *

    أيتها النبية المقدسة ..

    لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..

    لكي أنال فضلة الأمانْ

    قيل ليَ "اخرسْ .."

    فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !

    ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان

    أجتزُّ صوفَها ..

    أردُّ نوقها ..

    أنام في حظائر النسيان

    طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .

    وها أنا في ساعة الطعانْ

    ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ

    دُعيت للميدان !

    أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..

    أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..

    أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،

    أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!

    تكلمي أيتها النبية المقدسة

    تكلمي .. تكلمي ..

    فها أنا على التراب سائلٌ دمي

    وهو ظمئُ .. يطلب المزيدا .

    أسائل الصمتَ الذي يخنقني :

    " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

    أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"

    فمن تُرى يصدُقْني ؟

    أسائل الركَّع والسجودا

    أسائل القيودا :

    " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

    " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

    أيتها العَّرافة المقدسة ..

    ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟

    قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..

    فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !

    قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..

    فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !

    وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..

    والتمسوا النجاةَ والفرار !

    ونحن جرحى القلبِ ،

    جرحى الروحِ والفم .

    لم يبق إلا الموتُ ..

    والحطامُ ..

    والدمارْ ..

    وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ

    ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،

    وفي ثياب العارْ

    مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !

    ها أنت يا زرقاءْ

    وحيدةٌ ... عمياءْ !

    وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ

    والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !

    فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها

    كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.

    في أعين الرجال والنساءْ !؟

    وأنت يا زرقاء ..

    وحيدة .. عمياء !

    وحيدة .. عمياء !


    تابع
    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:13 pm

    زهور
    -----------

    وسلالٌ منَ الورِد,

    ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقه

    وعلى كلِّ باقةٍ

    اسمُ حامِلِها في بِطاقه

    ***

    تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلهْ

    أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً -

    َلحظةَ القَطْف,

    َلحظةَ القَصْف,

    لحظة إعدامها في الخميلهْ!

    تَتَحدثُ لي..

    أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين

    ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين,

    حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ

    تَتَحدثُ لي..

    كيف جاءتْ إليّ..

    (وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ)

    كي تَتَمني ليَ العُمرَ!

    وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!!

    ***

    كلُّ باقهْ..

    بينَ إغماءة وإفاقهْ

    تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ

    وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ...

    اسمَ قاتِلها في بطاقهْ!


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:13 pm

    ضد من
    --------------

    في غُرَفِ العمليات,

    كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,

    لونُ المعاطفِ أبيض,

    تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,

    الملاءاتُ,

    لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,

    قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,

    كوبُ اللَّبن,

    كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.

    كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!

    فلماذا إذا متُّ..

    يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..

    بشاراتِ لونِ الحِدادْ?

    هل لأنَّ السوادْ..

    هو لونُ النجاة من الموتِ,

    لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,

    ***

    ضِدُّ منْ..?

    ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!

    ***

    بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..

    الذينَ يرون سريريَ قبرا

    وحياتيَ.. دهرا

    وأرى في العيونِ العَميقةِ

    لونَ الحقيقةِ

    لونَ تُرابِ الوطنْ!


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:17 pm

    الجنوبي
    -------------

    صورة

    هل أنا كنت طفلاً

    أم أن الذي كان طفلاً سواي

    هذه الصورة العائلية

    كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي

    رفسة من فرس

    تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس

    أتذكر

    سال دمي

    أتذكر

    مات أبي نازفاً

    أتذكر

    هذا الطريق إلى قبره

    أتذكر

    أختي الصغيرة ذات الربيعين

    لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها

    المنطمس

    أو كان الصبي الصغير أنا ؟

    أم ترى كان غيري ؟

    أحدق

    لكن تلك الملامح ذات العذوبة

    لا تنتمي الآن لي

    و العيون التي تترقرق بالطيبة

    الآن لا تنتمي لي

    صرتُ عني غريباً

    ولم يتبق من السنوات الغريبة

    الا صدى اسمي

    وأسماء من أتذكرهم -فجأة-

    بين أعمدة النعي

    أولئك الغامضون : رفاق صباي

    يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح

    لكي نأتنس.

    وجه

    كان يسكن قلبي

    وأسكن غرفته

    نتقاسم نصف السرير

    ونصف الرغيف

    ونصف اللفافة

    والكتب المستعارة

    هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء

    ولكنه يعد يومين مزق صورتها

    واندهش.

    خاض حربين بين جنود المظلات

    لم ينخدش

    واستراح من الحرب

    عاد ليسكن بيتاً جديداً

    ويكسب قوتاً جديدا

    يدخن علبة تبغ بكاملها

    ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي

    لكنه لا يطيل الزيارة

    عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب

    وفي غرفة العمليات

    لم يصطحب أحداً غير خف

    وأنبوبة لقياس الحرارة.

    فجأة مات !

    لم يحتمل قلبه سريان المخدر

    وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات

    عاد كما كان طفلاً

    سيشاركني في سريري

    وفي كسرة الخبز، والتبغ

    لكنه لا يشاركني .. في المرارة.

    وجه

    ومن أقاصي الجنوب أتى،

    عاملاً للبناء

    كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء

    كنت أجلس خارج مقهى قريب

    وبالأعين الشاردة

    كنت أقرأ نصف الصحيفة

    والنصف أخفي به وسخ المائدة

    لم أجد غير عينين لا تبصران

    وخيط الدماء.

    وانحنيت عليه أجس يده

    قال آخر : لا فائدة

    صار نصف الصحيفة كل الغطاء

    و أنا ... في العراء

    وجه

    ليت أسماء تعرف أن أباها صعد

    لم يمت

    هل يموت الذي كان يحيا

    كأن الحياة أبد

    وكأن الشراب نفد

    و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد

    عاش منتصباً، بينما

    ينحني القلب يبحث عما فقد.

    ليت "أسماء"

    تعرف أن أباها الذي

    حفظ الحب والأصدقاء تصاويره

    وهو يضحك

    وهو يفكر

    وهو يفتش عما يقيم الأود .

    ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات

    خبأنه بين أوراقهن

    وعلمنه أن يسير

    ولا يلتقي بأحد .

    مرآة

    -هل تريد قليلاً من البحر ؟

    -إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي

    البحر و المرأة الكاذبة.

    -سوف آتيك بالرمل منه

    وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً

    فلم أستبنه.

    .

    .

    -هل تريد قليلاً من الخمر؟

    -إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :

    قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.

    -سوف آتيك بالثلج منه

    وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً

    فلم أستبنه

    .

    .

    بعدما لم أجد صاحبي

    لم يعد واحد منهما لي بشيئ

    -هل نريد قليلاً من الصبر ؟

    -لا ..

    فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه

    يشتهي أن يلاقي اثنتين:

    الحقيقة و الأوجه الغائبة.


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:18 pm

    الطيور
    -----------

    (1)

    الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات,

    ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ,

    ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح!

    ربما تتنزلُ..

    كي تَستريحَ دقائقَ..

    فوق النخيلِ - النجيلِ - التماثيلِ -

    أعمِدةِ الكهرباء -

    حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ

    والأَسْطحِ الخرَسانية.

    (اهدأ, ليلتقطَ القلبُ تنهيدةً,

    والفمُ العذبُ تغريدةً

    والقطِ الرزق..)

    سُرعانَ ما تتفزّعُ..

    من نقلةِ الرِّجْل,

    من نبلةِ الطّفلِ,

    من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط,

    من حَصوات الصَّياح!)

    ***

    الطيورُ معلّقةٌ في السموات

    ما بين أنسجةِ العَنكبوتِ الفَضائيِّ: للريح

    مرشوقةٌ في امتدادِ السِّهام المُضيئةِ

    للشمس,

    (رفرفْ..

    فليسَ أمامَك -

    والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون -

    ليس أمامك غيرُ الفرارْ..

    الفرارُ الذي يتجدّد. كُلَّ صباح!)

    (2)

    والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس,

    مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها..

    فانتخَتْ,

    وبأعينِها.. فارتخَتْ,

    وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ

    ما الذي يَتَبقى لهَا.. غيرُ سَكينةِ الذَّبح,

    غيرُ انتظارِ النهايه.

    إن اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح

    تعرفُ كيفَ تَسنُّ السِّلاح!

    (3)

    الطيورُ.. الطيورْ

    تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ الأخيرْ!

    والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ..

    طوتِ الريشَ, واستَسلَمتْ

    هل تُرى علِمتْ

    أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ?!

    الجناحُ حَياة

    والجناحُ رَدى.

    والجناحُ نجاة.

    والجناحُ.. سُدى!


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:19 pm

    شيء يحترق
    -----------------

    شيء في قلبي يحترق

    إذ يمضي الوقت ... فنفترق

    و نمدّ الأيدي

    يجمعنا حبّ

    و تفرّقها .. طرق

    ***

    .. ولأنت جواري ضاجعه

    و أنا بجوارك ، مرتفق

    و حديثك يغزله مرح

    و الوجه .. حديث متّسق

    ترخين جفونا

    أغرقها سحر

    فطفا فيها الغرق

    و شبابك حان جبليّ

    أرز ، و غدير ينبثق

    و نبيذ ذهبيّ و حدي

    مصطبح منه و مغتبق

    و تغوص بقلبي نشوته

    تدفعني فيك .. فتلتصق

    و أمدّ يدين معربدتين

    فثوبك في كفّي ..

    مزّق

    و ذراعك يلتفّ

    و نهر من أقصى الغابة يندفق

    و أضمّك

    شفة في شفة

    فيغيب الكون ، و ينطبق

    ...............

    و تموت النار

    فنرقبها

    بجفون حار بها الأرق

    خجلى !

    و شفاهك ذائبه

    و ثمارك نشوى تندلق


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:20 pm

    مقابلة خاصة مع ابن نوح
    -----------------------------------

    جاء طوفانُ نوحْ!

    المدينةُ تغْرقُ شيئاً.. فشيئاً

    تفرُّ العصافيرُ,

    والماءُ يعلو.

    على دَرَجاتِ البيوتِ

    - الحوانيتِ -

    - مَبْنى البريدِ -

    - البنوكِ -

    - التماثيلِ (أجدادِنا الخالدين) -

    - المعابدِ -

    - أجْوِلةِ القَمْح -

    - مستشفياتِ الولادةِ -

    - بوابةِ السِّجنِ -

    - دارِ الولايةِ -

    أروقةِ الثّكناتِ الحَصينهْ.

    العصافيرُ تجلو..

    رويداً..

    رويدا..

    ويطفو الإوز على الماء,

    يطفو الأثاثُ..

    ولُعبةُ طفل..

    وشَهقةُ أمٍ حَزينه

    الصَّبايا يُلوّحن فوقَ السُطوحْ!

    جاءَ طوفانُ نوحْ.

    هاهمُ "الحكماءُ" يفرّونَ نحوَ السَّفينهْ

    المغنونَ- سائس خيل الأمير- المرابونَ- قاضى القضاةِ

    (.. ومملوكُهُ!) -

    حاملُ السيفُ - راقصةُ المعبدِ

    (ابتهجَت عندما انتشلتْ شعرَها المُسْتعارْ)

    - جباةُ الضرائبِ - مستوردو شَحناتِ السّلاحِ -

    عشيقُ الأميرةِ في سمْتِه الأنثوي الصَّبوحْ!

    جاءَ طوفان نوحْ.

    ها همُ الجُبناءُ يفرّون نحو السَّفينهْ.

    بينما كُنتُ..

    كانَ شبابُ المدينةْ

    يلجمونَ جوادَ المياه الجَمُوحْ

    ينقلونَ المِياهَ على الكَتفين.

    ويستبقونَ الزمنْ

    يبتنونَ سُدود الحجارةِ

    عَلَّهم يُنقذونَ مِهادَ الصِّبا والحضاره

    علَّهم يُنقذونَ.. الوطنْ!

    .. صاحَ بي سيدُ الفُلكِ - قبل حُلولِ

    السَّكينهْ:

    "انجِ من بلدٍ.. لمْ تعدْ فيهِ روحْ!"

    قلتُ:

    طوبى لمن طعِموا خُبزه..

    في الزمانِ الحسنْ

    وأداروا له الظَّهرَ

    يوم المِحَن!

    ولنا المجدُ - نحنُ الذينَ وقَفْنا

    (وقد طَمسَ اللهُ أسماءنا!)

    نتحدى الدَّمارَ..

    ونأوي الى جبلٍِ لا يموت

    (يسمونَه الشَّعب!)

    نأبي الفرارَ..

    ونأبي النُزوحْ!

    كان قلبي الذي نَسجتْه الجروحْ

    كان قَلبي الذي لَعنتْه الشُروحْ

    يرقدُ - الآن - فوقَ بقايا المدينه

    وردةً من عَطنْ

    هادئاً..

    بعد أن قالَ "لا" للسفينهْ

    .. وأحب الوطن!


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:21 pm

    خطاب غير تاريخي
    ---------------------

    ها أنتَ تَسْترخي أخيراً..

    فوداعاً..

    يا صَلاحَ الدينْ.

    يا أيُها الطَبلُ البِدائيُّ الذي تراقصَ الموتى

    على إيقاعِه المجنونِ.

    يا قاربَ الفَلِّينِ

    للعربِ الغرقى الذين شَتَّتتْهُمْ سُفنُ القراصِنه

    وأدركتهم لعنةُ الفراعِنه.

    وسنةً.. بعدَ سنه..

    صارت لهم "حِطينْ"..

    تميمةَ الطِّفِل, وأكسيرَ الغدِ العِنّينْ

    (جبل التوباد حياك الحيا)

    (وسقى الله ثرانا الأجنبي!)

    مرَّتْ خيولُ التُركْ

    مَرت خُيولُ الشِّركْ

    مرت خُيول الملكِ - النَّسر,

    مرتْ خيول التترِ الباقينْ

    ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادينِ المراهنه

    نموتُ تحتَ الأحصِنه!

    وأنتَ في المِذياعِ, في جرائدِ التَّهوينْ

    تستوقفُ الفارين

    تخطبُ فيهم صائِحاً: "حِطّينْ"..

    وترتدي العِقالَ تارةً,

    وترتدي مَلابس الفدائييّنْ

    وتشربُ الشَّايَ مع الجنود

    في المُعسكراتِ الخشِنه

    وترفعُ الرايةَ,

    حتى تستردَ المدنَ المرتهنَة

    وتطلقُ النارَ على جوادِكَ المِسكينْ

    حتى سقطتَ - أيها الزَّعيم

    واغتالتْك أيدي الكَهَنه!

    ***

    (وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عَنه..)

    (نازعتني - لمجلسِ الأمنِ - نَفسي!)

    ***

    نم يا صلاحَ الدين

    نم.. تَتَدلى فوقَ قَبرِك الورودُ..

    كالمظلِّيين!

    ونحنُ ساهرونَ في نافذةِ الحَنينْ

    نُقشّر التُفاحَ بالسِّكينْ

    ونسألُ اللهَ "القُروضَ الحسَنه"!

    فاتحةً:

    آمينْ.


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:22 pm

    شجوية
    ----------

    لماذا يُتابِعُني أينما سِرتُ صوتُ الكَمانْ?

    أسافرُ في القَاطراتِ العتيقه,

    (كي أتحدَّث للغُرباء المُسِنِّينَ)

    أرفعُ صوتي ليطغي على ضجَّةِ العَجلاتِ

    وأغفو على نَبَضاتِ القِطارِ الحديديَّةِ القلبِ

    (تهدُرُ مثل الطَّواحين)

    لكنَّها بغتةً..

    تَتباعدُ شيئاً فشيئا..

    ويصحو نِداءُ الكَمان!

    ***

    أسيرُ مع الناسِ, في المَهرجانات:

    أُُصغى لبوقِ الجُنودِ النُّحاسيّ..

    يملأُُ حَلقي غُبارُ النَّشيدِ الحماسيّ..

    لكنّني فَجأةً.. لا أرى!

    تَتَلاشى الصُفوفُ أمامي!

    وينسرِبُ الصَّوتُ مُبْتعِدا..

    ورويداً..

    رويداً يعودُ الى القلبِ صوتُ الكَمانْ!

    ***

    لماذا إذا ما تهيَّأت للنوم.. يأتي الكَمان?..

    فأصغي له.. آتياً من مَكانٍ بعيد..

    فتصمتُ: هَمْهمةُ الريحُ خلفَ الشَّبابيكِ,

    نبضُ الوِسادةِ في أُذنُي,

    تَتراجعُ دقاتُ قَلْبي,..

    وأرحلُ.. في مُدنٍ لم أزُرها!

    شوارعُها: فِضّةٌ!

    وبناياتُها: من خُيوطِ الأَشعَّةِ..

    ألْقى التي واعَدَتْني على ضَفَّةِ النهرِ.. واقفةً!

    وعلى كَتفيها يحطُّ اليمامُ الغريبُ

    ومن راحتيها يغطُّ الحنانْ!

    أُحبُّكِ,

    صارَ الكمانُ.. كعوبَ بنادقْ!

    وصارَ يمامُ الحدائقْ.

    قنابلَ تَسقطُ في كلِّ آنْ

    وغَابَ الكَمانْ!


    شـريـف
    شـريـف
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    ذكر
    مصر

    عدد المشاركات : : 7374

    تاريخ التسجيل : : 07/05/2010

    قصيدة رد: مكتبة قصائد الشاعر أمل دنقل ( 1 )

    مُساهمة من طرف شـريـف 13/6/2011, 6:22 pm

    من أوراق أبو نوّاس
    ----------------------------

    من أوراق أبونواس

    (الورقة الأولى)

    "ملِكٌ أم كتابهْ?"

    صاحَ بي صاحبي; وهو يُلْقى بدرهمهِ في الهَواءْ

    ثم يَلْقُفُهُ..

    (خَارَجيْن من الدرسِ كُنّا.. وحبْرُ الطفْولةِ فوقَ الرداءْ

    والعصافيرُ تمرقُ عبرَ البيوت,

    وتهبطُ فوق النخيلِ البعيدْ!)

    "ملِك أم كتابه?"

    صاح بي.. فانتبهتُ, ورفَّتْ ذُبابه

    حولَ عينيْنِ لامِعتيْنِ..!

    فقلتْ: "الكِتابهْ"

    ... فَتَحَ اليدَ مبتَسِماً; كانَ وجهُ المليكِ السَّعيدْ

    باسماً في مهابه!

    ...

    "ملِكٌ أم كتابة?"

    صحتُ فيهِ بدوري..

    فرفرفَ في مقلتيهِ الصِّبا والنجابه

    وأجابَ: "الملِكْ"

    (دون أن يتلعثَمَ.. أو يرتبكْ!)

    وفتحتُ يدي..

    كانَ نقشُ الكتابه

    بارزاً في صَلابه!

    دارتِ الأرضُ دورتَها..

    حَمَلَتْنا الشَّواديفُ من هدأةِ النهرِ

    ألقتْ بنا في جداولِ أرضِ الغرابه

    نتفرَّقُ بينَ حقولِ الأسى.. وحقولِ الصبابه.

    قطرتيْنِ; التقينا على سُلَّم القَصرِ..

    ذاتَ مَساءٍ وحيدْ

    كنتُ فيهِ: نديمَ الرشِيد!

    بينما صاحبي.. يتولى الحِجابه!!

    ***

    (الورقة الثانية)

    من يملكُ العملةَ

    يُمسكُ بالوجهيْن!

    والفقراءُ: بَيْنَ.. بيْنْ!

    ***

    (الورقة الثالثة)

    نائماً كنتُ جانبَه; وسمعتُ الحرسْ

    يوقظون أبي!..

    - خارجيٌّ?.

    - أنا.. ?!

    - مارقٌ?

    - منْ? أنا!!

    صرخَ الطفلُ في صدر أمّي..

    (وأمّيَ محلولةُ الشَّعر واقفةٌ.. في ملابِسها المنزليه)

    - إخرَسوا

    واختبأنا وراءَ الجدارِ,

    - إخرَسوا

    وتسللَ في الحلقِ خيطٌ من الدمِ.

    (كان أبي يُمسكُ الجرحَ,

    يمسكُ قامته.. ومَهابَتَه العائليه!)

    - يا أبي

    - اخرسوا

    وتواريتُ في ثوب أمِّيَ,

    والطِّفلُ في صدرها ما نَبَسْ

    ومَضوا بأبي

    تاركين لنا اليُتم.. متَّشِحاً بالخرَس!!

    ***

    (الورقة الرابعة)

    أيها الشِعرُ.. يا أيُها الفَرحُ. المُخْتَلَسْ!!

    (كلُّ ما كنتُ أكتبُ في هذهِ الصفحةِ الوَرَقيّه

    صادرته العَسسْ!!)

    ***

    (الورقة الخامسة)

    ... وأمّي خادمةٌ فارسيَّه

    يَتَنَاقَلُ سادتُها قهوةَ الجِنسِ وهي تدير الحَطبْ

    يتبادلُ سادتُها النظراتِ لأردافِها..

    عندما تَنْحني لتُضيءَ اللَّهبْ

    يتندَّر سادتُها الطيِّبون بلهجتِها الأعجميَّه!

    نائماً كنتُ جانبَها, ورأيتُ ملاكَ القُدُسْ

    ينحني, ويُرَبِّتَ وجنَتَها

    وتراخى الذراعانِ عني قليلاً

    قليلا..

    وسارتْ بقلبي قُشَعْريرةُ الصمتِ:

    - أمِّي;

    وعادَ لي الصوتُ!

    - أمِّي;

    وجاوبني الموتُ!

    - أمِّي;

    وعانقتُها.. وبكيتْ!

    وغامَ بي الدَّمعُ حتى احتَبَسْ!!

    ***

    (الورقة السادسة)

    لا تسألْني إن كانَ القُرآنْ

    مخلوقاً.. أو أزَليّ.

    بل سَلْني إن كان السُّلطانْ

    لِصّاً.. أو نصفَ نبيّ!!

    ***

    (الورقة السابعة)

    كنتُ في كَرْبلاءْ

    قال لي الشيخُ إن الحُسينْ

    ماتَ من أجلِ جرعةِ ماءْ!

    وتساءلتُ

    كيف السيوفُ استباحتْ بني الأكرمينْ

    فأجابَ الذي بصَّرتْه السَّماءْ:

    إنه الذَّهبُ المتلألىءُ: في كلِّ عينْ.

    إن تكُن كلماتُ الحسينْ..

    وسُيوفُ الحُسينْ..

    وجَلالُ الحُسينْ..

    سَقَطَتْ دون أن تُنقذ الحقَّ من ذهبِ الأمراءْ?

    أفتقدرُ أن تنقذ الحقَّ ثرثرةُ الشُّعراء?

    والفراتُ لسانٌ من الدمِ لا يجدُ الشَّفتينْ?!

    ...

    ماتَ من أجل جرعة ماءْ!

    فاسقني يا غُلام.. صباحَ مساء

    اسقِني يا غُلام..

    علَّني بالمُدام..

    أتناسى الدّماءْ!!

    ...

    آه

    من يوقف في رأسي الطواحين

    ومن ينزع من قلبي السكاكين

    ومن يقتل أطفالي المساكين

    لئلا يكبروا في الشقق المفروشة الحمراء خدّامين

    من يقتل أطفالي المساكين

    لكيلا يصبحوا في الغد شحاذين

    يستجدون أصحاب الدكاكين وأبواب المرابين

    يبيعون لسيارات أصحاب الملايين الرياحين

    وفي المترو يبيعون الدبابيس وياسين

    وينسلون في الليل

    يبيعون الجعارين لأفواج الغزاة السائحين

    ...

    هذه الأرض التي ما وعد الله بها

    من خرجوا من صلبها

    وانغرسوا في تربها

    وانطرحوا في حبها مستشهدين

    فادخلوها بسلام آمنين

    ادخلوها بسلام آمنين..



      الوقت/التاريخ الآن هو 19/5/2024, 12:46 pm